حين نتجه بخطابنا إلى الله، نتلذذ بتذللنا إليه. ونستمتع بسؤالنا إياه.
قصيدة جميلة، حملت في طياتها توبة وطلباً للعفو، وأسفاً لا ننفك نقوله إليه.
قصيدتك لها خصوصية، فموسيقاها سريعة وخفيفة وتُقرأ بسهولة. مع أنني أحب في مثل هذا النوع من القصائد بحراً أكثر طولاً كالطويل أو البسيط. لكن كلماتها البسيطة كانت كعروضها، خفيفين وقريبين من أذن السامع.
اقتباس:
لكم أفاضت مقلتي
إن كم هنا تحمل معنى الكثرة، وأفاضت فعلٌ متعدٍ بالألف يحمل معنى المبالغة، فأحياناً تستعصي الدموع على النزول فنجبرها على ذلك للتقرب من الله. ترويض العيون على البكاء من خشية الله امرٌ عظيم.
اقتباس:
إعلم إلهي أنني= أبكي ذنوبي في خجل
الأمر هنا لا يحمل معنى الأمر الحقيقي في مخاطبة الله، بل هو مخاطبة للنفسعن طريق مناجاة الله، فمثله لا يؤمر سبحانه وتعالى.
استخدام غريب ولكنه جميل.
اقتباس:
سامح إلهي مذنبا= لحاله بكى الجمل
لا أخفيك أني لم أحب استخدام الجَمل في هذا البيت، وإنني أرى أن تقول: لحاله بكت المقل.
اقتربت في قصيدتك هذه إلى الصوفية باستخدامك ألفاظهم الشعرية في التقرب من الله، حيث قلت: الهوى - مدنف- حب - وجد، إضافة إلى أبيات كاملة تقترب من الغزل الصوفي مثل:
اقتباس:
الصدر مني ضيق = وحالتي فرط الثمل
يزور قلبي طيفكم = وحزن قلبي قد شغل
وهذا يدلّ على اطّلاعك بهذا النوع من الغزل -إن لم أكن مخطئة-.
محمد العليوي,
سعدنا بعودتك بعد غياب طويل، وبقصيدة جميلة.
فالشكر لك
