بسم الله الرحمن الرحيم
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السواك
((لقد بعث سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام رحمة للإنسانية جمعاء , ودلنا عليه الصلاة والسلام على خصالٍ حميدة فإنّ من تمسك بها أفلح ونجا .......... ومن هديه عليه الصلاة والسلام أنه ارشدنا إلى استعمال السواك وفي هذا الموضوع انقل لكم هذه الدراسة الوافية عن استعمال السواك وفضائله.))
أولاً : تعريفه :
1-لغة : مأخوذ من ساك إذا دلك وجمعه سُوك.
2-اصطلاحا: استعمال عود أو نحوه في الأسنان ليذهب الصفرة وغيرها عنه./ المفصل في أحكام المرأة 1/52 ./
ثانياً: مشروعيته :
هو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام :
" أُمِرْتُ بالسواك حتى خشيت أن أدْرَدَ"
[ الصحيحة 1556 والدرد : سقوط الأسنان .]
وقال عليه الصلاة والسلام
" أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي "
[الصحيحة 1556 وهو حسن .
] ،
وقال عليه الصلاة والسلام :
" أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني "
ثانياً : السواك مرضاة للرب مطهرة للفم :
قال صلى الله عليه وسلم
" السواك مطهرة للفم مرضاة للرب "
( رواه النسائي والبيهقي).
ثالثاً : هو من سنن الوضوء :
قال صلى الله عليه وسلم
" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء "
( رواه مالك والشافعي والبيهقي والحاكم)
رابعاً : هو مستحب قبل الصلاة
قال صلى الله عليه وسلم :
" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة "
(متفق عليه ).
خامساً : المرأة والرجل في ذلك سواء
لقوله عليه الصلاة والسلام
" لولا أن أشق على أمتي " والمرأة من الأمة.
سادساً : أوقات استحباب السواك :
مستحب في كل وقت لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" السواك مطهرة للفم مرضاة للرب مجلاة للبصر "
ويشتد استحبابه عند الصلاة وعند الوضوء وعند قراءة القرآن ، وعند الاستيقاظ من النوم ، وعند تغير الفم . وتغير الفم يكون بأشياء منها : ترك الأكل والشرب ، ومنها أكل ماله رائحة كريهة ".
سابعاً:
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه وطهوره فيبعثــه الله (أي يوقظه من النوم )ماشاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي "
[رواه مسلم].
وعنهـا قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرقد من ليل فيستيقظ إلا تَسَوَّك ".
(رواه ابن أبي شيبة )
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك "
[رواه أحمدفي مسنده] .
وعن حذيفة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يَشُوصُ فاه بالسواك"
[رواه أحمد و الشيخان وأبو داودوالنسائي ومعني يشوص : أي يدلك أسنانه ] ،
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعار من الليل إلا أمر السواك على فيه"
[رواه ابن نصر والطبراني ، تعارَ : أي أرق وتقلب في فراشة ليلاً مع كلام وصوت ].
ثامناً :
عن شريح بن هانئ قال: قلت لعائشة رضي الله عنها : "بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ؟ قالت : بالسواك "
[رواه مسلم ] .
تاسعاً:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك "
[ابن ماجه والحاكم ] .
عاشراً :
عن عبد الله بن كعب قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استن [أي استاك .] أعطى السواك الأكبر وإذا شرب أعطى الذي على يمينه "
[صحيح أبي داود ] .
الحادي عشر:
عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه –أو كلمة نحوها – حتى يضع فاه على فيه فما يخرج شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن "
[صحيح الترغيب والترهيب ] .
الثاني عشر :يجوز للصائم أن يستاك "
عن عامر بن ربيعه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم مالا أحص أو أعد"
[البخاري معلقاً] .
الثالث عشر : كيفية السواك :
قال النووي رحمه الله : والمستحب أن يستاك الإنسان عرضاً ولا يستاك طولا لئلا يدمي لحم أسنانه فإن خالف واستاك طولاً حصل السواك مع الكراهة ويستحب أن يمر السواك أيضاً على طرف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه إمراراً لطيفاً ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فيه ولا بأس باستعمال سواك غيره بإذنه ويستحب أن يعود الصبي السواك ليعتاده " [شرح مسلم 3/143] .
الرابع عشر :
يستحب غسل السواك بعد استخدامه قالت عائشة رضي الله عنها : " كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه " [أبو داود في صحيحه] .
الخامس عشر :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
" كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكا من أراك فكانت الريح تكفؤه وكان في ساقه دقة فضحك القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مايضحككم ؟ قالـوا : من دقة ساقيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
والذي نفسي بيده لهو أثقل في الميزان من أحد "
[رواه الطيالسي وأحمد .... وشجرة الأراك من الفصيلة الأركية وهي شجرة دائمة الخضرة تنمو في المناطق الحارة ، تكفؤه: أي تميله] .
* قال النووي رحمه الله :
ويستحب أن يستاك بعود من أراك وبأي شيء استاك مما يزيل التغير حصل السواك" [ شرح مسلم 3/143 ].
* وقال ابن القيم رحمه الله :
"وأصلح ما اتخذ السواك من خشب الأراك ونحوه ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كانت سما" [زاد المعاد 4/322] .
السادس عشر :
هل يجوز الاستياك بالأصابع ؟
قال ابن قدامه رحمه الله : " وإن استاك بأصبعيه أو خرقة فقد قيل لا يصيب السنة لأن الشرع لم يرد به ولا يحصل الإنقاء به حصوله بالعود ، والصحيح أنه يصيب بقدر ما يحصل من الإنقاء ولا يترك القليل من السنة للعجز عن كثيرها والله أعلم " [ المغني / 109] .
السابع عشر :
قال ابن القيم رحمه الله : " وينبغي القصد في استعماله ، فإن بالغ فيه فريما أذهب طَلاوة الأسنان وصقالتها ... ومتى استعمل باعتدال جلا الأسنان وقوى العمود ، وأطلق اللسان ومنع الحفر وطيب النكهة ونقى الدماغ وشهى الطعام " [ زاد المعاد 4/322-323] .
الثامن عشر:من فوائد السواك :
قال ابن القيم رحمه الله : " وفي السواك عدة منافع : يطيب الفم ويشد اللثة ويقطع البلغم ويجلو البصر ويذهب بالحفر ويصح المعدة ويصفي الصوت ويعين على هضم الطعام ويسهل مجاري الكلام وينشط للقراءة والذكر والصلاة ويطرد النوم ويرضي الرب ويعجب الملائكة ويكثر الحسنات " [ زاد المعاد 4/323] .
التاسع عشر :
" ولعل إلقاء نظرة على التركيب الكيميائي لمسواك الأراك يجعلنا ندرك أسباب الاختيار النبوي الكريم ،
وهو الذي وصفه الرب جل وعلا
فقال سبحانه وتعالى : {وما ينطق عن الهوى.إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} صدق الله العظيم .
وتؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي على( العفص ) بنسبة كبيرة وهي مادة مضادة للعفونة ، مطهرة ، قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها ، كما تؤكد وجود مادة خردلية هي " السنجرين " Sinnigrin ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم.
وأكد الفحص المجهري لمقاطع السواك وجود بلورات السيليكا وحماضات الكلس والتي تفيد في تنظيف الأسنان كمادة تزلق الأوساخ والقلح عن الأسنان . وأكد د. طارق الخوري وجود الكلورايد مع السيليكا وهي مواد تزيد بياض الأسنان ، وعلى وجود مادة صمغية تغطي الميناء وتحمي من التسوس ، إن وجود الفيتامين ج وثري ميتيل أمين يعمل على التئام جروح اللثة وعلى نموها السليم ، كما تبين وجود مادة كبريتية تمنع التسوس ." [روائع الطب الإسلامي محمد نزارالدقر ج 4.]
للأمانة العلمية كتبه //مسير الظفيري// جزاه الله خيرا .
_________________
[align=center]{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنّتَانِ}[/align][/font][/color]
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) }
!~¤§¦ اللّهمّ ارزقنا النّظر إلى وجهك الكريــــــــــــم ¦§¤~!