الهتاف
على امتداد المساحات هذه البوادي, و في اتساع الأحلام, و أمام مرأى العيون تحبو الخطى, و يمتد شريط الفرات حاملا رغباتي و أحزاني.
هنا في سرير النهر و تتوارى الأماني. و لأنني أحبك ... و لأنك حبيبتي أحمل قصائدي و جراحي و أسافر فوق النضال .
أنت و أنا و مشاوير أحلامنا في مسارات دروب التبان, و على ضياء الكواكب و النجوم و تراقص قمر فضي في ليالي الصحراء, و في أمسيات العمر أنت و أنا أيها الوطن .
أيها الوطن ...
لعينيك هذا الهتاف
لك الوجع و لك الأنين, و لك مني القبلة و القصيدة و رشفة القطرة.
فأنت مائدتي و أنت مائدة عشائي الأخير و أنت زوادة عمري و أنت قصيدتي.
خطوط في دفتر العمر
بضاعتي كلام بكلام, و أنا عاجز عن الفعل ... يا بلسم جرحي و يا شفاء لوعتي, و يا عزاء عمري يا وطني فيكفيني يكفيني أنني أمتلك رغبتي, و أحاول أن أحافظ على حبي.
آه كم أنا متعب و حزين, و لكم أنا محب و عاشق .. دعهم يا وطن دعهم يشتمون و يشمتون, دعيهم يدينون و يهاجمون, دعيهم يلعبون بالنار و هيئ البلاسم و المناديل لكي نداوي أصابعهم و لكي نضمد جراحهم, و لكي نواسي فجيعتهم و خيبات أملهم.
إنها حياتنا و نحن أحرار في أن نعيشها كما يحلو لنا أن نعيش , إننا نعمل و نعطي, نتعلم و نعمل, ننشد و نغني, نبكي و نفرح, نتألم و نكابد و ننتصر على الألم , و لأننا نحب ندرك معنى أن يعيش الآخرون و إن يتعلم الآخرون و أن نشارك الآخرون في بناء الحياة.
و لكننا نرفض أن يرسموا لنا ملامح حياتنا , و نرفض أن يجبرونا على التراجع عن طريق عطائنا .
إنها يتآمرون على الأخلاق
هناك من يتآمر على أخلاقنا , من يسرق منا طهارة و نقاء قلوبنا , من يرغمنا على الإنسلاخ عن واقعنا , و على الإنسحاب من دائرة مثلنا , و من ثوابتنا و قيمنا و عاداتنا , و يدفعنا إلى استبدال قلوبنا بقلوب جديدة قد تتلاءم مع طبيعة هذا العصر.
يد العون و المساعدة حكم عليها بالقطع , عقلية التاجر التي تستمد منطق الربح و الخسارة أصبحت تتحكم في معظم علاقاتنا الاجتماعية .
و حين دعاهم الوطن ....
حمل المواطنون السلاح و سافروا إلى الحرب كانت الحرب تمضي على طريق النصر , فالتحموا معها في عناق طويل و راحوا يقاتلون ببسلاة .
فحمل المواطنون الموت على راحات أكفهم و راحوا يسهرون على سلامة الوطن ....
للكاتب عبد المسيح مقدسي
_________________ إغضب ... فأنت رائعٌ حقاً متى تثـــــــور
إغضب ... فلولا الموج ما تكوّنت بحـــور
|