أخيراً عدنا
جاءت التفكيكية نقداً لما سبقها، وتحديداً نقداً للبنيوية، ففي الوقت الذي تُذكَر مرحلة ما بعد البنيوية يرتبط ذلك بالتفكيكية، حيث إن البنيوية اكتفت بالدوران حول الكلمة وحدها وكم عدد المرات التي تكررت في النص.
اقتباس:
بدأ الأمر بفرنناند دو سوسير الذي الذي قال بأن كل كلمة في النص الأدبي هي -علامة- وأن هذه العلامة كالقطعة النقدية؛ قطعة واحدة بوجهين... فكل كلمة هي لفظ ومعنى... أو حتى شكل ومعنى
أي السيميائية، وأعطت لكل كلمة -والتي عدّتها (دالاً)- (مدلولاً)، فحصرت الدالّ بالمدلول.
لتأتي التفكيكية فيما بعد فتخرق القاعدة وتنتقل من الكلمة إلى السياق أو الجملة، وتحول هوامش النص وفجواته وتناقضاته واستطراداته إلى مادة للبحث محاولةً ربطها وتحليلها وللكشف عن ما ورائيات البحث والتحليل (Meta-Language).
إن التفكيكية هدمٌ للميتافيزيقا ومهاجمة لها، ويقصد بالميتافيزيقا: "كل فكرة ثابتة وساكنة مجتثة من أصولها الموضوعية وشروطها التاريخية".
وأنا هنا اقتبس مما قالته
الملاك, التي وضعت النقاط المهمة في التفكيكية:
اقتباس:
فأنا أراها تمشي في نفس الطريق مع النظرية "التأويلية" التي تعتقد بتعددية المعاني والتأويلات للنص الواحد
وكذلك مع نظرية "أهمية القارئ" أو ريدر ريسبونس... والتي تجعل للنص معنى مرتبط بثقافة ومستوى قارئه وبالتالي لكل نص نسخ بعدد قراءه
والنظرية التأويلية ونظرية القارئ مترابطتان

لأن التأويل آتٍ من ثقافة القارئ نفسه وبيئته التي تختلف عن غيره.
وعلى هذا .. فليس هناك تفسيرٌ ثابت للنص التفكيكي وليست هناك قراءة مرجحة أو مفضلة، لأن التفكيك يقوم على اللامركزية، بل إن إحدى أهم المعطيات في مشروع دريدا النقدي هو نقد التمركز.
و الحقيقة، أن التفكيكية تساهم في تحليل النصوص الغامضة وربما المبهمة أيضاً -حسب إبهام النص طبعاً- لأنها تحلل الصور والتشبيهات صورةً صورة.
وهذا يأخذنا إلى فائدة أخرى، وهي أننا قد نستنتج من الصور الغامضة من خلال التفكيك ما لم يقله النص صراحةً، بسبب الأخلاق أو الدين أو السياسة، وهذا ما حدث في إحدى روايات
بلزاك التي لولا التفكيكية لما استطاع المحللون فهم الصورة أو الرمز الذي كان موجوداً لإحدى الشخصيات.
داريدا كان رائد التفكيكية وقد ارتبط اسمه بها، وقد وضع خمسة معطيات لهذه النظرية، تتلخص في:
1. الاختلاف.
2. نقد التمركز.
3. نظرية اللعب.
4. علم الكتابة.
5. الحضور والغياب.
ويسعدني أن نتابع في كل واحدة على حدة، إن أردتم، فأنا لا أريد أن ننسخ الكلام فقط بل نناقشه ونفنده، أي ننقده أيضاً
لمتابعة أكثر عن هذا الموضوع، والتوسع في بعض التفرعات التي ذكرت هنا، هناك موضوع شمل بعضها:
نظرية التلقي وأهمية القارئ
كما أنني وجدت في مكتبتي كتب (ما بعد البنيوية) لـ "محمد سالم سعدالله الشيخ علي" يمكنكم تحميله من هنا:
اضغط هنا
الشكر لك خديجة لإثارتك الموضوع، أتمنى متابعتك
أندلسية، شكري لك
الملاك تستحقين باقة
بالانتظار
