صبراً دمشق
......

نارٌ من الحبِّ لا تُبقي و لا تذرُ
فالحبُّ يفعلُ ما لا يفعلُ البشرُ
نارٌ و كأسٌ و خمرُ الحبِّ يملؤهُ
و لاعجُ الشوقِ يسقيني فأختمرُ
دمشقَ شوقي على الأيَّامِ ما برحتْ
نجواهُ تروي حديثي فالهوى سَمَرُ
رضعتُ حُبَّكِ من ثديِ الولاءِ و ذا
ثغري يرتِّلُ هل ترقى لكِ السُورُ
دمشقَ دمتِ دوامَ الدهرِ غانيةً
و طرفُ لحظكِ مغناجٌ كما القَمَرُ
ما زالَ حبُّكِ نسغاً مدَّ أوردتي
من دون نسغكِ لم ينمو هنا شجرُ
******              ********
سبعٌ عِجافٌ هي الأيّامُ شاهدةٌ
على الجراحِ كذا و الشاهدُ الأثرُ
سبعٌ من الدهرِ لو تفدى بذلتُ لها
روحي و متُّ فدا الأحبابِ أندثرُ
سبعٌ من الدهرِ كم عيناً بكتْ ألماً
أو كم فؤاداً براهُ الهَجرُ و القَدَرُ
صبراً دمشقَ على الآلامِ و احتملي
غدرَ الزمانِ و كوني خيرَ من صبروا
و ضمِّدي الجرحَ من طهرِ الترابِ دواً
بل كفكفي الدمعَ إنَّ النصرَ يأتزرُ
شعبُ الشآمِ فكمْ في طرسكمْ رُقِمَتْ
اسطورةُ الصبرِ حينَ الصبرُ يفتخرُ
أعطيتمُ الكونَ درساً من دفاتركم
يا دفترَ الحبِّ لو تُستخلصُ العبرُ
عشنا على الحبِّ ذا دينٌ سيجمعنا
لا فرَّقَ اللهُ من دانو بما أُمِروا
كمْ من بُغاةٍ على أدراجِ جُلَّقِنا
بالخزيِ باتوا فقل يا ويحهم كفروا
من شرَّعَ القتلَ باسمِ الدينِ مرقدهُ
بينَ الطغاةِ و ما رقَّتْ لهُ سَقَرُ
دمشقَ دمتِ على الأيّامِ مقبرةً
للظالمينَ...و قد لا يفهمُ البقرُ
******          ********
دِمَشقَ تُربُكِ تبرُ العاشقينَ فكمْ
قد غازلَ التبرَ دمٌّ سالَ ينهدرُ
كم من شهيدٍ على تربِ البلادِ قضى
يقارعُ الخطبَ عن دنياهِ يعتذرُ
رُحمى و طوبى فكم روَّتْ دماؤهمُ
شقائقَ النصرِ كي تنمو و تزدهرُ
الخالدونَ بدارِ الخلدِ مسْكنهمْ
يستبشرونَ بفضلِ اللهِ قد ظفروا
و الحارسونَ رجالُ الشمسِ وحدتنا
و الماحقونَ بقايا الشرِّ إنْ عثروا
و القائمونَ إذا ليلُ الظلامِ سجى
و الرابضونَ على الإيمانِ كم سَهِروا
و الشاربونَ كؤوسَ الهمِّ من تعبٍ
فلتشهدُ الأرضُ و الميدانُ و المدرُ
إنَّ الكؤوسَ إذا حدَّثتها نطقتْ
كرمى الشآمِ يطيبُ الهمُّ و السكرُ
***********     ********
صبراً دمشقَ فأنتِ بوحُ قافيتي
و أنتِ شعري و أنتِ العينُ و النظرُ
أرضُ الرجولةِ أرضُ الياسمينِ و يا
أنشودةَ الحبِّ لو يرقى لكِ الوترُ
ما قاسيونَ على الأزمانِ.قُلْ: جَبلاً
من كرمة الفخرِ خمرَ الفخرِ يعتصرُ
يبقى على الدهرِ طوداً لا نفادَ لهُ
بينَ الغمائمِ في العلياءِ يشتهرُ
يا حافظ العهدِ ذا بشّارُ ينْقلنا
إلى الأمانِ فماءُ النصرِ ينهمرُ
لا خوفَ ما زال بشّارٌ هنا أسداً
يمحي ببأسهِ مَنْ إرهابهمْ نشروا
دمتَ الرئيسَ فسُوريّا هي وطنٌ
للصالحينَ على الإيمانِ من فُطِروا