أهلا بك زائرنا الكريم في منتديات آرتين لتعليم اللغات (^_^)
اليوم هو الثلاثاء آذار 19, 2024 10:10 ص
اسم المستخدم : الدخول تلقائياً
كلمة المرور :  
لوحة الإعلانات الإدارية

عذراً أخوتي .. تم إيقاف تسجيل الأعضاء الجدد في آرتين حتى إشعار آخر


آخر المشاركات

  ... آرتين ...   » لابدّ أن أستأذن الوطن .... نزار قباني *  .:. آخر رد: محمدابو حمود  .:.  الردود: 4   ... آرتين ...   » لا يصلح العطار ما افسدة الدهر  .:. آخر رد: محمد الربيعي  .:.  الردود: 2   ... آرتين ...   » مناقشة كتاب"Translation with Reference to English & Arabic"  .:. آخر رد: Jordan  .:.  الردود: 124   ... آرتين ...   » المعرب و الدخيل و المولد ... تتمة  .:. آخر رد: aaahhhmad  .:.  الردود: 6   ... آرتين ...   » تحميل ملف  .:. آخر رد: مصطفى العلي  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » The Best Short Stories of J.G. bialard The Terminal Beach  .:. آخر رد: المرعاش  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » هام للطلاب الي بيواجهوا صعوبه بمادة الصوتيا  .:. آخر رد: bassam93  .:.  الردود: 16   ... آرتين ...   » مساعدة مشروع تخرج عن تراجيديات شكسبير  .:. آخر رد: ahmadaway  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » نتائج سنوات 2009 2010 2011  .:. آخر رد: أبو عمر  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » نتائج سنوات 2009 2010 2011  .:. آخر رد: أبو عمر  .:.  الردود: 0

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]


قوانين المنتدى


- اللغة العربية لغة فصاحةٍ وجمال .. حاول أن تكتب بها *1 .
- يمكنكم في أي وقت زيارة قسم مكتبة اللغة العربية لنشر أو تحميل الكتب أو البرامج المتعلقة بهذا القسم .


إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
  • عنوان المشاركة: زمــن الحــرائق
مرسل: السبت كانون الأول 10, 2011 9:51 م 
آرتيني مؤسس
آرتيني مؤسس
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 01 آذار 2007
المواضيع: 608
المشاركات: 7325
المكان: حمص - دمشق
القسم: اللغة الانكليزية
السنة: دبلوم ترجمة - متخرج
الاسم: أبو آدم
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: ذكر ::


غير متصل
توصّل إلى قناعة بات شبه أكيد منها، لخّصها بأن كلّ ما يجري على الأرض مرتبط برحمة السماء. الزوجة.. الأخبار، منال.. والمدير، حتى الشرطيّ والفاكهاني. وكان يردد أحياناً: "لو أن السماء كانت تغيث الأرض، لما كانت الأرض ومن عليها بمثل هذه الحال"، وبعدد دقّات قلبه كان لسانه يلهج باستجداء السماء.‏

-"مطر، مطر، انزل أيها المطر، فهؤلاء لن يتغيروا وما لم يجيء المخاض أمك الحانقة".‏

كانت السماء حُبلى في شهرها التاسع، لكنها عصيّة ملبّدة بغيومٍ عاقر، لدرجة أن الزّرع كان يئن تحت خطوات موتٍ قادم. وتمادى في قناعته، فالناس أضحوا في عينيه مجانين، يعيشون داخل ضريحٍ يلمّهم، ينفخون في مزامير الجراح، وفي سكناتهم وحركاتهم يفتتحون مهرجانات للحزن والكآبة.‏

كان يحلم بحياة رومانسية بين هؤلاء الذين توحّد الأبيض والأسود في عيونهم، وانقلب إلى رماديّ له رائحة ليلٍ داكن.‏

رنّ جرس الهاتف لمرة واحدة خلخلت أحلامه المثمرة في شواطئ الشحوب، فامتزجت خلجة روحه برفّة قلبه. لم يرفع السماعة، فقد اعتاد ذلك منذ تعرّف إلى السيدة (س)، وقامت بينهما علاقة حبّ لا تصدّق، إنها الوحيدة التي استطاعت أن تجيد العزف على شغافه، ولكن لا طريق لأحدهما نحو الآخر. تلك العلاقة بينهما تمضي في طريق قلقةٍ متوعّكة، ولهذا يفشل أحدهما بأن يمدّ عقله إلى ساحات حُلمه.‏

أطفأ التلفاز على اعتقالاتٍ وحروبٍ وجنسٍ رخيص، واندسّ في سريره.‏

كانت زوجه في السرير الآخر في (سابع نَوْمَهْ)، فهي كعادتها تكون السبّاقة إلى النوم ببضع ساعات، ولأنها أقلّ من أن تنطلق إلى فضاء تتعدد فيه الأدوار، أن تكون زوجة وحبيبة وصديقة معاً، فهو يحنّ أحياناً إلى أزمنة ممنوعة، ودائماً يتشوّق إلى لقاءات طفولية وسريّة مع (س).‏

على السرير الآخر تكوّم جسدٌ من لحم مثلجٍ انحسر الثوب عن بعضه، فعصفت به الريح، ورأى في التعاريج والإلتواءات عشباً أخضر، فتضمّخ بالشهوة، أحس فجأة -كما في مائة الليلة والليلة الماضية- برغبة جامحة.. وباشتهاء يدفع للانصهار. تمنى أن يصدر عن ذلك العشب حفيفٌ يدعوه، أو مجرد هسهسة يقلبها إلى مسيرةٍ صاخبة، لكنها لم تشعر بوجوده ولم تشمّ رائحته. هل يوقظها؟ لا، لن يفعل، لأنها لم تتعلّم أن تنشب ضفائرها في صدره بعد، وتتحول إلى طوفانٍ يجتاحه، وتتأوّه. إنه يريد امرأةً تتأوّه.. فريقاً ثانياً يشارك في اللعبة، لا متفرّجاً غلّفه السّهاد.‏

بدأ يتقلّب كخروف يشوى على نارٍ هادئة، رنا إلى لوحةٍ أكلها الصدّأ والهرم، كان قد علّقها على الحائط لأنثى تنضح بالحبّ والشهوة، وسرعان ما تحوّلت في عينيه إلى طيف منال. انتظم لهاث قلبه وهو ينزع عن جسدها غلالاتٍ رقيقة، وفكّر -مجرد تفكير- أن يعود شاباً عزباً يريق خلاصة فتوتّه في فضاء العدم.‏

حاول أن يهدأ، لم يكن يعصف بهدوئه غير شخير زوجه بين الحين والآخر، فيؤجّج معركة حبٍّ تدور بينه وبين منال.. أيّ منال.‏

انشقّ عن ليلته القلقة صبحٌ تتكرر فيه أخبار عتيقة. اعتداءات.. انتهاك حرمات.. حرائق.. غيومٌ عكرة.. وإخوةٌ يتقاربون حيناً، ويتباعدون أحياناً.‏

أغلق المذياع، كل شيء بدا له مختلفاً.. مجنوناً. الشوارع ملتهبة، الناس مجانين كالنّمل في ذلك الضريح، لكنّ شيئاً في أعماقه جعله على يقين بأن ذلك لا ينطبق على الجميع، ومنهم طبقة الموظفين التي ينتمي إليها، فهناك فئات منهم لها آراء مختلفة، فهي لا تعتمد على رحمة السماء، لأنها تعيش في ظلّ رحمة سماواتٍ أخر.‏

طاولة زميله في المكتب كانت مجنونة بحقّ، إذ تناثرت فوقها أكداسٌ من الأوراق والمعاملات المغبرّة. دخل (أبو درويش) ليمسح طاولته، وهو في العادة لا يجد صعوبة في ذلك، لأنها تخلو من الأوراق والمعاملات. شعاره دائماً: "لا تؤجّل عمل اليوم إلى الغد". ومع كل هذا الجنون، فلديه إيمان قويّ بأنه يعمل لدى الوطن وحده، وهو يبدأ بالنسبة إليه من معملٍ وعائلة.‏

ركّز بصره في بقعةٍ من رقبة الآذن تلوّنت بالأحمر، فبدت له تعبةً ونضرةً معاً، فأبو درويش -كما يعرفه زملاؤه- من النوع الذي يغنم من كل حاضرٍ لذّةً، وهو المصابُ بنوعٍ من الصرع.‏

سمع طقطقة حذاءٍ نسائي مميّز، وصلت منالُ إذاً. ستدخل كعادتها أي مكتب لشرب القهوة إلا مكتبه، فالجميع بالنسبة إليها زملاء إلا هو. ولديها القدرة على أن تمضي الساعات الباقية من دوامها في مكتبها المقابل لمكتبه تماماً، دون أن تكلمه ولو بالأمور الرسمية، أو أن تنظر إليه، فهي لم تنس بعدُ اتهامه لها مرّة بالكبر والعجرفة، ويوم صارحتها إحدى الزميلات بما قاله بعضهم عنها بأنها مستهترة، لم تكترث أبداً، واكتفت بهزّ كتفيها بلا مبالاة.‏

كانت تلبس كعادتها في أكثر الأحيان ما قلّ ودلّ. فكّر أن يدعوها إلى فنجان قهوة يطفئ حريقاً أشعلته فيه، فالطريق إليها -كما قالوا- سهلة وسالكة.‏

هيأ كلمات مناسبة لذلك، وحفظاً لكرامته جهّز كلمات أخرى تناسب رفضها إذا فعلت.‏

للحظةٍ واحدة خطر له أنه لا يمكن أن تكون السماء بهذه القسوة، وفكّر بشيء آخر، نظر إلى صحن الدبابيس الذي حوى قليلاً منها، "إذا كان عددها زوجياً، فمنال لا شك ستشرب القهوة معي" . عدّها، فبلغت ثمانية، فرك يديه وهو يتقدم باتجاه مكتبها الذي كانت تغادره للتوّ، ودخلت مكتباً آخر.‏

مع فنجان القهوة الذي شربه وحيداً، أنفق راتبه الذي سيقبضه اليوم على قطعة من الورق. سيدفع مبلغاً لزميله الذي يبيع ألبسة "اللاّنجري"، وسيدفع قسطاً لزميله بائع الزيت المغشوش، وربما سيشتري دجاجتين دفعةً واحدة، فالأولاد كادوا أن يصيروا نباتيين، وقد يغامر ويشتري بعض الفاكهة كعادته في أول بعض الأشهر.‏

دخل الآذن يحمل إليه أوراقاً أرسلها المدير إليه، وأبلغه ضرورة معالجتها بسرعة، تلطّفاً منه لمتعهّد جاء من مكان بعيد. قلّب الأوراق وقرأها بعناية، ثم سجّل على ورقة بيضاء عدداً من الملاحظات، بينما كان زميله ينظر إليه بطرف عينه. ثم حمل الأوراق ودخل بها غرفة المدير الذي رحّب به أولاً، وبعد قراءة ملاحظاته تحوّل الترحيب إلى زعيقٍ لم يؤثر فيه، ثم تحوّل إلى اتّهام مباشرٍ بالتقصير وعرقلة العملية الإنتاجية، فردّ على كل ذلك بانصرافٍ هادئ واثق إلى مكتبه، وبدأ بقراءة البريد.‏

دخل (أبو درويش) يحمل الأوراق نفسها، وناولها لزميله في المكتب الذي ابتسم عندئذٍ ابتسامةً لم تخلُ من الخبث، ثم خرج (أبو درويش) متعثّر الخطى، وهو يفرك جبينه بيده.‏

توقف أثناء البريد عند قرار صادر عن المدير يقضي بمنح زميله في المكتب مكافأةً تشجيعية لقاء جهوده المبذولة، تدثّر بالذّهول، وراح يتساءل عن أسبابٍ لجنونٍ يغلّف الناس وأفعالهم وأفكارهم، وينظر إلى السماء يستجديها بعض الرحمة. قطعت شروده جلبة وضوضاء في الممرّ، غادر المكتب وهو يظن أن أمين الصندوق قد بدأ بتوزيع الرواتب، لكن الممرّ كان مكتظاً ببعض الزملاء الذين تحلّقوا حول (أبي درويش) الممدّد على الأرض على أثر نوبةِ صرعٍ معتادة. كانت منال مقرفصة إلى جانبه، وكانت أوّل من هرع إليه، بدت حائرة، تضرب بيديها على خدّيه برفق، وتمسح بمنديلٍ ورقيّ زبداً يتغلغل في غابة نبتت في ذقنه، وحين اكتشفت بسهولة عيني واحدٍ من زملائها تسرقان ما بان من جسدها، لم تأبه لذلك، وكانت آخر من انصرف إلى مكتبه بعد أن تحسنت حال الآذن.‏

اتجه في الدقيقة الأخيرة من الدّوام صوب الباب الخارجي، واخترق صفوف الزملاء الذين لم يجرؤ أحدهم على الخروج إلى الشارع، لأن السماء كانت تمطر بغزارةٍ.. بعد حنقها الطويل.‏

تقافز من مكانٍ مسقوف إلى آخر، اشترى دجاجة.. وتوجّه إلى دكان الفاكهاني الذي اعتاد الشراء منه، إلا أن البائع لم يكترث به كثيراً. تجاهل الصّنف الأول، ورنا إلى الصنف الثاني، وساوم على سعر الصنف الأخير. حمل أكياسه باتجاه البيت، لكن قدميه لم تكن تجيدان لغة الطريق.‏

كان مذهولاً مندهشاً من كل ما يجري حوله، ظلّ الناس في عينيه مجانين، حتى إشارة المرور التي عاكسها فتقافز بين سياراتٍ راحت تزعق فيه، فأفلتت الأكياس من يده، وتبعثرت معظم محتوياتها بين العجلات.‏

نظر إلى شرطيّ يقف على الرصيف، خيّل إليه أنه ينظر إليه بعين الغضب، فتوجّس منه، وتمنى مع ذلك أن يمدّ إليه يد المساعدة، أو أن يهدئ من جنون السيارات. لمّ ما سلم من المبعثرات، وصار إلى جانب الشرطيّ، وتأكد من عدم وجوده إلا بجسده وببزتّه الرسمية فقط، كان يتفاعل مع الصمت والتأمّل في عالم آخر. ومضى، وهو يدرأ عن نفسه مطراً ما زال يتساقط غزيراً، ويشمّ رائحة حرائق لا تنطفئ.‏
       


صفوان محمود حنوف

_________________
التوقيع
صورة
بتمنى تتابعوا صفحتي عالفيس بوك
عنوانها :
( صفوة لتعليم اللغة الإنكليزية و الترجمة )


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: زمــن الحــرائق
مرسل: الأحد آب 05, 2012 10:52 ص 
آرتيني نشيط
آرتيني نشيط
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 16 نيسان 2010
المواضيع: 13
المشاركات: 214
المكان: بلد الرجال الرجال..حمص
القسم: العربية
السنة: الرابعة
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: أنثى ::


غير متصل
Safwat,  

جميلة هذه القصة .كتبت بأسلوب أدبي رفيع إلى حدما ...
سلمت يداك .. *good

_________________
التوقيع
حفظك الله يا حمص ...
لا بد أن تستمر الحياة ... لأن الشمس خُلقت هنا...
نحن جميعا أبناء هذا الوطن ...وواجب الدفاع عنه لا يخص أحدا دون سواه ....
نحن جميعا نريد أن نحيا سعداء
...


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: زمــن الحــرائق
مرسل: السبت تشرين الثاني 17, 2012 10:54 م 
آرتيني مؤسس
آرتيني مؤسس
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 01 آذار 2007
المواضيع: 608
المشاركات: 7325
المكان: حمص - دمشق
القسم: اللغة الانكليزية
السنة: دبلوم ترجمة - متخرج
الاسم: أبو آدم
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: ذكر ::


غير متصل
آلاء العبيد,  
شكرا لمروركم و ننتهي انتهاء هذه الحرائق

_________________
التوقيع
صورة
بتمنى تتابعوا صفحتي عالفيس بوك
عنوانها :
( صفوة لتعليم اللغة الإنكليزية و الترجمة )


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron

جميع الحقوق محفوظة لـ ©2012Art-En.com . تصميم بواسطة Art-En . راسلنا . سياسة الخصوصية . قوانين المنتدى
Powered by phpBB© . Translated by phpBBArabia