د. خلدون صبح,
اقتباس:
هناك مناظرة لابن برد الأصغر على ألسنة الزهور عودوا إليها لمزيد من الفائدة
جميل أن نتحدث عن هذه المناظرات هنا ..
المناظرة بين الأزهار من النثر الأندلسي هذه مقتطفات منها
قال ابن برد الأصغر في مناظرة بين الأزهار يصف الورد على لسان الأزهار ..
" وهو الأكرم حسبا وهو أحمر ، والحمرة لون الدم، والدم صديق الروح
فقال النرجس الأصغر :
والذي مهد لي في حجر الثرى، وأرضعني ثدي الحيا، لقد جئت بها أوضح من لبة الصباح وأسطع من لسان المصباح، ولقد كنت أستر من التعبد له، والشغف به، والأسف على تعاقب الموت دون لقائه، ما أنحل جسمي ومكّن سقمي، وإذ قد أمكن البوح بالشكوى فقد خف ثقل البلوى.
ثم قام البنفسج، فقال:
على الخبير والله سقطت، وأنا والله المتعبد له، والداعي إليه، والمشغوف به، وكفى ما بوجهي من ندب، ولكن في التأسي به أُنس.
ثم قام البَهار فقال :
لا تنظرنّ إلى غضارة نبتي، ونضارة ورقي، وانظر إليّ وقد صرت في حدقة باهتة تشير إليها وعينا شاخصة تندى بكاء عليه:
ولولا كثرة لاباكين حولي .. على إخوانهم لقتلت نفسي
ثم قام الخيريّ (الخزامى) فقال :
والذي أعطاه الفضل دوني، ومدّ له بالبيعة يميني، ما اجترأت قط إجلالا له، والحياء استحياء منه، على أن أتنفس نهارا أو أساعد في لذة صديقا أو جارا، فلذلك جعلت الليل سترا واتخذت جوانحه كناً.
هذا ما تحالف عليه أصناف الشجر، وضروب الزهر، فأعطت للورد قيادها وملكته أمرها"