[rainbow=0,2500,255,250,100]الدكتورة مي جرجور تتحدث لموقع آرتين[/rainbow]
1- بداية : كيف تُعرّفنا الدكتورة مي جرجور عن مسيرة حياتها الدراسية ؟
درست في كلية الآداب في جامعة البعث و تخرجت منها و حصلت بعد ذلك على شهادة الدبلوم منها أيضا . أوفدت إلى بريطانيا لإكمال الدراسات العليا و الماجستير و رسالة الدكتوراه في جامعة سالفورد في مدينة مانشيستر و بقيت هناك لمدة خمس سنوات . في عام 2006 عدت إلى سوريا في شهر آب و بدأت التدريس مباشرة في شهر أيلول و كنت أول من تخرجت و عدت من بين المعيدين .
2- من هي عائلة الدكتورة مي ؟ و كيف تصفها لنا بكلمات قليلة ؟
إنني من عائلة سورية و أمي ليست أجنبية كما يظن البعض , لدي اثنان من الأخوة . كان الدعم الأكبر من أسرتي لاختيار الفرع و كنت الوحيدة عند سفري و لكن الدعم و التشجيع المتواصل من قبل والدي هوّن الأمور كثيراً حيث كانت الاتصالات دائما و الزيارات منتظمة لسوريا .
3- هل الأدب الانكليزي هو حلم الدكتورة الذي تحقق ؟ أم قد كان هناك حلم آخر قد اندثر ؟
في الحقيقة عندما كنت في الصف الحادي عشر من المرحلة الثانوية كانت لدي ميول الدراسة الأدبية على الرغم من الفكرة الشائعة لدى العض بأن الفرع الأدبي للطلاب لضعيفي المستوى . كنت من الطلاب الذين كانوا في مستوى جيد جداً في الفرع العلمي و لكن حبّي للفرع الأدبي دفعني إلى الدراسة الأدبية . و في الثالث الثانوي حصلت على علامات شبه تامة في اللغتين العربية و الانكليزية و عندما أهّلني المجموع للدراسة الجامعية كان اختياري قد وقع على اللغة الانكليزية بسبب الطموح الكبير لدراسة الأدب الانكليزي و ما كنا نسمع عن روائع الأدب الإنكليزي . فأحببت الاطلاع على هذا الأدب عن كثب و التحدث باللغة الانكليزية و زيارة البلدان التي تتحدث بها و الحمد لله تحقق هذا .
4- على اعتبار أنّ شهادة الدكتوراه هي أعلى درجة عليمة تقريباً و حيث أن لا بدك للمرأة أن ترتبط في حياتها , كيف أثّر ذلك على حياة الدكتورة مي ؟ و ما هي مواصفات الرجل المناسب برأيها ؟
بداية أود القول أن الإنسان الناجح اجتماعياً لا يتأثر بالمكان الذي هو فيه فإذا كنت إنسانة اجتماعية ناجحة حتى ولو أني درست في الخارج , تكون علاقاتي الاجتماعية ناجحة .
الإنسان المنفتح و الناجح و الذي لديه علاقات ناجحة يكون ناجحا في أي مكان آخر و لا يوجد في ذلك أي مشكلة , و بالنسبة للزواج و الارتباط فكلمة دكتورة لا تعني بأنه ينقصها شيء كما يظن البعض ولكن للأسف الشديد و تحديدا في مجتمعنا إذا كانت المتزوجة إنسانة ناجحة و ذات مركز و لها شخصية , فكثيرا ما تتحول الأمور إلى ( تكسير رؤوس ) كما يقال بالعامية . فمثلا بنات البيئة هنا يطمحن بالإنسان الذي يحقق لهم أحلامهم المادية أو يكون ذو مركز اجتماعي مهم أما بالنسبة لي فالزواج ليس هكذا . بما أنني حققت كل أحلامي سواء المادية أو المعنوية , فقد كونت نفسي بنفسي . فالرجل يجب ا يكون إنساناً راقياً و خالي من العقد . حيث أن العلاقة هي علاقة تكامل بالشخصيات و تبادل احترام . و كما أراعيه و أتفهم طبيعة عمله و مشاعره و عقله فهو أيضا بدوره يجب أن يحترم عقلي و مشاعري و أن يتفهم طبيعة عملي . فالزواج علاقة مقدسة و ارتباط كامل و دائما و لذلك يجب أن يكون تكاملياً حيث يتمم كل من الزوجين الآخر و يحيطه بالحب و الرحمة و التعاطف .
5- تردد كثيرا خلال أسئلة الأعضاء في المنتدى وصف شخصية الدكتورة على أنها في عجلة دائمة و ربما وصفت بالجدية البالغة . فهل هذه هي الشخصية التي أحببت أن ترسميها ؟
في الحقيقة لقد استغربت من هذا السؤال بأني امضي سريعا داخل الجامعة فربما تكون هذه العادة غير مقصودة . أنا لا أنتبه اذا كنت أسير على عجلة لكن عموما أثناء ذهابي للمحاضرة أكون متأخرة في بعض الأحيان حيث يجب أن أصل بأسرع ما يمكن , و عند خروجي من المحاضرة أود أن أتفادى الفوضى التي يصنعها الطلاب عندما يجتمعون حول المحاضر داخل القاعة , و هناك أيضا طلاب يدخلون من أجل حجز الأماكن للمحاضرة التالية . هذا الازدحام يزعجني كثيرا فالسرعة هي لتفادي الفوضى الناجمة عن الطلاب و كذلك لا أحب أسئلة الطلاب المباشرة بعد المحاضرة و إنما أود أن آخذ بعض الراحة في مكتبي بعد المحاضرة . و بعد ذلك ليس هناك أي مانع لتلقي كل أسئلة الطلاب . للطلاب وقتهم في المحاضرة و أنا وقتي في مكتبي, فأرجو أن يتعودوا على ذلك النظام . فلدي الحق بأن أحصل على وقت للراحة . برأيي لا داعي لذكر خروجي السريع فقد رأيت معظم الدكاترة لديهم نفس الأسلوب .
بالنسبة للجدية هذا الشيء مفروض علي تطبيقه لكي يشعر الطلاب بأنهم في وقت جدي لأن المحاضرة لها احترامها . و أنا أقوم بوضع الطلاب في جو معين لكي أجذب انتباههم و يستفيدوا من المحاضرة و إلا فسيذهب كل التعب سدى . و من ناحية أخرى إذا خلقت جوا من المزاح , فمن الصعب جداً العودة إلى جو المحاضرة بسبب الضجة و الشغب و خصوصا في السنتين الأولى و الثانية . لذلك اضطررت أن أكون جدية أكثر , أو يمكنني القول بأني قمت بإيصال فكرة للطلاب أن داخل الجامعة ليس مثل خارجها . بمجرد دخولي لها , يعني لدي التزامات , محاضرات , مناقشة أسئلة , كتابة .... الخ . لكل شيء وقته و ربما يصعّب هذا الشيء على الطلاب نوعا ما , و لكن يجب أن يتعلموا أن كل شيء يجب أن يأخذ حقه , فالدراسة لها وقتها و النشاطات الأخرى لها وقتها .
6- ذُكرت مرّة سفرك إلى بريطانيا في خلال دراستك في السنة الثالثة و تم تقييمك بدرجة ممتاز , حبذا لو حدثتا عن هذه التجربة , و ما هي نصيحتك لنصل إلى هذا المستوى ؟
كانت هذه البعثة للطلاب الأوائل من الجامعات السورية الأربعة ( دمشق , تشرين , حلب , البعث ) و كنت الأولى في السنة الثالثة حيث يجب أن ألا يكون الطالب متخرجاً أو في المراحل الدراسية الأولى في الجامعة و كنت مرشحة لتلك البعثة . كان في ذلك الوقت الدكتور محمود سلامة عميد للكلية و سألني عن موضوع السفر إن كنت أود السفر أم لا , لأنه هناك بعض الطلاب له مشاكل في ذلك الموضوع . بقيت في بريطانيا ما يقارب شهرين و أخذنا Hour Courses و زرنا ثلاث جامعات هنالك و هي جامعة Colchester و كان معهد لغة و جامعة , و جامعة Exeter في الجوب و جامعة Edinburgh في الشمال . و أمضينا أسبوعين في كل منها . لم نكن الوحيدين بل كان هنالك طلاب مبعوثين من كل الدول كفرنسا و ايطاليا و ألمانيا و روسيا ... الخ . هذا الرحلة كانت كمقدمة لمشوار حياتي الدراسة في الخارج لأنني تعرفت على البلد بشكل جيد و لأن زيارة بريطانيا كانت حلما خلال دراستي و تحقق . أجرينا بعض الفحوصات في اللغة و كنّا أنا و صديقتي من جامعة تشرين دائما الأوائل على الرغم من أنني لم أخضع لأي دورات تعليمية هنا , لم أجد أي صعوبة هناك , بل على العكس , فقد كنا متفوقين على الطلاب . كان جواً طلابيا جميلاً و الأجمل من ذلك أنني تعرفت على الثقافة و دخلتها من جميع أبوابها و على طريقة استخدام اللغة .
7- بعد اطلاعك على موقع آرتين ؟ ما هو رأيك به و بخدماته ؟
موقع جميل جدا و دائما أطلع عليه من وقت لآخر , و الشيء الذي أعجبني كثيرا هو تلك البرمجية الرائعة حيث يمكن جميع طلاب الكلية من التواصل بسهولة على الانترنت . فبمجرد أن سمعت به , اطلعت عليه مباشرةً .
8- بخصوص مادة الترجمة , ما هي الكتب التي تنصحنا الدكتورة بقراءتها كمترجمين في المستقبل ؟
إنني أأسف لمثل هذا السؤال عندما اسمعه من الطلاب , لأن الترجمة ليست بمنهاج ولا بكتاب كي أقوم بحفظه و أتقدم للامتحان . على جميع الطلاب في التعليم المفتوح و النظامي أن يفهموا الترجمة على أنها بحر واسع و كل ما تعرفه عن اللغة و ثقافة اللغة .
اللغة هي عبارة عن أسليب و تعابير , و الثقافة هي عادات و ديانات و معتقدات الشعوب , هذه الأشياء كلها خبرة و تجربة و قراءة متواصلة , و لكن لا يوجد داعي للبحث عن كتب و حفظها و إنما القراءة المستمرة و الاطلاع المكثف و خصوصا في اللغة الانكليزية . فلا يمكننا القوال بأن الترجمة لمسة سحرية تتحقق بين ليلة و ضحاها , و إنما هي بالاجتهاد و الجد و التعب .
9- ما هي الصفات التي يجب أن تتوفر في الطالب أثناء دراسته الذي سيكون مترجم في المستقبل ؟
يجب أن يكون على اطلاع واسع و متقنا للغتين العربية و الانكليزية و ومعرفة طرق و كيفية الانتقال من الانكليزية إلى العربية و بالعكس و من المفروض أن يكون الطالب ملما بالثقافة بسبب التعابير الواسعة الموجودة في اللغة الانكليزية و التي لا يمكن ترجمتها حرفيا إلى اللغة العربية . و لذلك الثقافة و الجو اللغوي الذي نعيش فيه من ضروري جداً أن يعتمد على كثرة القراءة و المطالعة ( الروايات , الجرائد , المجلات , القصص ... الخ ) و كذلك الاستماع إلى البرامج المختلفة . مشكلة الطالب انه لا يبذل جهداً كافياً . و العادة السائبة لدى الطلاب بأنهم يقومون بفتح الكتاب خلال المحاضرة فقط و بعد ذلك ينسون كل شيء . اللغة الانكليزية سلسة كاملة و متكاملة و كذلك خطواتها . على سبيل المثال : إذا كنا لا نفتح القاموس إلا وقت الامتحان , فكيف يمكننا خلال ساعة أن نستخدمه بالشكل الصحيح و نحصل على درجات عالية أثناء الامتحان ؟ هذا شيء مستحيل , الحل الوحيد هو الاستخدام اليومي للقاموس فهناك فرق شاسع بين طالب يدخل الامتحان وهو مستخدم للقاموس بشكل دائم و بين طالب يستخدمه لأول مرة . و كذلك يجب الربط بين المواد لأن الطلاب لا يقومون بتطبيق هذا الشيء , فما يأخذونه بالقواعد ينسوه في الإنشاء , و من ناحية أخرى لدينا مواد الترجمة و الإنشاء و القواعد مواد متفاعلة مع بعضها البعض . أنا شخصيا إذا تركت القراءة لفترة , ربما أنسى . فاللغة قراءة مستمرة و تمرين دائم . الغريب بأن الطلاب لا يقدمون المطلوب و يطلبون المزيد ! فعلى قدر ما أقوم به من تقديم و تحمل مسؤولية , من حقي أن أطلب . ودائما أقول "I give you everything , so I want everything from you " . أريد أن أقول إن المشكلة ليست في ضعف الطلاب , بل المشكلة هي أن معظمهم لا يحاولون تحسين مستواهم بل يلقون باللائمة على كل شيء ما عدا أنفسهم . فتراهم يشتكون من ضعف قدرتهم على التحدث بالانكليزية , بينما يرفضون في نفس الوقت طرح أسئلتهم بالانكليزية . ثم يشتكون من ضعف أسلوبهم في الإنشاء , بينما لا يحاولون كتابة أي موضوع خلال السنة !!
10- ما سبب الرسوب الهائل للطلاب في مادة الترجمة ؟ هل هو ضعف في اللغة أم الأسلوب ؟
لكل دكتور أسلوبه الخاص في إعطاء هذه المادة . بالنسبة لي أركز دائما على كيفية الأسلوب بالعربية و كيفية اختلافها بالانكليزية . و هناك أشياء ضرورية كأدوات الربط , مثلا في اللغة العربية الأفعال تأتي أولا , و أنبّه دائما على هذه الأمور و الأجدر بهم أن يهتموا بصياغة الترجمة أكثر من معاني الكلمات . و عندما يطلب الدكتور ترجمه نص , فعلا الطالب أن تدرب على كيفية صياغة الترجمة بأسلوب مقبول في اللغة الثانية . و لا يمكننا ترجمة النص في اللغة الثانية كما هي لأنه سيكون ركيكا . على الطلاب أن ينتبهوا إلى ما يركز عليه الدكتور و ما هي الزوايا التي ينبه إليها .
11- كيف سيكون نموذج الأسئلة في امتحان مادة الإنشاء و الترجمة ؟ و هل سيكون هنالك أسئلة أو مواضيع خارجية ؟
بالنسبة للإنشاء هناك سؤالين :
السؤال الأول هو تطبيق تمارين من التي مرّت معنا في الكتاب .
السؤال الثاني هو مقالة essay ( ليس تحديدا من مواضيع الكتاب ) .
و بالنسبة للترجمة ( السنة الأولى ) عربي – انكليزي : الأسئلة هي من الجمل التي ناقشناها في المحاضرات .
- جمل مترجمة (وليس نص ) و يكتشفوا أين الخطأ و يقومون بتصحيحه .
- جمل باللغة العربية من أجل ترجمتها إلى اللغة الانكليزية , و على الطلاب ا ينتبهوا من الأخطاء التي ناقشناها خلال المحاضرات و الانتباه للقواعد .
بالنسبة للترجمة 2 : نص انكليزي لترجمته باللغة العربية و على الطلاب أن يهتموا بالأسلوب و الصياغة .
12- ما هو رأي الدكتورة مي بشهادتي التوفل و الأيلز ؟ و هل هما ضروريتان ؟
بالنسبة لشهادة التوفل لم أقدمه و لم أطلع عليه . أما بالنسبة للأيلز , كانت الشهادة بعد التخرج و قد قدمته كهواية قبل التخرج و هي مفيدة جداً . ربما طلاب السنوات الأولى و الثانية و الثالثة لا ستفيدون كثيرا منها بشكل عملي لأنهم مازالوا بحاجة إلى تدريب مكثف ليتقدموا للأليز . و بعد السنة الثالثة يحق لهم التفكير للتقديم ليختبروا مستواهم لأن الدورة تعبر علن مستوى الطلاب فالمهارات الأربعة تعطي للطلاب فكرة عن أدائه .
13- نصيحة أخيرة من الدكتورة مي لطلابها عبر موقع آرتين ...أشكر جميع الطلاب على أسئلتهم و أقول لهم الأشياء التي تعلمتها في حياتي غير الدكتوراه هي أن الإنسان يجب أن يتحمل مسؤولية و يعتمد على نفسه و يتكيف مع الواقع . و كطالب يجب أن يتعود لأن له مسؤوليات . تنظيم الوقت شيء مهم جدا بالنسبة للطالب في الدراسة الجامعية فالدراسة لها وقتها و الراحة لها وقتها أيضاً .
حتى لو أن الفرع لم يكن رغبته , فقد أصبح لديه مسؤولية لا يمكن أن يتهرب منها و يجب أن يتعامل مع المحاضر بجدية و مسؤولية و أنا أتعامل مع الطلاب كأخوة و ناضجين و احترمهم و احترم إمكانياتهم و قدراتهم و إن شاء الله أحاول دائما أن أقدم كل ما أقدر عليه و أرضي ضميري . و هم يعطوني كل ما أعطيتهم . و الآن نحن على أبواب امتحانات فأتمنى من كل قلبي التوفيق و النجاح لجميع الطلاب .
عميق الشكر و الامتنان للدكتورة مي جرجور على رحابة صدرها لأسئلة الطلاب و لإنجاح هذه المقابلة .
إعداد و تنسيق : خالد حمزة و فارس النائب .