• عنوان المشاركة: ببساطة هذه هي قصة الفل والياسمين
مرسل: الاثنين أيار 11, 2009 10:26 م
آرتيني جديد
اشترك في: 01 آب 2007
المواضيع: 6
المشاركات: 19
المكان: حمص
القسم: بتروكيميا
لا يوجد لدي مواضيع بعد
:: ::
أهديكم قصة قصيرة سأقصها عليكم من إيحاءات ذهني . القصة : في زمان غابر وفي قرية صغيرة تربى وترعرع الشاب الفل ,لقد كانت حياته بسيطة لأبعد الحدود فهو لا يعرف عن هذا العالم الكبير من حوله سوى بيته واهل بيته وعمله ولعل السبب في هذا الشيء هي طبيعة الحياة الريفية البسيطة التي يعيشها فهو يستيقظ في الصباح الباكر قاصداَ حقل أبيه الصغير ليزرع ويحصد طيلة اليوم من دون أن يشعر بأن الالم والتعب قد تغلغل بين ثنايا جسده فلولا ان الشمس لم تخفي نور أشعتها فجأة وهي تفل وراء الجبال الخضراء لما انتبه لنفسه ولبقي ليوم آخر في حقل أبيه وهكذا هي الايام عند الفل كعقد اللؤلؤ لا يستطيع أحدنا من تمييز حبة عن أخرى .
إلى أن جاء ذلك اليوم حيث طلب منه أبوه الذهاب للمدينة لشراء حاجيات للعمل ولم يكن من المعتاد أن يذهب الفل للمدينة بل لم يسبق له أصلاَ وأن زارها, لكن حالة المرض التي لحقت بأبيه اضطرت الاب الى ان يطلب من الفل هذا الطلب , لم يعارض الفل فكرة أبيه و انطلق في التو واللحظة إلى المدينة حتى لا يتأخر عن أبيه المريض وأمه وإخوته حيث أن رحلة المدينة كانت طويلة وشاقة .
وهناك في المدينة بدأت قصة الفل فبعد أن وصل المدينة وبينما هو يقوم بشراء حاجياته فإذا به يرى فتاة كالصباح جمالا تحمل باقة من الورد الأحمر ,لم تكن رؤية فتاة جميلة حدثاَ مألوفاَ في حياة الفل بل إن هذا الحدث لم يسبق وأن وقع في قريته والسبب طبعا هو انشغاله التام بعمله والذي أخذ وقته بالكامل . ارتابت حالة من الذهول كيان الشاب الفل فهو فجأة لم يعد يقدر من السيطرة على أفعاله الإرادية فها هي قدماه تأخذاه وراء الفتاة المجهولة دون أن يعلم لماذا يسير ورائها وما الذي يريده منها , إلى أن استرق من ذهنه المسحور لحظة سائلاَ فيها نفسه : الفل : ما الذي تفعله وما الذي تريده من هذه الفتاة وما الذي سيحدث إن مشيت ورائها , وماذا ستقول لها ؟! فخطر بباله خاطر أن يخبرها بأن اسمه الفل وهو شاب قروي بسيط ثم ..... لا لا قال للنفسه , ثم خطر خاطر آخر بباله سأخبرها بأني معجب بها و ؟! ثم ومرة أخرى لم تعجبه الفكرة . وأخيرا توصل في قرارة نفسه بأن هذه الخواطر لا تجدي نفعاَ , ما يجديه نفعا أن يذهب ويكلمها ثم ليحدث ما يحدث . وبالفعل لملم الشاب الفل افكاره وخطا خطوات خجولة مضطربة تجاه الفتاة الجميلة إلى أن وصل إليها ثم قال لها : (مرحبا ) , التفتت الفتاة الجميلة إلى مصدر الصوت فإذا بها ترى شاباّ ريفياَ بسيطاَ خجولاَ ليس بقادر حتى من رفع بصره والنظر بوجهها الملائكي , لكنها وبطريقة أدبية جميلة رائعة فاق حتى جمالها الخلاب ردت للشاب الفل تحيته . أعطت هذه الحركة من الفتاة الشاب الفل طاقة عجيبة فإذا به يرفع رأسه ويقول ثانية : مرحبا أنا الشاب الفل من القرية المجاورة لبلدتكم , ثم أكمل : لا تسأليني لم ألقيت التحية عليك فأنا بذاتي لا أعرف لم فعلت ذلك ولكن الذي أعرفه أني ومنذ رأيتكي شعرت بشعور جميل لم أشعر به قط في حياتي , شعوراَ أضفى أملاََ ودفئاَ عذباَ في قلبي , أحسست يا ....: تبلكم قليلاً ثم سألها بجرأة لم يعهدها من قبل, نسيت: أن اسألكِ ما هواسمك . فأجابت متبسمة : اسمي الياسمين : فرددها مندهشاَ : الياسمين , فقالت : نعم الياسمين وما الغريب في الأمر ... قال : الغريب بالأمر بأن اسمك الياسمين وأنا اسمي هو الفل فهل هذه مصادفة ؟! فاستغربت هي الأخرى وقالت : لا.... أنت تمزح , ثم ضحكت . لكنه عاد وقال لها: أنا لا أمزح يا يا ياسمين أنا اسمي الفل , وهنا ... هيمنت حالة من الذهول على الاثنين لا يعرف أحدهما ما يقول أو يفعل . (فمن المعروف أن الفل والياسمين هما أجمل أنواع الورود منظراَ وألطفهما عطراَ وكما يقولون لكل امرؤ من اسمه نصيب فأن يجتمع الفل والياسمين أمر طبيعي لكن أن يجتمع شخصان على اسمي الفل والياسمين فهنا محور الغرابة) . حتى أن الورود سقطت من يد الياسمين على الأرض بلحظة غفلة , فهرع الشاب الفل نحو الورود كي يلملمها وإذا بالياسمين تقوم بنفس الحركة وبمحض الصدفة قاما بالامساك بنفس الوردة دون قصد منهما أو تعمد , فشعر الفل بأن عينه تشده للنظر في عين الياسمين وكذلك كان شعور الياسمين حتى .............. التقت العينان ويا لها من لحظة , كانت لحظة شاعرية رائعة اختصرت سيلاَ عارماَ من المشاعر الهدارة المنبعثة من قلبي (الياسمين والفل ) وكأن بهذه المشاعر تطلق رياحين الفل والياسمين من قلبي( الفل والياسمين) : ريحان من قلب الشاب الفل والذي لم يعرف في حياته شيئا عن هذا القلب لم يعرف أبدا أن للقلب الذي يحويه بين ثنايا أضلعه نصفا آخر , نصفَ لم يكن يخطر بباله ولو حتى مجرد خاطر بسيط أن يجده بالمدينة والتي لم يزرها قط في حياته . وريحان من قلب الفتاة الجميلة الياسمين والتي بقي قلبها صافياَ نقيا بالرغم من طبيعة حياة المدينة المعقدة . وهنا وقف الفل ووقفت الياسمين وهما يمسكان بالوردة ذاتها لا يريد أحد منهما أن يتركها وكأن أحدهما يقول للآخر : هذه الوردة هي جسر الأمل والحب بيني وبينك فلن أتركها ما حييت , جسر توطد بمحبة أبدية جمعت الاثنين تحت سقف واحد وبقلب واحد . فغدت قصة الشاب الفل والفتاة الياسمين مثالاَ لكل شعوب العالم بأن النفوس الصافية والقلوب البيضاء هي سر الوجود . وهنا أختم قصتي بعبارة استشعرت بها وأنا أكتب قصتي هذه :
بأن : الحب نظرة والعشق همسة والأمل لا يموت حتى وإن ماتت الورود .
لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى