وصف نفسيٌ استطعت تسخيره لتضعنا في أفكار ذاك العجوز وعقله
حاولت أن تخلق له الأعذار والتبريرات :
اقتباس:
فطأطأ قليلاً ..
وكأنَّ عُنُقَهُ قد داهَمتُه الشيخوخة فلم يعد قادراً على حملِ ذلك الرأس بذاتِ المظهرِ المتخم تفاخراً واعتزازاً
اقتباس:
لم يكن يعير لوقفتي أيَّاهتمام ..
وكأنما أحمالُ الماضي وتبِعَاتُ ذلكِ التاريخ الطويل والعمرِ المتمادي على مدى ثمانيةِ عقود
وربما هالك منظره ، فمن هذا الذي وصل إلى أرذل العمر ليقف أمام القضاة ؟!
بعيداً عن فنية القصة اللطيفة ، وباتجاهنا إلى إسقاطها على واقعنا
فإن قصتك على الرغم من تعاطفها الشديد مع هذا الرجل إلا أنها ينبغي أن تثير أمرين ..
هو بطء الجهات المختصة في الإمساك به ومحاكمته
وأن حكم الإعدام الذي صدر بحقه ، مستحقٌ تماماً ولا ينبغي أن ننجرف وراء ما يفكر به
نعود إلى القصة ..
الوصف فيها أخذنا إلى التشبيهات والصور والاستعارات
يلملم من هيبة الأمجاد - من أن ألمُسُه فأصدَعَ كبرياء شيخوخَتِه - خلال لفتة عابرةٍ سريعة اقتنصها في لحظةِ صمت - ستتوقف به عجلة العمر
هذه جميعها أشعرتنا بما تشعر وبما يفكر هو
اقتباس:
ولو كان غيرَ ذلك .. ما كان قارون مات .. ولا فرعونُ غرِق .. ولا روما احترقت ولا بروتيوس فَني
جميل أنك وضعتَ حكمة تمثيلية معروفة ، وفيها الكثير من التضمين ، مما يدل على ثقافتك
اقتباس:
أجهشتُ خلفَهُ بالنحيب ..
ليس من أجله .. ولكن .. لحكمة انقطاع الأثر
ولأنك ستشهدُ هذا الانقطاع .. رائع
فاجأتنا بتلك النهاية التي ربما كان يستحقها لماضيه الأسود ! لأنها نهاية غير متوقعة .
لكنها خدعة روائية منك وقد بدت غريبة وجميلة
سنحاول الآن أن نضع بعض التصويبات ..
- داهَمتُه الشيخوخة : هذا خطأ شائع وتصحيحه : دهمته ، وهنا : دهمتها الشيخوخة
- عُتيِّ : عِتيّ بكسر العين
- كانت لحظةً برهميةً : ماذا تقصد ببرهمية ؟
- أجهشت بالنحيب : نقول أجهشت بالبكاء أو انتحبت ، فالإجهاش هو التهيؤ للبكاء والنحيب هو أشدّ البكاء ، إذن هناك فرق بينهما
لدي سؤال ..
هل ما دفعك إلى التعاطف معه عمره ؟
شكرا لك د. طاهر ، قصة ممتعة في طياتها عبرة كبيرة ربما تتشعب إلى عبر أخرى