جنونُ الوردِ فِي الدُنيا نَراهُ
بحاراً من دموعٍ في جٍنانٍ
ويشكو الزهرُ للطيرِ فيبكي
ليغرقَ دمعهُ كُلَّ المكانِ
وشمسُ الطهرِ قد باحَت بوجْدٍ
وروضُ الفلَّ قد أمسى يُعاني
وحيدٌ في زماني لستُ أرجو
سوى وصلٍ يثبِّتُ لي جَناني
حزينُ الروح ِما لي مِن شفاءٍ
سوى وصلٍ يبلغُنِي أمَاني
بسحرِ جَمَالِهِم طابتْ حياتي
وزهرُ وصالِهِمْ عطرٌ يماني
فبدرُ الكونِ يغفو في ظلوعِي
وشمسُ الحُسِنِ غفلى لا ترانِي
نثرتُ لها جواهرَ مِن ورود
فحزتُ على مفاتيحِ الزمان
فأنثى من ضياءٍ داعبتْهَا
نسيماتٍ بعقدٍ مِن جًمان
سبتْ روحي كما أسَرَتْ جَناني
وأبكى مقلتِي نهرُ الحنانِ
يزورُ القلبُ طيفٌ من حَلاهَا
فتمسي الروحُ سَكرى مًذ أتاني
فذنبي أنني أهوى هواها
وروحي صابَها سهمٌ سباني
عيونٌ من غزالٍ جاذبتها
حواجبُ من سيوفٍ لليمان
خُذي قلبي وكوني لي أميره
وكوني زهرةً بين الجنانِ
أأختَ الشمسِ كوني لي مناره
تنيرُ الدربَ تحرسُ لي كياني
أراك بعيدةً عني وأنت
بكونٍ من حروفٍ ومعاني
تحبيني؟ وهذا هو رجاءي
لأمسي طائراً يرجو التداني
صبغتُ الروحَ بالحبِّ فباتت
تجاذبني إليك ولا ترانِي
وقالتْ كن كما شئتَ وأنشد
بألحانٍ تهزُ ثرى المباني
فللحبُّ شموسٌ و نجوم
بها الحبُ يا سادة بلاني
وما الحبًّ سوى مرضٍ شديدٍ
بمسكنهِ لديَّ بكى جناني
شكوتُ لها ولم تسمع نداءي
وعافتني أسيرٌ بالهوان
لها عندي عطورٌ من شذاها
كما اخفي لها بئرَ الأمان