أسرتِ قلبي بلا شكٍ لمَّ القلقُ
لمَّ التفــــكرُ أنــــــتِ العطرُ و العبقُ
و انتِ زهرةُ احلامي و ملعبها
حينَ ارتميتُ فكانَ الآسُ و الحبقُ
ما زالَ ظلُّكِ بيتي حيث اسكنهُ
اخالُ نفسي بفردوسٍ هي الألقُ
اللهُ يا ربةَ الاحسانِ يجعلني
هواكِ عبداً بساحِ الخلدِ احترقُ
فنارُ وصلكِ بَردٌ حين أدخلها
عــــــليَّ منها سلامُ  اللهَ  يندفــــــقُ
و ها فؤادي و حبلُ الحبِّ أرجحهُ
شرقاً و غرباً فأين الناسُ و الفلقُ
من ذي اليمين رأى شمساً ببهجتها
عن اليسارِ نجومُ الحسنِ قد شرقوا
ماذا يقولُ و هل بالقولِ ابلغُ من
عناقِ شمسٍ لنجمٍ حينَ تلتصقُ
يُفَّتشُ القلبُ عن جُمَلٍ لينطقها
فلا يلاقــــــي ســــواكِ النورُ ينبثقُ
ما بنتِ حقاً و آضا الكونُ حاليتي
الا و راح الى ما بان يســــتبــــــقُ
كالبدرِ تبدينَ اشراقاً بلا خسفٍ
و إنْ رأيتُ فــــــضعفي إنهُ الحدقُ
اللهُ يخلقُ ما في الكونِ معترضٌ
شتــــــان بينكِ يا ليلى ومن خُلِقوا
يا ربةَ الحسنِ رفقاً إن أفئدتي
قد ناجت الحسنَ فيكِ حيث ما رمقوا
ناجوا لوجهكِ وجهَ البدرِ مكتملاً
في كلِّ حسنٍ به و الحسنُ يعتنقُ
ناجوا لحاظكِ قوس الحاجبين كذا
حدَّ الرموشِ الذي ما زال يخترقُ
بحارَ وجدي فيجرحني و يقتلني
و لا يرقُّ فيـغمرُني بــــــها الغرقُ
ناجوا خلاخلكِ ناجوا ضفائركَ
ناجوا مباسمكِ إن طقطقَ الحلقُ
لبــــــــــيكِ حبُّكِ قرآنٌ لباصرتي
منهُ استقيتُ مياهَ الوصلِ إن ودقوا
آيــــــاتهُ كلهــــــــــا بوحٌ يهــــدهدني
تسرها الحمدُ و الاعرافُ و العلقُ
عشقتها العشقَ لا عشقٌ يماثلهُ
فأينَ مثلي اذا قد أُعلِنَ السبقُ
اسلوبُ عشقي نظاماً قلتَ أوحيلاً
لافرقَ عندي و لكنْ كُلُّها طرقُ
ما كان شِعري بغيرِ الحبِّ منتظماً
كلا و غيري بغيرِ الحبِّ ما نطقوا
انمنمُ الحرفَ كي تبدو قصيدتها
يغارُ منها و من تبسيمها الشفقُ
فليسَ غيرها سطرٌ زانَ قافيتي
و لو بغيرها غثَّ الحبرُ و الورقُ
لا زلتُ اسرقُ حرفي من تفضلها
فقل سلاماً على من حبِّها سرقوا