نقرأ ليس لمجرد القراءة ... وهذا رأينا فيما قرأناه ... لنتبادل الآراء وننقد معاً .

قوانين المنتدى

*1 - الرجاء الإلتزام بالتحدث بالفصحى فقط في هذا القسم .  8)
*1 - يرجى الابتعاد عن ردود الشكر والدردشة والالتزام بالنقد والمناقشة .  :wink:
الموضوع مغلق

الشعرية..رؤية..ومقدمة

السبت شباط 05, 2011 5:44 م

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل أن نخوض غمار أيّ تجربة نقدية ، لابدّ لنا من تحديد الخطوط الأساسية التي ستنبني عليها دراستنا ومن تحديد الرؤية العامة التي تحدد المرجعية الفكرية النقدية التي نناقش العمل الأدبي من خلالها وأقول ( تجربة ) لأنني أَعُدُّ ما أقوم به من عمل محاولة ً لتنمية نظرات نقدية ورؤى آمل أن ترى النور يومًا.
واخترت البداية مع المواهب الأدبية لأنني أرى أن الموهبة إن لم تُراعى ستتراجع وتنطفئ، فكم من شاعر انطفأ شعره في مرحلة معينة وانقطع عن قول الشعر إما لهموم شغلته أو لظروف الحياة الصعبة؟

إنني على ثقة بأنه لو وجد من اهتم لشعره لما توقف ، ولما انقطع ولحاول أن يبدأ من جديد لا لأجله فقط وإنما لأجل محبيه أيضًا.
كما أرى أننا في عصر تُوأَدُ فيه المواهب نقديةً كانت أو أدبية مُضَيّعةً بين براثن النظريات الموغلة في القدم ـ مع احترامي واعتزازي بالنقد القديم ـ وبين سطحية الممارسات النقدية على الساحة الأدبية اليوم، حتى بتنا نرى التصفيق والهتاف لمن يتفوه بطلاسم مدعين أننا نحسُّ بكلماته رغم أننا لم نفهم شيئاً منها ، بينما نعيش التناقض مع تجارب كُتب لها النور ورأت فجر الإبداع وتربعت على عرش الفصاحة اللغوية تتنازعها ألسنة الإعراض والتعريض من جهة، وألسنة التأييد والتعاطف الجارف من جهة أخرى، ولن أذكر الأمثلة لأن صدري يضيق بها ولكن أكتفي بذكر الفكرة لألفت الانتباه إليها.
وبما أن مهمة النقد هي الارتقاء بالتجربة الأدبية شعراً كانت أو نثراً، فحريّ بنا أن نعمل على صقل مواهبنا وتجاربنا لتخرج بأبهى صورة وأسمى هدف للأجيال القادمة، أظن أننا نخطئ حين نغفل أو نهمل مواهبنا الصاعدة، وننتظر موت الأديب لنلفت النظر إلى أعماله الأدبية بحجة أن التجربة لا تتبلور ولا تكتمل معالمها إلا بموت صاحبها .. تراه ما يفيده المدح أو الذم أو التقييم بعد موته ؟!
إن ما احتمله هذا الرأي من خطأ دفعني للبحث والاستقصاء حتى وجدت ضالتي في بعض الدراسات الحديثة التي تنادي بدراسة الشعر المعاصر بهدف صقله وتنميته ليصل إلى المستوى الملائم له في خدمة الإنسانية، فهدف الأدب أولاً وآخراً وهو ما لا يختلف عليه اثنان هو الارتقاء بالإنسانية لنبلغ بها أرقى المراتب.
فكم من شاعرٍ مُقِلٍّ ضاهى بشعريته أكثر المكثرين من خلال بيت أو مقطوعة أو قصيدة؟! والأمثلة على ذلك كثيرة لكل مطلع على شعراء العصور القديمة في حقبها المختلفة، فمَن برزت شعريته في أحد الأبيات فهو بكل تأكيد يمتلكها.
إنّ جيلنا بات منشغلاً بالثقافة الوافدة منكراً في كثير من الأحيان إحياء ثقافته الثرّة متناسياً ما للغته عليه من حق ، ولكنني مع من يرون أن الجيل اللاحق سيولع بالشعر وبالقراءة، وسنرى مواهبنا الشعرية والنثرية اليوم قدواتٍ تُحتذى وأنموذجات راقية يُعتَدُّ بها في الغد ويقع على عاتقنا وزرُ تخلّينا عن استغلال قدراتنا وتطويرها .. هذا أملي .. وهذا منطلقي .. ولا أدري أخطئ أنا أم أصيب ؟
قررت أن أبدأ من ( آرتين ) كساحةٍ أولى أسأل الله أن يديمها لفائدة الجميع.
التالي..
مقدمة.. مفهوم الشعرية

بانتظار ملاحظاتكم وتقييمكم
                                                           مدى.

الشعرية..رؤية..ومقدمة

السبت شباط 05, 2011 8:17 م

أخت مدى
شكرا لك  طرحت فكرة مضيئة وسعيت لتحوليها الى نور باذن الباري
هذه بداية جيدة
لكن عليك ان تقدري صعوبتها انت ستتعاملين مع مواهب أي مع براعم الكتاب وأمثال هؤلاء نستطيع إحيائهم بكلمة وقتلهم باخرى.
لذا يجب ان تختاري كلماتك بعناية فائقة وان شاء الله أنت اهل لها.
تقبلي شكري ثانية

الشعرية..رؤية..ومقدمة

الأحد شباط 06, 2011 12:09 ص

أخ محمد..
بالنسبة للأحكام تأكد بأنني لن أصدر حكماً مسبقاً ولن أجزم بحكم أبدا لأن الناقد ينبغي أن يبتعد عن لغة الجزم كثيراً في كتاباته..ومن ثم فقد ذكرت أن المواهب ينبغي أن تُراعى لاأن توأد وبكل تأكيد لن أسعى لوأد أية تجربة لأنني حينها أقتل مبدئي.
وكبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون..
أشكر لك كلماتك العطرة..أنا أعد نقدي موهبة ستصقلها تجارب المواهب..
ليكن طموحنا وهدفنا البناء...ولك أجزل مما شكرت..
*1

الشعرية..رؤية..ومقدمة

الأحد شباط 06, 2011 12:57 ص

أضأتِ مظلماً  :idea:
فالجيل الآن يبحث عن أدباء ماتوا، بل ونبت الربيع على دمنتهم حتى يكونوا مدار البحث والتحليل. وما ستقدمينه الآن وتسلطين النور عليه (لا الضوء) سيكون زهرةً جديدة تُزرع في تربة النقد السليم  *good  وتوقظ في الأدباء الرغبة في تنقيح ما يكتبون، وتجميل ما يخطّون، لأنهم يعلمون أن النقد البناء حاضر حاضر.

وبهذا ترتفع سوية الكتابة، وترتقي الشاعرية والكلمة.

جهدٌ رائع مدى  *1  بانتظار المزيد بشغف *اي



وبما أن الموضوع نقدي بحت ..
اسمحي لي بنقله إلى ساحة "نظرات نقدية" ساحة المفكرين والمحللين  8)
تحياتي *1

الشعرية..رؤية..ومقدمة

الأحد شباط 06, 2011 1:11 ص

عزيزتي ربما أخطأت في العنوان لأنني لم أنتبه لوجود الساحة النقدية اعذري قلة انتباهي..بكل سرور سيدتي المشرفة *خوف

الشعرية..رؤية..ومقدمة

الاثنين شباط 07, 2011 7:06 م

[align=center]
مدى كتب:[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

لأنني أرى أن الموهبة إن لم تُراعى ستتراجع وتنطفئ، فكم من شاعر انطفأ شعره في مرحلة معينة وانقطع عن قول الشعر إما لهموم شغلته أو لظروف الحياة الصعبة؟
إنني على ثقة بأنه لو وجد من اهتم لشعره لما توقف ، ولما انقطع ولحاول أن يبدأ من جديد لا لأجله فقط وإنما لأجل محبيه أيضًا.
التالي..
مقدمة.. مفهوم الشعرية

بانتظار ملاحظاتكم وتقييمكم
                                                           مدى.

أنا معك فيما قلتِ ووجدتُ ضالتي في هذا


نعم
مهما أبدع المرء .... ان لم يلق من يشجعه يفتر اهتمامه بما ابدع
واعتبر النقد من التشجيع لأنه من دوافع الاهتمام

ولموضوعك أهتم

كان الله لك معينا
[/align][/align]

الشعرية..رؤية..ومقدمة

الأربعاء شباط 09, 2011 4:31 م

مفهوم الشعرية

مصطلح قديم جديد في النقد العربي والعالمي، ولكني لن أعرض المفهوم العام له كما ورد في الكتب ولا بلغة النقد. وإنما باللغة المبسّطة ليستطيع ذو الموهبة أن يتناول الفكرة دون عناء تحليل كلام النقاد الشائك.
•        ظهرت الشعرية [color=#400000]بادئ الأمر لدى أرسطو كمفهوم لدراسة الفن الأدبي بوصفه إبداعًا لفظياً .
•        ودلّت في مرحلة لاحقة على دراسة الشعر أو على النظرية العامة للأعمال الأدبية.
•        وفي مرحلة متقدمة، دلّت على الوظيفة المهيمنة التي تركز على غاية الرسالة التي يؤديها الخطاب اللغوي، أي في الدراسات اللسانية الحديثة وفي ضوء المنهج البنيوي ( الوظيفة الشعرية ).
(لم أستطع التوضيح أكثر، فالمنهج البنيوي معقّد الجذور وشائك الفروع وأذكره حتى لا أغفل الفكرة).
هذا في النقد الغربي أما في النقد العربي فقد تنبه أجدادنا إلى أن الشعر ليس مجرد أوزانٍ أو قوافٍ وكلمات منظومة، وإنما هو لفظ منبثق من الشعور.
•        فقد رأى  قدامة بن جعفر أن الشاعر إنما سمي شاعرًا " لأنه يشعر من معاني القول وإصابة الوصف بما لايشعر به غيره".
•        وعلل ابن رشيق القيرواني التسمية للسبب ذاته " لأنه يشعر بما لايشعر به غيره".
•        لقد أُعطيت (الشعرية) تسميات عديدة في نقدنا العربي القديم ولكنها جميعها صبّت في خانة (صناعة الشعر).
•        وفي مرحلة النقد المعاصر : تُطلق على (نزوع الإنسان الدائب إلى خلق الحلم الأسمى في عالمه وذاته، وهي قدرة عميقة ونادرة على استبطان الإنسان والعالم والطبيعة والمجتمع والعلاقات التي تربط بينها جميعًا).
       كما ذهب نفرٌ من النقاد المعاصرين إلى التمييز بين (الشعرية) و (الشاعرية) بأن:
الشعرية: علمٌ نقديٌّ شامل يتخذ من الشعر موضوعًا له، وهو يخصّ الناقد.
أما الشاعرية: فهي قيمة مضافة تتعلّق بالنص، وتُعنى بتحديد درجات الشاعرية في النصوص أي الأساليب في عرض الفكرة واللغة المستخدمة في عرض النصوص الجديدة.
وملخّص القول:
إنّ الشعرية تنطلق من دراسة اللغة التي يستخدمها المبدع بهدف بيان العلاقة بين فكره ولغته للوصول إلى أهم التجارب التي وجهت تجربته الإبداعية.
وبما أنني في إطار نقد المواهب فسألقي الضوء على أهم ملامح التجربة المدروسة ومن ثم على الأفق الذي يمكن أن يُرسم لها من خلال الدراسة.

ولمن أراد التوسع في هذا الموضوع من المتخصصين:
الرجوع إلى مقال  " تحولات الشعرية في الثقافة النقدية العربية الجديدة " بقلم د.يوسف وغليسي، مجلة عالم الفكر، المجلّد (73) العدد 3 /يناير- مارس/، 2009م ، صـ7-37.

التالي..الشعرية في قصائد عبد الرحمن الحلبي (الملامح... والأفق).

الشعرية..رؤية..ومقدمة

الخميس شباط 10, 2011 1:47 ص

رائع هذا التبسيط مدى  *good
جمعٌ ميسر لمفهوم الشعرية قديماً وحديثاً.


يبدو من تطور المفهوم في النهاية، أنه يصبّ في لغة الشعر، أساليب وتراكيب، للوصول إلى نفس الشاعر وبيئته، وكيف أثّر كل هذا في شعره.
إنها دراسة متكاملة، تعتمد على النص وتبني عليه.

ونلاحظ من تعريفات العرب القدماء:

فقد رأى  قدامة بن جعفر أن الشاعر إنما سمي شاعرًا " لأنه يشعر من معاني القول وإصابة الوصف بما لايشعر به غيره".
وعلل ابن رشيق القيرواني التسمية للسبب ذاته " لأنه يشعر بما لايشعر به غيره".

أنهم اعتمدوا الجانبَ النفسي في تحليل كلمة (شاعر).

وفي مرحلة النقد المعاصر : تُطلق على (نزوع الإنسان الدائب إلى خلق الحلم الأسمى في عالمه وذاته، وهي قدرة عميقة ونادرة على استبطان الإنسان والعالم والطبيعة والمجتمع والعلاقات التي تربط بينها جميعًا)

يبدو تعريفاً للمدرسة الرومانسية  *ممم

سعيدة بقراءة موضوع نقدي مهم، فما زلنا نسمع بالشعرية عند فلان، وفلان شعريته أكثر من ذاك، فصرنا بحاجة لدراسة نظرية وتطبيقية توضّح وتبيّن.

جزيل الشكر محمّل بعبق المودة *1
متابعة  :idea:

الشعرية..رؤية..ومقدمة

الجمعة شباط 11, 2011 6:55 م

كل الشكر لمرورك واهتمامك عاشقة العربية...ولكنني سأفرد الدراسة التطبيقية بموضوع جديد فهل هناك مشكلة ؟ أم أتبعها بهذا الموضوع؟؟؟ *Hi

الشعرية..رؤية..ومقدمة

الجمعة شباط 11, 2011 8:27 م

مدى,  
أرى أن تكون الدراسة التطبيقية هنا، حتى لا يضيع الموضوعان وينفصلا، فنحقق التكامل بجمعهما معاً  *1
جزيل الشكر لمتابعتك *ورود
الموضوع مغلق