نقرأ ليس لمجرد القراءة ... وهذا رأينا فيما قرأناه ... لنتبادل الآراء وننقد معاً .

قوانين المنتدى

*1 - الرجاء الإلتزام بالتحدث بالفصحى فقط في هذا القسم .  8)
*1 - يرجى الابتعاد عن ردود الشكر والدردشة والالتزام بالنقد والمناقشة .  :wink:
الموضوع مغلق

ذاكــرة الـجـسـد .. من سحر الكلمات إلى فضاء الدراما

الخميس آب 26, 2010 6:37 ص

عذراً, يجب أن تسجل من هنا لترى الرابط إذا كنت عضواً, فقط قم بتسجيل الدخول

كنت أخاف أن يشتعل حبكِ من رماده مرة أخرى فالحب الكبير يظل مخيفاً حتى في لحظات موته ، يظل خطيراً حتى و هو يحتضر  
( من رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي )

في الأعوام الثلاثة الأخيرة  و شركات الإنتاج تتسابق لتضيف أعمالها في فوضى الدراما الرمضانية فنرى ذلك الصائم بعد الإفطار مشدوهاً إلى شاشة صغيرة فلا يكاد يعي ما يحدث حوله. لا شك في أن الدراما السورية أثبتت جدارتها و قوتها على مدى السنوات الثلاثة الأخيرة و لكن الزخم الدرامي و التكرار بدا واضحاً في أغلب المسلسلات التي ظهرت هذا العام و هنا يستوقفنا كقراء و  متابعين للشاشة الصغيرة عمل قد أحاط به الإبداع من كل جانب و  حمل في طياته عوامل النجاح ألا و هو مسلسل ذاكرة الجسد المأخوذ عن رواية أحلام مستغانمي و التي تحمل الاسم نفسه.
عندما قرأت في الصحف أنه تم توقيع العقد بين المخرج نجدت اسماعيل أنزور و أحلام مستغانمي و بين شركات إنتاج تابعة لقنوات أبو ظبي لتحويل رواية ذاكرة الجسد إلى مسلسل خشيت من تكرار تجربة الأجنحة المتكسرة و التي لم تعطي لجبران خليل جبران تلك العظمة التي ترجمها في أعماله كافة. ها نحن اليوم تقريبا قد وصلنا إلى نصف السلسلة و إلى الآن أظنني معجب أشد الإعجاب بإخراج هذا المسلسل و تحويل الرواية العظيمة إلى مسلسل لا يقل عنها عظمة و إبداع.

تتمحور الأحداث حول كاتبة حسناء و رسام موهوب و شاعر حساس وطني ... تجسد دور الكاتبة نجمة ستار أكاديمي الجزائرية أمل بوشوشة  ( حياة )  و دور الرسام النجم السوري جمال سليمان ( خالد بن طوبال ). و فيما يلي وصفٌ لكل من هذه الشخصيات:


خالد بن طوبال: رسام في الخمسين من العمر قضى نصف حياته بذراع واحدة بعد أن خسر إحداهما في حرب الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي خلال محاولته إنقاذ صديقه في الجهاد و الذي تزوج حبيبته فيما بعد. وقع هذا الرجل ذو الذراع الواحدة بحب من أخذ دور أباها قبل عقدين و نصف فهي ابنة ( سي الطاهر ) قائده في الحرب و من أوصاه عليها قبل استشهاده في إحدى المعارك. عاشت هذه الشخصية في عالم من التناقض و العذاب و الحيرة بعد أن التقت بحياة الكاتبة الحسناء

المنطق ينتهي حيث يبدأ الحب . فقد كان حبكِ يجرفني بشبابه وعنفوانه و ينحدر بي إلى أبعد نقطة في اللامنطق .... تلك التي يكاد
يلامس فيها العشق في آخر المطاف حد الجنون أو الموت


حــيـاة: ابنة ( سي الطاهر ) المجاهد الشهيد و الكاتبة التي جسدت أحلام نفسها. إن تعمقنا في أغوار هذه الشخصية لوجدناها فتاة سادية تحب التملك و تعشق أن ترى الرجال يحومون حول ضفائرها و يغرقون في بحر عذابها. أعجبتها شخصية ذلك الرسام ذو الذراع الواحدة صاحب الخمسين عاماً فأدخلته عالمها و أهدته كتابها الذي يحمل اسم ( الخراب الجميل ) فكانت فعلا سبباً في ذلك الخراب الذي لحق برجولته و حكمته و ذاكرته و ها هي الآن تتزوج صديقه ( السي مصطفى ) ذلك الذي تحول من ثائر يحمي البلاد إلى طاغية يسلب أموال الشعب و يمارس عنجهية السلطة و تبرر ذلك الزواج بأنه قدر و أما حبها لخالد بن طوبال فهو اختيار.

نحن لا نكتب إهداء سوى للغرباء ، وأما الذين نحبهم ، فهم جزء من الكتاب و ليسوا في حاجة إلى توقيع في الصفحة الأولى

زيـاد: شاب فلسطيني يعشق الثورة و حب الوطن يجري في عروقه مجرى الدم. تخلى عن حبيبته ليذود عن وطن ينزف و عرض يستباح. شاعر مرهف و صديق لخالد بن طوبال و الذي يتحول بعد ذلك إلى عدو داخلي و إلى منجل غيرة يجتث أحشاءه من خلال علاقة لم تأخذ أبعادها إلا في ذهن الرجل ذو الذراع الواحدة تنشأ  بين زياد و  حياة و لا تنتهي إلا عند استشهاد زياد في أحد المعارك في لبنان.

لا تملك الأشجار إلا
أن تمارس الحب واقفة أيضاً
يا نخلة عشقي.. قفي
وحدي حملت حداد الغابات التي
أحرقوها
ليرغموا الشجر على الركوع
واقفة تموت الأشجار
تعالي للوقوف معي
أريد أن أشيّع فيك رجولتي
إلى مثواها الأخير..


يعرض المسلسل من جهة معاناة خالد مع الاحتلال الفرنسي والتعذيب الذي تعرض له ومن جهة أخرى معاناته مع الحب و يده المبتورة و لوحاته التي كان ينقل فيها معاناته و آلامه ليمزجها بألوان تناسبها، كما يتطرق المسلسل أيضاً إلى الفساد الذي أصاب بعض قدامى الثوار الذين باعوا قضيتهم و مبادئهم ليتقلدوا مناصب وزارية مثل (مصطفى) صديق خالد أيام الثورة أما من بقي منهم على مبادئه فيعيش حياته يوما بيوم مثل (ناصر ابن سي الطاهر). و أحداث كثيرة و شخصيات عدة تنبثق من ذاكرة خالد لتشكل سوية نسيج العمل في حبكة درامية تتناول البعد السياسي و التاريخي والعاطفي.

تم تصوير المسلسل الذي كتبت له السيناريو الكاتبة ريم حنا، في عدد من الأماكن الحقيقية لأحداث الرواية، و منها مدينتا قسنطينة والجزائر العاصمة، ومدينة غرناطة الإسبانية، و فرنسا، وبيروت و تونس، و سوريا، و استعان فريق العمل بقيادة نجدت أنزور بفرق فنية عالمية متخصصة لإخراج العمل بالصورة التي نراها تتألق على شاشتنا كل يوم و قد استطاع أنزور التغلب على مشكلة صعوبة اللهجة الجزائرية بأن تكون لغة المسلسل العربية الفصحى و هكذا بنى جسوراً من التواصل بين أنحاء الوطن العربي كافة.


دعونا في هذا الموضوع نبدي آراءنا في هذه الرواية و في الشخصيات الرئيسية فيها كما دعونا نلقي الضوء على المسلسل الذي أعتبره كمتابع  و برأيي الشخصي نخبوية درامية في فوضى دراما رمضان هذا العام.


 
بقلمي


عذراً, يجب أن تسجل من هنا لترى الرابط إذا كنت عضواً, فقط قم بتسجيل الدخول
جمال سليمان و  أحلام مستغانمي

عذراً, يجب أن تسجل من هنا لترى الرابط إذا كنت عضواً, فقط قم بتسجيل الدخول
نجدت اسماعيل أنزور و  أمل بوشوشة

ذاكــرة الـجـسـد .. من سحر الكلمات إلى فضاء الدراما

الخميس آب 26, 2010 4:54 م

ثـــائـــر,  

انتقاء جميل لمادة جميلة
أويدك في كلّ ما قلته و شكرا لتعريفك لنا على الشخصيات ...
كرواية :
تسحرني هذه الرواية التي قرأتها مذ كنتُ طالباً في الثانوية  العامة ..أشعر بأبعادالانسانية و الوطن و الحب و الحيرة و الجنون الانثوي في حب الرجل ..و اعشق تصواير المبدعة احلام في تجسيد أجمل صور النسيان ....
تسحرني الشاعرية ...
و تسحرني وطنية الجزائرية و عشق التضحية في سبيل الوطن
أتألم لغربة خالد و لصدقه و حبه و ألمه ... و لا أستغرب من حياة المشاكسة التي هي حقاً أحلام ...
يقتلني موت حسّان ...و عودة خالد ليغترب في قسطنطينة ...
و استسلام حياة لسي مصطفى  و حبها الاكبر لناصر
ليس بإمكاننا نكران الايحاءات الاباحية في الرواية و التصوير الصادق للتجربة بين حياة و خالد ....


أما كمسلسل :
نعم ...أنزور مبدع
جمال سليمان بطلٌ بلا منازع

لكنني في الفترة الأخيرة لم أعد أميز أنني أشاهد ذاكرة الجسد ...أم فوضى الحواس ... فكليهما يتحدث عن حياة و خالد ...لكن ما نراه في التلفاز ...موجود في فوضى الحواس بشكل أكبر

شكرا ثائر

ذاكــرة الـجـسـد .. من سحر الكلمات إلى فضاء الدراما

الجمعة آب 27, 2010 5:16 ص

يسلمو أيديك عميد *1   جد يعطيك العافية كتير تعبان عالموضوع وأنا لسا ماشفت المسلسل بس رح شوفو قد ماسمعت أنو حلو وبجنن :wink:  سلاااااااااااااا *Hi م

ذاكــرة الـجـسـد .. من سحر الكلمات إلى فضاء الدراما

الجمعة آب 27, 2010 6:16 م

تربَّص بي الحزن..... لا تتركيني لحزن المساء
سأرحل سيدتي
أشرعي اليوم بابك قبل البكاء
فهذي المنافي تغرّر بي للبقاء
وهذي المطارات عاهرة في انتظار
تراودني للرحيل الأخير...
ومالي سواكِ وطن
وتذكرة للتراب.. رصاصة عشق بلون كفن
ولا شيء غيرك عندي
مشاريع حبّ.. لعمر قصير!"



------

على جسدي مررّيشفتيك
فما مرّروا غير تلك السيوف عليّ
أشعليني أيا امرأة من لهب
يقرّبناالحب يوماً
يباعدنا الموت يوماً
ويحكمنا حفنة من تراب..
تقرّبنا شهوةللجسد
ثم يوماً
يباعدنا الجرح لمّا يصير بحجم جسد
توحدت فيك
أيا امرأةمن تراب ومرمر
سقيتك ثم بكيت وقلت..
أميرة عشقي..
..............أميرةموتي
.........................تعالي!؟
------
لم يبق من العمرالكثير
أيتها الواقفة في مفترق الأضداد
أدري..
ستكونين خطيئتيالأخيرة
أسألك.
حتى متى سأبقى خطيئتك الأولى
لك متّسع لأكثر منبداية
وقصيرة كل النهايات.
إني أنتهي الآن فيك
فمن يعطي للعمر عمراً يصلحلأكثر من نهاية

---

و الكثير من المقاطع الشعرية المميزة بفلسفتها و صورها و شعرها المثير

ذاكــرة الـجـسـد .. من سحر الكلمات إلى فضاء الدراما

السبت آب 28, 2010 3:53 م

ثـــائـــر,  

أحـــــلام

من الصعب أن ندعي "اقتباس" جملة أو حرف من حروف أحلام
كلماتها .. عباراتها ..تشابيهها..  تحتاج الى  "قص" لنستطيع انتزاعها من عالمها الفريد
كل ما فيها جميل كما هو
سأقص بعضاً من لوحاتها :


ما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لم يحدث...
ما أجمل الذي لن يحدث .

قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دون أن نتألم مرة أخرى!
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودون حقد أيضا .

أيمكن هذا حقاً ؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا .

لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره، ليأخذ هذا الشخص دون سواه، بهذه الطريقة لا بأخرى، و لا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات . لماذا هو ؟ لماذا نحن ؟ لماذا هنا ؟ لماذا الآن ؟


*1

ذاكــرة الـجـسـد .. من سحر الكلمات إلى فضاء الدراما

السبت آب 28, 2010 6:33 م

safa,  

الله يسلمك يا رب و فعلا لازم تشوفي المسلسل لأنو كتير رائع ...
شكرا على مرورك  *1


Mohammed,  

فعلاَ ... إن الكلمات و الجمل في ذاكرة الجسد تتآلف مع بعضها لخلق حياة بين السطور فالقارئ يقرأ و يتكلم و ينظر و يغوص بكل حواسه في عالم أحلام و الذي يأخذ من اسمها الكثير ...
شكرا لك على مرورك  *1


Safwat,  

أولا أشكرك على مرورك و تعليقك على مقالتي و بما أنك قد انتقلت إلى فضاء أوسع بحديثك عن فوضى الحواس فدعنا نناقش هنا ثلاثية أحلام مستنغانمي
( ذاكرة الجسد – فوضى الحواس – عابر سرير )

كانت بطلة الثلاثية ( حياة ) وقعت بحب رجلين و تعمدت الكاتبة أحلام أن تتكلم بلسان البطلة في الجزء الثاني أما الأول و الثالث فتكلمت بلسان الحبيبين لتكون البطلة بين قوسين كما تحكي الثلاثية. و أما من الناحية الجمالية فإن القارئ لذاكرة الجسد يشعر بأنه متشبث بحافة القمر و على الرغم من وجع الأصابع و وجود الأرض تحته فهو يخشى السقوط
و ذات يوم قد قرأ الشاعر نزار قباني هذه الرواية فكان رأيه هو
:


" قرأت رواية - ذاكرة الجسد- لأحلام مستغانمي، وانا جالس امام بركة السباحة في فندق سامرلاند في بيروت. بعد أن فرغت من قراءة الرواية، خرجت لي أحلام من تحت الماء الأزرق، كسمكة دولفين جميلة، وشربت معي فنجان قهوة وجسدها يقطر ماء..
روايتها دوختني. وانا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات. وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق، فهو مجنون، ومتوتر، واقتحامي، ومتوحش، وانساني، وشهواني، وخارج على القانون مثلي. ولو أن أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر... لما ترددت لحظة واحدة. هل كانت احلام مستغانمي في روايتها (تكتبني) دون أن تدري .. ؟ لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء، بجمالية لا حد لها. وشراسة لا حد لها.. وجنون لا حد له
..


تكشف أحلام مستغانمي الغطاء و تمسح الغبار عن أوجاع الشعب الجزائري المناضل و تبين لنا أهمية الجهاد كما تخبرنا بأهمية دور الفتاة في المجتمع و تثقيفها و تغوص في أغوار الأنثى و تمنحنا قارباً لنجرب الإبحار في محيطات جنون الرجل و عنفوانه و بالأخص حين يحب.  المذهل في أحلام مستغانمي كيف تدخل روايتها، أسلوب غريب جميل لذيذ و شعرت بها تقول: سأدخلكم إلى فضاء الأحداث من حيث لا تدرون.
و خصوصاً في (فوضى الحواس) ، فلا تدع القارئ يرتاح من تلك الصعقات الكهربائية و الرعشات المتتالية عبر الصور المبتكرة و نراها تتقن رفع الوتيرة بين صورة و أخرى مما يجعل القارئ يدخل عالما من الذهول و يمر عبر أرض اللاوعي.. ثم إن أحلام تحارب في ثلاثيتها العادات و التقاليد البالية في المجتمع الجزائري و هذا ملحوظ بشكل جلي لكن الإبداع يتجلى بكونها امرأة و تتكلم بلسان الرجل و تترجم أحاسيسه و رغباته و عنفوانه في شتى المجالات، هذا ما أبدعت به أحلام
و في النهاية لمحت شيئاً من الغرور في نهاية الثلاثية ( و يحق لها )
عندما أنهت ثلاثيتها بــ ( عابر سرير ) و قالت
:


ماذا أستطيع ضدّ قدر حجز لي في سفريات الحياة مقعداً فوق رائحة.. وجوار عطر, يستقلان الطائرة نفسها.
وحدها العجوز المتشبثة بذراعي تشبّثها بالحياة كانت تصلني دعواتها وابتهالاتها المذعورة.
كان صوت المضيفة يعلن:" الحرارة في الخارج ست درجات. الساعة الآن تشير إلى الحادية عشرة والنصف ليلاً. الرجاء إبقاء أحزمتكم مربوطة. لقد حطّت بنا الطائرة في مطار محمد بوضياف.. قسنطينة"
.


و كأنها تقول للقارئ: لقد انتهت رحلتك مع إبداعي و سنفترق الآن أين ستذهب أيها المسكين فالساعة متأخرة البرد قارص خارج هذا الكتاب.

ذاكــرة الـجـسـد .. من سحر الكلمات إلى فضاء الدراما

الأحد آب 29, 2010 3:52 م

" قرأت رواية - ذاكرة الجسد- لأحلام مستغانمي، وانا جالس امام بركة السباحة في فندق سامرلاند في بيروت. بعد أن فرغت من قراءة الرواية، خرجت لي أحلام من تحت الماء الأزرق، كسمكة دولفين جميلة، وشربت معي فنجان قهوة وجسدها يقطر ماء..
روايتها دوختني. وانا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات. وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق، فهو مجنون، ومتوتر، واقتحامي، ومتوحش، وانساني، وشهواني، وخارج على القانون مثلي. ولو أن أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر... لما ترددت لحظة واحدة. هل كانت احلام مستغانمي في روايتها (تكتبني) دون أن تدري .. ؟ لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء، بجمالية لا حد لها. وشراسة لا حد لها.. وجنون لا حد له..

 ثـــائـــر,  
جميل هذا الاقتباس ...فعلاً يشعر من يقرأ كلمات كاتبة جريئة و مبدع بصدق الذات و الروح المتحررة في طيرانها لفضاءات النفس البشرية

ذاكــرة الـجـسـد .. من سحر الكلمات إلى فضاء الدراما

الاثنين آب 30, 2010 11:15 م

جميل ٌ  رصفك َ هنا و ثمين ٌ  هذا الوصف  و  القيمة ُ تنساب من هامات ِ حروفك لتنسكب  على خصوبة المعاني و ثمار أدب هذه الرواية و ذاك المسلسل

أود التعليق على نقطتين

أولاهما اختيارك لهذا الموضوع اختيار ٌ تشكر عليه  و تصنيفك له تصنيف ٌ  تفيد من خلاله من كان في غفلة ٍ عن المتابعة

ثانيهما أنَّ هذا المسلسل تميّز عن السوى من الأشباه  من خلال عدة محاور أهمّها
-في ظنـّي- اعتماده اللغة الفصيحة أدة للتعبير ففي ذلك إحياء لهذه اللغة و تفعيل لدورها  و محاولة تقريبها من سواد الدهماء و الغبراء  , خصوصاً مع الكم الهائل من المسلسلات  التي تعتمد اللهجات المحليّة  التي قليلاً ما خرجت من محيطها القطري

أضف إلى ذلك النوعية في الإنتقاء فالقيمة الأدبية ظاهرة بلا لبس في ما شاهدت من حلقاته فكثيراً ما نرى تبادل الجمل و التراكيب الشعرية بين شخصيات المسلسل
كما أنَّ للموضوع الوطني المطروح بشكل شبه أساسي قيمة تزيد الثقل النوعي للعمل ,
و لكن هناك ملاحظة شخصية لا أعرف إن كانت صحيحة  "القلة ُ المثقة  هي من يشاهد العمل و لم ألحظ إقبالاً من كل الشرائح " كما في "باب الحارة  :cry:  "

كانت كلماتي على عجالة  و أظنّ أن العودة إلى موضوعك اليانع الماتع قريبة فالعود ُ أحمد ُ

تقبل تحيتي و احترامي

ذاكــرة الـجـسـد .. من سحر الكلمات إلى فضاء الدراما

الثلاثاء آب 31, 2010 1:08 م

لي عودة طبعاً *1

ذاكــرة الـجـسـد .. من سحر الكلمات إلى فضاء الدراما

الثلاثاء آب 31, 2010 2:34 م

حبّك صحراء من الرمال المتحركة لم أعد أدري أين أقف فيها

 
بداية مشكور جداً يا ثائر لطرحك لهذا الموضوع فقد كان يدور بخلدي أن أكتب شيئاً عن هذا المسلسل و لكنني احترت في الصيغة التي أطرحه فيها.

"نأتي الحب متأخرين قليلاً ..متأخرين دوماً "
هكذا قالت أحلام في وصف حالي و حال غيري ...منذا فترة وجيزة قرأت هذه الرواية و أذهلتني حدّ الإدمان ...صرت أحفظ بعض جملها  و صار لهذه الرواية مكان على سريري لأقرأها في ساعات الليل المتأخرة و أستيقظ و أنا أردّد بعض جملها.
أما بشأن المسلسل فقد أعجبني في البداية و لكن في الحلقات المؤخرة بدأت أتململ من تكرار بعض المشاهد  و من الإضافات غير ذي أهمية و هناك مشاهد و جمل في الرواية لم تأخذ حقها في المسلسل و كلنا يعرف بأن هذه الرواية شاعرية يعني يجب أن يكون أغلب مشاهد المسلسل كلاماً لا فعلاً ...ثم عندما قرأت الرواية شعرت بأن هناك عاطفة حبّ راقي  و لكن أن تصل حدّة المشاعر في المسلسل حدّ الضرب فذاك ما أزعجني جداً و أقصد هنا مشهد خالد مع حياة ( مشهد الخنق :?  ).
الأمر الآخر هو الإنتقال إلى رواية فوضى الحواس مع أن ذاكرة الجسد لم تأخذ حقهاً كاملاً و بالإضافة إلى قصة الحب بين ناصر و (مدري شو كان اسمها) صارت القضية الرئيسية في المسلسل .
الأمر الأخير هو اللغة ...استغربت  قولك

قد استطاع أنزور التغلب على مشكلة صعوبة اللهجة الجزائرية بأن تكون لغة المسلسل العربية الفصحى و هكذا بنى جسوراً من التواصل بين أنحاء الوطن العربي كافة.

شيء أساسي أن تكون باللغة االعربية الفصحى فهذه رواية شاعرية يعني جمالها بالكلمات مع أن أحلامــــــــــي مستغانمي تقول في فوضى الحواس " الكلمات الجميلة سريعة العطب " بس اسمع و طنش :mrgreen:


*1
الموضوع مغلق