نقرأ ليس لمجرد القراءة ... وهذا رأينا فيما قرأناه ... لنتبادل الآراء وننقد معاً .

قوانين المنتدى

*1 - الرجاء الإلتزام بالتحدث بالفصحى فقط في هذا القسم .  8)
*1 - يرجى الابتعاد عن ردود الشكر والدردشة والالتزام بالنقد والمناقشة .  :wink:
الموضوع مغلق

النقد الفني.. دعونا نبدأ معاً..

الأحد آب 08, 2010 10:01 م

MoondanceR,  
بداية تستحق البداية  8)
شكراً لك *1

وسنحاول أن نناقش الفكرة والنص الأدبي بما أننا ننقد العمل الأدبي نصاً  :idea: ونبتعد عن الأفكار الإخراجية وغيرها لأنها ليست من اختصاصنا.

بالانتظار  *ورود

النقد الفني.. دعونا نبدأ معاً... بنقد رواية الشفق، Twilight.

الأحد آب 15, 2010 9:51 م

في مناقشة للأفكار ..
غريبٌ حقاً ألا يكون لمصاصي الدماء توابيت ..
غريبٌ وجودهم أساساً !
غريبٌ ان يقرأ أحدهم الأفكار، أو يتنبأ أحدهم بالمستقبل !
وغريبٌ وجودهم في المدارس والأعمال مع ثبات أعمارهم على الرغم من تنقلهم، فماذا تفعل الإثباتات الشخصية ؟!! طبعاً هذا إن فندنا الأمر كثيراً.
إلا أنّ الغرابة تُلغى تماماً حين نُنزل الخيال منزله، ونُذكّر أنفسنا أن ما نقرأه ليس إلا روايةً من نسج الخيال لا واقع منقول، وأن هذه الغرائبية في الأحداث هي التي أضفت طابعاً خاصاً على الرواية وبعثت كثيراً من القراء والمتابعين على الانجذاب بل وإعادة القصة أو الفيلم لإدراك هذه التفاصيل الجديدة.
والأدب ميدان الخيال والجمال معاً.


وبرأيي ما جعل هذه الغرابة مقبولة هو وقوع هذه الأحداث في وقتنا المعاصر مع تفاصيله الحديثة كالموبايل والسيارة والمدارس .... الخ. والشائع أننا حين نسمع عن رواية أو فيلم لمصاص الدماء فإننا نشمئز ونتوقع مشاهد الرعب والموت، ولكن الأمر حقيقة مختلف، كون هؤلاء المخلوقات كانت من نوع آخر أكثر قبولاً للفكر البشري، مع كثير من الشرح عن أسباب هذا القبول، فعدم قتلهم للبشر هو مقاومة لعطشهم وتجنب لفضح سرهم، إضافةً إلى كثير من التعليل في أمور أخرى تستحق التوضيح فعلاً.

ومن يقرأ الرواية، يرى تفصيلاً كثيراً لكل شيء:
في متابعة تعابير الوجه ونبرة الصوت، مما يأخذنا إلى أن الكاتبة ستيفاني تكاد تكون محللاً نفسياً بارعاً، تتصيد المواقف التي ينبغي أن يبتسم فيها المتحدث أو يتجهم، فتارة تضيق العين وتارة يسود الصوت. إنها تدرس ما تكتب :idea:
إنها ترسم المشهد أمامنا وكأنها كانت تظن أن روايتها ستُمثّل.

التفصيل أيضا يقع في المواقف، فهناك مواقف ليست إلا مطلاً للأحداث وتطويلها.
وبقدر ما كانت الأسئلة هي المسيطر الوحيد في بداية الرواية بقدر ما صارت الإجابات المطولة والشرح المفصل سيدها فيما بعد. فقد استطاعت ستيفاني بذكاء استخدام تقنية سردية وهي محاولة تشويق القارئ بتأخير النتائج، حيث أخّرت تفسير كل شيء وفضح كل شيء حتى يبقى القارئ منشدّاً مواصلاً للقراءة.
وفي الحقيقة هي ما زالت تفعل ذلك حتى في جزئها الرابع من الرواية، الذي ربما سيحمل تحويل بيلا إلى مصاصة دماء، هذا الطلب الذي ما فتئت تطلبه من الجزء الأول !!


أما لغة الرواية _وقد قرأتها مترجمة إلى العربية_ فهي سهلة بسيطة ليس فيها ألفاظٌ صعبة، وقد تراوحت اللغة في الرواية بين المونولوج والديالوج، وهذا كان لطيفاً جداً في الرواية فقد بدّد الملل الذي شعرتُ فيه من كثرة التفاصيل والمشاهد.
وقد أكمل المونولوج الصورة كاملة لما حمله من تحليل نفسي ووصف للمشاعر والمناظر التي تعاينها البطلة وتحسّها.
ولم يمتدّ الحوار كثيراً إلا حين يشرح إدوار لبيلا تفاصيل حياته وطبيعته.
وليس في لغة الرواية تشابيه كثيرة، فالتشابيه تعني الخيال ولا اظن أن القصة بحاجة إلى تعزيز للخيال أكتر.
وقد حملت الرواية مشاهد ووقائع ليس في الفيلم، مثلاً:
على الشاطئ، جايكوب هو من يخبر بيلا بحقيقة آل كولن.
وجوجل لم يصل ببيلا  إلى شيء محدد.
وإدوارد يعتراف لبيلا بحقيقته في السيارة وهو يوصلها، وليس في الغابة.
ولا تبدو الغرابة والخوف على بيلا كما صوّر الفيلم، بل بدت وكأنها تريد أن تعرف المزيد وتكتشف المزيد.


أما الفيلم، فقد اختصر الكثييييير من المشاهد وتصرف في كثير منها أيضاً، ولكن لنكن واقعيين كان هذا الاختصار أجمل وأفضل، ومن لم يقرأ الرواية يستطيع أن يفهم الفيلم تقريباً وبنسبة 90 بالمئة.


عملياً ..
فكرة أن تتحول فتاةٌ منطوية هادئة تتعثر بكل شيء أمامها إلى فتاة صلبة تتحدى الموت وتقف أمامه دون مبالاة بسبب حب شخص، فهذا أمرٌ معقول ليس فيه مبالغة.
كما أن فكرة الرغبة الجامحة عند إدوارد حين رؤية بيلا ومحاولته القوية لكبتها، أمرٌ جميل لا بأس به، فهو يقاوم رغباته وشهوته إلى دمها بسبب حبه لها وتججنب إيذائها.
إلا انّ ما لم أقتنع به كثيراً هو أن سبب حبه لها في بداية الأمر كان لأنها تبدو له كالمخدرات ويشتهي دمها كثيراً، وثانياً لأنه لا يستطيع أن يقرأ أفكارها فهي غامضة بالنسبة إليه. ولا أظن أن هذه أسباب تجعل أي شخص ينشدّ إلى الآخر، ولم يظهر من بيلا أي تصرف يجعل إدوارد مغرماً بها، كل ما حدث أن الفضول هو الذي قادهما إلى هنا .


لكن ..
أجمل ما يمكن أن يكون في النصّ، هو تلك العاطفة الرقيقة التي تسيطر على كلٍ منهما، إضافةً إلى ما هو أهم ..
الحماية.
حيث أن بيلا تشعر بالأمان أينما ذهبت، فمن تحبه قوي وسريع ويعتمد عليه وموضع ثقة في اي موقف تضع نفسها به أو هو من يضعها به. إن الشعور بالحماية والأمان في أي علاقة مهما كانت شعورٌ غامر ورائع.


في النهاية..
فإن الفيلم أو الرواية يبدوان لشريحة عمرية محددة، فقد يسخر البعض منها لأن أبطالها طلاب مدارس مثلاً، ولأن فكرتها أساساً ليست منطقية، لذا فقد يتراوح النقد حسب الزاوية التي يُنظر منها إلى العمل.


 *1  *ورود  *1  

النقد الفني.. دعونا نبدأ معاً... بنقد رواية الشفق، Twilight.

الاثنين آب 16, 2010 3:16 م

MoondanceR,  
 *ممم  *ممم
كلامك مقنع ..
خاصة أن الهدف التجاري هو ما تسعى وراءه شركات الإنتاج.

ولكن.. وبغض النظر عن كل شيء، وفي نظرة شاملة ..
فإن محاولة تغيير الرمز أو البطل وتطويره، أمرٌ مرغوب في الأدب.
فما الجديد حين يكون مصاص الدماء شخصية مكررة على الرغم من اختلاف الأحداث؟
وأين هو التطوير في شخصيات قديمة ولدت منذ 1897؟
إن الإبداع لا يمكن فقط في تغير المواقف والأحداث، بل أراه يكمن في تغيّر الشخصية أيضاً وتطور مستواها أو تراجعه حسب ما تقتضيه الحاجة.
ولا أظننا نقبل شخصية سندريلا المسكينة الطيبة في أحداث جديدة، بل نودذ لو نلمح تغيراً ولو طفيفاً في شخصيتها حتى لا يكون الأمر تقليداً وتكراراً لا طائل منه.


MoondanceR,  
كل الشكر لنقاشك الطيب *1

النقد الفني.. دعونا نبدأ معاً... بنقد رواية الشفق، Twilight.

الثلاثاء آب 17, 2010 2:04 ص

MoondanceR,  
فهمت الأمر الآن  *ممم
أنت تتحدث في جوهر الشخصية  *ممم

دعني إذن أتخيل مصاص دماء تغيرت شخصيته دون أن تمس الجوهر  *sla
مصاص دماء يحب من هي مثله، ويتفقون على إفساد المدينة كاملة وخرق المعاهدات   *hh
خيالي واسعٌ جداً  :mrgreen:


MoondanceR,   *1

النقد الفني.. دعونا نبدأ معاً... بنقد رواية الشفق، Twilight.

الأربعاء آب 25, 2010 8:32 م

عمتم مساء
طبعا انا شاهدت الفيلم بناء على طلب اصدقائي ....مع العلم انني لا احب مشاهدة افلام مصاصين الدماء
كانت بداية الفيلم مشوقة وممتعة  وفيها الكثير من الغموض   لكن مع بدء كشف الحقيقة ورفع القناع عن الحقيقة ادركت مدى وضاعة الفيلم
التمثيل سيء جدا لا يوجد احد من استطاع اتقان شخصيته تماما وخاصة البطل الرومانسي (الأهبل) ذو النظرات التي اولعت قلب بطلتنا  في الحب
ومن المثير للضحك جدا ان البطل يكشف سرا حمله معه منذ 1913 بكل بساطة
يجب ان يكون البطل مخضرم بعد سنوات طويلة ليش كالعاشق الوله  والذي يتصرف بحماقة
ثم السؤال الرئيسي في كل الفيلم  سؤال يطرح نفسه ....ما فكرة الفيلم؟؟
هل هي قصة حب سريعة ؟ام مصاص دماء طيوب؟ ام قصة ثلاثة مصاصين يأكلون لحوم البشر
؟؟
ام هي خليط سريع من هذا وذاك

الشي الجميل هو التصوير لهذه المناطق الجميلة التي سحرت قلبي
وخصوصا غرفة البطل
مع الشكر

والفيلم لا يستحق النقد
لهذا لن اعطيه تقييم

النقد الفني.. دعونا نبدأ معاً... بنقد رواية وفلم الشفق، Twilight.

الاثنين تشرين الأول 04, 2010 1:30 ص

*1  *1  *1  *1
من غير المنصف إمساك الورقة والقلم والبدء بانتقاد هذه الرواية كما كنت أعتقد أنني سأفعل، فقد أدارت حبكتها -عندما سُردت لي باختصارٍ منذ أشهرٍ مضت- بعض الأفكار الانتقادية في رأسي، ووجدتني أرغب في ضحد عبثٍ كهذا يجعل من مصاصي الدماء أناساً ودودين بجمال الآلهة ويعشقهم البشر.
ولكن
وجدت بعد قراءتي أغلب أجزاء الرواية أنه من الظلم أن أحاكم طفلاً على أنه رجلٌ عاقلٌ راشد! فالحقيقة أن وضع الأمور في نصابها وتسمية الأشياء بمسمياتها ما هو إلا مفتاحٌ يقودنا نحو نقدٍ سليمٍ –يُبعدنا عن موضع النقد نحن أيضاً-.

كان من أبرز الأفلام التي أحببتها هذا العام وتجاوز عدد مرات حضوري الفيلم عدد مرات قراءتي لمرتفعات ويذرينغ؛ هو فيلم ألفين والسناجب. من أروع أفلام الأطفال وأكثرها تأثيراً على القلب بكل ما فيه من كوميديا وطفولة وبراءة. ولكن أجد من السخف أن أجعله فيلماً للنقد لأدعي بأن السناجب لا تتكلم ولا يمكن أن ترغب بما يرغب به أطفال البشر وأنني من الذكاء لدرجة ملاحظتي أن أصواتهم في الغناء هي أصواتٌ بشريةٌ تم التلاعب بها بمعدِلات الصوت المحوسبة.... وما إلى ذلك.

في النهاية الفيلم للأطفال....وهو بذلك موجه لعقولهم، وليس لعقولهم فحسب... بل ولخيالهم. فالطفل يعشق أن يربي حيوناً لطيفاً جميلاً....ويتكلم.
وبالعودة إلى الشفق أجدني أمام فيلمٍ موجهٍ للمراهقات... وللمراهقات تحديداً. وليس لعقول المراهقات، بل لخيالهن... وأذكر أنني بعمر السبعة عشر كان فتى أحلامي "يطير" ليس جميلاً فاتناً يتحدث ستة لغات ويصل طوله إلى السقف فحسب، بل ويطير أيضاً.

وما إدوارد إلا تجسيداً لأحلام الفتيات، وعندما كتبت الكاتبة روايتها وضعت أحلام الفتيات كلها في شكل ونفسية وأخلاق وروح إدوارد –ولم تكن تقصد الممثل هذا تحديداً ولم يخطر لها المكياج الذي وضعه-، ونحن هنا بصدد نقد الرواية بالدرجة الأولى.
وهنا أنوه إلى أن الرواية كتبتها امرأة لتحولها امرأة إلى فيلم وتخرجه وعندما قرأناه مترجماً ترجمته امرأة وبطلته فتاة تعرض لنا الأحداث ونكتشف عالم الرواية من خلال أفكارها ونراه بعينيها، ففي النهاية هو عالمٌ أنثويٌّ بالكامل لا يتسع للرجال، وإن ترك مجالاً لهم فهم لابد وأن يكونوا "إدوارد" الجميل الأنيق الناضج –الكامل- بنظرهن.
إن في خيال الفتيات ما لا يعرفه الرجال أو الفتية، والرواية من أصدق ما يعبر عنهن، فليعتبروها بطاقة مرور متميزة تصوّر لهم أي رجلٍ لابد أن يكونوا حتى تعشقهم الفتيات. ولا أبالغ إذ أقول هذا، فالفتاة تحلم بأن تغفو بهدوءٍ وسلامٍ في غرفتها وعقلها يحلم بفارسها يراقبها أثناء نومها، وتحلم به يطير بها إلى السماء، وتحلم به قوياُ جباراً كاسحاً ولا يظهر جانبه اللطيف العذب إلا أمامها فقط ولها فقط.
ربما إذا ما توغلنا في تفاصيل الرواية وبين ثنايا كلماتها لوجدنا الكثير الكثير من الثغرات والهفوات هنا وهناك، وربما بقراءةٍ متمعنةٍ أخرى ضحدنا بعضها وعززنا الآخر، فأنا مثلاً منذ بداية قرائتي وأنا أرى إدوارد يتجنب شم الدم ويهرب من حصة البيولوجيا الدموية ليتحكم بغرائزه ووجدت في ذلك تناقضاً مع عمل أبيه "كبير مصاصين الدماء" كطبيب، أي في قعر دار الدماء واللحوم المكشوفة والأناس المرضى ممن لا حول لهم ولا قوة، ثم أتت إحدى الجمل ببساطة على لسان إدوارد بأن كارلايل رجل عاش عصوراً يقاوم هذه الغريزة حتى كبحها تماماً ولم تعد تؤرقه أو تعذبه أو تشكل خطراً عليه أو على الناس حوله.

بل وبما أن باب الملاحظات قد انفتح فدعوني أتذكر بعضها: وليست بالكثيرة إلا أنه لا يفوت القارئ هفوات بسيطة مرت لترفع من مقدار إحدى الشخصيات أحياناً فدنّت من مستوى تركيز الكاتبة، ففي أحد المطاعم مرةً يجلس إدوارد القادر على قراءة الأفكار مع بيلا وتلاحظ بيلا بذكاءها الشديد أن النادلة معجبة ومدلهة بجمال إدوارد ولكن عندما تخبر بيلا إدوارد بالأمر فإنه يتفاجئ!
وكان المنطق أن تكون بيلا البشريه بالكاد قادرة على ملاحظة هذه النادلة في حين يتمكن إدوارد الخارق من قراءة أفكارها بحذافيرها.
وهنا لابد من وقفة طويلة مع ما أضفته الكاتبة على بيلا الفتاة البسيطة عديمة التجارب والغير واثقة من نفسها، وتعاني من عدم توازن جسدي ونراها قادرة على قراءة الوجوه والأصوات والكفوف فلا تكتفي الرواية بسرد ما نطق به فلان أو ما أفصحت عنه فلانة، بل لكل شيءٍ بقيه مأخوذة من أفكار بيلا....
وكله صحيح وكله سليم –وهنا الضعف في الرواية- فهي تلاحظ كأي فتاة عندما يغار عليها مايك ولكنها في شرحها للموقف عند الشاطئ عندما جلست مع جايكوب كان في كلامها تبصيراً ومندلاً وكتاباً مفتوحاً. ومن المعروف في حياتنا الواقعية أنه لا أصعب ولا أمرّ على الفتاة من أن تقرأ في أعين الذكور حولها درجة إعجابهم ونوعه ومدى غيرتهم وإن كانوا يكترثون أصلاً!

وهنا لا أجد الباردين غريبين إذ أنهم يتصرفون كما تقتضي غرائزهم وكما رسمت الكاتبة شخصيتهم وبهذا هم طبيعيين، أما بيلا –والتي نتفق على أنها بشريه- أراها غريبة بل وعجيبة من العجائب. فكل الشخصيات أمامها ما هي إلا كتبٌ مفتوحة حتى وإن كانوا الرجل الهندي العجوز الذي بالكاد تستعيد صورته من ذاكرة طفولتها.
وبذكر رسم الشخصيات أنتقل إلى هذه النقطة التي تستحق الوقوف عندها، فهي واحدة من أجمل ما يدل على براعة الكاتبة، إذ كان رسمها للشخصيات دقيقاً، جميلاً، واقعياً ومثيراً. فوالد بيلا رجل بسيط يمكن التنبؤ بتصرفاته وأقواله ونعلم ببساطة متى يمكن جرحه أو أي كلمةٍ بسيطةٍ قد ترضيه. وهو يبقى على هذه السجية البسيطة حتى آخر الرواية. وهكذا أجد أن لكل شخصية ملامحها الخاصة وسماتها المتميزة التي لم تخالفها الكاتبة أبداً، فجسيكا الفتاة الساذجة والغبية نوعاً حافظت على غبائها حتى عندما تذاكت وطرحت سؤالاً ذكياً.... فقد حاولت بطريقة غير مباشرة أن تقيس مدى اهتمام بيلا بكولن فسألتها إن كانت قد دعته إلى الشاطئ بشكل غير مباشر، ولكن بقي السؤال غبياً وطريقتها طابقت شخصيتها الساذجة.

وبهذا أثني على الكاتبة فكما قرأت عنها بأنها ليست بالأديبة أو من تمتهن الكتابة أصلاً، وبالتالي فإنجازها عظيمٌ مقارنةً بقدراتها. فقد استطاعت مثلاً أن تُضمّن الكوميديا في روايتها الجميلة هذه بطريقة بسيطة جداً ومحببة تجعلنا نبتسم فتداعب إحساسنا دون إفراط ونحن أمام رواية عن مصاصين الدماء. وأذكر على ذلك مثالاً في جملةٍ خاطبت بها بيلا نفسها وهي تنزل من على سرير المشفى وتترنح فيحاول الجميع مساعدتها خشية أن يكون الحادث قد أثر عليها فتعلق: بأن عدم توازنها لا صلة له بضربة رأسها.

كما أن في أسلوب الكاتبة الكثير من المنطقية والواقعية في السرد، فهي تصف بإيجاز وإسهابٍ في المواضع المناسبة، إذ تستحق بعض المشاهد أن تُرسم لها خلفياتٌ دقيقة. كما تذكر تتابع الأحداث بمنطقيةٍ مقنعة تجعل من السهل بمكان حفظ جدول الدروس اليومي وجدول الأعمال وتتابع أيام الأسبوع وتضعنا في إطار الأحداث مع من نقرأ عن حياتهم. وفي النهاية تبرز البراعة في الرواية بإجادة المراوحة بين السرد والحوار، ولم تبرع في السرد فحسب بل وفي تنويع الحوارات ووصف حال المتحدث باقتضابٍ كافٍ مريحٍ وممتع. وأركز على الواقعية أكثر ما أركز، إذ أغلب الجمل تبعث في النفس روح الارتياح وتدمجنا مع الحدث لما فيها من تشابهٍ مع حياتنا اليومية. مثلاً عندما سأل إدوارد بيلا إن كانت تظن أنها تهتم لأمره.... فتاهت وداخت وضاعت ثم أصرّ عليها فسألها "هل ستجيبين عن سؤالي؟" وقالت "نعم"  وأجد الذكاء والواقعية هنا في سؤاله الأخير عندما قال لها:" نعم ستجيبين أم نعم تظنين ذلك حقاً؟".

ولكنني لن أختتم إطرائي على ذكاء ومنطقية وواقعية الكتابة عند الكاتبة دون أن أعيّرها ببعض الخلل، وذلك في أنها تبدو بالنسبة لنا كتاباً مفتوحاً نستطيع قياس ثقافتها وقدراتها وكأنها أفرغت كل خبرات عمرها في كتابها هذا. إذ يتهرب الكتاب عادةً من إظهار مكامن قوتهم وضعفهم بحيث يبدون وكأنهم يفهمون في كل شيء.
أما ستيفاني ماير المسكينة فقد أثبتت لنا أنها لا تفهم إلا في مادة البيولوجيا. فهي تمر على كل الدروس مرور الكرام لتأتي إلى هذه الحصة فتبالغ في ذكر المصطلحات البيولوجية والأسماء التي لا يستخدمها إلا من يدرس هذا المجال أو يتعمق فيه.

إلا أنها تعلم بطريقةٍ ما أو بأخرى أن الأحداث التي صممتها لبطليها الفتيين وكل ما فيها ما مفاجآت وصدمات وطقوس حب وخوف تستغرق النهار والليل؛ قد تعيقهم عن الدراسة ومتابعة حياةٍ مدرسيةٍ طبيعية، فكان أن جعلت من إدوارد شخص يعيد الثانوية للمرة المئة وبيلا لم تكن في صفٍ متقدمٍ في بلدتها فحسب بل وقد صدف أنها قرأت كل الأعمال الأدبية المطلوبة في المدرسة مسبقاً مما يجعل من أمر إعادة دراستها أمراً مملاً. "وفي هذا مبالغة مفرطة في خلق الظروف".

وربما تذكرني كلمة مبالغة بمشكلةٍ تعانيها المترجمة التي قرأت لها هنا، وقد قرأت النسخة التي وضعتم رابطها هنا، فهذه المرأة تجيد الإنجليزية تماماً وتعرف معاني كل الكلمات التي صادفتها أثناء ترجمة الرواية، إلا أنها لا تجيد السبك بالعربية ولا تعرف كيف تحتال على الجمل لتقتل تكرار تركيبها الموّحد. فعند وصف منظرٍ طبيعيٍّ ما فهي لا تعرف إلا كانت وكان وكانوا وكنّ. –آه عفواً، بل هي لا تعرف كنّ النسوية ولم تستخدمها ولا مرة حتى عند وصفها للفتيات في رحلتهن لشراء الفساتين- وتتابع جملها المملة والمضجرة حتى الموت فيما يشبه (كانت السماء صافيه وكانت الأشجار عالية وكان البحر هائجاً وكانت الأرض رطبة وكان الشبان حماسيون وكانت الفتيات لطيفات.....إلخ).
ولم أستمتع بالرواية إلى أن أدركت أن علّة الوصف في ضعف تراكيب المترجمة لا في حب الكاتبة للإطالة فرحت أتفنن بأن أقرأ ما لم يُكتب وأتخيل ما لم يوصف.

وكي لا أظلم المترجمة أذكر مثالاً آخر على ضعفها يؤكد أنها بارعة في الإنجليزية وضيقة الأفق في العربية. فمن التعابير التي يستخدمها العرب والإنجليز في وصف الجمال المفرط الطاغي هو أنه جمالٌ ظالم. ولكن يختلف الاصطلاح، فنحن نقول ظالم وهم يقولون "غير عادل not fair" . ولكننا إذا ما واجهنا جملة ترجمتها "نظراته الغير عادلة" وجب علينا قلبها إلى ما نصطلحه في لغتنا فنقول" نظراته الظالمة" وهو مطروقٌ في لغتنا ومعروفٌ مثل: ظالم الحسن شهي الكبرياء. وهذا ما عجزت مترجمتنا العزيزة عن فعله.

أجدني استطردت كثيراً وأسهبت ولو أعطيت لقلمي الحرية لكتب أكثر، ولكن لا أرغب في الإطالة والإكثار من ذكر الأمثلة لأن رأيي سيتمحور حول ذات النقاط آنفة الذكر. كما أن السخرية من الفيلم وإعطاء مسميات استخفاف وتعظيم هنا وهناك أثناء إعادة سبك المشاهد يمكن أن يجعل من الفيلم سخيفاً ولا شك... ولكنه ليس كذلك في الحقيقة. والدليل هو الفيلم الساخر الذي فشل فشلاً ذريعاً. فإما أن نشاهد الفيلم ونحن جادون ونرغب بالتوغل في عالم الخيال أو فلنشح بوجوهنا فهوليود تستوعب الجميع.
سأوجز في نقاطٍ سريعةٍ رأيي كالتالي:

الرواية بسيطة وجميلة وممتعة للغاية ومخصصة لفئة عمرية محددة بل ولجنسٍ محدد. ونجاحٌ لها أن تكتسح قلوباً أكبر وأصغر وتستهوي بعض الشبان هنا وهناك.

ليس فيها طعنٌ لقدسية شخصية مصاص الدماء السابقة، فقد أحب برام ستوكر أن يرسم شخصيتهم وحياتهم بتلك الطريقة السوداوية المرعبة المؤرقة ولم يقف أحدٌ في وجهه أو يعارضه أو يكذبه، فله مخرجيه وأبطاله ومتابعيه. وأحبت ستيفاني أن ترسم شخصيات أطيب وأرق وأخيّر وأجمل ولها الحرية في أن تكتب وهي لم تجبر أحداً لكي يقرأ.

تميّزت بعض الأفلام بإخراج وإنتاجٍ ضخمٍ بل ومرعبٍ ولم تلقى في القلوب ذات صدى "الشفق". لأنه داعب الروح والنفس وأحلام الطفولة وأبطال المراهقة. ولو بالغت المخرجة في إنتاج الفيلم لنفرنا منه.

قراءة الرواية أومتابعة الفيلم مقترنان بإحلال الخيال بيننا وبينهم، وهكذا نحصل على ساعات من المتعة ثم نتجه لأعمالنا وليس هناك ما يمكن فلسفته في أصل وطبع ونوع مصاصي الدماء في هذه الرواية، فهي بسيطةٌ تخاطب البسطاء.


ولم أتمكن الحقيقة من أن أضع نقداً صافياً للرواية هنا فدمجته مع رأيي ومع تعليقاتي في ردٍ طويلٍ أحطت به ما خطر لي أن أحيطه.
والسلام عليكم

*1  *1  *1
الموضوع مغلق