هنا نطل بنافذة على الثقافة الإنجليزية , لنسلط الضوء على أهم الأعلام و الشخصيات التي أثرت فيها , و نتعرف على روائع الأعمال الأدبية التي خلّدها تاريخها .

قوانين المنتدى

- يمكنكم في أي وقت زيارة قسم مكتبة اللغة الإنجليزية لنشر أو تحميل الكتب أو البرامج المتعلقة بهذا القسم .
إضافة رد

"قصة الساعة الواحدة" الشهيرة

الاثنين أيار 24, 2010 6:43 م

السلام عليكم .. عدنا من جديد  8)
أيضا من القصص التي درستها في السنة الأولى .. قصة kATE Chopin الشهيرة .. قصة الساعة الواحدة.


قصة الساعة الواحدة
The Story of an Hour


بناء على معرفة أن السيدة مالارد مصابة بمعضلة قلبية, فقد أوليت بقدر المستطاع بعناية كبيرة في طريقة إخبارها بموت زوجها.
لقد كانت أختها جوزفين من أخبرها بنصف تكتم و بعبارات متقطعة و بتلميحات مبطنة. لقد كان بقربها أيضا صديق زوجها ريتشارد. إن ريتشارد هو من كان في مكتب الجريدة عندما تم تلقي الأنباء عن كارثة سكة الحديد, ولقد كان اسم برنتلي مالارد متصدرا قائمة القتلى.
ولقد منح ريتشارد نفسه الوقت ليؤكد موت صديقه أنه حقيقي بتلقيه البرقية الثانية و عاجل ليدرك صديقا له أقل وهنا و إرادة في تحمل النبأ الحزين.
لم تتلقى مالارد النبأ كما اعتادت النسوة أن يفعلن, و بعجزها المشلول لإدراك أهمية النبأ بكت حالا و فجأة ارتمت في أحضان أختها, و عندما أنهت عاصفة الحزن مدتها,غادرت مالارد إلى غرفتها وحيدة, فهي لم تكن لترغب بأحد معها. و هناك كان يوجد أمام النافذة المفتوحة كنبة واسعة و مريحة فألقت نفسها وسطها مكبوتة بتعب نفسي لازم جسدها و بدا أنه يتسرب إلى روحها.
استطاعت أن ترى في  الساحة المفتوحة أمام منزلها قمم الأشجار التي كانت جميعها بروح الربيع الجديد و كان عبق المطر يسري في الهواء و كان يوجد بائع متجول ينادي على بضائعه في الشارع.
و وصلت إلى أسماعها همهمات أغنية بعيدة كان يغنيها شخص ما و كانت تغرد عصافير الدوري التي لا تعد ولا تحصى.
كانت تظهر بقع في السماء الزرقاء اللون هنا و هناك من خلال الغيوم التي تجمعت و تركزت واحدة فوق الأخرى في الغرب مقابل نافذتها. جلست و رأسها مرتكز على ذراع الكنبة بلا حراك ما عدا تنهيدة خرجت من حنجرتها و أصابتها بالرعشة كطفل أبكى نفسه لينام و ينشج في أحلامه. كانت شابة ذات وجه هادئ جميل, وجه تدل قسماته على الكبت و حتى على قوة محددة, لكن بدت الآن في عينيها نظرة فاترة, هاتين العينين اللتين نظرتهما كانت محدقة و مركزة بعيدا هناك على واحدة من بقع السماء الزرقاء.
إنها لم تكن نظرة تفكير لكنها كانت أكثر نظرة دلت على إرجاء فكرة متقدة, كان هناك شيء ما يقترب منها و كانت هي تنتظره بخوف, ماذا كان ذلك الشيء؟  لم تعرف, إنه كان محيرا و ماكرا لتسميه, لكنها أحست به يزحف من السماء ليصل إليها من خلال الأصوات و الروائح و اللون الذي ملأ الهواء.
تسارع قلبها و خفت باضطراب الآن, بدأت تدرك هذا الشيء الذي كان يدنو ليمتلكها و كانت تناضل لتهزمه بإرادتها الواهنة كما لو كانت لتفعل بيديها النحيلتين البيضاوتين.
و عندما تركت العنان لنفسها انطلقت من شفتيها المتباعدتين قليلا كلمة مهموسة, كررتها مرارا في قلبها: "حرة, حرة, حرة". تلاشت من عينيها تلك النظرة الفارغة و نظرة الرعب التي تبعت تلك الكلمة, صارت عينيها مشعة و قوية, تسارعت نبضاتها و دمها الساري دفء و لطف كل شبر من جسدها. لم تتوقف في سؤال نفسها فيما إذا كانت سعادة هائلة تلك التي انتابتها أو لم لا. عرفت بأنها ستبكي ثانية عندما رأت الأيدي المحبة اللطيفة مطوقة بالموت و الوجه الذي لم يحافظ بالحب معها راسخ و أشيب و ميت.
لكنها أدركت بأنه أبعد من هذه اللحظة المريرة موكب طويل من السنوات ستأتي و ستنتمي إليها بشكل مطلق. ففتحت ذراعيها و مدتها لترحب بتلك السنوات. و يبدو لربما ما من أحد سيكون هناك لتعيش من أجله في هذه السنوات القادمة و أنه لربما ستعيش من أجل نفسها, لربما لن تكون هناك إرادة قوية تكبح إرادتها بمثل ذلك الثأب (المثابرة) الأعمى الذي يعتقد الرجال و النساء بأن لهم الحق بأن يفرضوا إرادة خاصة بأحد منهم على الآخر, و إن هذا الهدف المحب أو الهدف القاسي جعل من هذا التصرف جريمة كما نظرت إليه بتلك اللحظة القصيرة من الاستنارة.
مع أنها أحبته في بعض الأحيان إلا أنها غالبا لم تكن تفعل ذلك, ماذا يتم الآن؟ و ماذا كان باستطاعة الحب, ذلك اللغز المشفر أن يصمد أمام رباطة الجأش و هذه و هذا الإصرار الذين أدركتهما كالباعث الأقوى لوجودها. و ظلت تهمس لنفسها "حرة جدا! و روحا حرة!"
كانت جوزفين تركع أمام الباب المغلق و شفتيها على المفتاح تلتمس الدخول "لويس, افتحي الباب! أرجوك افتحي الباب ستصيبين نفسك بالمرض,  ماذا تفعلين, لويس؟ لأجل السماء افتحي الباب."
"اذهبي أنا لن أسبب لنفسي المرض" كلا إنها كانت تشرب إكسير الحياة من خلال تلك النافذة المفتوحة.  امتد خيالها متشعبا بين تلك الأيام القادمة إليها, أيام الربيع, أيام الصيف و كل أنواع الأيام التي ستكون لها, لفظت دعوة سريعة بأنه لربما تطول الحياة, إنه فقط البارحة فكرت برعدة بأن الحياة لربما تكون طويلة.
و أخيرا نهضت و فتحت الباب تلبية لإصرار و إلحاح أختها, كان في نظرة عينها انتصار محموم و أحست نفسها بكبرياء كآلهة النصر و لفت ذراعيها حول خصر أختها و نزلوا سويا الدرج و كان ريتشارد يقف منتظرا إياهم عند أسفل الدرج.
كان هناك شخص ما يفتح الباب بالمزلاج, إنه كان برنتلي مالارد الذي دخل, ملطخ قليلا من السفر و يحمل حقيبته و مظلته, لقد كان بعيدا عن موقع الحادث حتى أنه لم يعرف أنه كان هناك حادث.
وقف مذهولا من صرخة جوزفين الحادة و حركة ريتشارد السريعة ليحتجزه عن نظر زوجته, لكن ريتشارد كان متأخرا جدا, و عندما وصل الأطباء قالوا بأنها توفيت من جراء سكتة قلبية بسبب الفرح الشديد!!!

"قصة الساعة الواحدة" الشهيرة

الاثنين أيار 24, 2010 7:11 م

و عندما وصل الأطباء قالوا بأنها توفيت من جراء سكتة قلبية بسبب الفرح الشديد!!!

يا إلهي يا لها من مفارقة!! ففي الوقت الذي كانت به سعيدة باستعادة حريتها بعد الوفاة المزعومة لزوجها ظنّ الأطباء أنها أصيبت بالسكتة القلبية بسبب  فرحها الشديد بعودته .. يا لها من مفارقة!
Ala Al-Ibrahim,  
شكراً جزيلاً لمشاركتك و إيانا هذه القصة .. التي وصفت لنا حالة معينة لشخصية واحدة أساسية  لخصت لنا حياتها بسطور قليلة دخلنا فيها إلى أعماقها ..

"قصة الساعة الواحدة" الشهيرة

الثلاثاء أيار 25, 2010 1:01 ص

Ala Al-Ibrahim,  
عجبني أكتر شي فيها التعابير يللي استخدمتها الكاتبة لوصف الحالات والأوضاع
متل ما عودتنا قصص قصيرة وحلوة بنفس الوقت *1

"قصة الساعة الواحدة" الشهيرة

الثلاثاء تموز 06, 2010 9:11 م

شكرا عالموضوع Ala Al-Ibrahim

"قصة الساعة الواحدة" الشهيرة

الأربعاء تموز 07, 2010 12:18 ص

كان هناك شيء ما يقترب منها و كانت هي تنتظره بخوف, ماذا كان ذلك الشيء؟  لم تعرف, إنه كان محيرا و ماكرا لتسميه, لكنها أحست به يزحف من السماء ليصل إليها من خلال الأصوات و الروائح و اللون الذي ملأ الهواء.

احساس بيقتل هاد  :roll:
Ala Al-Ibrahim,   *1

"قصة الساعة الواحدة" الشهيرة

السبت تموز 10, 2010 9:22 ص

عبير,  
نعم .. و يالكثرة مفارقات هذه الحياة  :roll:
أشكر مرورك العبق أختي عبير .. و أتمنى لك التوفيق الدائم  *1

Celina,  
و تعودت على مرورك المفيد .. شكرا لك  *1

محمد معروف,  
*1

عصام,  
إذا احساس بيقتل معناها الله يجنبنا هيك أحاسيس .. و إن شاء الله ما بتحس غير بالفرح يا عصام  *1

"قصة الساعة الواحدة" الشهيرة

السبت تموز 10, 2010 3:42 م

Ala Al-Ibrahim,  

حسب معلوماتي سمعان هالقصة من أبغض انسان علي على وجه الأرض وانت بتعرفوا كتير منيح مو هيك ؟؟

:x  :x  :x  :x  :x  :x  :x  :x  :x  :x  :x

مع انها كتير حلوة ورائعة والحكمة اللي فيها جميلة .....

شكراً صديقي على القصة

تحياتي لك يا غالي

"قصة الساعة الواحدة" الشهيرة

الاثنين تموز 12, 2010 4:17 م

تعدّدَت الأسباب والموت واحد :|
القصة جميلةٌ جداً، أدخلتنا بتفاصيل مالارد النفسية ومناجاتها الروحية بل وذلك التخبط والحيرة بين الحياة والموت، ففي اللحظة التي أرادت أن تسلّم نفسها لقبضة الموت تراجعت عن ذلك لأن حب الحياة مخلوقٌ في النفس البشرية و جُبِل عليها.
جدلية الحياة والموت فلسفية جداً . لا نستطيع لمسهما ولكننا نشعر بهما ونحس بمجيئهما وغيابهما، وتكمن جمالية القصة في أنها تناولت أثر هذين الضدين وتنازعهما وكل ما يصحبهما من وصف وتفكير وتأمل.

الموت يأتي سريعاً باستحضارنا، ولكن الحياة تحتاج إلى قوة كبيرة حتى تتملكنا ومن ثمّ وقت أطول، ولهذا كافحت مالارد الإحساس بالموت وقتاً طويلاً، بينما أتاها الموت فجأة إثر هذه المكافحة الصعبة.


Ala Al-Ibrahim,  
رائعٌ ما انتقيتْ، كلي شكرٌ لك *1
إضافة رد