ساحة نعرض فيها زوايا وصورا تمس حياتنا ومشاكلنا ، لتكون مقالات و مقامات ناقدة أو تحليلية تطرح فكر كل ٍ منا بصياغة أدبية فصيحة .
قوانين المنتدى
- الرجاء الإلتزام بالتحدث بالعربية الفصحى فقط في هذا القسم .
- يرجى الابتعاد عن ردود الشكر والدردشة والالتزام بالنقد والمناقشة .
الأحد حزيران 27, 2010 3:51 ص
هدى,
ا
لسلام عليكم
منذ أن بدأ هذا الموضوع وددت المشاركة فيه بشئ من الكلمات
و لكنني-كعادتي- عندما افرغ من كتابتي اغلق الصفحة و اذهب بعيدا..
و لكن عندما قرأت هذا الكلام وددت أن تشاركوني الرأي فيه..هجرة العقول إلى الأقدام
يقال أن أعلى أقدام اللاعبين أجوراً في كأس العالم الحالي: ميسي بـ 80 مليونيورو ! ، رونالدو بـ 75 مليون يورو ! ، هيرنانديز بـ 65 مليون يورو ! ، أندريس إنييستا بـ60 مليون يورو !
وهكذا نشهد رمي الأموال والأوسمة والألقاب والتقديرات عند أقدام أولئك اللاعبين !
فاللاعب يحمل على الأعناق ، ويقدر كل تقدير ، ويقدم في المحافل الرسمية ، وتتلهف الصحف إلى أخباره والقنوات إلى تصريحاته ، ما دامت قدماه تعمل، بينما نرى الكثير من العلماء والمفكرين والمبدعين ، لا يعبأ بهم ، ولا يُتذكرون إلا بعيد وفاتهم ، ولذا حق للعقول أن تفكر في الهجرة إلى الأقدام !
تحولت كرة القدم بمصلحاتها إلى أشبه ما يكون بحرب ، فهجوم ودفاع ، خط وسط وميمنة وميسرة ، هدف وتسلل وضربة جزاء ، طرد وفصل ، تشجيع وتعصب ، انتصار وهزيمة، شجارات دموية بين المشجعين، جرحى وضحايا، مشاكل دبلوماسية بين الدول ، استدعاء للسفراء، والتهديد بإعلان الحرب ثم أحيانا وقوعها..!
تعيش البشرية الآن ، كأس العالم 2010 ، وسيُشغل العالم في تلك القضية العظمى والمعضلة الكبرى ، سينشغل الجرحى عن جرحاهم بمتابعة ركلات رونالدو ، والفاقدون عن مفقوديهم بأهداف الأرجنتين ، والمصابون عن إصاباتهم بمبارة الكأس ، وسيقف العالم مشدوهاً ومترقباً للأرجل التي تركل ، والأيادي التي تصفق !
وكعادتنا ، سنضيع عشرات وعشرات الساعات ، لنتابع المباريات ، وسنتعب أيدينا بالتصفيق وحناجرنا بالصياح ، وسندفع أموالاً لنتابع هذه المباريات ، ولا أدري ما الذي سيضيرنا إن فازت البرازيل و الأرجنتين ، أو فازت بروكينا فاسو وجزر القمر !
الكل يكسب في هذه المونديالات ، الفيفا واللاعبون والمحكمون والقنوات الفضائية وشركات الإعلان ، والشركات التجارية وخطوط الطيران ، وحتى مقاهي الانترنت والأندية الرياضية ، والخاسر الوحيد هو نحن ، نخسر أوقاتنا التي تضيع هباءً، وأموالنا التي تصرف مقابل المتابعة !
وليت المتابعة تقتصر على شوطي المبارة ، لا بل لا بد من مشاهدة الإعادة وإعادة اللقطات الحاسمة ، والتحليل الرياضي وتحليل التحليل ، وتصريحات الفيفا واللاعبين ، ومتابعة الصحف الرياضية في اليوم التالي وقراءة مقالات وتحقيقات حول المباراة ووو ... ولا ننتهي !
أتمنى أن نصل يوماً إلى ثقافة النافع وغير النافع ، أن نهتم بالنافع ونرمي غير النافع والذي لا طائل منه وراء ظهورنا ، لا أدعو إلى تطليق مشاهدة المباريات بالثلاث طلاقاً بائناً ، ولكن محاولة التخفيف والترك أفضل ..
أنا لا أطالب بأعالي الهمم ، ولا أقول استبدلوا وقت المشاهدة بالصلاة أو بقراءة القرآن ، فنفسي أحوج لأن آمرها بهذا ، لكن أقول إن مشاهدة برنامج مفيد أفضل من مشاهدة أهداف ميسي كلها، والجلوس مع الأهل والأصدقاء جلسة خير أفضل من مباراة البرازيل والأرجنتين ، وقراءة كتاب نافع ، خير من متابعة المونديال كله !
وما أجمل أن نبدل الدور الذي نلعبه ، فبدل أن نجلس خلف الشاشات ، فلنعش الجو ولنكن نحن اللاعبين ، فعلى الأقل سنجد فائدة ولو قليلة بدل اللاشيء ..
لمن لم يعجبه كلامي أعلاه ، دعك من هذا الهراء ، واجتهد في متابعة 64 مباراة (هذا إن تنازلت عن متابعة التحليلات بعد المباراة)، لكل منها ساعة ونصف ، ومبارك لك خسارة 96 ساعة من حياتك حين تهاجر العقول من الرؤوس إلى الأقدام ، قد لا ألومها بل أتمنى لها رحلة سعيدة وهجرةً موفقة ، وعلى الدنيا السلام.____________________________________________________
الأحد حزيران 27, 2010 2:20 م
جميلة هذه الكلمات .. أظن أنها تستحق ان تفرد في موضوع
عبادة
الأحد حزيران 27, 2010 3:14 م
Mohammed,
الله يشهد أن صاحب الفضل هو كاتب الكلمات و الشخص العزيز علي الذي يحبني و نقل لي اياهم شكرا له و عسى الله أن يجزيه الخير و يوفقه ..
أظن أنها تستحق ان تفرد في موضوع
اردت ان نناقشها لا ان تقرأ فقط .. و هذا كان رأي و تراني ان كنت مخطأً فما عساي الا أن أشكرك
الاثنين حزيران 28, 2010 10:14 ص
Obada Arwany,
سعيدةٌ بهذا الرد والرأي، الذي يطرح فكرة جديدة في هذا الباب
لا أخفيك أن في متابعة كللللل مباريات المونديال مع تحليلاتها وتصريحاتهم وآرائهم مضيعة كبيرة للوقت من الممكن استغلالها في مجالات أخرى أكثر نفعاً.
وطبعاً أنا معك في لوم هؤلاء الذين سيضيعون 96 من حياتهم بل وأكثر.
ولكن ..
حين نمسك العصا من النصف قد يسهل الأمر ويهون، المونديال في النهاية موسمٌ، يمكننا أن نبالغ في طقوسه أو نكون معتدلين فالخيار لنا، ولكن بسبب موسميته فالكثير منا يستغله ويجمع أصدقاءه لتابعته وجعله محور الجلسات، وذلك تنويعاً للأحاديث الروتينية أو قتلاً للروتين العام الذي يسود الحياة ربما.
أنا بهذا أنقل لك ما تفكر به شريحة كبيرة من مجتمعنا ..
فالهرب من الواقع ومن الحياة الروتينية عند الأغلب هي التي تجعل المونديال احتفالاً كبيراً بل وتجعله في بيتها الصغير احتفالاً عالمياً.
أتفق معك أن هناك الكثير من العقول التي تحتاج إلى دعم وتكريم، البعض يلقاها من خلال جماهيريتيه الكبيرة، وآخر من خلال الإعلام، وغيره عن طريق المكافآت والتكريمات والسبق الصحفي ..
ربما ما ذكرته يجعلنا نعيد التفكير بأهمية 96 ساعة، لنعيد صياغتها من جديد في علاقات اجتماعية في أمور أكثر نفعاً، وكما ذكرت:
لا أدعو إلى تطليق مشاهدة المباريات بالثلاث طلاقاً بائناً
Obada Arwany,
الاثنين حزيران 28, 2010 6:00 م
هدى,
الحقيقة تكمن أنني و بعد أن قرأت كلمات هذا الكاتب رحت أرى كم عدد هولاء الذين يتابعون و وقتهم الذي يهدونه ثمين
فأثناء خطبة الجمعة الماضية ذكر الخطيب مخاطبا الناس ان المسلم اذا فرح يجب عليه أن يفرح ضمن ضوابط الأسلام و اذا حزن يجيب أن يحزن ضمن ضوابط الإسلام
و الحديث الذي يقول فيه حنظلة لسيدنا رسول الله " نافق حنظلة " كان جواب رسولنا صلى الله عليه و سلم : ساعة و ساعة
و لكن الجدير بالذكر هو أن هذه الساعة التي يجب أن تقضيها في الترويح عن نفسك يجب ان تكون في ضمن ضوابط الإسلام ..
و نرى أحدنا يصلي المغرب في ( عشر دقائق ) و يجلس ليشاهد المباراة لساعتين على اقل تقدير ..
و في منتصف هذه الدوامة التي تتخبط فيها أمتنا ما أحوجنا الي بضعة ساعات من القراءة يوميا .. و نفسي احوج بها أيضا
المجال يطول في الكلام و النقاش
و لكنني سعيد عندما يعلم كل شخص حقيقة ما يفعله
لأن الجهل هو الخطئية العظمى
السبت تموز 03, 2010 3:16 م