هنا نرسم شخصياتنا ونلونها ونكتب لها أحداثاً ، نصيغ من الواقع مواقفَ وعِبـَر ، ليقول القلم ما لم تستطع قوله الحياة ...
الموضوع مغلق

حــــــكاية آلاء

الأحد كانون الثاني 01, 2012 3:17 ص

آلاء ، ابنة جاري و صديقي  عبد الإله  فتاةٌ انتهتْ لتوها من مرحلة القاصر و بدلَ أن تبدأ بما يسمى المراهقة كانت فريسةً سهلة الانقياد لمن يقدّم لها أيّ نوعٍ من الحب لتبدأ مرحلة اللا وعي ، و فوق كلّ ذلك ، أمها مطلّقة و ليس لديها سوى أخٍ أصغر منها بكثير .
كنتُ أذهب إليه و كانت تجلسُ معنا لكي تعيش الفرح خاصةً و أن عبد الإله ذو جرحٍ جديد و ينتظرُ الساعة أو الساعة و النصف لكي يتحدث فيها عن مشاكله و آلامه و كيف كان وضعه سيئاً و الآن كيف أصبح يحمل مسؤولية كبيرة .
و قد تحوّل بيته إلى مزارٍ بعد رحيل زوجته لضيوفٍ كثر . لن أنس ماهر ، ذلك المراهق الذي كان يأتي و يلعبُ مع آلاء و ملامساته لها . خجلتُ أن أتحدّث لوالدها بهذا الموضوع ، صحيحٌ أنها في الثالثة عشر من العمر ، لكن ماهر كان ينظر بشهوانية قذرةٍ لها . حتى أنني رأيتهما مرّة  يلاعبان أصابعهما مع بعضهما البعض في غرفةٍ جلسوا فيهما وحدهما عندما كنتُ أريدُ دخول الحمّام . ناديتُ لآلاء و سألتها إن كانت تحبّ ماهر فأجابتني بأنها تحبّ ما هر كأخٍ لها . فأوصيتها باحترام الأخ و نصحتها أن لا تكون بهذه البساطة في التخالط مع الذكور الأكبر سناً منها فأجابتني بأنه لا يجبُ أن أقلق عليها .
مرّ شهران ، و لن أنس ذلك اليوم الذي رأيتهما يخرجان من المصعد سوياً و كيف كانت علامات الذعر على ماهر و ابتسامة آلاء البريئة . و هنا طلبتُ من ماهر أن يمرّ علي لكي لا يطمع بآلاء أكثر . و عندما أتاني قلتُ له بأنني سأخبر والدته و والد آلاء بما يحصل و قلتُ له كيف أنّ آلاء غير واعية لما تقدّمه و ما تفعله . وعدني ماهر أن يصونها كما يصون أخته و لكن يا  للأسف ، لم تمّر أيام حتى وجدتُ آلاء جالسة خلف باب بيتهم الذي كان مفتوحاً و كيف كانت تبكِ . طرقتُ الباب عليها و استأذنتها بالدخول و بعد أن عجزتُ في استنطاقها قالت لي بأن ماهر قبّلها هذه المرّة بوحشية و ليس بأخوية كما كان يقول لها و أنه حاول أن يتمادى معها . و هنا بدأت زوبعة الأفكار تعصف بذهني منذ مشاكل أمها و أبيها فطلاقهما فهمُّ عبد الإله و كيف أصبح حال هذا المنزل . وعدتها بأنني لن أخبر صديقي و جاري ، و فوراً صعدتُ لماهر و أدّبتهُ بحكمة و هدوء لا يستحقه . ثمّ كدتُ أقول لأمه ، لكنني قررتُ أن أعطيهما الفرصة الأخيرة علّهما يعرفان أنّ هموم الحياة التي إن بدأت......... فما خفي أعظم .
الحمد لله ، بعد متابعتهما  و وعيهما لذلك الخطأ يرمقونني بنظرة من الرهبة و الاحترام و أرمقهمْ بنظرة من الحبّ و الإشفاق و أدعو الله أن يبعدهم عن شيء لا ينفعهم . صحيحٌ أنني تدخلتْ ، و لكنني لم اندمْ .

حــــــكاية آلاء

الأحد كانون الثاني 01, 2012 2:06 م

صفوة
أنت تدخلتْ ..ولم تندم
وأنا دخلت إلى هُنا ..ولم أندم
سرّتني كثيراً قصتك
رائعة بكل ماتحملة هذه الكلمة من معنى
في عالمنا الكثير يجسدون شخصية آلاء وماهر
لكن القِلّة من يجسدون شخصيتك
وإلّا من رحم ربّي
تعلمت من قصتك الكثير.. ياصفوة
شكراً لك

حــــــكاية آلاء

الاثنين كانون الثاني 02, 2012 2:40 ص

الأماكن,  
شكرا لمرورك الرائع و لمتابعتك اللطيفة
الموضوع مغلق