هنا نرسم شخصياتنا ونلونها ونكتب لها أحداثاً ، نصيغ من الواقع مواقفَ وعِبـَر ، ليقول القلم ما لم تستطع قوله الحياة ...
الموضوع مغلق

وسواس مجهول

الجمعة كانون الأول 16, 2011 1:44 ص

أيعقلُ ما أشاهدهُ ! هذا المكان الذي لطالما اختبئ ذلك الوحش فيه و ظلّ يبتزني بكلامه الحقير موجودٌ في تلك القرية و في هذه القلعة الأثرية غير المعروفة .
إنْ كنتُ أذكر كيف جاءني هذا الوحش بعد انفصالي عنها ، فإنني و بعد أيّام الهوس تلك تأكدتُ أنه موجود و أنه ليس سراباً . و من هنا سأتخلّص منه و من كلّ هوسي الذي سجنني و جعلني أغضب لوحدي .
رتبتُ خطة في اليوم التالي للذهاب لهناك رغم كلّ المصاعب و الظروف ، و لكن عليّ أن أصل لتلك القلعة و أكتشف سرّ ذلك الوحش البشع و تحقيره لي . استيقظتُ في وقتٍ مبكر و شربتُ كوباً من الشاي الدافئ ، يكون الشاي لذيذاً في الكوانين و خاصة مع السمفونية الخامسة لبيتهوفن . أنا متأكد أنني سأتخلص منه فهو قال لي بأنه سيظهر إذا عثرتُ عليه و ها قد وجدته من خلال ذلك البرنامج التلفزيوني .
خرجتُ من منزلي في السادسة و توّجهت لمحطة النقل و قطعتُ تذكرتي لأصل هناك . و عندما وصلتْ ، تفاجأت أن القرية التي علي الذهاب إليها نائيةٌ  جداً و المواصلات قليلة لهناك و هنا كبر التحدّي و بدأت نفسي تتحرّك كالمغناطيس للوصول لتلك القلعة حتى لو وصلتْ ليلاً .  و وصلتُ في نصف المغرب و قبل أن تغربْ الشمس و يختفي الضوءْ ، طلبتُ من أحد سائقي الدرّاجة النارية أن يوصلني هناك . صحيحٌ أنه استغرب جداً ، لكنني أقنعته بأن تلك القلعة هي مكان نذر نذرته على نفسي في هذا الوقت و أعطيته ما يكفي من النقود .
لن أنس تلك الأصوات  و ذلك السكون المخيف .
و أخيراً وصلتُ تلك القلعة و هنا أحسستُ أن القوّة عادت لي من جديد . كلّ ما أريده هو التخلّص منه و من وهمي . أعلمُ أنه غيرُ موجود إلا في خيالي ، لكنني لن أرتاح إلا إذا كسرت هذا الحاجز في هذا المكان . كان البردُ لا يوصف و أصوات الرياح و حتى الأصوات الغريبة لم تعدْ تهمن . كلّ ما يهمني الآن أن أجده . دخلتُ القلعة في آخر الضوء و بدأت أصرخ : " يا صاحب الوجه الحقير ، ها أنا هنا ، أخرج لي ، أتيتك وحيداً و أعلم أنك هنا و ليس إلا هنا . "  " أين أنت يا عديم القلب و الضمير ؟ أين أنت لنتواجه .. أين أنت أيها القاسي ؟ كان الغضب قد رفع درجة حرارتي و جعل عرقي يبرد بسرعة من برودة الطقس  .
قرأت سورة النّاس و أحسستُ أنني تحررتُ كلياً من هذا المرض و هذا الوسواس . ما أصعب ذلك الوهم الذي صنعته من فراغ ما كان يلزمني . صحيحٌ أنني قطعتُ طريقاً طويلاً ، لكن دفء الحافلة ليلاً و تعبي الشديد جعلاني أنامُ قرير العين و أصحو على رجلٍ كبير يقول لي : " حمداً لله على سلامتك يا ولدي ."

وسواس مجهول

الجمعة كانون الأول 16, 2011 9:41 م

أحييك        
على التسلسل البارع والسّرد الرقيق
والإنتقال من مرحلة لمرحلة في انسيابيةٍ بالغة الدقة
وكأنني أشاهدُ فلمَ رُعْبٍ
فتسارعتْ دقاتُ قلبي
وتملكني الخوفُ
safwat
تجيد كتابة القصص بإبداع
فمثلك تَفْتَخر به الصفحات

حماكــ ربّي الكريم

وسواس مجهول

الأحد كانون الأول 18, 2011 12:33 م

الأماكن,  
شكرا لمرورك و متابعتك الدائمة
أحببت الخوض قليلاً في اللون المرعب .

وسواس مجهول

الأحد كانون الأول 18, 2011 11:13 م

شكرا لك أخ safwat قصة رائعة *good

وسواس مجهول

الثلاثاء كانون الأول 20, 2011 5:08 م

shaode,  
شكرا لمرورك أختي

وسواس مجهول

السبت كانون الأول 31, 2011 3:32 م

مشهد غريب، ولكنه يحمل العِبرة..
إذ لا بد لنسيان ما نخشاه والتغلب عليه: المواجهة، إنها الحل في استعادة الثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية.

شكرًا لك *1

وسواس مجهول

الثلاثاء كانون الثاني 03, 2012 1:08 ص

عاشقة العربية,  
المواجهة، إنها الحل في استعادة الثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية.


أجل
أجل  *قتال
إنها المواجهة
شكرا لك أختي و بانتظار تعليقاتك الكريمة على القصص الأخرى

وسواس مجهول

الاثنين كانون الثاني 23, 2012 12:00 م

خاطرة تحاول ان تخطف من خواطر صفوان حنوف بعض الملامح وقد افلحت بالفعل....

يسلم ايديك.. اقل ما يقال انها خاطرة موفقة سلسة مضغوطة بالمشاعر.. *good

وسواس مجهول

الأربعاء كانون الثاني 25, 2012 2:58 ص

كاردينيا,  
شكرا الك اختي
صفوان حنوف مدرسة كبيرة ... الله يطولنا عمرو يا رب
بالحقيقة انا قدمت هي بس كمحاولة لقصة الرعب .... بتمنى تنال اعجابكم

وسواس مجهول

الأربعاء شباط 01, 2012 8:22 م

امين يا رب الله يطول بعمرو و سلملي عليه كتير كتير *1  *1  *1 ...

الله يوفقك بكتاباتك و تنشرلنا ابداعات افضل وافضل.
الموضوع مغلق