هنا نرسم شخصياتنا ونلونها ونكتب لها أحداثاً ، نصيغ من الواقع مواقفَ وعِبـَر ، ليقول القلم ما لم تستطع قوله الحياة ...
الموضوع مغلق

في صندوق ذكرياتي

الأحد تشرين الأول 30, 2011 11:59 م

لن أنسَ تلك الأيّام العصيبة التي تعوّدت فيها الجلوس مقرفصاً على أرض غرفتي في الليالي الباردة و عنائي مع أعصابي التي كانت تربطني و تعصرني لسرٍّ لم أكتشفه بحقيقته بعد . و يداي التي كانت تكبلاني عندما كان الزمن يتوقف ، لا بل عندما كان عقرب الساعة يدّق على رأسي . كنتُ أكرهُ ذلك  الضوء الخافت الذي كنتُ أجبرُ عليه .
لم يكن أي شيء ناطق حولي باستثناء صندوق الذكريات الذي كان دائماً يدعون بمقولته : " تعال و اجلس على ينبوع الذكريات و خذ جرعةَ طيبٍ مهدئة ، فإن عدت لتلك الحياة ، كانت جرعتك دافئة " . كنتُ أخاف ذلك الصندوق لأنه يحتوي على مدفونات ثمينة كانت لي و كنت لها . حتى أنا كنتُ مدفوناً و كنتُ أشعر أن سقف الغرفة يشبه سقف التابوت لولا تلك الروح في ذلك الجسد . و كان إيماني هو الجواب الوحيد على الوجود الذي كنتُ أفقده مع أفكاري و مع كلّ تلك الأشياء التي كان من الممكن أن تنقذني .
لا أدري إن كان هو الشوق الذي فقدت قيمته عند طرفي الآخر الدافع لأسحب ورقةً أو ورقتين ربمّا أتحسّر بعدها على خط تاريخي وقفنا عنده و أحدنا عاد إلى الحياة بعده .
سحبتُ ورقة  كانت تقول لي فيها بأنني وحدي من شاركتها في فنجانها في زيارتي الأولى و أنّ ذلك الفنجان لا يزعجها إن شربتُ منه  و لكن يزعجها إن استخدمه أحد أفراد أسرتها و تلك الفرحة بتخصيصي و ذلك اليوم الجميل .
و في الورقة الثانية كانت تخبرني بأنّها أجرتْ عملية إزالة اللوزات التي عانت في صغرها ويلات كثيرةً منها ، مما دفعني إلى القلق لأتذكر اليوم الذي أجرت به عملية لعيونها و كم كنتُ أخاف على تلك اللآلئ التي كنت أحفظها في عيوني  .
لم أجرؤ المتابعة في سحب ورقة ثالثة . شعرتُ بالخوف من ذكرياتٍ كثيرة ستعصف أو من شوقٍ يأخذني إلى الجنون أو إلى تدمير شيء من الحاضر المستقبلي المجهول كردّة فعل لحرماني من أنّي فقدتُ القدرة على تنظيم أموري أو تعزيز طموحي أو إشعال إرادتي .
ناداني شيءٌ آخر في غرفتي و قال لي تعال و اقرأ هنا علّك تنال الرحمة و البركة أو الرضا أو القناعة .

في صندوق ذكرياتي

الاثنين تشرين الأول 31, 2011 12:10 ص

Safwat,  
كم يشرفني بان اصل الى هذا الموضوع ، لانحدر في قراءته هويداً كمشية غيمة الشتاء ارتواء حروف وكلمات رسمتها بدقه متناهيه ، معاني مؤلمه وصراع بين الكأبة وأمل الغد القادم وذكريات مدفونه تخشى استرجاعها ، جعلتني اعيش فيها واتخيلها كما هي ، في لحظاتها وفي سكناتها ووحشتها ، اخذتني هذه الكلمات الى ابعد من الخريف وابعد من كل الفصول
، رائع صديقي بما كتبته وجميلاً ان تتاح لي الفرصه بان أقرأ ما كتبت .. لكم مني التحيه والاحترام على ما تفضلت به ,,,,,  *good  *good  *good  *good  *good  *good

في صندوق ذكرياتي

الاثنين تشرين الأول 31, 2011 12:27 ص

Safwat,  
الذكريات مؤلمة حقاً
وصندوق ذكرياتنا بقدر ما نحبه ونخاف عليه بقدر ما نتحاشى فتحه لأنه سيفتح جروحاً قديمة طالما
آثرنا نسيانها أو ربما أشياء جميلة ولكن ستملأنا شوقاً وتفجر عواطفنا ........ آه منه هذا الصندوق

جميلة كلماتك طرقت أبواب قلوبنا بلطف شديد وأيقظت مشاعرنا من سباتها .
سلمت يداك  *1  

في صندوق ذكرياتي

الاثنين تشرين الأول 31, 2011 1:45 م

hatch,  
و كم يشرفني أنك لمست إحساسي
أشكرك لمتابعتك العطرة
rehab,  
صندوق ذكرياتنا بقدر ما نحبه ونخاف عليه بقدر ما نتحاشى فتحه لأنه سيفتح جروحاً قديمة طالما
آثرنا نسيانها أو ربما أشياء جميلة ولكن ستملأنا شوقاً وتفجر عواطفنا ........ آه منه هذا الصندوق
يا الهي .....يبدو أن الكثير لديهم صندوق ذكريات مؤلم
أشكرك لمرورك اللطيف
جميلة كلماتك طرقت أبواب قلوبنا بلطف شديد وأيقظت مشاعرنا من سباتها .

في صندوق ذكرياتي

الثلاثاء تشرين الثاني 01, 2011 8:45 م

قصة جميلة، أشبه بخاطرة، عاطفتها راقية ومشاعرها لطيفة.

صندوق الذكريات هو لجوء إلى الماضي لتذكر أيام ذات معنى آخر، ولكنها في بعض الأوقات ليست إلا محاولة لجلد النفس وتعذيبها، إنه الهروب إلى الوراء.


شكرا لك  Safwat,   *1

في صندوق ذكرياتي

الثلاثاء تشرين الثاني 01, 2011 9:48 م

لماذا لا ننظر إلى الذكريات بتفاؤل .......ونأمل بأن الحياة رغم قسوتها قد منحتنا تلك اللحظات الجميلة في الأوقات الماضية لذا فهي قادرة بالتأكيد على أن تمنحنا لحظات أجمل منها في الأيام القادمة.......
Safwat,  *ورود  *ورود

في صندوق ذكرياتي

الثلاثاء تشرين الثاني 01, 2011 10:45 م

خاطرة حلوة ومؤثرة   شكراSafwat  *good  *ورود

في صندوق ذكرياتي

الثلاثاء تشرين الثاني 01, 2011 10:53 م

أحياناالذكريات تكون هي الشي الوحيد الذي يجعل الشخص ينظر إلى المسقبل نظره فيها القليل من الأمل في وقت تراكمت في وجهه الكثيرمن المشاكل التي تودي به أحيانا للحظةمن اليأس الخانق....فقط عندظهورهذه الذكريات تتحول من التفكيرباليأس إلى التفكير بالمستقبل على أمل الوصل إلى لحظات أجمل من هذه الذكريات......
*1  *1  *1  *1  *1

في صندوق ذكرياتي

الأربعاء تشرين الثاني 02, 2011 1:56 ص

عاشقة العربية,   لما,  
ألا يوجد جسر للربط بين تعليقكما .
كلاهما أجمل من الآخر ، لكن الحيرة تتربع في الوسط فماذا نختار ؟
عاشقة العربية,  
نه الهروب إلى الوراء

أم
؟؟؟
لما,  
حظات أجمل منها في الأيام القادمة......

أشكركما جزيل الشكر لصدقكما
بارك الله بكما
manar92,  
خاطرة حلوة ومؤثرة

شكرا للمرور و التعليق
Fattoun,  
أحياناالذكريات تكون هي الشي الوحيد الذي يجعل الشخص ينظر إلى المسقبل نظره فيها القليل من الأمل في وقت تراكمت في وجهه الكثيرمن المشاكل التي تودي به أحيانا للحظةمن اليأس الخانق....فقط عندظهورهذه الذكريات تتحول من التفكيرباليأس إلى التفكير بالمستقبل على أمل الوصل إلى لحظات أجمل من هذه الذكريات......

ما أجمل هذا التعبير
شكرا لمرورك

في صندوق ذكرياتي

الخميس تشرين الثاني 24, 2011 6:55 م

المعذرة على التأخير في تعليقي
safwat
تكتب بأنامل مخملية ..وتبدع في بوح صادق يفوق الوصف !!!

آه ماأقساك أيّها الصندوق !!ـ
ما أقساك حين نفتح بابك بألمٍ فنشم رائحة الماضي ..بك
الموضوع مغلق