هنا نرسم شخصياتنا ونلونها ونكتب لها أحداثاً ، نصيغ من الواقع مواقفَ وعِبـَر ، ليقول القلم ما لم تستطع قوله الحياة ...
الموضوع مغلق

أشواك وردة

الأحد تشرين الأول 02, 2011 3:55 م


أشــواك وردة



استيقظ أسامة في الساعة السابعة كالعادة و لم ينهض حتى السابعة و الثلث أيضاً كالعادة . كيف لا و هو يرى أنّ هذه الدقائق أجمل ما في النوم من نهاية  قبل بداية يوم طويلِ في الجامعة . حضّر كأسا من الشاي و بينما كانت الماء تغلي كان يلبس ثيابه و يحضّر نفسه  للخروج . استجمع كتبه و أوراقه اللازمة لهذا اليوم . شرب الشاي و هو يتنهد و ينظرُ إلى لونها الموحي بأشياء نارية و مغربية . نزل و هو نصفُ نائمٍ ليستقل سيّارة أجرة .
نظر إلى الازدحام الموجود عند موقف الحافلة و تمنّى أن يكون بينهم لأنه يحبّ ركوب الحافلة ، لكنه لم يعد يستطيع بسبب ظروفه الحالية و ما قد يتكلّم الناس عنه في مجتمع ثرثار لا يرحم  .
و في هذه الأوقات كانت لا تزال وردة  كالعادة متأخرة  في إعداد نفسها ، و نزلت من منزلها بسرعة حتّى لا تتأخر عن محاضرة النقد لأن المحاضر صارمٌ جداً و لا يسمحُ بدخول أي شخص بعده .
أمّا أسامة كان مسامحاً لطلاّبه و يسمحُ بذلك الأمر ، فهو يدّرس اللغة الانكليزية لطلاّب الطب .
دخل القاعة و حيّا الحاضرين و بدأ يشرحُ الدرس و ينسجم مع نفسه حتى يقدم أفضل ما لديه . كان مؤثراً كالعادة و استطاع إنهاء المحاضرة بشكل فاعل . عندما أراد الدخول لاستراحة المدرسين لاحتساء بعض القهوة ، خجل من الزميلات المدرسات الذين تعودوا عزلته و سلامه القصير و تهربه من الجلوس . لم يكن  هذا الشيء مضايقاً على أية حال .
وقف في الممر يحتسي القهوة على نافذة الكلية مسافراً بعينيه نحو كليّة الآداب و يرتشفُ الخوف مع القهوة لأن ما بدأ يهاجم ذهنه صورٌ مرعبة تزرع الغيرة في قلبه و تفترس به  بالوقت نفسه . مضى على فراقها أكثر من خمسين يوماً . تخيّلها و بشخصيتها الحادة التي كسرتْ قلبهُ تنفّذ حقّها بمصادقة أو حبّ شخص آخر . بدأتْ يداه ترجفُ و هو في دوّامة تفكيرٍ تجعل سماء العقل تمطر دبابيساً على أرض الغموض .  
كان لا يطيق هذه الدقائق لأنه تعوّد دفن نفسه في اللا شعور الذي ينقلهُ من مرحلةٍ زمنية لأخرى دون أن يشعر أن الزمن قد مضى أحياناً بسرعة و أحيانا و هو يمتطي صدفة سلحفاة .
-  " صباح الخير يا أسامة " قال أحمد مقاطعاً
-  خير ؟ على الدنيا و طبيعتها فقط ... ليس لي . ردّ أسامة
- " إذا أنت تفكّر بوردة "
     - " و أفكّر بأشواكها "
    -  عندي خبرٌ مهم لك عنها ، التقيتُ البارحة بصديقتها و لم تكن مفاجأة  أنها تفكّر نفس تفكيرك أثناء الفراق ، هل قررت العودة لها ؟ إنه الوقت المناسب . كلاكما لا تزالان في نفس المتاهة و لن يخرجكما إلا العودة للرابط المقدّس الذي جمعكما .
- كيف ؟ سأل أسامة
- اذهب لها ، قل لها أنك لا تزال تريدها و انك مثلها مشغول البال عليها . انك تفوت الفرصة كلّ يوم و صدقني لن يكون الزمن عادلاً أمام ما تخبئه الأقدار في فراقكما .
- لا استطيع ، إن عدتُ سيكون بانتظاري قضايا صغيرة ستحاسبني عليها حساباً عسيرا . إنها لا ترحم ، كما أنني بدأت أعتاد على الاستقلال و الاستقرار . لن تتغير وردة و أشواكها لن تتغير أيضاً . سيأتي من تخضعُ له بما ستجعله جميلاً فيه أمام أعين الناس . ستقول انه أفضل مني حتى لو كانت الحقيقة أنني أفضلُ منه . شخصيتها القوية يمكن أن تتمحور حول قوّتها فقط . كفاني تحملاً أنها ضعيفةٌ و هي تعذبني بدل أن تقدرني على الأقل على أنني ذكر خلقتُ لأعشق الأنثى .
- دعنا ننهي هذا الجدال . أنت حر . تريني دائماً أن الطريق عقيم و أنتما الاثنين لا تحتاجون إلا لنسيان مشاكلكما و بدأ صفحة جديدة تجددان فيها ذكرياتكما الجميلة .
- هي لا تريدُ ذلك . ردّ أسامة و هو يحتسي الرشفة الأخيرة من القهوة و توجه بعد ذلك للمحاضرة الثانية التي بدأها كعادته بالابتسامة التي يكسر بها كلّ الحدود بينه و بين الحياة .



أشواك وردة

الخميس تشرين الأول 27, 2011 12:33 ص

لا تعليق!!!!!!
جميلة مؤثرة لكن أسامة في القصة نموذج لأ سامات بالواقع للشباب يلي بيعتبرو المبادرة والمصالحة للصبية كانو وما زالو يحبوها نوع من الضعف أ و الاستسلام

أشواك وردة

الخميس تشرين الأول 27, 2011 12:50 ص

aliaeyes,  
شكرا كتير لأن أنا حطيتها من زمان  و انتي صاحبة اول تعليق
الضعف أ و الاستسلام

و خاصة اذا الحبيبة عاشت حياتها من جديد و استقلت و تركت كل شي ورا ضهرها و نسبت الحب او هربت
و لما حب هالشب يرجعلها صارت تعزبو  بدل ما تساعدو
aliaeyes,  
شكرا كتير لالك
سعدت بتعليقك

أشواك وردة

الخميس تشرين الأول 27, 2011 4:30 ص

حسب ما رويت باين الحق على اسامة لانو ما صارحها وتركها هيك :?
فأكيد هيي بالتالي ما رح تظهرلو أي شي وحتتناسا{ما تنساه}اذا بتحبو :wink:
وبما انو شخصيتها قوية متل ما عم بتقول رح تكمل حياتها وكأنها عادية
   على فكرة كأنو عنيد ما *ممم
تقبل مروري
شكرا *1  *1  *1

أشواك وردة

الخميس تشرين الأول 27, 2011 4:36 ص

Bright Diamonds,  
على فكرة كأنو عنيد ما

مجروح  أكتر
سب ما رويت باين الحق على اسامة لانو ما صارحها وتركها هيك :?
فأكيد هيي بالتالي ما رح تظهرلو أي شي وحتتناسا{ما تنساه}اذا بتحبو :wink:
وبما انو شخصيتها قوية متل ما عم بتقول رح تكمل حياتها وكأنها عادية

في انحياز لوردة صح ؟

أشواك وردة

الخميس تشرين الأول 27, 2011 5:01 ص

لا والله بس من خلال القصة حسيت كأنو اسامة مقصر شوي ما  :roll:
يعني بشكل ما يائس ومستسلم وضعيف
"إن عدتُ سيكون بانتظاري قضايا صغيرة ستحاسبني عليها حساباً عسيرا . "
وبما انو هوي الغلطان لازم هوي اللي يصالح ولا شو؟ :roll:  :wink:


*Hi  *1  *1  *1

أشواك وردة

الخميس تشرين الأول 27, 2011 5:44 ص

Bright Diamonds,  
"إن عدتُ سيكون بانتظاري قضايا صغيرة ستحاسبني عليها حساباً عسيرا . "

صح بس أسامة خايف من الحساب العسير على قضايا صغيرة ....يعني لا تذكر ...شتيفة الخوف؟
الموضوع مغلق