نتابع المحاضرة الثانية حول معلومات عن التسويق الإلكتروني
يقول أحد الفلاسفة :
" يعارض العقل البشري كل فكرةٍ جديدة ويقاومها كما تقاوم أجسادنا البروتين الجديد "
. لربما كان هذا هو الدافع الغريزي لدى أولئك المشكّكين . فليتنحّوا جانباً على أية حال ، ويفسحوا المجال للآخرين .
على مدى سنوات ... وهم يتحدثون عن سحرها وجمالها وروعتها وعن اللآلئ في أعماقها والخبائث على حدٍ سواء ، ويرددون على مسامعنا من طرفٍ خفي أن تخلّفنا عن ركوب موجة الإنترنت يعني انتماءنا إلى العصور الوسطى !
واليوم ، تطالعنا أصوات جديدة تزعم أنّ الأنترنت ، ليس فقط ثورةً في عالم الاتصالات والمعلومات بل وفي عالم التجارة والأعمال أيضاً ، وبالتحديد فئة الأعمال التجارية الصغيرة ومتوسطة الحجم ، والفرص التي يخلقها للأفراد العاديين وصغار المستثمرين لتأسيس نشاطاتٍ تجاريةٍ قادرة على منافسة كبرى الشركات .
لكنّ هذا للأسف جانب واحد فقط من الحقيقة ...
أما الجانب الآخر فهو أنّ الحضور التجاري على الخط لا يعني شيئاً على الإطلاق ما لم يستطع توليد حركة سيرٍ كثيفةٍ ومتواصلة ، ويقدّم للآخرين أسباباً مقنعةً جداً للشراء ... فـ "الإنترتيون" أكثر وعياً مما تتصور . لكنك تستطيع تحقيق أهدافك بالتأكيد إذا تعلمت "أصول الصنعة" وعرفتَ كيف تجعل الآخرين يتهافتون على متجرك الافتراضي أو موقعك ويتوسّلون إليك كي ترضى أن تبيعهم منتجاتك !
كثيرون استطاعوا تأسيس أعمالٍ تجاريةٍ ناجحةٍ على الشبكة خلال السنوات القليلة الماضية . لكنّ أعداد الفاشلين الذين وثبوا إلى الميدان وهم يعتقدون أنه مباح لأيٍّ كان ، تبلغ أضعافاً مضاعفة . إما لأنهم لم يدركوا أنهم وسط عالمٍ جديدٍ وعليهم معرفة قوانينه قبل الدخول إلى الميدان أو لأنهم سمحوا للمشكّكين ، الذين لا همّ لهم إلا تثبيط هِمَم الآخرين ، أن يثنوهم عن عزيمتهم ويحبطوا إرادتهم بالغمز واللمز والتشكيك والتكذيب !
تراهم يجادلونك في أمورٍ لم يسمعوا بها أصلاً ، وبالكاد يلِمّون بطريقة تشغيل الكمبيوتر ، ولايعرفون من الإنترنت إلا )كليك (click وبرامج الدردشة والمواقع الإباحية وتمرير النكات عبر البريد الإلكتروني ثم لا يتورّعوا في النهاية عن الإدلاء بآرائهم في أمورٍ هي بالنسبة لهم طلاسم !
قد لا يكون الذنب ذنبهم في الواقع بقدر ما هي الممانعة لكل جديد ...
لذلك قلنا بداية على لسان أحد الفلاسفة أن العقل البشري يعارض كل جديد
التسويق الإلكتروني يرشدك إلى الطريق الصحيح عندما تصل بك الأمور إلى منعطفاتها ، وواحداً من أهم المصادر التي سترافقك أثناء رحلة تجارتك على الانترنت
وقبل أن نبدأ الحديث عن المشاريع التجارية الإلكترونية والتسويق الاكتروني ، لا بدّ من إلقاء الضوء على مفهوم النشاطات التجارية التي تدار من المنزل ،
سواءً كنت تعمل على الخط أو حتى خارج الخط (online – offline) .
ورغم أنّ هذا المفهوم جديد إلى حدٍ ما في بلداننا في الوقت الحالي ، إلا أنه منتشر في أنحاء أوروبا ، وعلى الأخصّ في الولايات المتحدة الأمريكية التي يزداد فيها انتشاراً على نطاقٍ واسعٍ في عصر الإنترنت .
q الحقائق
يرى الدكتور بول رينولدز (Paul D. Reynolds) البروفيسور بجامعة بابسون (Babson) ومدير الأبحاث الخاصة بصغار المستثمرين ،
أنّ إنشاء المشاريع التجارية المنزلية أكثر انتشاراً من الزواج وإنجاب الأطفال ، إذ يتخلّى آلاف الأشخاص يومياً عن مراكزهم الوظيفية غير المستقرة سعياً وراء مشاريع تجاريةٍ فرديةٍ ذات إيرادٍ أفضل ، وبدوامٍ كامل أو جزئي . أما الموقع عذراً, يجب أن تسجل من هنا لترى الرابط إذا كنت عضواً, فقط قم بتسجيل الدخول التابع لهيئة مصادر المعلومات الدولية ،
فقد نشر على صفحات موقعه البيانات التالية :
30 % من الموظفين يسعون إلى تغيير وظائفهم كل 3،7 سنوات وسطياً ،
ثمانية آلاف فرد تقريباً ينضمّون يومياً إلى قائمة أصحاب المشاريع المنزلية ،
27 مليون فرد سبق أن انضموا إلى هذا القطاع ،
الغالبية العظمى منهم بدأوا نشاطهم خلال ساعات الفراغ ،
14 مليون فرد يعملون بدوام كامل ، و 13 مليون بدوام جزئي ،
16 % من هذا القطاع تديره النساء ،
يتم افتتاح نشاطٍ تجاري منزلي جديد كل 11 ثانية تقريباً ،
85 % منهم يستمرون لمدة 3 سنوات مقابل 20 % فقط في النشاطات الأخرى ،
بلغت إيرادات العام الماضي لهذا القطاع 382،50 بليون دولار في أميريكا فقط
يبدو أنّ هذا القطاع ينطلق بسرعة البرق في عصر الإنترنت ، بشكلٍ لم يسبق له مثيل ، على الأقل خارج بلداننا العربية ... لكن لماذا من المنزل ؟
يبدأ القسم الأكبر من هذه الأعمال عادةً كهوايةٍ تمارس أيام العطل وأوقات الفراغ أكثر مما يبدأ كمشروعٍ سبق الإعداد والتخطيط له . ثم تبدأ فكرة التسويق وتحويل الهواية إلى عائدٍ مالي بالتبلور حين يرى المرء أنّ نتاج هوايته يحظى بالإطراء والثناء ممّن حوله ، وأنه يمكن أن يتحول إلى نشاطٍ تجاري يدرّ دخلاً إضافياً ، وإن كان صغيراً في بدايته ، لكنه يخلو على الأقل من المخاطر والنفقات الكبيرة إضافةً إلى أنه قابل للنمو شيئاً فشيئاً ، بالتدريج ، مع ازدياد الطلب على المنتج .
حين يزداد الطلب على المنتج وتتحول الهواية الشخصية إلى نشاطٍ تجاري ، يفضّل معظم الناس أن يستمروا في العمل عليها كما اعتادوا في السابق ، فيخصّصوا لهذا النشاط ركناً نائياً من أركان المنزل ، أو موقعاً آخر بجواره إن لم يتح لهم الخيار الأول .
يرتكز هذا المفهوم على عدة أسسٍ أهمّها ، خفض النفقات والمصاريف ، والمرونة في اختيار أوقات العمل لا يهم إن كانت في الصباح الباكر أو عند الظهيرة أو حتى في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل ، وعدم الحاجة لاستعداداتٍ ذهنية ونفسية خاصة والتقيّد بملابس رسمية عند التوجّه للعمل ، والأهمّ من ذلك ، أنّ معظم هذه النشاطات تدار على شكل فريقٍ ثنائي يتكون من الزوج والزوجة مما يضفي مزيداً من الحميمية على العلاقة الزوجية مقارنةً بزوجين عاملين في مؤسستين مختلفتين لا يلتقيان معظم النهار .
لكن مقابل هذه المزايا ، هنالك أيضاً منغّصات قد تصل أحياناً إلى حدّ المشكلة ، تواجه أصحاب النشاطات التجارية المنزلية ...
فعندما تكون مستغرقاً في العمل في مكانٍ مستقل بعيداً عن أجواء المنزل ، لن يهرع إليك ثلاثة أطفالٍ يتصايحون ويتدافعون كي تحضّر لهم ساندويتشاتهم المفضلة ، ولن تضطر للتفكير في استخدام طاولة الكوي لتضع عليها ملفّاتك لأن أولئك الخبثاء ملأوا مكتبتك بألعابهم ، ولن يمتعض ابنك من اضطراره لإبقاء صوت الستيريو منخفضاً لأنك تستضيف زبوناً في الغرفة المجاورة ، ولن تنزعج زوجتك من اضطرارها لشواء السمك على الشرفة كي لا تعبق غرفة مكتبك بالرائحة ، ولن يواظب الأصدقاء على الاتصال بك وهم يعرفون أنك هناك ، ولن يستوقفك الجيران لتبادل الحديث غير عابئين بساعات عملك ، ولن يتململوا من حركة السير الزائدة التي يخلقها زبائنك في الحيّ الهادئ !
قد تطغى بعض تلك السيناريوهات إذا تكررت على المتعة المصاحبة لهذه الأنشطة ، وقد تجد نفسك تتصارع بعد فترةٍ من الزمن مع أعرافٍ وأدبياتٍ ومبادئ لم تكن تسمع بها من قبل ، وسيترتب عليك إذا قررت الاستمرار ، أن تضع حدوداً حاسمة للعائلة والأصدقاء ، وأن تسعى لبلورة إطارٍ واضح المعالم أمام الجميع وتخطط لتقسيم أوقاتك بشكلٍ صحيح . يتبع ......مأخوذ عن :
عذراً, يجب أن تسجل من هنا لترى الرابط إذا كنت عضواً, فقط قم بتسجيل الدخول