اقتباس:
فمن المعروف أن أي قارئ في تناوله لرواية معينة..تتكون لديه صورة ثابتة عن كل شخصية..وهنا يبدأ بتوقع ما سيبدر عن هذه الشخصية من كلمات وألفاظ على المستوى الحواري ومن تصرفات على مستوى الحبكة
أما في هذه الرواية فبالكاد أستطيع التمييز بين شخصية المتحدث ان كان جيرالد أو بيركن في حال لم يكتب بصريح العبارة
جيرالد:
بيركن:
تماماً... ففي معظم الروايات المشهورة نجد أن لكل شخصية سمات خاصة بها تميزها عن غيرها.. والكاتب المبدع هو الذي يشعر القارئ بأنه وسط الأحداث وأنه بين شخصيات الرواية كأنه واحد منهم.. أما في هذه الرواية فالأمور مختلطة ومفككة تماماً :!:
اقتباس:
شد ما نفرني في الرواية هو الحوارات القيمة بلا قيمة فهم في كل جلسة يملكون قدرة ايجاد حديث مهم...وفكرة خلابة ومواقعهم دائماً ثقافية سياسية فلسفية عميقة..ولكنها أشبة بحوارات أنصاف المثقفين..أولئك المتبجحين بمصطلحات وحِدة حوارية بلا فكرة أو مضمون
أوافقك الرأي تماماً هنا أيضاً، وهذه الحوارات المملة التي لا تحمل أي معنى هي اكثر ما يبعث على الملل في هذه الواية, وأتصور لو أنني أمسك كتاباً لماركس أو لينين لفهمته أكثر من حوارات هذه الشخصيات التي أشعر أنها مختلة عقلياً :?
اقتباس:
حقيقةً: الرواية بلا حبكة...ليست مترابطة..لا تضيف فكرة ولا تلغي أخرى ولا تثري القارئ بمثقال ذرة
لم يمتلك لورني في باله فكرة يبني عليها روايته..ولا أتخيله إلا وقد استل قلمه ليكتب لا شيء...ثم بدأ برسم شخصيات لا يعلم مدى تأثيرها وكأني به يتركها شهوراً ويعود للكتابة ناسياً بعض ما نسج...فكان ما كان من تفكك وضياع
الملاك, إن لديك أسلوب رائع حقاً في الفصحى وهنا لا شك أن كلامك مقنع مئة في المئة
إنني أركز على مسألة التناقض كثيراً وأنا أقرأ الرواية.. والصراحة أنني لم أنته منها إلى الآن لشدة مللي منها وأحياناً ألقي الرواية من يدي جانباً دون أن أكمل الفقرة
لنأخذ مثالاً عن التناقض الواضح في حوار جيرالد وبيركين في الصفحة 60 من النسخة المترجمة .. حيث يفهم أن فكرة حديث بيركين هنا هي الإيثار وقيمة أن يكدح الإنسان في سبيل أخيه الإنسان:
"....... لهذا السبب أنت تعمل جاهداً في المناجم. إن كنت تستطيع إنتاج كمية من الفحم تكفي لطهو خمسة آلاف وجبة في اليوم. فأنت خمسة آلاف مرة أكثر أهمية من أن تطهو وجبتك فقط."
كلام جميل!
ولكن في الصفحة المقابلة 61.. أجد كلاماً مناقضاً تماماً لهذا الكلام قاله بيركين أيضاً:
"ألا تستطيع فهم ما أقول، إن مساعدة جاري حتى يأكل في منزله تعني أكثر من آكل أنا، نفسي، وأنا آكل ، هم يأكلون، هو يأكل، نحن نأكل، أنت تأكل، ولماذا ينبغي علي أن آخذ بعين الاعتبار كل الضمائر الشخصية، أن ضمير المتكلم وحده يكفيني"
إن العبارة الأخيرة هي التي تناقض ما قاله سابقاً، لا أدري إن كان الخطأ من أنني لم أفهم قصده أو أنه قصد معنى آخر
إن أفكار بيركين هي أكثر الأفكار غموضاً في الرواية ، من ناحية لأن معظمها عن رغبته في فناء البشرية وتمنيه للموت.. أنه يبدو إنساناً متشائماً بلا قيم ولكنه يدعي حرصه على قيم البشرية... فهو يرى أن هذه القيم تنحرف عن جادة الصواب ولهذا يريد فناء البشرية حتى لا تتشوه هذه القيم!..يريد أن توجد الطبيعة والحيوانات فقط بدون بشر... ربما يمكننا تبرير ذلك الجنون بأنه رأيه الخاص به، ولكنه رأي غامض جداً وغير قابل للفهم تماماً.
هناك شيء لم أفهمه أبداً في تصرفات شخصيات الرواية. طبعاً أنا لم أفهم أياً منهم.. ولكنه مثال:
عندما كان بيركين في غرفته يقرأ دخلت هيرميون وأمسكت كرة أو شيئاً صلباً لا أدري ما هو بالضبط.. وضربته على رأسه مرتين أو ثلاث... ولكنه لم يفعل شيئاً سوى أنه خرج من الغرفة.... كان هذا بعد نقاش بينهما أزعجها فيه كلام بيركين... فهل هذه تصرفات متوقعة من قبل هيرميون مقابل ذلك..؟ وهل ردة فعل بيركين منطقية أيضاً..؟
هناك انتقادات كثيرة لهذه الرواية ليس فقط هنا... ولكنني قرأت بعض السطور عنها في موقع :
One early reviewer said of it, "I do not claim to be a literary critic, but I know dirt when I smell it, and here is dirt in heaps — festering, putrid heaps which smell to high Heaven."
ربما أعود وأكمل لاحقاً