- اللغة العربية لغة فصاحةٍ وجمال .. حاول أن تكتب بها . - ننبّه أخوتنا طلبة الأدب العربي أنه يمكنهم الاستفادة من أقسام اللغة العربية التعليمية المتخصصة التي أعدت لهم .
• عنوان المشاركة: عواد شاهر العصيمى..اكثر من صورة وعود كبريت..رواية
مرسل: السبت شباط 13, 2010 4:45 ص
مشرف قسم الترجمة في الانجليزية
اشترك في: 15 آذار 2007
المواضيع: 226
المشاركات: 4712
المكان: حماة
القسم: English
السنة: Graduated
لا يوجد لدي مواضيع بعد
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم
العنوان: أكثر من صورة و عود الكبريت المؤلف : عواد شاهر العصيمي
ملخص الرواية : في البلدة، الشوارع الخلفية الصغيرة، ترسم وتتشقلب بالدراجات وبالمفرقعات تلعب, تصير طورًا شهبًا وأصابع ناحلة تخربش في الفضاء، وتصير بذيئة بعدد الكلمات التي على جدرانها طورًا آخر، لكنها في كل الأوقات تظل الشوارع الصغيرة التي تعلق على كل باب صافرة لشد انتباه الأولاد . تنسى أنها أيضًا شوارع للكبار، وتنسى رجاحة العقل التي في الكتب تقول" الصمت حكمة". وهي حروق عابرة في سماء الحارة، وذقون مدماة، ودراجات ملونة بأبواق زاعقة، وهي رحلة مضطربة وقت أن يشتهي الأولاد نزعها من تحت الأقدام ودفعها دفعًا إلى علبة كبريت في زاوية. بعود ثقاب مشتعل، يخمش أحدهم قرن مفرقعة فتنفجر محدثة خللاً في السمع ثواني معدودة، ثم يتبع ذلك صرخات ودعس بالأقدام على الأرض. يضحكون بصوت عالٍ، وتشع في العيون صورًا أولية عن المشهد. إصبع من الورق في قلب الحارة انفجر. شهود العيان، في المكان، هم الذين وقفوا يتضاحكون ويتجالدون بأصوات حادة تحت شرفات البيوت الخالية. بيد أن المكان ارتج تحت الأكمام المطوية إلى الخلف. وانتفش الغبار مكان السواعد الصغيرة العارية في محيط الصعقة. وكانت النتيجة أن تهشم الكثير من السخط على الفتيان. يقود الحملة عليهم، الكبار الذين في الغرف يرتدون أوقاتهم بحساسية الفراشات. لكنهم، كالعادة، سيترقبون بلا حول دوي المشهد التالي، دون أن يحرك جمعهم ساكنًا. أما الفتيان، فكأن مهمتهم الوحيدة مطاردة الهدآت، وبث النار في أجنحة السكون بالحي. لا يتطلب ذلك الكثير من الجهد والاستعدادات المسبقة. تقوم بالمهمة، ريالات معدودة يمرق بها أحدهم إلى باب متوارٍ عن الأنظار, أو إلى مجمع تجاري يجلس أمامه نسوة يفترشن الأرض. وبمجرد أن تتبادل الأيدي ما بحوزتها، تخرج الصفقة برائحة البارود. هناك أكثر من خلسة في الطريق الذي يصل بين المورِّد والتاجر من ناحية، وبين التاجر وصغار الموزعين ثم دوائر الفتيان والأطفال من ناحية ثانية. والخلسات المنضودة بإتقان بين كل نقطة ونقطة، يدخل فيها القش الذي تضيع بداخله الإبر. القش المفرغ عمدًا من أسنان مقشة أو من وشاية كبريت على الحافة. لكل طرف خلسته التي تخصه. المورّد يدحرج بضاعته في المعابر ونقاط التسليم، بيدٍ جاهزةٍ للمصافحة وإنعاش الهواء الدائخ في الزحام وقت الحاجة. التاجر يرص بضاعته في المخازن ولا يبديها لغريب خشية سوء الطالع. لكن الأطفال بهياكلهم الصغيرة الصاخبة، هل لديهم وقت للإصغاء والطاعة، عندما يتعلق الأمر بانفجار مفرقعة تم بمحض رغبتهم؟. لا علاقة للكبار بالمسألة. إن أكثر ما سيحدث للكبار هؤلاء، هو أنهم، متشبثين بفرش الراحة، سيتململون في أماكنهم، ثم يسكبون ملافظهم البذيئة على الشارع وأهله. بعضهم سيتحدث بحزن عن التربية المفقودة وإهمال الآباء، بينما يوافق البعض الآخر على إهمال الآباء فحسب. بعد ذلك، ماذا؟. لا شيء البتة. سينامون في النهاية وفي أفواههم رميم كلام غابر. آنذاك، سمع حافل أحدهم يقول: من يعمل التفكير في هذا الأمر، يسلم بنتيجة واحدة، هي أن الجميع يستغل الجميع لينفجر. المورد، الجمركي، التاجر، الأطفال، الآباء والقوانين. أما هو، حافل، فلو كان سأله أولئك الذين ينظرون للمسألة من ذلك الوجه، لكان سيجيبهم على النحو التالي: سيأخذهم إلى أحد الميادين الرخوة في الحارة، ثم في يد كل واحد منهم يضع بضع مفرقعات وكبريتًا. وفي الومضة، سيرى الجميع أنهم يطيرون بأجنحة لا مرئية في السماء. لن يحتاجوا إلى عمر إضافي ليقوموا بالتجربة. فقط يدخلون في الومضة الخاطفة بأعمارهم المتوفرة وبسرعة ذوبان كل منهم في مخروط الضوء الماثل آنذاك. بعد انقشاع الضوء، سيعرفون أنهم عادوا إلى الأرض بمجرد أن يروا الرمل الثائر من حولهم يهدأ، والهواء المضطرب يعود إلى وضعه الساكن.
لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى