***مقالة///الشعراء الشاميون ...لخليل مردم بك.....****

محمد الصالح

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبه, وبعد :
قرأت هذا الموضوع في احد المنتديات واحببت ان يكون لزملائي اطلاع عليه علَّه ينفعنا وإياكم بشي من المعلومات التي تساعدنا نحن طلاب الأدب العربي واعطوني رأيكم الصريح بها الموضوع من الناحية العلمية .........وجزاكم الله خيراً 0(محمد الصالح)
*********

الشعراء الشاميون
لخليل مردم بيك

قراءة: محمد الحسناوي 9/1/1425
29/02/2004

بصرف النظر عن غربتي عن مسقط رأسي ووطني بلاد الشام، وبصرف النظر عن أهميتها قديماً وحديثاً في التاريخ والجغرافية والعقيدة والمسجد " الأقصى الذي باركنا حوله" وما تتعرض له بلاد الشام لا سيما فلسطين من مؤامرات، أقول على الرغم من ذلك كله وبلا مقدمات، وقعت مصادفة على نسخة من كتاب "الشعراء الشاميون " للعلامة خليل مردم بك – رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق- وكأنني وقعت على كنز، فاستدعى ذلك إلى ذاكرتي دواوين الوأواء الدمشقي وابن حيوس وابن عُنين التي نشرها المجمع العلمي العربي نفسه للمؤلف نفسه، كنت أصادفها على واجهات مكتبات دمشق بأغلفتها الجميلة الصقيلة، وتصرفني عنها صوارف الحياة العامة، وما أكثرها، وهأنذا أشتاق إليها شوق الظمآن إلى جرعة ماء فأبسط كفي إليها... ولكن.
أيام الطلبة في جامعة دمشق مرَّ بي أن بعض كتب الأدب " مثل كتاب" يتيمة الدهر – للثعالبي"، تفرد بابًا أو فصلاً للحديث عن أدب قطر عربي بعينه مثل أدب بلاد الشام ، فلا أحفل بذلك، كما مرَّ بي اهتمام المرحوم جميل مردم بدراسة شعراء الشام وتحقيق دواوين شعرهم المخطوطة، وكنت أعد ذلك من باب النزعة الشامية التي يكنها مواطن شامي لأهله ووطنه، ولم يخطر لي وربما لم يخطر لهؤلاء أيضاً، أنه سوف يأتي يوم تتعرض فيه هوية هذا الفردوس الأرضي العربي المسلم إلى التهويد وإلى طمس ما جبلت عليه من عروبة وإسلام.
أقبلت على مطالعة " الشعراء الشاميون" بلهف، وتعرفت إلى صورة الشام في أشعار عديّ بن الرقاع والوليد بن يزيد والطرماح بن حكيم وابن حيوس وابن الخياط وابن عُنين وعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي، فالشاعر عدي الذي ولد في جبل عاملة، المشرف على عكا وطبرية ومات في دمشق (95 هـ = 714م) كان فخورًا بعربيته وشاميته، معترفًا بما توحيه طبيعة الشام الساحرة إلى الشاعر العربي حتى يرى نفسه فوق شعراء العربية. لقد ذكر مدن الشام وحواضرها وقراها وباديتها، كما ذكر آرامها ووحوشها وطيورها، ومن شعره المطبوع بالطابع الشامي قوله:
فكأني من ذكرهم خالطتــــــني
في فلسطين جلـــس خمر عقار

عتقت في الدنان من بيت رأس
سنوات وما سبتــــــها التجـار

فهي صهباء تترك المرء أعشـى
في بياض العينين منها احمرار

أما الطرماح بن حكيم الطائي المولود بدمشق، فعلى الرغم من تغربه عنها يقول مفتخرًا:

لولا فوارس (مذحج) ابنة (مذحج)
و (الأزد) زعزع واستبيح العسكر

وتقطعت بهم البــــــلاد ولم يـؤب
منهم إلى أهل العــراق مُخـــــــبر

فبـــــعزنـا نصير النبي محـــمــــد
وبنا تشبث في دمشــق المنــــــبــر

(الأزد ومذحج: أحياء عربية)
والشاعر الأمير بن حيوس ولد ونشأ في دمشق وُكتبت عليه الغربة عنها، وله أشعار حسنة في الحنين إلى دمشق والتفجع على فراقها، ذكر فيها مسارح صباه ومعاهد أنسه في متنزهاتها مثل: النيرب سطرى ومقرى، وفي ما يحيط بدمشق مثل آبل ودبر قانون وعلمية وداعل.
وفي استنهاضه لهمة الوزير البازروي لصد طغرل بك يقول:

فمـــن دون دين قد توليت نصره
قبائل من قيس وقحطان ما تلقى

هم سلبوا كسرى بن ساسان ملكه
وقبـلهم عق الــــملوك وما عقـا

وذادوا عن اليروموك ذادة قيصـر
بكل حــــسام يمنع الناطق النطقا

أما شاعر الشاميين في عصره، ابن الخياط، فقد ولد ومات في دمشق (549هـ -630هـ) ووصف في شعره وجوهاً من الحياة الاجتماعية في أيامه وحياة القصور، ومجالس اللهو والقصف والأنس والطرب، وما يجري فيها من شراب وغناء ونعيم وترف، في المقاصير وفي متنزهات دمشق، كما وصف الأزهار والفواكه والثمار والخضر في الغوطة وقراها:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
يروحني بالـــــغوطتين نسيم

يقول محقق الكتاب: قل في الشعراء من تراءت على شعره صورة بيئته وزمانه، كما تراءت على شعر ابن عُنين، فأكثر قصائده تنادي على نفسها أن قائلها شاعر دمشقي عاش في العصر الأيوبي، يتصل نسبه بالأنصار، نشأ بدمشق، وكان منزله قبلي الجامع الأموي، أغري بالسخر من عليّة القوم وصدورهم، فهو أشبه الناس بأبي نواس في مجونه، وابن حجاج في هزله، والجاحظ في تهكمه واستخفافه بما درج عليه الناس من رسوم المجاملة ، يقول مثلاً:

لما رأى الجامعُ أموالــه
مأكولة ما بـــين نوابــه

جُنّ فمن خوف عليه غدا
مُسلسلاً من كل أبوابـه

وكيف لا تــــعتاده جنــة
وقد رأى المسخ لأربابـه

الــــقرد في شباكه حاكم
والتـيس في قبة محرابه

أما الشاعر عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي فلم يبق في بلدته (الفلحة) من أرض دمشق، حيث قصد بغداد كعبة الشعراء أيام هارون الرشيد، فلما توفي أخوه سعيد قبله رثاه عبد الله بقصائد أعجب به الرواة والأدباء ، وهو في أوج حزنه ورثائه لا ينسى أن يلم بمواضع الأهل والصبا في الشام.

تصيـفت " اللجون" ثـم تخبرت
لها من شماريخ (الفليجة) موضعا

إذا شقشقـــت فيها حسبت هديرها
همـــاهم رعدٍ آخر الليل رجعــا

ويسكب على أخيه المرثي من ماء الشام المعطر وإبائها العربي ما يسكب:

إذا العرق المرشوح بـل رداءه
جرى المسك من أردافها فتضوعا

فيوماً تراه بالعبـير مضمحخـا
ويومًا تراه بالدمــــاء ملمعــا

ويوماً تراه يسحب الوشي غاديا
ويوماً نراه في الحديد مقنعـــاً

إن هذه الاقتباسات من شعراء الشاميين على قلتها تعكس مدى حلاوة هذا الشعر وطرافته، كما تعكس مدى تأثره بالبيئة الشامية: طبيعة وسكاناً وثقافة، وتعلل اهتمام مؤلف كتاب "يتيمة الدهر" حين جعل الباب الأول من هذا الكتاب " في فضل شعراء الشام على شعراء سائر البلدان" وذكر السبب في ذلك ويقول: لم يزل شعراء عرب الشام وما يقاربها أشعر من شعراء العراق، وما يجاورها في الجاهلية والإسلام، والكلام يطول في ذكر المتقدمين منهم، فأما المحدثون، فخذ إليه على أن في الطائيين اللذين انتهت إليهما الرئاسة – أبي تمام والبحتري – في هذه الصناعة كفاية، ومن مولدي أهل الشام، فأما العصريون ففيما أسوقه من غرر أشعارهم أعدل الشهادات على تقدم أقدامهم. والسبب في تبريز القوم قديماً وحديثاً على من سواهم في الشعر: قربهم من خطط العرب، ولا سيما أهل الحجاز ، وبعدهم عن بلاد العجم، وسلامة ألسنتهم من الفساد العارض لألسنة أهل العراق لمُجاورة الفرس والنبط ومداخلتهم أياهم، ولما جمع شعراء العصر من أهل الشام بين فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة، وكان أبو بكر الخوارزمي يقول: " ما فتق قلبي، وشحذ فهمي، وصقل ذهني، وأرهف حد لساني، وبلغ هذا المبلغ بي، إلا تلك الطوائف الشامية، واللطائف الجلية التي علقت بحفظي، وامتزجت بأجزاء نفسي.
أما المرحوم محمد كرد على فيتعمق أكثر في تعليل ذلك حين يقول في كتابه الضخم ( خطط الشام): لم تطل حياة عنصر في صحته بالشام كما طالت حياة العرب، فإنهم فيها على أصح الأقوال منذ زهاء ألفين وخمس مئة سنة، وأوصله بعضهم إلى نحور أربعة آلاف سنة، وهم الذين اندمج فيهم عامة الشعوب القديمة واستعربت، فلم تعد تعرف غير العربية لساناً ومنزعاً، وفي تاريخ فلسطين أن العرب دخلوا فلسطين قبل الإسلام بقرون. والدليل أن (نرحم سين ابن سرجون)غزا فلسطين سنة 3800 ق.م وصادف في سينا حكومة عربية، ثم حارب قبيلة (معان) العربية وأسر أميرها، وقد ظهر من آثار بابل ما يثبت ذلك، ومنها أبايس الروماني الذي صار إمبراطوراً في رومية سنة (244 ب.م) كان عربياً من (بُصرى) حوران. والغائب أن في العرب خاصية التمثيل إذا جاوروا شعباً قربوه من مناحيهم، وأدخلوا عليه لغتهم، وهم المادة العظمة التي ما زالت تقبض على الشام.
يروي صاحب (خطط الشام) طرفة معبرة عن المازني ( توفي 249هـ) قال: دخلت دير بُصرى فرأيت في رهبانه فصاحة، وهم متنصرة من بني الصارد، وهم أفصح من رأيت، فقلت: ما لي لا أرى فيكم شاعراً مع فصاحتكم، فقالوا: والله ما فينا أحد ينطق بالشعر إلا أمة لنا كبيرة السن، فقلت: جيئوني بها، فجاءت فاستشهدتها، فأنشدتني لنفسها:

أيا رفقة في (دير بُصرى) تحمّلت
تؤم الحمي لُقيت من رفقة رشدا

إذا ما بلغتم سالمـــــين فبلغـــوا
تحية من قد ظن أن لا يرى نجدا

وقولوا: تركنا الصـاردي مكبلاً
بكل هوى من حبكم مُضمرًا وجدا

فيا ليت شعري هل أرى جانب الحمى
وقد أنبتت أجـــــراعُه بقلاً جعدا

وهل أردنّ الدهـــــر يوماً وقيعة
كأن الصبا يُسدي على متنه بُردا

في رسالة (ماجستير) بعنوان ( الشعر في بلاد الشام في القرن الهجري الأول) للكاتب السوري عبد العزيز محمد الحاج مصطفى تناول أحد عشر ومائة شاعر، وعبّر عن منهجه بقوله: لا أزعم أنني أحطت بالشعر والشعراء إحاطة جامعة، وإنما لكثرة الشعر والشعراء، ولسعة الأحداث وغزارة المادة ولتنوعها وتوزعها في الغرض والصورة والأسلوب، لجأت إلى الانتقائية كوسيلة للتخلص من ثقل المادة، ولتقديم النموذج . وهكذا عرض لسبعة وثلاثين شاعراً، هم شاميون إقامة ونسباً: شعراء أفراد (25 شاعراً) وشعراء خلفاء (6 شعراء) وشعراء البيت الأموي (6 شعراء) وعرض لعشرة من شعراء الفتوح، واثنين من شعراء المغازي، وخمسة وخمسين من الشعراء الوافدين، وثمانية وأربعين من الشعراء الموالين، وثمانية من شعراء الولاة، وجعل لشعر النساء نصيباً فتناول شعر حميدة وعمرة وهند بنات النعمان بن بشير الأنصاري، وميسون بنت بحدل الكلب زوجة الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وعمرة بنت حسان الكلبية.
ونتيجة هذا التنوع، تأطر في حركة شعرية عامة، تتفاعل مع الأحداث المستجدة داخل الشام وخارجه، وتتمثل ذلك، وتخرجه في معان وألفاظ وصور شعرية لا تخلو من جديد وتعبر عن نفسية وعقلية العرب، وعن منازعهم واتجاهاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وأنماط حياتهم، وأنشطتهم العامة والخاصة، كما أنها تحفظ تاريخهم، وترصد كل ما يحدث في إطار ذلك التاريخ.
وهكذا كان الشامي شاهداً عدلاً شهادة خالدة على عروبة هذا القطر في جاهليته وإسلامه، وسوف يبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه:

دعوا فلجات الشام قد حال دونها
جلاد كأفواه المخاض الأوارك

بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم
وأنصــــاره حقاً ويدي الملائك

إذا سلكت حوران من أرض عالج
فقولا لها: إن الطريق هنالك
.................................................
(((ملا حظة الابيات المنقولة هي من نظام الشطرين ويبدوا انه اثناء النقل لم تنقل كما كانت عليه في المصدر الرئيسي)))

00000000000000م ن ق و ل 00000000////محمد الصالح///////000000000000000000

عصام

ابو ابراهيم
انا متل ما بتعرف من الانكليزي
بس حبيت فوت واطلع على هالموضوع لانو ومتل عادتك مواضيعك رائعة
و ان شالله شباب العربي يتفاعلو معك متل ما بدك
.................

محمد الصالح

عصام, مشكور اخي ابو وسام ...والف شكر للزملاء الكرام في الادب الإنكليزي الذين يتابعون مواضيع الزملاء في الأدب العربي .........
ولكن للأسف انكليزيتي ضعيفة وماعم أدخل وأشا ركهم مواضيعهم الرائعة....

*

أ.أحمد أبوشكير

لك يا أبو جاسم , كونك بمدينة حمص ضروري تقوي إنكليزتك جداً وتستغل الفرصة لأنك لو فكرت إن شاء الله تكمل دراستك العليا فستجد الإنكليزي يشهر سيفه وعندها عليك أن تُشهر له سيفك
شكراً لك على موضوعك المميز

محمد الصالح

الأستاذالكريم أ.أحمد أبوشكير,جزاك الله خير الجزاء وإنشاء الله رح قوي انكليزيتي ...ولكن في عندي هلأمواد أهم وإنت بتعرفها ؟؟؟؟؟ :wink:

آخر المشاركات

قوانين المنتدى

*مقالة///الشعراء الشاميون ...لخليل مردم بك.....**