من شِعر الصحابي الجليل ابو بكر الصدّيق رضي الله عنه
قال :
الطويل
تَعُدُّونَ قَتلاً في الحَرامِ عَظيمَةً وَأَعظَمُ مِنهُ لَو يَرى الرُشدَ راشِدُ
صُدودُكُم عَمّا يَقولُ مُحَمَّدٌ وَكُفرٌ بِهِ وَاللَهُ رَبِّيَ شاهِدُ
وَإِخراجُكُم مِن مَسجِدِ اللَهِ أَهلَهُ لِئَلّا يُرى لِلَّهِ في البَيتِ ساجِدُ
فَإِنّا وَإِن عَيَّرتُمونا بِقَتلِهِ وَأَرجَفَ بِالإِسلامِ باغٍ وَحاسِدُ
سَقَينا مِنَ اِبنِ الحَضرَمِيِّ رِماحَنا بِنَخلَةَ لَمّا أَوقَدَ الحَربَ واقِدُ
دَماً وَاِبنُ عَبدِ اللَهِ عُثمانُ بَينَنا يُنازِعُهُ غُلٌّ مِنَ القِدِّ عارِدُ
وقال أيضاً:
الوافر
أَجِدَّكَ ما لِعَينِكَ لا تَنامُ كَأَنَّ جُفونَها فيها كِلامُ
لِأَمرِ مُصيبَةٍ عَظُمَت وَجَلَّت وَدَمعُ العَينِ أَهوَنُهُ اِنسِجامُ
فُجِعنا بِالنَبِيِّ وَكانَ فينا إِمامَ كَرامَةٍ نِعمَ الإِمامُ
وَكانَ قِوامَنا وَالرَأسَ فينا فَنَحنُ اليَومَ لَيسَ لَنا قِوامُ
نَموجُ وَنَشتَكي ما قَد لَقينا وَيَشكو فَقدَهُ البَلَدُ الحَرامُ
كَأَنَّ أُنوفَنا لاقَينَ جَدعاً لِفَقدِ مُحَمَّدٍ فيهِ اِصطِلامُ
لِفَقدِ أَغَرَّ أَبيَضَ هاشِمِيٍّ تَمامِ نُبُوَّةٍ وَبِهِ الخِتامُ
أَمينٍ مُصطَفىً لِلخَيرِ يَدعو كَضَوءِ البَدرِ زايَلَهُ الظَلامُ
سَأَتبَعُ هَديَهُ مادُمتُ حَيّاً طَوالَ الدَهرِ ما سَجَعَ الحَمامُ
أَدينُ بِدينِهِ وَلِكُلِّ قَومٍ تَراهُم مِن ذُؤابَتِهِ نِظامُ
فَقَدنا الوَحيَ مُذ وَلَّيتَ عَنّا وَوَدَّعَنا مِنَ اللَهِ الكَلامُ
سِوى ما قَد تَرَكتَ لَنا رَهيناً تَوارَثُهُ القَراطيسُ الكِرامُ
فَقَد أَورَثتَنا ميراثَ صِدقٍ عَلَيكَ بِهِ التَحِيَّةُ وَالسَلامُ
مِنَ الرَحمنِ في أَعلى جِنانٍ مِنَ الفِردَوسِ طابَ بِها المُقامُ
رَفيقَ أَبيكَ إِبراهيمَ فيها فَهَل في مِثلِ صُحبَتِهِ نَدامُ
وَإِسحاقٌ وَإِسماعيلُ فيها بِما صَلّوا لِرَبِّهِمُ وَصاموا
فَلا تَبعَد فَكُلُّ كَريمِ قَومٍ سَيُدرِكُهُ وَلَو كَرِهَ الحِمامُ
كَأَنَّ الأَرضَ بَعدَكَ طارَ فيها فَأَشعَلَها بِساكِنِها ضِرامُ
وقال أيضاً:
الرجز
يا رُبَّ ما يُخشى وَلا يَضيرُ
شَيئاً وَقَد ضاقَت بِهِ الصُدورُ
كَم مِن صَغيرٍ عَقلُهُ كَبيرُ
وَمِن كَبيرٍ عَقلُهُ صَغيرُ
وَفي البُحورِ تَغرَقُ البُحورُ
وَاللَهُ رَبّي واحِدٌ قَديرُ
تَجري كَما يَشاؤُهُ الأُمورُ
لَيسَ لَهُ في فِعلِهِ مُشيرُ
وَلا تُغَيِّرُ كَونَهُ الدُهورُ
عَن أَمرِهِ المَيسورُ وَالمَعسورُ
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبهِ وسلم