شِعر الحسين بن علي رضي الله عنهما
قال :
مجزوء الكامل
ذَهَبَ الَّذينَ أُحِبُّهُم وَبَقيتُ فيمَن لا أَحِبُّه
فيمَن أَراهُ يَسُبُّني ظهرَ المَغيبِ وَلا أَسُبُّه
يَبغي فَسادي ما اِستَطاعَ وَآمُرُهُ مِمّا أَرُبُّه
حَنقاً يَدُبُّ إِلى الضرّا ءِ وَذاكَ مِمّا لا أَدُبُّه
وَيَرى ذُبابَ الشَرِّ مِن حَولي يَطِنُّ وَلا يَذُبُّه
وَإِذا خَبا وَغر الصُدو رِ فَلا يَزالُ بِهِ يُشِبُّه
أَفَلا يَعيجُ بِعَقلِهِ أَفَلا يَثوبُ إِلَيهِ لُبُّه
أَفَلا يَرى أَن فِعلهُ مِمّا يَسورُ إِلَيهِ غبُّه
حَسبي بِرَبّي كافِياً ما أَختَشي وَالبَغيُ حَسبُه
وَلَعَلَّ مَن يَبغي عَلَي هِ فَما كَفاهُ اللَهُ رَبُّه
وقال أيضاً:
الكامل
نادَيتُ سُكّانَ القُبورِ فَأُسكِتوا وَأَجابَني عَن صَمتِهِم تُربُ الحَصى
قالَت أَتَدري ما فَعَلتُ بِساكِني مَزَّقتُ لَحمَهُمُ وَخَرَّقتُ الكِسا
وَحَشَوتُ أَعيُنَهُم تُراباً بَعدَما كانَت تَأَذّى بِاليَسيرِ مِنَ القَذا
أَمّا العِظامُ فَإِنَّني مَزَّقتُها حَتّى تَبايَنَتِ المَفاصِلُ وَالشوا
قَطّعتُ ذا زادٍ مِن هَذا كَذا فَتَرَكتُها رمَماً يَطوفُ بِها البَلا
وقال أيضاً:
الوافر
إِذا الإِنسانُ خانَ النَفسَ مِنهُ فَما يَرجوهُ راجٍ لِلحِفاظِ
وَلا وَرَعٌ لَدَيهِ وَلا وَفاءٌ وَلا الإِصغاءُ نَحوَ الإِتِّعاظِ
وَما زُهدُ الفَتى بِحَلقِ رَأسٍ وَلا بِلِباسِ أَثوابٍ غِلاظِ
وَلَكِن بِالهُدى قَولاً وَفِعلاً وَإِدمان التَجَشُّعِ في اللِحاظِ
وَإِعمالِ الَّذي يُنجي وَيُنمي بِوُسعٍ وَالفِرارُ مِنَ الشواظِ
وقال أيضاً:
الوافر
أَأَقصُدُ بِالمَلامَةِ قَصدَ غَيري وَأَمري كُلُّهُ بادي الخِلافِ
إِذا عاشَ اِمرُؤٌ خَمسينَ عاماً وَلَم يُرَ فيهِ آثارُ العَفافِ
فَلا يُرجى لَهُ أَبَداً رَشادٌ فَقَد أَردى بِنِيَّتِهِ التَجافي
وَلِم لا أَبذُلُ الإِنصافَ مِنّي وَأَبلُغُ طاقَتي في الإِنتِصافِ
لِيَ الوَيلاتُ إِن نَفَعَت عِظاتي سِوايَ وَلَيسَ لي إِلّا القَوافي
وقال أيضاً:
الهزج
إِذا ما عَضَّكَ الدَهرُ فَلا تَجنَح إِلى خَلقِ
وَلا تَسأَل سِوى اللَهِ تَعالى قاسِم الرِزقِ
فَلَو عِشتَ وَطَوَّفتَ مِنَ الغَربِ إِلى الشَرقِ
لَما صادَفتَ مَن يَقدِ ر أَن يسعد أَو يشقي
وقال أيضاً:
الرجز
يا نَكَباتِ الدَهرِ دولي دولي وَاِقصِري إِن شِئتِ أَو أَطيلي
رَمَيتني رَميَةً لا مقيلَ بِكُلِّ خَطبٍ فادِحٍ جَليلِ
وَكُلِّ عِبءٍ أَيَّدٍ ثَقيلِ أَوَّلَ ما رُزِئتُ بِالرَسولِ
وَبَعدُ بِالطاهِرَةِ البَتولِ وَالوالِدِ البرِّ بِنا الوَصولِ
وَبِالشَقيقِ الحَسَنِ الجَليلِ وَالبَيتِ ذي التَأويلِ وَالتَنزيلِ
وَزورنا المَعروفَ مِن جِبريلِ فَما لَهُ في الرزءِ مِن عَديلِ
ما لَكَ عَنّي اليَومَ مِن عَدولٍ وَحَسبِيَ الرَحمَنُ مِن مُنيلِ
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبهِ وسلم