عبد الباسط الصوفي: - شاعر حمصي من مواليد (1931م) ، كان من الشعراء الشباب الثائرين على النهج التقليدي للقصيدة وعلَماً من أعلام الرومانسية العربية في زمنه.
- أوفد بعد إنهائه دراسة الأدب العربي عام ( 1956) إلى غينيا للعمل في التدريس.
- ومات منتحراً في مدينة (كوناكري) في (غينيا) بعد أن اتخذ شعره المنحى الرومانتيكي المغرق في السوداوية، وذلك إثر انهيار عصبي سنة (1960م) .
- لكنه خلف لنا شعراً جديراً بالمراجعة وبالقراءة لأننا حينها سندرك المكانة الأدبية التي كان سيصل إليها فيما لو كتب لتجربته الاستمرار..
ولربما انطبق عليه قول العرب القدماء: (( جنتْ على نفسها براقش )).
- أو كما رأى د. إبراهيم الكيالي في تقديمه لديوان الصوفي: ((ولكنّ الهلال عبد الباسط الصوفي لم يكتب له أن يكون بدراً كاملاً فقد غاب في سماء إفريقيا السوداء عن عمر لم يبلغ الثلاثين بعيداً عن أهله ووطنه )).
هذه القصيدة:تعدُّ من روائع الصوفي، وقد اخترتها لما فيها من مسحة رومانتيكية حالمة تمثل المذهب الشعري لهذا الشاعر.
كما تعدّ من القصائد الممثلة للرؤية الرومانتيكية المزدوجة ( المتفائلة، السوداوية) له.
وربما لأننا نحتاج لمثل هذه النفحات الرقيقة بين الحين والآخر..آمل أن ينال موضوعي قبولكم. صديقتي
صديقتي، لم يبق، في عيوننا، بريقْ
لم يبق، في ضلوعنا، تلهّفٌ عميق
أقدامنا، تمضي بها جنازة الطريق
وتجهش الخطى، على رصيفنا العتيق
******
أنوقظ الثعبان، من جحوره
ننفخُ، في الطين بقية الشغف!؟
صديقتي، أظفارنا جائعةٌ
باحثةٌ .. عن كفنٍ، وعن جيف!!
******
على ثلوج الصمت، يزحف الظلامُ
عابس الجبين بارد القدمْ
ونحن، في ذهولنا العقيم غارقان
نمضغ الظنون، والسأمْ
*****
أزهارنا، على دروب فجرنا
نغرسها، قصاصةٌ من الورقْ
ونوصد الأبواب ، في وجه الحياة
للهموم، والوجوم، والقلقْ
****
(.....)
مازال بعض الجمر، في أعماقنا،
في دمنا، في نبضة الوريدْ
في قلب هذي الأرض ميلاد الحياة
للشموخ، للمدى البعيدْ
للفرح الأبيض، للإيقاع، للإنسان
يملأ الذرى، سعيدْ
****
صديقتي، مازال، في عيوننا، بريقْ
مازال، في ضلوعنا، تلهّفٌ عميقْ
فلنمض، في طريقنا، فترقص الطريق
****
قد ينهض الربيع، في دروبنا
تنتشر الدروب، طيب العبق
قد تسقط النجوم، في سلالنا
ونجمع الغيم، ونعصر الشفق
قد تكشف البحار، عن كنوزها
عن مجدها الدفين، راعشَ الألق
قد تهبط السماء، من عروشها
فنهدم الليل، ونغسل الغسق
****
صديقتي، قد ينهض الربيع، قد يفيق
ويرتمي الصبح، على شبّاكنا، غريق
ويستريح ظلنا، مبتردا،ً وريق
قد تمَّحي كلّ الحدود، عالماً طليق
وتركض اللحظات في حبورها الدفيق
***********
يمكنك أن تستفيد من الصلاحيات الإضافية للعضو و المشاركة في المنتدى بالتسجيل من هنا , كما يشرفنا أن ينضم إلينا الأساتذة و المعلمون 
تسجيل الدخول
تصفح جوال
الأسئلة المتكررة
بحث
.
::
