يقول جبران خليل جبران :
في الحب
عندما يومئ الحب إليكم اتبعوه , و إن كانت مسالكه وعرة  وشاقّـة , وحين يضمكم بجناحيه , أسلموا قيادكم له, و إن أدماكم حسامه المخبأ بينهما .


في العطاء
جميل أن تعطوا حين تسألون..وأجمل أن تعطوا حين لا تسألون بل حين تدركون عوز المحتاج..

في الفرح والحزن
أفراحكم هي أحزانكم بلا أقنعة .. أفليس العود الذي يشجيكم بألحانه , هو عين الخشبة التي نشت السكين أحشاءها؟.. إنكم معلقون بين أفراحكم وأحزانكم مثل كفتي الميزان . وقد تتوازن حين تفرغون فقط.

في الثياب
إن ثيابكم تخفي الكثير من جمالكم ..ولكنها لا تحجب ما هو قبيح فيكم..


مقتطفات من حديقة النبي
((عندما تكون صامتاً مصغياً إلى ذاتك العميقة.. في حلمك المستيقظ تنهال أفكارك انهيال الثلوج المتدفقة , وتتهاوى وتنتشر وتلف أصداء فضائك بصمت أبيض..))
((وأي شيء هي الأحلام المستيقظة سوى غمام يبرعم ويتفتح في شجرة سماء قلبك؟ وأي شيء هي أفكارك سوى الأوراق التي تذروها رياح قلبك على الروابي وحقولها ..))


                                رمل وزبد
على هذه الشواطئ أتمشى أبداً.. بين الرمل والزبد.. إنﱠ المد سيمحو آثار قدمي.. وستذهب الريح بالزبد.. أما البحر والشاطئ فيظلان إلى الأبد ...
                                 ****

كيف أخسر إيماني بعدل الحياة , وأنا اعرف أن أحلام الذين ينامون على الريش ليست أجمل من أحلام الذين ينامون على الأرض ...؟
                            ***

بين خيال الإنسان وإدراكه مسافة لا يجتازها سوى حنينه.
                              ****

ليست قيمة الإنسان بما يبلغ إليه , بل بما يتوق للبلوغ إليه ..
                              ****

ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك, بل بما لا يستطيع إن يظهره , لذلك إذا أردت أن تعرفه فلا تصغي لما يقوله بل إلى ما لا يقوله...
                              *****

قالت العين يوماً لرفيقاتها الحواس : إنني أرى وراء هذه الأودية جبلاً مبرقعاً بالغيوم فما أجمله جبلاً !
فأصغت الأذن هنيهة لحديثها ثم قالت لها : أين ذلك الجبل الذي تنظرين ؟
إنني أسمع صوته ؟
ثم قالت اليد : أما أنا فعبثاً أحاول أن أشعر به أو ألمسه . فليس هناك جبل البتة .
و قال لها الأنفإنني لا أستطيع أن أفهم كيف يوجد الجبل وأنا لا أقدر أن أشمه .
ألا إن وجوده لمستحيل .
فتحولت العين إلى جهة أخرى ضاحكة في ذاتها .
أما الحواس الأخرى فعقدن مجلساً بحثن  فيه عما دعا العين إلى مثل هذا الضلال.. وبعد البحث الدقيق قررن بإجماع الآراء :
" أن العين خرجت ولا شك عن صوابها "
من  كتاب (( المجنون )) عام 1918
في هذا النص يعبر جبران عن : أن الحواس لا تعترف بوجود الشيء إلا إذا كان في متناول إدراكها . و إذا استطاعت حاسة ما ك "العين" أن ترى ما لا تدركه الحواس الأخرى ,تكون قد خرجت و لا شك عن صوابها , أي أصابها الجنون مما يعني أن للجنون دلالة على القدرة على رؤية مالا تراه العيون , و إدراك ما لا يدركه الآخرون  


شكرا جدا على هذا الموضوع الرائع