!~¤§¦ الانتظار ¦§¤~! عذراً, يجب أن تسجل من هنا لترى الرابط إذا كنت عضواً, فقط قم بتسجيل الدخول لإبراهيم ناجي
لعينيكَ احتملنا ما حتملنا...... وبالحرمانِ والذلِّ ارتضينا
وهان إِذا عطفتَ ولو خيالاً ...... وأين خيالك المعبود أينا؟!
تعالَ! فلم يعد في الحي سارٍ ......وهوَّنت المنازلُ بعد وهنِ
وران على نوافذها ظلامٌ ......وقد كانت تطلُّ كألف عينِ
تعالَ! فقد رأيتُ الكون يحنو......عليّ ويدرك الكرب الملمَّا
ويجلو لي النجومَ فأزدريها...... وأغمض لا أريد سواك نجما!
ومنتظرٌ بأبصاري وسمعي...... كما انتظرتكَ أيامي جميعا
وهل كان الهوى إلاَّ انتظاراً......شتائي فيك ينتظر الربيعا!
أرى الآباد تغمرني كبحرٍ...... سحيقِ الغور مجهولِ القرار
ويأتمر الظلام عليَّ حتى...... كأني هابط أعماق غارِ
وتصطخبُ العواطف ساخرت ...... وتطعنُني بأطرافِ الحرابِ
وتشفقُ بعدما تقسو فتمضي ......لتقرع كل نافذةٍ وبابِ
فصحت بها إلى أن جف حلقي ......فحين سكتُّ كلمني إِبائي
وأشعرني العذابُ بعمق جرحي ......وأعمق منه جرح الكبرياءِ
ولمّا لَمْ تفزْ بلقاك عيني .......لمحتك آتياً بضمير قلبي
فأسمعُ وقعَ أقدامٍ دوانٍ...... وأنصتُ مصغياً لحفيفِ ثوبِ
وأخلقُ مثلما أهوى خيالاً...... لناءٍ صار من قلبي قريبا
أمدُّ يديَّ في لهف إليه...... أشاكيه بمحتسب الدموع
فيسبقني إلى لقياه قلبي ........وُثوباً يبرُدُ في ضلوعي
فتصطخب العواطفُ ساخراتٍ ......وتطعنُني بأطراف الحرابِ
وتشفق بعدما تقسو فتمضي ......لتقرعَ كلَّ نافذةٍ وبابِ!
إبراهيم ناجي :ولد الشاعر إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر في عام 1898، وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج الشاعر من مدرسة الطب في عام 1922، وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف. - وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نـهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.
- بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة . - وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني ، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية ورئيساً لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين .
وقد قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنكليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما. - واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين معاً ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في الرابع والعشرين من شهر مارس في عام 1953.
- وقد صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية . ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها أم كلثوم ولحنها الموسيقار الراحل رياض السنباطي .
ومن دواوينه الشعرية :
وراء الغمام (1934) ، ليالي القاهرة (1944)، في معبد الليل (1948) ، الطائر الجريح (1953) ، وغيرها . كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة. .