قصيدة رثاء:أًأرجو حياة بعد فقد زمرّد! لـ"أبوحيان الأندلسي"

زمردة · **Publié:** Sam Oct 10, 2009 4:25 am

كنت أبحر بين سطور الشعر العربي الجميل فرسى مركبي على شاطىء الشعر الأندلسي ففاح عبقه و أحببت أن أقطف لكم هذه القصيدة للشاعر أبي حيان الأندلسي يرثي زوجته التي فارقت الحياة و الذي أعجبني فيها كثرة التشابيه و الصور و الصفات الحميدة التي تمتعت بها زوجته و وفاءه و رقة مشاعره فيها

بداية أودّ أن أعرض عليكم بعض السطور عن حياة "أبو حيان الأندلسي":

أبو حيان الأندلسي
654 - 745 هـ / 1256 - 1345 م

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي أثير الدين أبو حيان الجياني الأندلسي النحوي.
كان من أقطاب سلسلة العلم والأدب وأعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة العرب حكي أنه سمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو 450 شيخاً، كان شيخ النحاة بالديار المصرية أخذ عنه أكابر عصره كان ثبتاً صدوقاً حجة سالم العقيدة من البدع
درس النحو في جامع الحاكم سنة 704 هـ وأصبح مدرساً للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور في عهد السلطان القاهر الملك الناصر وتولى منصب الاقراء بجامع الأقمر.
توفي بالقاهرة 28 صفر 745 هـ ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر وصلي عليه بالجامع الأموي بدمشق صلاة الغائب ، ورثاه الصفدي وذكره في نكت الهيمان.
له (شرح التسهيل)، و(مختصر المنهاج للنووي) و(الارتشاف) وغير ذلك.

أترككم مع القصيدة

أَأَرجو حَياةً بَعــــدَ فَقدِ زُمُــــــرُّدِ    وَكانَــــت بِها روحـــــي تَلــــــَذُّ وَتَغتَذِي

زُمُرُّدُ قَد خَلَّفتِ للصَّبِّ لَوعَـــــةً    وَحُزناً بِقَلبـــــي آخِـــذاً كُـــــــلَّ مَأخَــــــذِ

رَمَيتِ بِسَهمٍ وَسطَ قَلبٍ مُجَرَّحٍ كَأَنَّ بِــــهِ وَقــــعَ الحُســـــامِ المُشَحَّــــذِ

فَحَصَّنتُهُ بِالصَبرِ فيـكِ وَعِندَمـــــا نَبَضت أَتـــاه السَــــهمُ مِــــــن كُلِّ منفَذِ

فَمِن مُقلَتي تَسهادُ جَفنٍ كَأَنَّما    يَمُـــــرُّ عَلَيهِ اللَيــــلُ جلــــــدةَ قُنفُــــــذِ

وَمِن مَسمَعي صَغوٌ لِصَوتك دائِماً وَمِن معطَسي تَوقٌ إِلى عَرفِكِ الشَذِي

وَمِن مَبسَمي أَنفاسُ نارٍ تَردَّدَت    عَلــى كَبِدٍ حَـــــرّى وَعَقــــلٍ مُـــؤَخَّـــذِ

بِهِ لَمَمٌ قَـــــد مَسَّـــــــــهُ وَتَخَبُّطٌ فَلا بالرُقــــــى يُهــــــدى وَلا بِالتَعــــوُّذِ

تقدّمها بنتي نَضيرةُ بِنتــــــــــها وَقَــد جُمِعا فــــــي مُلحــــــدٍ لَم يُسرَّذِ

وَكُنّا الَّذي مَع وَصلَةٍ لـــي وَعائِدٍ وَقَــد حُذفا لَم يَبقَ مِنها سِــــوى الَّذي

وَزينةِ حِلم عَقلُها ثابِتٌ فــــــــَلا    تَأثــرُ مِــــــــن إِيهــــامِ كُــــــلِّ مُشَعوذِ

وَحازَت لِحُسنِ الخَلقِ خُلقاً مُدَمَّثاً    وَليــــنَ كَـــــلامٍ طاهِـــرٍ لَيــسَ بِالبَذي

فَما دَنَّسَت فاها بِغيبَةِ غائِـــبٍ وَلا مَنَعَت رفداً لِمَن جـــــاءَ يَحتَـــــذي

وَتعرف أَجناسَ المَبيعِ جَميعــه    وَأَثمانـــه مـِـــــن فَحمَـــــــةٍ للزُمُــــرُّذِ

وَإِن جاءَ كَحّالٌ وَذو الطب نَحوَها تُباريهــــما فَـــــــأَذعنـــــا للتَّتلمُـــــذِ

تَغيَّر ذِهنــــــي بَعدَ جِســـــــمي فَعَقليَ لَــــــم يَقبل عَــــزائمَ عــــوَّذِ

وَجسمي إِذا رُمتُ اِضطِجاعاً لِراحَةٍ    يَقلَّب عَلى جَمرِ الغَضا ثُــم يَحتَــذي

وَإِن رُمتُ نَهضاً لِلقيام فَأَخمَصِي    أَراهُ كَـــــأَن شَوكُ القَتادِ بِــــهِ حُذي

وَإِن أَنا حــــــــاوَلتُ القُعودَ تَواتَرَت هُمومٌ مَتــــــى تَعلَق بِروحِيَ تَجبذِ

فَقَلبيَ في حُزنٍ وَعَينيَ في بُكا    فَيا لَكَ شَجواً بينَ ذا قَد ثـــَوى وَذِي

جَميلةُ خَلقٍ سَهلةُ الخُلقِ لينةٌ    رَقيقَةُ قَلبٍ ثاقِبِ الذهنِ أَحــــــوَذي

أَجدك لَن تُصغِي لِشاكٍ مُوَلّـــــَهٍ    جَريحِ فُؤادٍ فيكَ ذي مَــــدمَعٍ قَـــذي

تَباخَلتِ حَتّى الطيفُ لَيسَ بِزائِرٍ    لَدى هَجعَةٍ ساهِي الفُؤادِ مُــجَذَّذِ

يَقي صالِحٌ وَأَحمَدُ وُمُحَمَّـــــــــدٌ وَبلقيسُ كَالأَيتـــامِ بَعـــــدَ زُمُـــــرُّذِ

وَكانَت لَهُم أُمّاً حَنوناً وَجَــــــــدَّةً    شَفوقاً تُشَهِّيهِــــم بِكُـــــلِّ تَلَـــذُّذِ

وَتَختارُ أَنواعَ المَطاعِــــــــمِ سُكّرٍ وَحَلوى وَبانيذٍ لَهُـــــم وَطَـــــــــبَرزَذِ

رَوَت مِن أَحاديثِ الرَسولِ مَسانِداً وَكانَ لَهـــا روحٌ بِتَسماعِها غُـــــذي

صَحيحَ بُخارِيٍّ وَمسنــــــــــدَ دارمٍ    بِسَمعِ إِمـــــامٍ ثابـــتِ النَقلِ جَهبَذِ

وَرَوَّت بِبَيتِ اللَهِ وَالقُدسِ ما رَوَت لِمصـريٍّ أَو شامــــــيٍّ أَو مُتَبَغـــدِذِ

وَحجَّت وَزَارَت مَرَّتَينِ وَقَدَّســــــت    وَما يَــــكُ مِـــــن بِــــــرٍّ تُعجِّل وَتنفِذِ

قَضى اللَهُ أَن عاشَت وَماتَت سَعيدَةً وَلَيسَ امرؤٌ مِما قَضـــــــــــاهُ بِمنفَذِ

مَضَت وَلَها ذكرٌ جَميلٌ مُخَلّـــــــــدٌ ثَناء كَعَرف المسكِ وَالعَنبَرِ الشَذِي

إِلى العالَمِ العُلويِّ راحُوا بِروحِها    لِروح وَرَيحــــــانٍ وَجَنَّـــــــةِ مغتَــــذِ

وَلَم تَكتَرِث يَوماً بِلِبسٍ وَزينـــــَةٍ    وَحَليٍ فَتَبدو في النَعيـــــمِ المُلَذّذِ

وَلَكن بِجودٍ وَاحتِــمالٍ يَزينُـــــــها بِنَفـــحٍ لِذي فَقرٍ وَصَفحٍ عَــن البَذي

مُطَهرةٌ لَفظاً وَقَلبـــــــــاً وَبَــــــرَّةٌ مُبَرَّأةٌ عَن كُــــــلِّ مــــــا قادحٍ رَذي

Safwat · **Inscrit le:** 01 Mars 2007

عبير,
شكرا لك
الموضوع ممتاز
و القصيدة جميلة جدا و هذه الأبيات أعجبتني

Citer:

رَمَيتِ بِسَهمٍ وَسطَ قَلبٍ مُجَرَّحٍ كَأَنَّ بِــــهِ وَقــــعَ الحُســـــامِ المُشَحَّــــذِ

Citer:

رَوَت مِن أَحاديثِ الرَسولِ مَسانِداً وَكانَ لَهـــا روحٌ بِتَسماعِها غُـــــذي

صَحيحَ بُخارِيٍّ وَمسنــــــــــدَ دارمٍ بِسَمعِ إِمـــــامٍ ثابـــتِ النَقلِ جَهبَذِ

عاشقة العربية · **Publié:** Jeu Oct 15, 2009 3:00 am

جمع صفات الكمال فيها ..
فهي جميلة محببة إلى النفس ، فقيهة طبيبة مثقفة عالمة ..
وهذا كله يبرر مدى حزنه الذي وصفه

ولكن قافية الذال قافيةٌ صعبة ونادرة، وجرأة منه ذلك
وربما قد تُستَصعب قراءتها لأجل هذه القافية

عبير,
أشكر انتقائك عزيزتي

زمردة · **Publié:** Sam Oct 31, 2009 1:19 am

Safwat,
أهلاً بكَ و شكراً لمرورك ..

هدى,

Citer:

جمع صفات الكمال فيها ..
فهي جميلة محببة إلى النفس ، فقيهة طبيبة مثقفة عالمة ..
وهذا كله يبرر مدى حزنه الذي وصفه

نعم .. جميلٌ أن يترك الإنسان ذكرى طيبة و أعمالاً تذكرنا به دائماً و ينتفع منها الناس بعد رحيله .. و كادت المثرية أن تقترب للكمال .. الكمال لله

Citer:

ولكن قافية الذال قافيةٌ صعبة ونادرة، وجرأة منه ذلك
وربما قد تُستَصعب قراءتها لأجل هذه القافية

فعلاً

أشكر مروركِ العطِر عزيزتي

سحر · **Inscrit le:** 24 Janvier 2008

فَقَلبيَ في حُزنٍ وَعَينيَ في بُكا فَيا لَكَ شَجواً بينَ ذا قَد ثـــَوى

قصيدة أكثر من رائعة سلمت اختي عبير

Latest Posts

Règles du forum

قصيدة رثاء:أًأرجو حياة بعد فقد زمرّد! لـ"أبوحيان الأندلسي"