من كتاب ( الصحائف )
-فجر جديد يُرسل أشعته وألوانه , ولا بد للجيل الجديد أن يترجم فيه عن الوحي الجديد .
-الكلمة التي لا تموت تختبئ في قلوبنا . وكلّما حاولنا أن نحفظها تبدلت أصواتنا كأنّ الهواء لم يتم إستعداده لتلقّي نبراتها .
-النقد من أخص خواص عصرنا .في السياسة والإدارة والقانون والتاريخ والآداب والإجتماع ترى النقد شائعا بمختلف اللهجات والأساليب .حتى الإكتشافات العلمية وإنقياد عناصر الطبيعة لخدمة الإنسان جاءت عن طريق النقد .
- تحديد الخطا والصواب أساس في نقد العلوم الرياضية والطبيعية واللغوية . أما النقد الأدبي فلا إطلاق فيه .وعمل الناقد البصير هو التحليل لتقرير ما هيّة كتاب أو أثر .فيُنبئ الناقد بذلك نفسه , وينبئ المؤلف أو المنشئ ,ويُنبئ الجمهور معنيّا نزعة من نزعات العصر .
- الثورة ككل جرأة : في وقتها ومكانها عبقرية وإنتصار , وفي غير ذلك حماقة وإنتحار .
- لا يحتاج الشاعر الى أكثر من الشعر ولا يحتاج العالم الى غير العلم . أمّا الناقد فإن لم يكن ذا إلمام بالعلوم والتواريخ جامعا بين الفطانة والصدق ذا مقدرة لمسايرة أبعد شاعرية وتفهم أدق فكرة وقبول كل نظام , والتقمص في كلّ فرد , والخضوع لكل تأثير ,إن لم يكن كل ذلك تصحبه مواهب أخرى , فلست أدري ماذا يكون ولا هو يدري كيف يتصدّى للنقد العام .
-بعض الناس غير موفّقين في ألسنتهم : فإن أثنوا جاء الثناء إهانة , وإن فخّموا جاء التفخيم مهزلة , وإذا سردوا حكاية أثبت مغزاها عكس ما أرادوا , وإذا صاموا وصلّوا قُطع عنهم المن والسلوى .
-من ظريف النكات في الثناء على المرأة الذكيّة قولهم " إنّها تجاري الرجال " .ولماذا لا تكون مجارية نفسها التي تكتشفها كلّ يوم ؟
-لا يقوم الحضر إلاّ على قاعدة الماضي , فليذكر هذا أولئك الذين يقولون بالهدم المطلق !
-الجمال في الآداب كما في الأشخاص على أنواع : منها الجمال الذي هو لُطف باسم ملوّن وكلّ ما فيه واضح جلي: جمال الصباح ومنها جمال هو روعة الليل الزاخر بالأُنس والجلال معا , الزاخر بالأضواء والأسرار والأكوان والعجائب .
-وراء كلّ أفق, أفق ينفسح . كذلك الحياة دوما في تكرر والفكر في تنوّع والفن في تجدد .
*********** *************
شررٌ و حببٌ
- تتهيب المرأة أمام مقدرة الرجل لاعتقاده أنه أبرع منها في الإلمام بالأمور من جميع جهاتها فما أشدّخيبتها يوم ترى الرجل الذكي الحسّاس لا يدرك و لا يريد أن يدرك من الحسنات أو السيئات إلاّ و جها واحدا فقط !
- الألم الكبير تطهير كبير
- لا تلمس الحق البسيط الجلي إلا النفس البصيرة الرفيعة
- ليس ما يحمل على تقدير الحياة و حبّها كشهامة الرجل الشهم
- ما أثمن نصيحة صديقك المخلص الحكيم عندما تشطّ عن طيش أو قلّة مبالاة
- ألقى روماني شهير إلى الجاهل بهذه النصيحة : "انظر و اسمع و اسكت "! و الذي يفهم هذا و يحقّق في حياته لا يكون جاهلا بل هو العليم الحكيم .
-أجل - لكل منا حق على الحياة و الحرية و الراحة . و لكن ليس على راحة الآخرين و لا حياتهم و لا حريتهم .
- للنبوغ مؤمنون و كافرون
- الإختبار و العلم يصقلان العبقرية و لكن لا يقومان مقامها
- لو أُرغمت على قبول أحد الثلاثة فأيهم تختار : الذي يعاديك علنا و يرجمك صراحا مؤولا كل حسنة فيك و منقصا لك كل فضل ؟ أم العدو المتقمّص بثوب الصديق الذي يدسّ و راء كل ثناء ظاهر ضعفه من الطعن ؟ أم الذي يبدأ بالثناء عليك أجمل الثناء ليصدّق الناس بعدئذ افتراه بحجّة ذلك الثناء المضلّل ؟
- الألم محسن كبير لأنه يجردنا من الغرور و الدعوى
- جبّار هو ذاك الذي يكون شعاره في الحياة : "سأتلم , و لكني لن أغلب !"
- كلا -كلا ! لا ظلام في الحياة و اإنما هي أنظارنا الكليلة التي تعجز عن مرأى النور في أبهى مجاليه .