أهلا بك زائرنا الكريم في منتديات آرتين لتعليم اللغات (^_^)
اليوم هو الثلاثاء نيسان 16, 2024 11:22 ص
اسم المستخدم : الدخول تلقائياً
كلمة المرور :  
لوحة الإعلانات الإدارية

عذراً أخوتي .. تم إيقاف تسجيل الأعضاء الجدد في آرتين حتى إشعار آخر


آخر المشاركات

  ... آرتين ...   » لابدّ أن أستأذن الوطن .... نزار قباني *  .:. آخر رد: محمدابو حمود  .:.  الردود: 4   ... آرتين ...   » لا يصلح العطار ما افسدة الدهر  .:. آخر رد: محمد الربيعي  .:.  الردود: 2   ... آرتين ...   » مناقشة كتاب"Translation with Reference to English & Arabic"  .:. آخر رد: Jordan  .:.  الردود: 124   ... آرتين ...   » المعرب و الدخيل و المولد ... تتمة  .:. آخر رد: aaahhhmad  .:.  الردود: 6   ... آرتين ...   » تحميل ملف  .:. آخر رد: مصطفى العلي  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » The Best Short Stories of J.G. bialard The Terminal Beach  .:. آخر رد: المرعاش  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » هام للطلاب الي بيواجهوا صعوبه بمادة الصوتيا  .:. آخر رد: bassam93  .:.  الردود: 16   ... آرتين ...   » مساعدة مشروع تخرج عن تراجيديات شكسبير  .:. آخر رد: ahmadaway  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » نتائج سنوات 2009 2010 2011  .:. آخر رد: أبو عمر  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » نتائج سنوات 2009 2010 2011  .:. آخر رد: أبو عمر  .:.  الردود: 0

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]


قوانين المنتدى


- اللغة العربية لغة فصاحةٍ وجمال .. حاول أن تكتب بها *1 .
- يمكنكم في أي وقت زيارة قسم مكتبة اللغة العربية لنشر أو تحميل الكتب أو البرامج المتعلقة بهذا القسم .


إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 43 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4, 5  التالي
الكاتب رسالة
  • عنوان المشاركة: ديوان نزار قباني
مرسل: الأربعاء كانون الثاني 28, 2009 8:31 ص 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 15 كانون الأول 2008
المواضيع: 15
المشاركات: 126
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
نزار قباني ( 1923 دمشق - 1998 لندن)   

عذراً, يجب أن تسجل من هنا لترى الرابط إذا كنت عضواً, فقط قم بتسجيل الدخول

عذراً, يجب أن تسجل من هنا لترى الرابط إذا كنت عضواً, فقط قم بتسجيل الدخول

عذراً, يجب أن تسجل من هنا لترى الرابط إذا كنت عضواً, فقط قم بتسجيل الدخول


كانت أسرة نزار قباني (آقبيق) ذات أصل تركي عريق (1)، عمل أبوه في صناعة الحلويات
و كان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الفرنسيين – في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا.
عمه - أبو خليل القباني - هو من أوائل المبدعين في فن المسرح العربي.

كان لانتحار أخته بسبب رفضها الزواج من رجل لا تحبه، أثر عميق في نفسه
و شعره، فعرض قضية المرأة و العالم العربي في العديد من قصائده، رافضا
شوفينية الرجال.

نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر
السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة
" 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب
اليمين واليسار معا.

جمع في شعره كُلاّ من البساطة و البلاغة اللّتان تميزان الشعر الحديث،
و أبدع في كتابة الشعر الوطني و الغزلي. غنى العديد من الفنانين أشعاره،
أبرزهم عبد الحليم حافظ و نجاة الصغيرة و فيروز و كاظم الساهر و محمد
عبد الوهاب، و اكتسب محبة واسعة بين القراء في العالم العربي.

كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ،
عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.


قصته مع الشعر
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت
لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على
نفقته الخاصة . له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35
ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ،
الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " . لنزار عدد كبير
من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100
رسالة حب " . ويعتبر قصتي مع الشعر السيرة الذاتية لنزار قباني ..
حيث كان رافضا مطلق الرفض ان تكت سيرته على يد احد سواه !
وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم
( المجموعة الكاملة لنزار قباني ).


الدراسة و العمل
نال نزار القباني شهادة البكالوريا من الكلية العلمية الوطنية في دمشق،
و تخرج في العام 1945 من كلية الحقوق في الجامعة السورية. عمل
بعد تخرجه كدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية كسفير في
عدة مدن منها بيروت، القاهرة، مدريد، و لندن. و في العام 1959 بعد اتمام
الوحدة بين مصر و سوريا، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في
سفارتها بالصين. بقي في الحقل الدبلوماسي إلى ان قدم
استقالته في العام 1966.

أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني "


العائلة
تزوج نزار مرتين في حياته. الأولى من ابنة عمه "زهراء آقبيق" و لديه منها هدباء،
توفيق. توفي توفيق عن عمر 17 عاماً بنوبة قلبية و هو طالب في كلية الطب في
القاهرة. فرثاه بقصيدة شهيرة عنوانها "الأمير الخرافي توفيق قباني"، و أوصى
ان يدفن إلى جانبه بعد موته. وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب
في إحدى بلدان الخليج .

أما زواجه الثاني فكان من العراقية بلقيس التي لاقت حتفها في انفجار السفارة
العراقية في بيروت أثناء الحرب اللبنانية في العام 1982، ما ترك في نفسه
اثرا سيئاً فرثاها بقصيدة "بلقيس" الشهيرة التي حمّل فيها العالم العربي
كله مسؤوليّة موتها. و له منها عمر و زينب.

بعد وفاة بلقيس رفض الزواج مجدداً، و أمضى سنينه الأخيرة في لندن وحيداً.
وافته المنية يوم 30 ابريل/نيسان 1998 في لندن عن عمر 75 عاماً،
بعدما أصيب بنوبة قلبية.




تخرج نزار قباني من كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ،
وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.

وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر
تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين
مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 .

نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى
شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على
دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ،
مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.

في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد
من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني.


سيرته الذاتية " من مذكراته "

ولادة على سرير أخضر



يوم ولدتُ في 21 آذار(مارس) 1923 في بيت من بيوت دمشق القديمة,
كانت الأرض هي الأخرى في حالة ولادة.. و كان الربيع يستعد لفتح
حقائبه الخضراء.

الأرض و أمي حملتنا في وقت واحد..و وضعتنا في وقت واحد.

هل كانت مصادفة يا ترى أن تكون ولادتي هي الفصل الذي تثور فيه
الأرض على نفسها, و ترمي فيه الأشجار كل أثوابها القديمة؟
أم كان مكتوباً عليَ أن أكون كشهر آذر, شهر التغيير و التحولات؟.

كل الذي أعرفه أنني يوم ولدتُ, كانت الطبيعة تنفذ إنقلابها على الشتاء..
و تطلب من الحقول و الحشائش و الأزهار و العصافير أن تؤيدها في
إنقلابها..على روتين الأرض.

هذا ما كان يجري في داخل التراب, أما في خارجه فقد كانت حركة
المقاومة ضدّ الإنتداب الفرنسي تمتد من الأرياف السورية إلى المدن
و الأحياء الشعبية. و كان حي (الشاغور), حيث كنا نسكن, معقلاً من
معاقل المقاومة, و كان زعماء هذه الأحياء الدمشقية من تجار و مهنيين,
و أصحاب حوانيت, يمولون الحركة الوطنية, و يقودونها من حوانيتهم و منازلهم.

أبي, توفيق القباني, كان واحداً من هؤلاء الرجال, و بيتنا واحداً من تلك البيوت.

و يا طالما جلست في باحة الدار الشرقية الفسيحة, أستمع بشغف طفولي
غامر, إلى الزعماء السياسيين السوريين يقفون في إيوان منزلنا, و يخطبون
في ألوف الناس, مطالبين بمقاومة الإحتلال الفرنسي, و محرضين الشعب
على الثورة من أجل الحريّة.

و في بيتنا في حي (مئذنة الشحم) كانت تعقد الإجتماعات السياسية ضمن
أبواب مغلقة, و توضع خطط الإضرابات و المظاهرات و وسائل المقاومة.
و كنا من وراء الأبواب نسترق الهمسات و لا نكاد نفهم منها شيئاً..

و لم تكن مخيلتي الصغيرة في تلك الأعوام من الثلاثينيات قادرة على
وعي الأشياء بوضوح. و لكنني حين رأيت عساكر السنغال يدخلون
في ساعات الفجر الأولى منزلنا بالبنادق و الحراب و يأخذون أبي معهم
في سيارة مصفحة إلى معتقل (تدمر) الصحراوي..عرفت أن أبي كان يمتهن
عملاً آخر غير صناعة الحلويّات..كان يمتهن صناعة الحريّة.

كان أبي إذن يصنع الحلوى و يصنع الثورة. و كنت أعجب بهذه الإزدواجية فيه,
و أدهش كيف يستطيع أن يجمع بين الحلاوة و بين الضراوة..



أسرتي و طفولتي

في التشكيل العائلي, كنت الولد الثاني بين أربعة صبيان و بنت, هم المعتز
و رشيد و صباح و هيفاء.

أسرتنا من الأسر الدمشقية المتوسطة الحال. لم يكن أبي غنياً و لم يجمع ثروة,
كل مدخول معمل الحلويات الذي كان يملكه, كان ينفق على إعاشتنا, و تعليمنا,
و تمويل حركة المقاومة الشعبية ضدّ الفرنسيين.

و إذا أردت تصنيف أبي أصنفه دون تردد بين الكادحين, لأنه أنفقخمسين
عاماً من عمره, يستنشق روائح الفحم الحجري, و يتوسد أكياس السكَّر,
و ألواح خشب السحاحير..

و كان يعود إلينا من معمله في زقاق (معاوية) كلَّ مساء, تحت المزاريب
الشتائية كأنه سفينة مثقوبة..

و إني لأتذّكر وجه أبي المطلي بهباب الفحم, و ثيابه الملطخة بالبقع و الحروق,
كلّما قرأت كلامَ من يتّهمونني بالبرجوازية و الأنتماء إلى الطبقة المرفهة,
و السلالات ذات الدم الأزرق..

أي طبقة.. و أي دم أزرق.. هذا الذي يتحدثون عنه؟

إن دمي ليس ملكياً, و لا شاهانياً, و إنما هو دم عادي كدم آلاف الأسر الدمشقة
الطيبة التي كانت تكسب رزقها بالشرف و الإستقامة و الخوف من اللّه..

وراثياً, في حديقة الأسرة شجرة كبيرة..كبيرة..إسمها أبو خليل القباني.
إنه عمّ والدتي و شقيق جدّ والدي..

قليلون منكم_ربّما_ من يعرفون هذا الرجل.

قليلون من يعرفون أنه هزّ مملكة, و هزَّ باب (الباب العالي) و هزَّ مفاصل
الدولة العثمانيَّة, في أواخر القرن التاسع عشر.

أعجوية كان هذا الرجل. تصوَّرووا إنساناً أراد أن يحول خانات دمشق
التي كانت تزرب فيها الدواب إلى مسارح..و يجعل من دمشق المحافظة,
التقيّة, الورعة..(برودواي) ثانية..

خطيرة كانت أفكار أبي خليل.و أخطر ما فيها أنه نفَّذها.. و صُلب من أجلها..

أبو خلبل القبّاني كان إنسكلوبيديا بمئة مجلد و مجلد.. يؤلف الروايات, و يخرجها,
و يكتب السيناريو, و يضع الحوار الحوار, و يصمم الأزياء, و يغني و يمثل, و يرقص,
و يلحّن كلام المسرحيات, و يكتب الشعر بالعربية و الفارسيّة.

و حين كانت دمشق لا تعرف من الفن المسرحيّ غير خيمة (قره كوز) و لا تعرف
من الأبطال, غير أبي زيد الهلالي, و عنترة, و الزير..كان أبو خليل يترجم
لها راسّين عن الفرنسية..

و في غياب العنصر النسائي, اضطر الشيخ إلى إلباس الصبية ملابس النساء,
و إسناد الأدوار النسائية إليهم, تماماً مثلما فعل شكسبير في العصر الفيكتوري.

و طار صواب دمشق, و أصيب مشايخها, و رجال الدين فيها بإنهيار عصبيّ,
فقاموا بكل ما يملكون من وسائل, و سلّطوا الرعاع عليه ليشتموه في
غدوه و رواحه, و هجوه بأقذر الشعر, و لكنه ظل صامداً, و ظلّت مسرحياته
تعرض في خانات دمشق, و يقبل عليها الجمهور الباحث عن الفن النظيف.

و حين يئس رجال الدين الدمشقيون من تحطيم أبي خليل, ألفوا وفداً ذهب
إلى الأستانة و قابل الباب العالي, و أخبره أنَّ أبا خليل القباني يشكل
خطراً على مكارم الأخلاق, و الدين, و الدولة العليّة, و أنه إذا لم يُغْلَق مسرحه,
فسوف تطير دمشق من يد آل عثمان..و تسقط الخلافة.

طبعاً خافت الخلافة على نفسها, و صدر فرمان سلطاني بإغلاق أول
مسرح طليعي عرفه الشرق و غادر أبو خليل منزله الدمشقي إلى مصر,
و ودّعته دمشق كما تودّع كلُّ المدن المتجرة موهوبيها, أي بالحجارة,
و البندورة, و البيض الفاسد..

و في مصر, التي كانت أكثر إنفتاحاً على الفن, و أكثر فهماً لطبيعة العمل الفني,
أمضى أبو خليل بقيَّة أيام حياته, و وضع الحجر الأول في بناء
المسرح الغنائي المصري.

إن انقضاض الرجعيّة على أبي خليل, هو أول حادث استشهاد فنيّ
في تاريخ أسرتنا..و حين افكر في جراح أبي خليل, و في الصليب الذي
حمله على كتفيه, و في ألوف المسامير المغروزة في لحمه,
تبدو جراحي تافهة..و صليبي صغيراً صغيراً

فأنا أيضاً ضربتني دمشق بالحجارة, و البندورة, و البيض الفاسد..
حين نشرتُ عام 1954 قصيدتي (خبز و حشيش و قمر)..

العمائم نفسها التي طالبت بشتق أبي خليل طالبت بشنقي..
و الذقون المحشوّة بغبار التاريخ التي طلبت رأسه طلبت رأسي..

(خبز و حشيش و قمر) كانت أول مواجهة بالسلاح الأبيض
بيني و بين الخرافة..و بين التاريخين..

دارنا الدمشقية


لا بدَّ من العودة مرةً أخرى إلى الحديث عن دار (مئذنة الشحم)
لأنها المفتاح إلى شعري, و المدخل الصحيح إليه.

و بغير الحديث عن هذه الدار تبقى الصورة غير مكتملة, و منتزعة من إطارها.

هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطر؟ بيتنا كان تلك القارورة.

إنني لا أحاول رشوتكم بتشبيه بليغ,و لكن ثقوا أنني بهذا التشبيه
لا أظلم قارورة العطر ..و إنما أظلم دارنا.

و الذين سكنوا دمشق, و تغلغلوا في حاراتها و زواريبها الضيقة,
يعرفون كيف تفتح لهم الجنة ذراعيها من حيث لا ينتظرون...

بوّابة صغيرة من الخشب تنفتح. و يبدأ الإسراء على الأخضر,
و الأحمر, و الليلكيّ, و تبدء سمفونية الضوء و الظّل و الرخام.

شجرة النارنج تحتضن ثمارها, و الدالية حامل, و الياسمينة
ولدت ألف قمر أبيض و علقتهم على قضبان النوافذ..و أسراب
السنونو لا تصطاف إلا عندنا..

أسود الرخام حول البركة الوسطى تملأ فمها بالماء.. و تنفخه..
و تستمر اللعبة المائية ليلاً و نهاراً..لا النوافير تتعب..
و لا ماء دمشق ينتهي..

الورد البلديّ سجَّاد أحمر ممدود تحت أقدامك.. و اللَّيلكَة تمشط
شعرها البنفسجي, و الشِمشير, و الخبَّيزة, و الشاب الظريف,
و المنثور, و الريحان, و الأضاليا.. و ألوف النباتات الدمشقية التي
أتذكَّر ألوانها و لا أتذكر أسمائها.. لا تزال تتسلق على أصابعي
كلَّما أرت أن أكتب..

القطط الشامِّية النظيفة الممتلئة صحةً و نضارة تصعد إلى مملكة
الشمس لتمارس غزلها و رومانتيكيتها بحريّة مطلقة, و حين تعود
بعد هجر الحبيب و معها قطيع من صغارها ستجد من يستقبلها
و يُطعمها و يكفكف دموعها..

الأدراج الرخاميّة تصعد.. و تصعد..على كيفها..و الحمائم تهاجر
و ترجع على كيفها.. لا أحد يسألها ماذا تفعل؟ و السمكُ الأحمر
يسبح على كيفه.. و لا أحد يسأله إلى أين؟

و عشرون صحيفة فثلّ في صحن الدار هي كل ثروة أمي.

كلُّ زّر فّلٍ عندها يسلوي صبيّاً من أولادها.. لذاك كلما غافلناها
و سرقنا ولداً من أولادها..بكتْ..و شكتنا إلى الله..

***

ضمن نطاق هذا الحزام الأخضر.. و لدتُ, و حبونُ, و نطقتُ كلماتي الأولى.

كان إصطدامي بالجمال قدراً يومياً. كنتُ إذا تعثّرتُ أتعثّر بجناح حمامة..
و إذا سقطتُ أسقط على حضن وردة..

هذا البيت الدمشقي الجميل استحوذ على كل مشاعري و أفقدني
شهِّية الخروج إلى الزقاق.. كما يفعل الصبيات في كل الحارات..
و من هنا نشأ عندي هذا الحسُّ (البيتوتّي) الذي رافقني
في كلّ مراحل حياتي.

إنني أشعر حتى اليوم بنوع من الإكتفاء الذاتي, يجعل التسَّكع
على أرصفة الشوارع, و اصطياد الذباب في المقاهي المكتظة
بالرجال, عملاً ترفضه طبيعتي.

و إذا كان نصف أدباء العالم قد تخرج من أكادمية المقاهي,
فإنني لم أكن من متخرّجيها.

لقد كنت أؤمن أن العمل الأدبي عمل من أعمال العبادة, له طقوسه
و مراسمه و طهارته, و كان من الصعب عليَّ أن أفهم كيف يمكن أن
يخرج الأدب الجادّ من نرابيش النراجيل, و طقطقة أحجار النرد..

***

طفولتي قضيتها تحت (مظلّة الفيْ و الرطوبة) التي هي بيتنا العتيق في (مئذنة الشحم).

كان هذا البيت هو نهاية حدود العالم عندي, كان الصديق, و الواحة, و المشتى, و المصيف..

أستطيع الآن, أن أغمض عيني و أعد مسامير أبوابه, و أستعيد آيات

القرآن المحفورة على خشب قاعاته.

أستطيع الآن أن أعدّ بلاطاته واحدةً..واحدة.. و أسماك بركته واحدةً..واحدة..

و سلالمه الرخاميّة درجةً..درجة..

أستطيع أن أغمض عيني, و أستعيد, بعد ثلا ثيين سنة مجلسَ أبي

في صحن الدار, و أمامه فنجان قهوته, و منقله, و علبة تبغه, و جريدته..

و على صفحات الجريدة تساقط كلّ خمس دقائق زهرة ياسمين بيضاء.

كأنها رسالة حبّ قادمة من السماء..

على السجادة الفارسيّة الممدودة على بلاط الدار ذاكرتُ دروسي, و كتبتُ فروضي

, و حفظتُ قصائد عمر بن كلثوم, و زهير, و النابغة الذبياني, و طرفة بن العبد..

هذا البيت-المظّلة ترك بصماته واضحة على شعري. تماماً كما تركت غرناطة

و قرطبة و إشبيليا بصماتها على الشعر الأندلسي.

القصيدة العربية عندما وصلت إلى إسبانيا كانت مغطّاةً بقشرة كثيفة
من الغبار الصحراوي.. و حين دخلتْ منطقة الماء و البرودة في جبال (سييرا نيفادا)
و شواطئ نهر الوادي الكبير..

و تغلغلت في بساتين الزيتون و كروم العنب في سهول قرطبة
خلعت ملابسها و ألقت نفسها في الماء.. و من هذا الإصطدام التاريخي
بين الظمأ و الريّ..وُلِدَ الشعر الأندلسيّ..

هذا هو تفسيري الوحيد لهذا الإنقلاب الجذريّ في القصيدة العربية حين
سافرتْ إلى إسبانيا في القرن السابع.

إنها بكل بساطة دخلتْ إلى قاعة مكيّفة الهواء..

و الموشحات الأندلسية ليست سوى (قصائد مكيفة الهواء)..

و كما حدث للقصيدة العربية في إسبانيا حدث لي, امتلأت

طفولتي رطوبة, و امتلأت دفاتري رطوبة, و امتلأت أبجديتي رطوبة..

هذه اللغة الشاميّة التي تتغلغل في مفاصل كلماتي, تعلَّمتها في البيت-المظّلة الذي حدثتكم عنه..

و لقد سافرت كثيراً بعد ذلك, و ابتعدت عن دمشق موظفاً في
السلك الديبلوماسي نحو عشرين عاماً و تعلمت لغاتً كثيرة أخرى,
إلاَّ أن أبجديتي الدمشقية ظلت متمسكة بأصابعي و حنجرتي, و ثيابي.
و ظللتُ ذلك الطفل الذي يحمل في حقيبته كلَّ ما في أحواض دمشق,
من نعناعٍ, و فلّ, و ورد بلدي..

إلى كل فنادق العالم التي دخلتُها..حملتُ معي دمشق, و نمت معها على سريرٍ واحد.

((منقول))

_________________
التوقيع صورة


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: ديوان نزار قباني
مرسل: الأربعاء كانون الثاني 28, 2009 8:49 ص 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 15 كانون الأول 2008
المواضيع: 15
المشاركات: 126
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
نبدأ بأعماله ..

.،. رسالة حب صغيرة .،.

حبيبتى , لدى شيء كثير أقوله

لدي شىء كثير

من أين ؟ ياغاليتى ابتدى

وكل ما فيك

أمير .. أمير

يا أنت يا جاعلة أحرفى

مما بها شرانقا للحرير

هذى أغاني وهذا أنا

يضمنا هذا الكتاب الصغير

غذا .. اذا قلبت أوراقه

واشتاق مصباح وغنى سرير

واخضوضرت من شوقها , أحرف

وأوشكت فواصل ان تطير

فلا تقولى : يالهذا الفتى

أخبر عنى المنحنى والغدير ..

واللوز والتوليب حتى أنا

تسير بى الدنيا اذا ما أسير

وقال ما قال فلا نجمة

الا عليها من عبيرى عبير

غدا يرانى الناس فى شعره

فما نبيذيا وشعرا قصير

دعى حكاية الناس .. لن تصبحى كبيرة

الا بحبى الكبير

ماذا تصير الأرض لو لم نكن

لو لم تكن عيناك

ماذا تصير ؟

_________________
التوقيع صورة


آخر تعديل بواسطة SoMy في الخميس كانون الثاني 29, 2009 6:45 م، عدل 2 مرات

أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: ديوان نزار قباني
مرسل: الخميس كانون الثاني 29, 2009 6:11 م 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 15 كانون الأول 2008
المواضيع: 15
المشاركات: 126
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
اعنف حب عشته

كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ


كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ

كأنني أنا التي..

للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ

وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ

وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..

كأنني.. أنا التي

كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..

قد علّقتُه..

تلومُني الدنيا إذا..

سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..

كأنني أنا الهوى..

وأمُّهُ.. وأختُهُ..



هذا الهوى الذي أتى..

من حيثُ ما انتظرتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ

وكلِّ ما سمعتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ

هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني فاتحاً

يديهِ لي.. رددْتُهُ

وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..



هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..

على ستائري..

أراهُ.. في ثوبي..

وفي عطري.. وفي أساوري

أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..

أراهُ منقوشاً على مشاعري

لو أخبروني أنهُ

طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ

وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ

لو أخبروني أنهُ..

سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ

ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ

ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ

لكنتُ قد طردتهُ..



يا أيّها الغالي الذي..

أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ

هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ

أروعُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني زائراً

بالوردِ قد طوّقتهُ..

وليتني حينَ أتاني باكياً

فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ
[/color]

_________________
التوقيع صورة


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: ديوان نزار قباني
مرسل: الخميس كانون الثاني 29, 2009 6:15 م 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 15 كانون الأول 2008
المواضيع: 15
المشاركات: 126
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
سبتمبــــــــر

الشعر يأتي دائما

مع المطر.

و وجهك الجميل يأتي دائماً

مع المطر.

و الحب لا يبدأ إلا عندما

تبدأ موسيقى المطر..

***

إذا أتى أيلول يا حبيبتي

أسأل عن عينيك كل غيمة

كأن حبي لك

مربوط بتوقيت المطر…

***

مشاهد الخريف تستفزني.

شحوبك الجميل يستفزني.

و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.

و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.

و كنزة الكشمير..

و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.

جريدة الصباح..

مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.

رائحة القهوة فوق الورق اليابس..

تستفزني..

فما الذي أفعله ؟

بين اشتعال البرق في أصابعي..

و بين أقوال المسيح المنتظر؟

***

ينتابني في أول الخريف

إحساس غريب بالأمان و الخطر..

أخاف أن تقتربي..

أخاف أن تبتعدي..

أخشى على حضارة الرخام من أظافري..

أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..

أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..

***

هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

***

أنت جنون شتوي نادر..

يا ليتني أعرف يا سيدتي

علاقة الجنون بالمطر!!

***

سيدتي

التي تمر كالدهشة في أرض البشر..

حاملة في يدها قصيدة..

و في اليد الأخرى قمر..

***

يا امرأة أحبها..

تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..

يا امرأة تحمل في شحوبها

جميع أحزان الشجر..

ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..

يا امرأة توجز تاريخي..

و تاريخ المطر

_________________
التوقيع صورة


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: ديوان نزار قباني
مرسل: الخميس كانون الثاني 29, 2009 8:28 م 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 19 شباط 2008
المواضيع: 10
المشاركات: 87
المكان: مدينة سيف الله المسلول
القسم: اللغة العربية
السنة: الثالثة
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
بدايةالله يعطيكي العافية
المجهود  اللي بذلتي أكتر من رائع
وانا صراحة من عشاق  سحر كلمات نزار قباني
ولا شك أن نزار قباني من أروع شعرا ء القرن العشرين
وشكرا كتيييييييييييييييييييييييييير *
1  *1

_________________
التوقيع قاوم
فيداك الإعصار وتقدم فالنصر قرار
إنّ حياتك وقفة عزّ تتغير فيها الأقدار
صورة


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: ديوان نزار قباني
مرسل: الخميس كانون الثاني 29, 2009 11:31 م 
آرتيني مؤسس
آرتيني مؤسس
اشترك في: 05 تشرين الأول 2007
المواضيع: 55
المشاركات: 897
المكان: خلف جدراني وحيدا
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: ذكر ::


غير متصل
SoMy,  

أشكرك على هذا الجهد ... متابع .... لك التحيّة  *good  *ورود

_________________
التوقيع يقينــــي بالله يقينــــي


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: ديوان نزار قباني
مرسل: الجمعة كانون الثاني 30, 2009 9:18 ص 
آرتيني فعّال
آرتيني فعّال
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 19 شباط 2008
المواضيع: 27
المشاركات: 1454
المكان: قرة عيني حمص
القسم: E
السنة: graduated
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: أنثى ::


غير متصل
SoMy,  الله يعطيكي ألف عافية على هالموضوع الممتع
*1

_________________
التوقيع صورة
Tired of these endless games, Time to end the darkened day To raise the sword To kill the light Because there is no reason left to fight..."


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: ديوان نزار قباني
مرسل: السبت كانون الثاني 31, 2009 7:48 ص 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 15 كانون الأول 2008
المواضيع: 15
المشاركات: 126
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
شكرا لكم جميعا

وأتمنى أن لا تكثر الردود كي يكون

الموضوع كسلسلة لديوان نزار قباني

ولكي تستمعوا بالقراءة وبتسلسل

شكرا لكم ولآرائكم الرائعة

تحياتي

_________________
التوقيع صورة


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: ديوان نزار قباني
مرسل: السبت كانون الثاني 31, 2009 8:57 ص 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 15 كانون الأول 2008
المواضيع: 15
المشاركات: 126
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
.،. أسألك الرحيلا .،.


لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا



بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرى غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا



لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..



لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..



كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا. .

_________________
التوقيع صورة


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: ديوان نزار قباني
مرسل: السبت كانون الثاني 31, 2009 8:59 ص 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 15 كانون الأول 2008
المواضيع: 15
المشاركات: 126
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
.،. مهمــــــــا تعددت ِ النــســـــــــاء .،.


مهما تعددت النساء

فالأصل أنت...

مهما اللغات تعددت..

والمفردات تعددت..

فأهم ما في مفردات الشعر أنت...

مهما تنوعت المدائن ،و الخرائط،

والمرافئ ، والدروب،

فمرفأي الأبدي أنت...

مهما السماء تجهمت أو أبرقت.

أو أرعدت،فالشمس أنت..

ما كان حرفا في غيابك ممكنا

وتكونت كل الثقافة، يوم كنت..

ولقد احبك، في زمان قادم

فاهم مما قد أتى..

ما سوف يأتي..

هل تكتبين معي القصيدة يا ترى؟

أم أنت جزء من فمي؟

أم أنت صوتي؟

كيف الرحيل على فضاء آ خر ؟

من بعدما عمرت في نهديك ، بيتي؟...

إني أحبك، طالما أحيا،وأرجو أن أحبك

كالفراعنة القدامى بعد موتي

_________________
التوقيع صورة


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 43 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4, 5  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron

جميع الحقوق محفوظة لـ ©2012Art-En.com . تصميم بواسطة Art-En . راسلنا . سياسة الخصوصية . قوانين المنتدى
Powered by phpBB© . Translated by phpBBArabia