هدى ....
بصراحة أبيات إيليا التي ذكرتها قد تذكّرتها تذكراً،واحداً تلو الآخر،علماً أنّ الأول والثاني هما فعلاً ترتيبهما الأول والثاني في القصيدة الأم،لكن البيت الثالث الذي ذكرته ترتيبه الخامس في القصيدة الأم ،وثمة بيت يسبقه وهو الرابع في القصيدة يمثل بوابة الدخول تحليلياً للبيت الخامس أي البيت المطلوب في تحليلنا، والبيت الرابع هو التالي:
واهبط على بردى يصفّق ضاحكاً......يستعطفُ التلعاتَ والأعشابا
أعتقد الآن أنّ الصورة بدت واضحة إذ أنّ الروح هي نهر بردى ،وعلى هذا الأساس سأبدأ تحليلي:
--الشاعر نظر إلى نهر بردى عند المساء وأسس صورته كالتالي:
- كلمة روح أعتقد أن الشاعر استخدمها لأكثر من غرض أولاً التعظيم للنهر ثمّ كي يحوّل النهر إلى ادمي وذلك لكي يطبق عليه تحولات الكم والكيف فيما بعد(الشطر الثاني)
- أطلّ من السماء : قصد الشاعر هنا أن نهر بردى هو من إبداع ربّ العالمين ،وجملة(روحٌ أطلّ من السماء) جلّ الغاية منها التفخيم وإنساب الكبرياء للنهر
- كلمة عشيّة :كما ذكرت إن الشاعر زاولتهُ الصورة السابقة حين كان يطالعُ النهر بذات مساء
- في الشطر الثاني((فرأى الجمالَ هنا فحنّ فذابا)):
هذا الآدمي كان قمة كبرياء وذروة مجد لحظة خُلق،لكن فورَ أن أبصرت عيناهُ سحرَ الشام وجمالها تنازلَ عن فوقيتهِ شيئاً فشيئاً حتى صار كأنّهُ العاشقُ الولهان لأرض الشام ولأهلها،أعتقد أن الشاعر أبدع في بناء علاقات جمالية جديدة بين الشام والنهر من خلال الجمل السابقة،كما أعتقد أن عنصر الإيحاء (معنى المعنى) المبتغى إيصالهُ للقارئ هو أنّ ما من عظيمٍ أو كبيرٍ يرى الشام وأهلها إلا ويخضع لها قلباً وقالباً
- أيضاً الشاعر أدرك الخصائص الحسية للنهر فارتأى أن يحوّل النهر لكائن بشري وذلك كي يموج أكثر بخصائصه الواسعة(الحنين- رأى- يذوب)
- بلمحة أخرى أيضاً نستطيع أن ندرك المفارقات بين عظمة النهر لحظة أجدهُ الله وبين لحظة خضوعهِ عندما أبصرَ سحرَ الشام.
أرجو أن أكونَ قد استنزفتُ كلّ خبرتي ولم أبق ِ شيئاً في شرح صور هذا البيت.
هدى.....
هاتِ ما عندكِ الآن...............................................
وأمّا بيتُ المتنبي فأيضاً أنا لهُ.