سيدتي،
ها أنتِ تمرّين على بياضِ الأماني، فتُفكُّ شفرةَ العبور، ولا أجد من بعدكِ، سوى ذاكرةٍ تنتظر شيئًا جديدًا.
وحين أتيتِ،
نبتت على حوافِ الحروفِ خضرة تبتلعُ كلَّ ملامحِ أسطري..
فشكرًا لكِ، أزرعُها لتبقى مغروسةً حين انهمار.
عودةٌ إلى تعليقكِ..
اقتباس:
فهل أرى في رأيك هنا أن يستخدم كاتب الخاطرة علامات الترقيم ليوصل فكرته نثراً؟
أوتجد أن علامات الترقيم تتناسب مع رقة الخواطر وانسيابها؟
"....... بتقليد أسلوب قصيدة التفعيلة في التقفية وفي الشكل، وأنا قد أقبل الشكل، ولا أقبل التقفية."
اقتباس:
وأهم ما أرغب بالتلميح إليه...هو أن رأيك ليس بالراي الخطأ...وإنما هو رأيٌ لا قاعدة.
نعم، فأنا أطرحُ وجهة نظري لا أكثر، ولا أطالبكم بأن تظلَّوا ترجمةً حرفيةً لآرائي..
حقيقةً كنتُ أقصد الخاطرة بالشكل، فالنثر استطاع أن يفرضَ نفسهُ بطريقتهِ.
اقتباس:
أما في اتقادك اللاذع لتقفية كتّاب الخاطرة وكتّاب القصيدة النثرية فأنا استغرب منك أمراً...فكأنك تقول بأنه يحرم عليهم التقفية ولشدة جهلهم يقفون...

نعم، ما زلتُ أرى أنَّهُ لجهلهم يُقفُّون، وبعضهم يقفُّون وهم يدركون بأنَّهم يرتكبون خلطًا ما، لكنَّهم لا يتراجعون، ربَّما بسبب الجهل أيضًا.(أدونيس، محمد الماغوط، أنسي الحاج، نزار قبَّاني ...إلخ) كلهم كتبوا قصيدة النثر، ولم يُقفُّوا، لأنَّهم محترفون، ويُدركون تمامًا نوع الفن الذي يكتبونهُ، أفلا يكونوا قدوةً لنا!
ثمَّ إن كنتِ لا ترينَ ضيرًا في تقفيةِ قصيدة النثر، كيف سيكون لكلِّ صنفٍ خصائصه الخاصَّة به؟
والتي تميِّزهُ عن آخر!
اقتباس:
يا أخي....التقفية في الشعر لازمة وفي غيره من علامات البديع والتزيين والجمال
ولو كان تداعي المشاعر لا يحكمه أي تزيين لكان كلامنا في وسط النهار خواطر

نعم لازمة، في غيرهِ لن تكون قافية، وكما وضَّحتُ هذا ليسَ كلامي، وليس رأي، بل رأي عُلماء وكبار اللغةِ والأدب على مرِّ التاريخ.
يا سيدتي، القافية ركن من أركانِ الشعر الموزون، فكيف أطرحها في نصٍّ نثري.. كيف سأستطيع أن أرسمَ الفروقات بين جميع الأصناف إن كانت شروطهم واحدة!
وقد ذكرتُ أيضًا، أنَّهُ يُمكنكِ عدم اعتماد القافية في الشعر الموزون إن كان مرسل.
اقتباس:
"يحدد ابن رشيق الشعر، بأنَّهُ يقوم بعد النية من أربعةِ أشياء، هي:اللفظ، الوزن، المعنى، والقافية. وعن الوزن بالذات يقول …"
وهل ذكر ابن رشيق أو غيره...أن القافيه كانت حكراً الشعر؟
أن تكون القافية من أركان الشعر لا يعني ألا تكون من أدوات زينة غيره.
يُمكنكِ قراءة ما ذكرتُ من كتبٍ ربَّما تجدين بها ما يؤكد أنَّ القافية كانت حكرًا على الشعر، أمَّا أن تكونَ القافية أداة لزينة غير الشعر الموزون، سأتركُ مجال البحثِ لكِ.
اقتباس:
أما أن نمنع من يكتب الشعر أن يسجع فالسجع من سمات النثر وأن نمنع من يكتب النثر من التقفية لأنها حكر على الشعر فهذا ما أخالفك فيه
هنا رد فعل طبيعي لكلِّ ما سبق.
اقتباس:
فلا يتكلف الكاتب فيما يكتب...ولكن لا يجعله نثراً عادياً....فليس لدى أحد منا وقتا يضيعه في قراءة مشاعر الآخرين...بل نحن بحاجة لنقرأ جميل ما يصنعون بالكلم.

نعم، ليس المهم ما يقولهُ الكاتب، المهم كيفَ يقولهُ.
سأحبُّ أمطاركِ وسأشكركِ مطولًا..
كلَّما مارسكِ الغرق هنا.