السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير
لقد جمعت هذه المادة فأحببت أن أشارككم فيها:
قال ابن مالك رحمه الله:
وَالاسْـــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ مِنْهُ مُعْرَبٌ وَمَبْنِي ... ... لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوفِ مُدْنِي
كالشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا ... ... والمَعْنَوِيِّ في مَتَى وَفِي هُنَا
وَكَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنيِابَةٍ عَنِ الفِعْلِ بلا ... ... تَأَثُّرٍ وَكافْتِقَارٍ أُصّــــــِــــــــــــــــــلا
وتفصيل هذا الكلام ما جاء في (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك):
الاسم ضربان : مُعْرَب وهو الأصل ويسمى مُتَمَكَّناً ومبنى وهو الفرع ويسمى غير متمكن . وإنما يُبْنَى الاسمُ إذا أشبه الحرف وأنواع الشبه ثلاثة : أحدها : الشبه الوَضْعي وضابطه أن يكون الاسم على حرف أو حرفين، فالأول كتاء (قُمْتُ) فإنها شبيهة بنحو باء الجر ولاِمِه وواو العطف وفائه والثاني كناَ مِنْ (قُمْنَا) فإنها شبيهة بنحو قَدْ وبَلْ، وإنما أعرب نحو ( أبٍ وأخٍ ) لضَعْف الشبه بكونه عَارِضاً فإن أصلهما أبَوٌ وأخَوٌ بدليل أبَوَانِ وأخَوَانِ.
الثاني : الشبه المعنوي وضابطُه: أن يتضمن الاسم معنًى من معاني الحروف سواء وضِع لذلك المعنى حَرْفٌ أم لا؛
فالأول كَمَتَى فإنها تستعمل شَرْطاً نحو ( مَتَى تَقُمْ أَقُمْ ) وهى حينئذ شبيهة فى المعنى (بإِن) ِالشرطية، وتستعمل أيضاً استفهاماً نحو ( مَتَى نَصْرُ اللهِ ) وهي حينئذ شبيهة في المعنى بهمزة الاستفهام، وإنما أُعرِبت (أيٌّ) الشرطية فى نحو ( أيمَّاَ الأجَلَيْن قَضَيْتَ ) والاستفهاميه في نحو ( فأَيُّ الفَرِيقْيِن أحَقُّ ) لضعف الشبه مما عارضه من ملازمتهما للاضافة التي هي من خصائص الأسماء.
والثاني نحو ( هُنَا ) فإنها متضِّمنَة لمعنى الإشارة وهذا المعنى لم تضع العرب له حرفاً ولكنه مِنْ المعاني التي مِنْ حَقِّها أن تؤدَّي بالحروف لأنه كالخطاب و التنبيه فهُنَا مستحقة للبناء لتضمنها لمعنى اَلحرفِ الذي كان يستحق الوضع
وإنما أعرب ( هذَان وهاتان ) - مع تضمنهما لمعنى الإشارة - لضعف الشبه بما عارضه من مجيئهما على صورة المثنى والتثنية من خصائص الأسماء.
الثالث : الشبه الاستعمالى وضابطُه : أن يلزم الاسُم طريقةً من طرائق الحروف كأن يَنُوب عن الفعل وَلاَ يَدْخُلَ علية عاملٌ فيؤثر فيه وكأن يَفْتَقِرَ افتقاراً متأصِّلاً إلى جملة
فالأول ك ( هَيْهَاتَ وَصَهْ وَأَوَّهْ ) فإنها نائبه عن بَعُدَ وَاُسْكُتْ وَأَتَوَجَّعُ ولا يصح أن يدخل عليها شئ من العوامل فتتأثر به فأشبهت ( ليت ولعلَّ ) مثلا ترى أنهما نائبان عن ( أتمنَّى وأترجَّى ) ولا يدخل عليهما عامل وَاحْتُرِزَ بانتقاء التأثر من المصدر النائب عن فعله نحو ( ضَرْباً ) في قولك ( ضَرْباً زَيْداً ) فإنه نائب عن ( أضْرِبْ) وهو مع هذا معربٌ وذلك لأنه تدخل عليه العواملُ فتؤثر فيه تقول : ( أعجبني ضربُ زيدٍ وكرهت ضربَ عمرو وعجبت من ضَرْبِهِ )
والثاني كإِذْ وإذا وَحَيْثُ والموصولاتُ ألا ترى أنك تقول (جئْتُكَ إذ) فلا يتمُّ معنى (إذْ) حتى تقول (جاء زَيْدٌ) ونحْوَهُ كذلك الباقي وَاحتُرِزَ بذكر الأصالة من نحو ( هذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِيَن صِدْقُهُمْ ) فيوم : مضاف إلى الجملة والمضاف مفتقر إلى المضاف إليه ولكن هذا الافتقار عارضُ في بعض التراكيب ألا ترى أنك تقول : ( صُمْتُ يَوْماً وَسِرْتُ يًوْماً) فلا يحتاج إلى شئ وَاحتُرِزَ بذكر الجملة من نحو (سُبْحاَنَ) وَ (عِنْدَ) فإنهما مفتقران في الأصالة لكن إلى مفرد تقول ( سُبْحَان الله ) وَ ( جلستُ عندَ زَيدٍ )
وإنما أُعْرِبَ ( اللذان اللتان وَأيُّ الموصولة ) في نحو ( اضرب أيَّهُمْ أساء ) لضعف الشَّبَهِ بما عارضَه من المجيء على صورة التثنية ومن لزوم الإضافة"اهــ.
أسئلة للمناقشة:1- بما أن الإضافة من خصائص الأسماء وهي تُضعِف شبه الأسماء بالحروف فتجعلها معربة لا مبنية، فلماذا تبنى (إذ وإذا ) مع كونهما ملازمتان للإضافة، أي يجب أن يضعف شبههما بالحروف فيعربان كــ(أي)؟
2- أعرب هذه الجملة : هذان أخواك!
وإلى اللقاء مع بناء الأفعال وإعرابها!
حمعه لكم أخوكم أبو صالح الحوراني