من الممتع حين نرى أن في كلامنا العاميّ أصولاً فصيحة ، بل ولها معانٍ أيضاً 
هذا ما اكتشفته في أحد جوانب عاميّتنا ، كأن نقول مثلاً : (إجى الصبي ع شفحة ولفحة )
وهذا في الحقيقة يسمى الإتباع والمزاوجة 
وله كتاب مختصٌ يدعى بذلك أي (الإتباع والمزاوجة) وهو لأحمد بن فارس ، عالم لغويٌ معروف
يقول في تعريفه في الكتاب :
هذا كتابُ الإتباعِ والمزاوَجَةِ، وكلاهُما على وجهينِ:
أحدُهما أن تكون كلمتان متواليتانِ على رويٍّ واحدٍ.
والوجْهُ الآخَرُ أن يختلفَ الرَّويّانِ، ثم تكونَ بعدَ ذلِكَ على وَجْهين:
أحدهُمُا أن تكونَ الكلمةُ الثانيةُ ذات معنى معروفٍ
والآخَرُ أن تكونَ الثانيةُ غَيْرَ واضحةِ المعنى، ولا بَيِّنَةِ الاشتقاقِ، إلا أنَّها كالإتباعِ لما قبْلَها.
إذن الكلمتان تتشابهان في آخرهما ، أو تختلفا ، فإما أن تكون الكلمة ذات معنى معروف أو ألا تكون كذلك
لن أطيل .. وسننتقي الكلمات المفهومة من هذا الكتاب
ولنبدأ بحرف الحاء
هو قَبِيحٌ شَقِيحٌ، وقَبَّحَهُ اللهُ وشَقَّحَهُ. قال الراجز:
أَقْبِحْ به من ولَدٍ وأَشْقِحِ مِثْلَ جُرَيِّ الكَلْبِ لم يُفَقَّحِ
قالت امرأةٌ من العرب: إني لأبغضُ من الرجالِ الأمْلَحَ الأَقْلَحَ؛ المُلْحَةُ: بياضُ الشيبِ، والقَلْحُ: صُفْرَةُ الأسنانِ.
ومن المزاوَجِ قولُهم: نعوذُ باللهِ من التَّرحِ بعد الفَرَحِ. التَّرَحُ: التًّنْغيصُ.
قال ابنُ مُقْبِلٍ:
إذا مُتُّ فانْعيني بما أنا أَهْلُهُ وذُمّي الحياةَ، كُلُّ عَيْشٍ مُتَرَّحُ
ويقولونَ: لا أَفْلَحَ، ولا أنْجَحَ. أن يَبْلُغَ ما طَلَبَ. والفَلاَحُ: البقاءُ. قال لبيدٌ:
لو كانَ حَيٌّ مُدْرِكَ الفَلاَحِ أَدْرَكَهُ مُلاعِبُ الرِّماحِ
وقال عديُّ بنُ زيدٍ العبادي:
ثمَّ بَعْدَ الفَلاَحِ والمُلْكِ وارتّهُمُ هُناكَ القبور
ويقولون: هو طَريحٌ طَلِيحٌ، فهذا من: طَلَحَهُ السَّفَرْ، إذا أذابَهُ وَنَهَكَهُ.
وإنَّهُ لفاضحٌ ماضِحُ، أي عائِبٌ، ويقال: ماصح بالصَّادِ، مِنْ مَصَحَ، إذا ذَهَبَ.
ويقولون: لم يَبْقَ منهم صالحٌ، ولا طالِحٌ. الطَّالحُ: الشارِدُ.
