آرتيني مؤسس
 |
 |
اشترك في: السبت يوليو 21, 2007 12:26 am
|
مشاركات: 3106
|
القسم: لغة القرآن الكريم
|
السنة: 3مع وقف التنفيذ
|
مكان: البوكمــــــــــــــــــــــال
|
|
 | |  | | بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قال سبحانه و تعالى:
((وما أرسلناك إلّا رحمة للعالمين )))
صدق الله العظيم
سورة الأنبياء الآية 107
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
" إنّما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق "
رواه رواه البخاري في " الأدب المفرد " , و ابن سعد في " الطبقات "
, و الحاكم , و أحمد , و ابن عساكر في" تاريخ دمشق " .
وُلد الهدى فالكائنات ضياءُ ...... وفمُ الزمان تبسمٌ وثناءُّّّّّّّ ّّ
الحمد لله رب العالمين حمداً يليق بكرمه والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين صاحب السيرة العطرة والخُلق الحََسن وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .... وكل عام وأنتم على خير إن شاء الله تعالى ..... بمناسبة
ذكرى ولادة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أقدم إليكم زملائي الكرام مشروعاً قيّماً لنصرة النبي
الكريم مشروعاً أحببت ان يكون لكم فيه شرف المساهمة في إتمامه ألا وهو
*** جمع السيرة العطرة ***
سيرة سيد الأولين والآخرين النبي الذي أخرج الأمم من ظلمات الشرك والعبودية إلى نور الإيمان بالله تعالى الواحد الأحد .
إنّ سيرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ستبقى الرصيد التاريخي الأول الذي
تستمد منه الأجيال المتلاحقة من ورثة النبوة وحملة مشاعل النور إلى البشرية جمعاء... العلم والهدى
والصلاح . ......لنساهم زملائي الكرام جميعا بإتمام هذا المشروع وإني أرجوا من الله تعالى أن يتقبل
منا وأن يوفقنا في إتمام هذا العمل الذي قد يتطلب منا جهداً لإتمامه بحيث يتم العمل وفقاً للخط
الزمني المتتابع للأحداث بحسب وقوعها أولاً بأول معتمدين على كتب السير من مثل كتاب
(( السيرة النبوية للإمام ابن كثير وسيرة ابن هشام وتهذيبها إن وجد والرحيق المختوم لصفي الدين عبد الرحمن المباركفوري ))....
أو أي كتاب يتعلق بالسيرة النبوية بحيث يكون من الكتب الموثوقة عند أهل العلم وعدم العودة إلى الانترنت في كتابة النص وفي هذاالأمر (( أمانة.)) .
والله تعالى ولي التوفيق .
!~¤§¦ في رحاب السيرة النبوية العطرة ¦§¤~!
أولاً:- سأبدأ بالحديث عن نسب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام :
روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال:
(( إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى هاشم من قريش ، واصطفاني من هاشم ))
... فقه السيرة النبوية للدكتور ..محمد سعيد رمضان البوطي.
وهو:
(محمد بن عبد الله بن عبد المطلب " وأسمه شيبة "، بن هاشم " وأسمه عمرو " ، بن عبد مناف " واسمه المغيرة "، بن قٌصي" واسمه زيد بن كلاب" ،بن مرّة ،بن لؤي ، بن غالب، بن فِهر ،"وهو الملقب بقريش وإليه تُنسب البطون القرشية" ، بن مالك ن بن النّضر "واسمه قيس " ، بن كنانة ، بن خُزيمة ، بن مُدركة "واسمه عامر" ، بن إلياس ، بن مُضر ن بن نزار ، بن معدّ ، بن عدنان . ( وهذا هوالجزء الذي تقف عليه كافة أهل السيرة والأنساب وهو الذي يبدأ منه صلى الله عليه وسلم وينتهي إلى جده عدنان ...كتاب الرحيق المختوم )
-ثانياً :ولادته عليه الصلاة والسلام :
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلّم في يوم الاثنين/12/ربيع الأول. عام /570/للميلاد وهو عام الفيل .
*يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في سيرته :
"وُلد صلوات الله عليه وسلامه، يوم الأثنين .... لما رواه مسلم في صحيحه من حديث غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزِّماني عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : أنّ أعرابياً قال: يا رسول الله ، ما تقولُ في صوم يوم الأثنين ؟ فقال عليه الصلاة والسلام :
(( ذاك يوم ٌ وُلدتُ فيه و أُنزل عليّ فيه )).
وقال الأمام أحمد : " حدثنا موسى بن داود ، يهيعة عن خالد بن أبي عمران ن عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
= وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم الأثنين , واستُنبيء يوم الاثنين ، وخرج مهاجراً من مكة إلى المدينة يوم الأثنين ، وقدم المدينة يوم الأثنين ، ورفع الحجر يوم الاثنين " وزاد في رواية أخرى : أنّه صلى الله عليه وسلّم توفي يوم الأثنين ".
-وورد عن جابر وابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنّهما قالا :
" وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلّم عام الفيل يوم الأثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل وفيه بُعث وفيه عُرج به إلى السماء وفيه هاجر وفيه مات "
وهذا هو المشهور عند الجمهور والله أعلم ..............انتهى كلا م ابن كثير رحمه الله تعالى .
-
وقال الحافظ بن كثير عن صفة ولا دته عليه الصلاة والسلام :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
(( من كرامتي على الله أني وُلدت مختوناً ولم ير سوأتي احد )).
-وهنالك آيات وقعت ليلة ولادته عليه الصلاة والسلام ومنها:
أن سقطت أربع عشر شرفة من إيوان كسرى وخمدت النار التي يعبدها المجوس....الرحيق المختوم .
- ولمّا ولد عليه الصلاة والسلام أرسلته أمه آمنة بنت وهب إلى جده عبد المطلب ،إذ ولد عليه الصلاة والسلام يتيم الأب ، تبشره بحفيذه فجاء مستبشراً ، ودخل به الكعبة ، ودعا الله وشكر له واختار اسم محمد .... وهذا الاسم لم يكن معروفاً عند العرب وأول من أرضعته امرأة ً من بني سعد بن بكر يقال لها –حليمة بنت أبي ذؤيب- .......كما سيمر بنا لا حقاً إن شاء الله تعالى.
ثالثاً: صفته عليه الصلاة والسلام :
-قال ابن هشام في سيرته :
" وكانت صفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فيما ذكر عمر مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين قال :
كان علي بن أبي طالب إذا نعت رسول الله قال:
(( لم يكن الطويل الممغط /الممتد/.ولا القصير المتردد وكان ربعة /الذي لا بالطويل ولا بالقصير/ من القوم .
ولم يكن بالجعد القطط / الشديد جعودة الشعر/ ولا السبط كان جعداً رجِلاً/ المسرّح الشعر /.
ولم يكن بالمطهم /العظيم الجسد/ .ولا المكلثم /الشديد الوجه في صفر/.
كان ابيض مشرّباً .ادعج العينين /أسود العينين/ أهدب الأشفار/طويل أهدابه/.
جليل المشاش/عظام رؤوس المفاصل /.والكت/مابين الكتفين /.
دقيق المسربة/الشعر الممتد من الصدر على السرة /.أجرد /قليل الشعر/.
شث الكفين والقدمين /غليظ/ إذا مشى تقلّع /لم يثبت قدميه/ كأنّما يمشي من صَبب/ إذا انحدرت الأرض /.
وإذا التفت التفت معاً .
بين كتفيه خاتم النبوة. وهوصلى الله عليه وسلّم خاتم النبيين .
أجود الناس كفّاً. وأجرأ الناس صدراً .وأصدق الناس لهجةً/الكلام/.
وأوفى الناس ذمة.وألينهم عريكة/حسن العشرة/.وأكرمهم عشرة.
من رآه بديهة/بداية/هابه، ومن خالطه أحبه ،
يقول ناعته لم أرَ قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلّم .
.من يود المشاركة عليه ان يختار واحدا من المواضيع التالية مراعيا ترتيب الأحداث كما سأوردها لكم :
*** من الولادة حتى نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم ***
/آرتينيه مغتربه, /
-حياته صلى الله عليه وسلم في مضارب بني سعد ورضاعة السيدة حليمة رضي الله عنها له .
...وكانت عادة أشراف مكة أن يعهدوا بأطفالهم إلى نساء البادية ليقمن على رضاعتهم , لأن البادية أصلح لنمو أجسام الأطفال وأبعد عن أمراض الحضر التي كثير ما تصيب أجسامهم فضلا عن إتقان اللغة العربية وتعود النطق بالفصحى منذ نعومه أظفارهم. وكان مقدار العناية والرعاية بالطفل يختلف من قبيلة لأخرى لذا حرص أشراف مكة على أن يكون أطفالهم عند أكثر هذه القبائل عناية , ورعاية وكانت أشهر قبيلة في هذا الأمر هي قبيلة بنى سعد
ولم تقف شهرة بنى سعد على أمر العناية والرعاية بالطفل فقط , بل حازت الشهرة في أن لغتها كانت عربية خالصة لم تشبها شائبة فضلا عما اشتهرت به من أخلاق كريمة طيبة لذا حرص عبد المطلب على أن يكون محمد في بني سعد فلما جاءت حليمة السعدية لتأخذه وأحست هذا الحرص طمعت في جزل العطاء فتمنعت في أخذه فلما أجزل لها أخذته وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفخر برضاعته في بنى سعد فيقول : أنا أعربكم أنا قرشي واسترضعت في بنى سعد بن بكر
ويذكر المؤرخون أن محمد عرض على جميع المرضعات اللاتي وفدن على مكة فأبين يأخذنه ليتمه وفقرة , وأنهن كن يطمعن في أبناء الأغنياء وأن حليمة ما عادت إليه الا لأنها لم تجد طفلا غيره وهذا غير صحيح فمحمد لم يكن فقيرا فهو في كفالة جدة عبد المطلب سيد مكة وكبيرها , ومثله من يطمع في عطائه وقد ذكرت المصادر أن جيش أبرهه في حملته على الكعبة قد حاز مائتين من الإبل لعبد المطلب , كما أنة فدى ابنة عبد الله بمائة من الإبل , وذبح مجموعة كبيرة منها في زواجه لا يصد عنها إنسان ولا حيوان , ويذكر اليعقوبى أن عبد المطلب عند موته لف في حلتين من حلل اليمن قيمتها ألف مثقال من الذهب فمن كان ذلك حاله أيعقل أن يكون فقيرا تترك المرضعات ولده ؟ ذلك فضلا عن إرضاع الأطفال في البادية عادة أشرف مكة وأغنيائها , أما الفقير فكانت كل أم ترضع طفلها
قضى محمد صلى الله عليه و سلم في حضانة ورعاية (حليمة بنت أبى ذؤيب السعدية) وزوجها (الحارث بن عبد العزى) أربع أو خمس سنوات ثم حدث ما جعلها تعجل بإرجاعه إلى أمه في مكة إذا أخبرها ابنها الصغير أن رجلين أخذا محمدا فشقا صدره واستخرجا قلبه وأخذا منه علقه سوداء ثم غسلا القلب وإعاداه إلى ما كان عليه , وقد اختلف المؤرخين في حقيقة شق الصدر هل هو حسي أم معنوي ؟ ولكن لعله يشير إلى الحصانات التي أضفاها الله على محمد صلى الله عليه و سلم فحصنته ضد مساوئ الطبيعة الإنسانية ومفاتن الحياة الأرضية
- النبي صلى الله عليه وسلّم في كفالة عمه أبي طالب بعد وفاة أمه .
وظلّ محمد في رعاية أمه و كفالة جده حتى بلغ السادسة , فذهب به أمه لزيارة قبر زوجها في يثرب وقدر لها أن تموت في طريق عودتها وتدفن في الأبواء (على الطريق بين يثرب ومكة ) ويصبح محمد بعدها يتيما , ويكفله جده عبد المطلب فيحبه حبا شديدا عوضه عن حنان أمه وعطف أبيه فكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه أحد من أبنائه ألا محمدا فكان يجلسه معه ويمسح ظهره بيده , ولكن القدر لم يمهل جده طويلا فمات بعد سنتين, فكفله عمه أبو طالب فأحبه حبا شديدا وأخذا يتعهده بعناية و رعايته , ولم تقتصر حمايته له قبل البعثة بل امتدت إلى ما بعدها فكان عونا للدعوة الإسلامية وظهرا لصاحبها على الرغم من انه لم يسلم .
(((المراجع )))
من كتاب السيرة النبوية بقلم الدكتورمحمد أحمد محمود حسب الله أستاذ التاريخ و الحضارة الاسلامية بجامعة الأزهر و الدكتور محمد محمد عبد القادر الخطيب أستاذ التاريخ و الحضارة الاسلامية بجامعة الأزهر .
/ فاتن, /
-سفره صلى الله عليه وسلم الى الشام
كان صلى الله عليه وسلم يحب العمل ويكره الكسل فكان قد رعى الغنم في بني سعد ثم لأهل مكة على قراريط ولما صار عمره اثنتي عشرة سنة ذهب مع عمه أبي طالب بتجارة الى الشام حتى وصل بصرى
ولما نزل الركب خرج اليهم الراهب بحيرا-واسمه جرجيس-فأكرمهم بالضيافة
وكان لايخرج عليهم فعجبوا من امره...وكان قد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته 1
فقال لعمه وهو آخذ بيده:هذا سيد العالمين هذا بعثه الله رحمة للعالمين
فقال أبو طالب:وما علمك بذلك؟فقال :إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولاشجر إلا وخر ساجدا ولاتسجد إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل غضروف كتفه مثل التفاحة وإنا نجده في كتابنا وسأل أبو طالب أن يرده ولا يقدم به الى الشام خوفا عليه من اليهود فبعثه عمه مع بعض غلمانه الى مكة(2)
-حرب الفجار
ولخمس عشرة من عمره صلى الله عليه وسلم كانت حرب الفجار بين قريش ومن معهم من كنانة وبين قيس عيلان وكان قائد قريش وكنانة كلها حرب بن أمية لمكانته فيهم سنا وشرفا وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة حتى إذا كان في وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس وسميت بحرب الفجار لإنتهاك حرمات الحرم والأشهر الحرم فيها وقد حضر هذه الحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ينبل على عمومته أي يجهز لهم النبل للرمي(3)
-حلف الفضول:
وعلى أثر هذه الحرب وقع حلف الفضول وتداعت اليه قبائل من قريش-بنو هاشم وبنو عبد المطلب وأسد بن عبد العزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة فاجتمعوا في في دار عبد الله بن جدعان فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته وشهد هذا الحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقال في سبب هذا الحلف إن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة واشتراها منه العاص بن وائل السهمي وحبس عنه حقه فاستعدى عليه الأحلاف عبد الدار ومخزوما وجمحا وسهما وعديا فلم يكترثوا له فعلا جبل أبي قيس ونادى بأشعار يصف فيها ظلامته رافعا صوته فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب وقال: مالهذا مترك ؟حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم في حلف الفضول فقاموا الى العاص بن وائل فانتزعوا منه حق الزبيدي بعد ماأبرموا الحلف(4)
((المراجع))
1-زاد الأريب في الذب عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
لمحمد صالح مصطفى الجراد
2-الرحيق المختوم مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي ص16 وابن هشام 1/180,181,182,183
3-الرحيق المختوم ابن هشام1/184,185,186,187محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية للخضري
4-الرحيق المختوم ابن هشام1/113,135مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد
الله النجدي ص30.31
/ Tami, /
-عمله صلى الله عليه وسلّم :
-ِقال ابن إسحاق: و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
" ما من نبي إلا و قد رعى الغنم؛ قيل : و أنت يا رسول الله؟ قال: و أنا ".
-وفي روايةٍ أخرى ..
قال البيهقي :عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
"ما بعث الله نبياً إلاّ ورعى الغنم "فقال: وأنت يا رسول الله ؟،ٌال "وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط".
-وورد في الرحيق المختوم لصفي الدين المباركفوري .
أنه لم يكن له صلى الله عليه وسلّم عملٌ معين في أول شبابه ، إلاّ أنّ الروايات توالت أنّه صلى الله عليه وسلّم كان يرعى غنماً ، رعاها في بني سعد. وفي مكة لأهلها على قراريط .ويبدوا أنّه انتقل إلى عمل التجارة حيث شبّ، فقد ورد أنّه كان يتّجر مع السائب بن أبي السائب المخزومي فكان خيرَ شريك له ،لا يُداري ولا يُماري ، وجاءه يوم الفتح فرحب به وقال للنبي صلى الله عليه وسلّم :
:مرحباً بأخي وشريكي :
كذلك عمل صلى الله عليه وسلّم بتجارة للسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كما سيمر بنا إن شاء الله تعالى .
-حديث تزويج رسول الله صلى الله عليه و سلم خديجة رضي الله عنها
-(سنّه صلى الله عليه و سلم عند تزوجه خديجة):
قال ابن هشام :
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسا و عشرين سنة, تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصَيّ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لُوَيّ شبن غالب, فيما حدثني غير واحد من أهل العلم عن أبي عمرو المدني.
(خروجه صلى الله عليه و سلم إلى الشام في تجارة خديجة, و ما كان من الراهب بحيرى) :
-قال ابن إسحاق:
و كانت خديجة بنت خويلد امرأةً تاجرة ذاتَ شرف و مال.تستأجر الرجال في مالها و تضاربهم إياه, بشي تجعله لهم, و كانت قريش قوما تجارا, فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بلغها, من صدق حديثه, و عِظم أمانته, و كرم أخلاقه, بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا, و تعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار, مع غلام لها يُقال له مَيْسَرة, فقَبِلَه رسول الله صلى الله عليه و سلم منها, و خرج في مالها ذلك,و خرج معه غلامها ميسرة حتى قَدِمَ الشام.
فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم في ظل شجرة قريبة من صومعة راهب من الرهبان, فاطَّلع الراهبُ إلى مَيْسَرةَ, فقال له: من هاذ الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحَرَم؛ فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قطٌّ إلا نبيّ.
(رغبة خديجة رضي الله عنها في الزواج منه)
...ثم باع رسول الله صلى الله عليه و سلم سلعتَه التي خرج بها, و اشترى ما أراد أن يشتري, ثم أقبل قافلاً إلى مكة و معه ميسرة. فكان ميسرةُ - فيما يزعمون – إذا كانت الهاجرة و اشتد الحر, يرى ملكين يُظلانه من الشمس – و هو يسر على بعيره. فلما قَدِم مكة على خديجة بمالها, باعت ما جاء به, فأضعف أو قريبا.
و حدّثها ميسرة عن قول الراهب, و عما كان يرى من إظلال المَلَكَيْن إياه.
...و كانت خديجة امرأةً حازمةً شريفة لبيبة, مع ما أراد الله بها من كرامته, فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها به بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم , فقالت له – فيما يزعمون – يابن عم. إني قد رغبت فيك لقَرابتك, وَ سِطَتِكَ في قومك و أمانتك و حسن خُلقك, و صدق حديثك, ثم عرضت عليه نفسها. و كانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا, أعظمهنّ شرفا, و أكثرهنّ مالا, كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدرُ عليه.
(نسب خديجة رضي الله عنها ) :
و هي خديجة بنت خويلد بن أسَد بن عبد العُزّى بن قُصَيّ بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. و أمها : فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبدين معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر. و أم فاطمة : هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن عمرو بن منفذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر. و أم هالة : قلابة بنت سُعَيد بن سَعد بن سَهْم بن عمرو بن هُصَيْص بن كَعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
(زواجه صلى الله عليه و سلم من خديجة) :
...فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه عمه حمزة بن عبد المطلب, رحمه الله, حتى دخل على خويلد بن لأسد, فخطبها إليه, فتزوجها.
-قال ابن هشام:
و أصدقها رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرين بَكْرةً, و كانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم, و لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت, رضي الله عنها.
(أولاده صلى الله عليه و سلم من خديجة) :
-قال ابن إسحاق:
... فولدت لرسول الله صلى الله عليه و سلم وَلَدَه كلَّهم إلا إبراهيم القاسم, و به كان يُكنى صلى الله عليه و سلم, و الطاهرَ, و الطَّيبَ, و زينب, و رقية, و أم كلثوم, و فاطمة, عليهم السلام.
قال ابن هشام: أكبر بنيه القاسم, ثم الطيب, ثم الطاهر, و أكبر بناته رقية, ثم زينب, ثم أم كلثوم, ثم فاطمة.
-قال ابن إسحاق:
فأما القاسم, و الطيب, و الطاهر فهلكوافي الجاهلية؛ و أما بناته فكلهن أدركْنَ الإسلام, فأسلمنَ و هاجرنَ معه صلى الله عليه و سلم.
(أم إبراهيم)
-قال ابن هشام:
...وأما إبراهيم فأمه ماريا (القبطية) .
حدثنا عبد الله بن وَهَب عن ابن لَهِيعة, قال : أم إبراهيم: مارية سرية النبي صلى الله عليه و سلم التي أهداها إليه المقوقس من حَفْن من كورة أنصنا.
( حديث خديجة مع ورقة و صدق نبوءة ورقة فيه صلى الله عليه و سلم) :
-قال ابن إسحاق و: و كانت خديجة بنت خويلد قد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العُزّى, و كان ابن عمها, و كان نصرانيا قد تتبَّع الكتب و عَلِم من علم الناس _ ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب, و ما كان يرى منه إذ كان الملكان يُظلانه, فقال ورقة: لئن كان هذا حقا يا خديجة, إن محمداً لنبيُّ هذه الأمة, و قد عرفت أنه كائنٌ لهذه الأمة نبيٌّ يُنتظر, هذا زمانه أو كما قال.
(قال): فجعل ورقة يستبطئُ الأمرَ و يقول: حتى متى؟ فقال ورقة في ذلك:
لَجِجْتُ و كنتُ في الذكرى لَجوجا ...... لِهَمّ طالما بعث النَّشيجا
و وَصْفٍ من خديجةَ بَعْدَ وَصْفٍ ...... فقد طال انتِظارِي يا خَديجا
ببَطْنِ المَكَّتَيْن على رجائي ...... حديثك أن أرَى مِنْهُ خُروجا
مما خَبَّرتنا من قول قَسّ ...... من الرّهبانِ أكْرَهُ أن يَعُوجا
بأنَّ محمدا سيسود فينا ...... و يَخْصِم من يكونَ له حَجِيجا
و يُظهِرُ في البلادِ ضياءُ نُور ..... يُقيم به البريةَ أن تَمُوجا
فيَلقى من يُحارِبُه خَساراً ......و يَلقى من يُسالِمُهُ فلُوجا
فياليْتِي إذا ما كانَ ذاكُمُ ......شَهِدْت فكنتُ أوَّلَهُم وُلُوجا
وُلُوجا في الذي كَرِهَتْ قُرَيْشٌ ...... و لَوْ عَجتْ بمَكَّتِها عَجِيجا
أُرجِّي بالذي كَرِهُوا جميعا ...... إلى ذي العرش إن سفلوا عُروجا
و هل أمْرُ السَّفالَةِ غيرُ كُفْر ...... بِمَنْ يَخْتار من سمَكَ البُروجا
فإن يَبْقَوْا و أبْقَ تَكُنْ أمُورٌ ......يضجُّ الكافِرُونَ لها ضَجِيجا
وَ إِنْ أهْلِكْ فَكُلّ فتى سَيَلْقَى ..... مِن الأقْدَارِ مَتْلفة حَروجا
((المراجع))
السيرة النبوية لابن هشام
حققها و ضبطها و شرحها و وضع فهارسها:
مصطفى السقا, إبراهيم الابياري, عبد الحفيظ شلبي
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد..و الحمد لله رب العالمين...
مناي أن ألقى بهم رسولي في الجنة...
و جزاكم الله ألف خير.

/جنى, /
أولاد وزوجات الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم :
قال الإمام اسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي :
-أول من تزوج صلَّى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. فكانت وزير صدق له لمَّا بُعث، وهي أول من آمن به على الصحيح: وقيل: أبو بكر. وهو شاذ. ولم يتزوج في حياتها بسواها لجلالها وعظم محلها عنده. واختلف أيّها أفضل هي أو عائشة رضي الله عنهما؟ فرجَّح فضلَ خديجة جماعة من العلماء. وقد ماتت قبل الهجرة بسنة ونصفٍ.
-ثم تزوج سَوْدَةَ بنت زَمْعَة القرشية العامرية، بعد موت خديجة بمكة، ودخل بها هناك، ثم لما كََبِِرت أراد صلَّى الله عليه وسلَّم طلاقَها، فصالحته على أن وهبت يومها لعائشة
وقيل : له، فجعله لعائشة. وفيها نزل قوله تعالى :
(وإن امرأة خافت من بَعْلِهَا نُشُوزاَََََََََََََََ أو إعراضاًََََََََََ ) 000 (1)الآية0 النساء: 128.
وتوفيت في آخر أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه0
وقيل :تزوج عائشة قبل سوْدة ،ولكنه لم يَبْنِِِِِِِِِ بها إلا في شوال من السنة الثانية من الهجرة ، ولم يتزوج بكراَ سواها0ولم يأته الوحي في لحاف امرأة من نسائه سواها ولم يُحِِِِبَ أحداَ من النساء مثلها ،وقد كانت لها مآثر وخصائص ذكرت في القرآن والسنة ،ولا يُعلَم في هذه الأمة امرأةُ بلغت من العلم مبلغها ،وتوفيت سنة سبع ،وقيل : ثمانِِِ وخمسين0
-ثم تزوج حَفصََة بنت عمر الخطاب رضي الله عنه في السنة الثالثة من الهجرة, وقد طلَّقها صلَّى اللَّه عليه وسلَّم, ثم راجعها, وتوفيت سنة إحدى
وأربعين. وقيل: وخمسين. وقيل: سنة خمس وأربعين.
-ثم أم سلمة، واسمها هِنْد بنت أبي أمية – واسمه حُذَيفة – ويقال: سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم, القرشية، بعد وفاة زوجها أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن مخزوم، مرجعَه من بدر، فلما انقضت عدتها خَطَبها صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا يقتضي أن ذلك أول السنة الثالثة، وقد كان ولي عقدها ابنها عُمر، كما رواه النسائي من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البُناني عن ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة.
وقد جمعتُ جزءأً في ذلك، وبينت أن عمر المقول له في هذا الحديث إنما هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لأنه كان الخاطب لها على رسول الله، صلّّى الله عليه وسلَّم، وقد ذكر الواقدي وغيره أن ولّيها كان ابنَها سلمة، وهو الصحيح إن شاء الله. وقد ذُكرأنه صلَّى الله عليه وسلَّم تزوجها بغير ولي، والله تعالى أعلم. قال الواقدي: توفيت سنة تسع وخمسين. وقال غيره: في خلافة يزيد بن معاوية سنة اثنتين وستين.
-ثم تزوج زينب بنت جحش في سنة خمس من ذي القعدة، وقيل: سنة ثلاث، وهو ضعيف. وفي صبيحة عرسها نزل الحجاب، كما أخرجاه في الصحيحين عن أنس وأنه حجبه حينئذٍ وقد كان عُمُره لمّا قدم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة عشراً، فدّل على أنه قد استكمل خمس عشرة سنة، والله أعلم.
وقد كان وليّها الله سبحانه وتعالى دون الناس،
قال الله تعالى:
( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا) (1) الأحزاب: 37
وروى البخاري في صحيحه بسند ثلاثي أنها كانت تفخر على نساء رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وتقول: زوّجكنّ أهاليكنّ، وزوَّجني الله في السماء. وكانت أولَ أزواج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وفاةً، قال الواقدي: توفيت سنة عشرين، وصلّى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
-ثم تزوج جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية، وذلك أنه لما غزا قومها في سنة ست، بالماء الذي يقال له: المُريْسيع، وقعت في سهم ثابت ابن قيس بن شماس، وكاتَبَها، فجاءت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تستعينه في كتابتها، فاشتراها وأعتقها وتزوجها. فقيل: إنها توفيت سنة خمسين. وقال الواقدي: سنة ست وخمسين.
-ثم تزوَّج صفية بنت حييّ بن أخطب الإسرائيلية الهارونية النَّضرية ثم الخيبرية، رضي الله تعالى عنها، وذلك أنه صلَّى الله عليه وسلَّم اصطفاها من مغانم خيبر، وقد كانت في أوائل سنة سبع، فأعتقها وجعل ذلك صداقها، فلما حلَّت في أثناء الطريق بنى بها، وحجبها، فعلموا أنها من أمهات المؤمنين.
قال الواقدي: توفيت سنة خمسين، وقال غيره: سنة ست وثلاثين، والله أعلم.
-وفي هذه السنة، وقيل: في التي قبلها – سنة ست – تزوج أم حبيبة، واسمها رملة بنت أبي سفيان صخر ابن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية. خطبها عليه عمرو بن أمية الضَّمْري، وكانت بالحبشة، وذلك حين توفي عنها زوجها عبيد الله بن جحش، فولى عقدها منه خالد بن سعيد بن العاص، وقيل: النجاشي، والصحيح الأول. ولكن أمهرها النجاشي عن رسول الله صلَّى الله عليبه وسلَّم أربعمائة دينار، وجهَّزها، وأرسل بها إليه رضي الله عنه.
فأما ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عكرمة ابن عمار اليماني عن أبي زُميل سِماك بن الوليد عن ابن عباس أن أبا سفيان لما أسلم قال في حديث لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوِّجكها... الحديث.
...فقد استُغرِب ذلك من مسلم رحمه الله، كيف لم يتنبّه لهذا، لأن أبا سفيان، إنما أسلم ليلة الفتح، وقد كانت بعد تَزَوَّج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أمَّ حبيبة بسنة وأكثر، وهذا مما لا خلاَف فيه.
وقد أشكل هذا على كثير من العلماء:
فأما ابن حزم فزعم أنه موضوع، وضعّف عكرمة بن عمار، ولم يقل هذا أحد قبله ولا بعده. وأمّا محمد بن طاهر المقدسي فقال: أراد أبو سفيان أن يجدد العقْد لئلاّ يكون تزوجها بغير إذنه غضاضة عليه، أو أنه توهم أن بإسلامه ينفسخ نكاح ابنته. وتبعه على هذا أبو عمرو بن الصلاح وأبو زكريا النووي في شرح مسلم، وهذا بعيد جداً، فإنه لو كان كذلك لم يقل: عندي أحسن العرب وأجمله، إذ رآها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم منذ سنة فأكثر، وتوهُّمُ فسخ نكاحها بإسلامه بعيد جداً.
والصحيح في هذا أن أبا سفيان، لما رأى صهرَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم شرفاً، أحبّ أن يزوِّجه ابنته الأخرى وهي عزة، واستعان على ذلك بأختها أم حبيبة،
كما أخرجا في الصحيحين عن أم حبيبة أنها قالت:
يا رسول الله، انكح أختي بنت أبي سفيان، قال: (( أوَتحبِين ذلك؟ (( قالت: نعم.. الحديث.
وفي صحيح مسلم أنها قالت: يا رسول الله، انكح أختي عزة بنت أبي سفيان.. الحديث.
وعلى هذا فيصح الحديث الأول، ويكون قد وقع الوهم من بعض الرواة في قوله :
وعندي أحسن العرب وأجمله: أم حبيبة. وإنما قال: عزة. فاشتبه على الراوي، أو أنه قال الشيخ: يعني ابنته، فتوهم السامع أنها أم حبيبة، إذ لم يَعرف سواها. ولهذا النوع من الغلط شواهد كثيرة قد أفردت سرد ذلل في جزء مفرد لهذا الجديث، ولله الحمد والمنة.
وتوفيت أم حبيبة رضي الله عنها سنة أربع وأربعين فيما قاله أبو عبيد، وقال أبو يكر بن أبي خيثمة: سنة تسع وخمسين قبل أخيها معاوية بسنة.
-ثم تزوج في ذي القعدة من هذه السنة ميمونة بنت الحارث الهلالية، واختُلفَ هل كان مُحْرِماً أو لا؟ فأخرج صاحبا الصحيح عن ابن عباس أنه كان مُحرِماً. فقيل: كان ذلك من خصائصه صلَّى الله عليه وسلَّم،
لما رواه مسلم عن عثمان أن رسول الله قال:
(( لا يَنْكِحُ المُحْرِم ولا يُنْكَحُ ولا يَحْطُب )).
واعتمد أبو حنيفة على الأول، وحَمَل حديث عثمان على الكراهة، وقيل: بل كان حَلالاً كما رواه مسلم عن ميمونة أنها قالت: تزوجها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو حلال، وبنى بها وهو حلال.
وقد قدّم جمهورُ العلماء هذا الحديث على قول ابن عباس، لأنها صاحبة القصة، فهي أعلم. وكذا أبو رافع أخبر بذلك كما رواه الترمذي عنه، وقد كان هو السفير بينهما. وقد أجيب عن حديث ابن عباس بأجوبة ليس هذا موضعها. وماتت بِسرف حيث بنى بها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مُنْصَرَفه من عمرة القضاء، وكان موتها سنة إحدى وخمسين، وقبل سنة ثلاث، وقيل: ست وستين.
وصلّى عليها ابن أُختها عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
فهؤلاء التسع بعد خديجة اللواتي جاء في الصحيحين أنه صلَّى الله عليه وسلَّم مات عنهن، وفي رواية في الصحيح أنه مات عن إحدى عشرة، والأول أصح.
وقد قال قتادة بن دعامة أنه صلَّى الله عليه وسلَّم تزوج خمس عشرة امرأة، فدخل بثلاثَ عشرة، وجمع بين إحدى عشرة، ومات عن تسع.
وقد روى الحافظ أبو عبد الله محمد ابن عبد الواحد المقدسي نحو هذا عن ابن في كتابه (المختارة) فهذا هو المشهور. وقد رأيت لبعض أئمة المتأخرين من المالكية وغيرهم في كتاب النكاح تعدادُ زوجاتٍ لم يدخل بهن مع اللواتي دخل بهن ما ينيفُ على العشرين.
-وقد كان له من السراري اثنتان. وهما:
مارية بنت شمعون القبطية، أم إبراهيم ولد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، أهداها له المقوقس صاحب إسكندرية ومصر، ومعها أختها سيرين وخَصِيّ يقال له مابُور، وبغلة يقال لها: الدُلدُل، فوهب صلَّى الله عليه وسلَّم سيرين إلى حسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن.
وتوفيت مارية في محرم سنة ست عشرة، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحشر الناسَ لجنازتها بنفسه، وصلَّى عليها ودفنها بالبقيع رضي لله عنها.
-وأما الثانية، فَرَيْحانة بنت عمرو، وقيل: بنت زيد، اصطفاها من بني قُريظة وتسرّى بها، ويقال: إنه تزوجها، وقيل: بل تسرّى بها، ثم أعتقها فلحقت بأهلها. وذكر بعضُ المتأخرين أنه تسرّى أمَتين أخريين، والله تعالى أعلم.
* * *
-أولاده صلى الله عليه وسلّم:
-فأما أولاده فذكورهم و إناثهم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ،
إلا إبراهيم فمن ماريا القبطية ؛ وهم :
القاسم ،و به كان يكنى لأنه اكبر أولاده ،ثم زينب ثم رقيّة،ثم أم كلثوم
،ثم فاطمة .
-ثم بعد النبوة: عبد الله ،ويقال له:الطيّب والطاهر، لأنه:ولد في الإسلام .
وقيل:الطاهر غير الطيّب .وصحّح ذلك بعض العلماء.
ثم إبراهيم من مارية ،ولد له صلى الله عليه وسلم بالمدينة في السنة
الثامنة، وتوفي عن سنة وعشر أشهر، فلهذا قال صلى الله عليه وسلم:
(( إن له مُر ضعاً في الجنة))و
كلهم مات قبله, إلا فاطمة رضي الله عنها فإنها توفيت بعده بيسير،
قيل: ستة أشهر على المشهور.
وقيل ثمانية أشهر، وقيل: سبعون يوماً، وقيل: خمسة وسبعون يوماً، وقيل: ثلاثة أشهر، وقيل: مائة يوم. وقيل: غير ذلك. وصلَّى عليها عليّ، وقيل: أبو بكرْ. وهو قول غريب. وقد ورد في حديث أنها اغتسلت قبل موتها بيسير، وأوصت ألا تغسل بعد موتها، وهو غريب جداً، وروى أن علياً والعباس وأسماء بنت عميس زوجة الصديق وسلمى أم رافع وهي قابلتها غسّلوها، وهذا هو الصحيح.

/ محمد الصالح, /
-قصة بناء الكعبة عندماكان عمره عليه الصلاة والسلام 35عاماً:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال سبحانه وتعالى :
{إن أول بيت وضِع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين}
[آل عمران:96].
-يقول الحافظ بن كثيرٍ رحمه الله تعالى في قصة بناء الكعبة المشرفة :
...ثبت في الصحيحين عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال:
قلتُ يا رسولَ الله أيُّ مسجد وُضع أوّل ؟قال عليه الصلاة والسلام :
"المسجد الحرام "قلت ثم أي ؟قال المسجد الأقصى " قلت كم بينهُما ؟قال"أربعون سنة".
...وفي الصحيحين أنّ
"هذا البلد حرّمه الله يومَ خلق السماوات والأرض فهو حرامٌ بحرمة الله إلى يوم القيامة "
صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
-يقول صفي الرحمن المباركفوري في الرحيق المختوم :
ولخمس وثلاثين سنة خلت من مولده صلى الله عليه وسلّم قامت قريش ببناء الكعبة وذلك لأنّ، الكعبة كانت رضماً(أي صخور عظاماً)فوق القامة , ارتفاعها تسعة أذرع في عهد إسماعيل عليه السلام ، ولم يكن لها سقف ن فسرق نفر من اللصوص كنزها الذي كان موجوداً في جوفها ، وكانت مع ذلك قد تعرّضت للعوادي-بإعتبارهاأثراًقديماً التي أدهت بنيانها ، وصدعت جدرانها ن وقبل بعثته صلى الله عليه وسلّم بخمس سنين جرف مكة سيل عرم انحدر إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار ، فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصاً على مكانتها، واتفقوا على ألاّ يُدخلوا في بتائها إلاّ طيباً ، فلا يُدخِلون فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحدمن الناس ،وكانوا يهابون هدمها ، فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومي ، فأخذ المعول وقال:
اللّهم لا نريد إلاّ الخير ، ثم هدم ناخية من الركنين ، ولما لم يصبه شيئ تبعه الناس في الهدم في اليوم الثاني ، ولم يزالوا في الهدم حتى وصلوا إلى قواعد إبراهيم عليه السلام ، ثم أرادوا الأخذ في البناء فجزّأوا الكعبة ، وخصصوا لكلّ قبيلة جزءاً منها .
فجمعت قبيلةٍ حجارةٍ على حدة، وأخذوا يبنونها، وتولى البناء رومي اسمه : >باقوم<.
ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه ، واستمر النزاع أربع ليالٍ أو خمساً ، واشتد حتى كاد يتحول إلى حرب ضروس في أرض الحرم ،إلا أنّ أبا أمية بن المغيرة المخزومي عرض عليهم أن يُحَكِّموا فيما شجر بينهُم أوّل داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه، وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فلمّا رأوه هتفوا: هذا الأمين رضيناه ، هذا محمد ، فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر طلب رداء فوضع الحجروسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعاً بأطراف الرداء ،وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا وصلوا إلى موضعه أخذه بيده صلى الله عليه وسلّم فوضعه في مكانه، وهذا حلٌّ حصيفٌ رضى به القوم.
..وقصرت بقريش النفقة الطيبة فأخرجوا من الجهة الشمالية نحواً من ستة أذرع، وهي التي تسمى بالحجر والحطيم ، ورفعوا با بها من الأرض ؛لئلاّيدخلها إلا من ارادوا ، ولما بلغ البناء خمسة عشرذراعاً سقفوه على ستة أعمدة.
...وصارت الكعبة بعد انتهائها ذات شكلٍ مربع تقريباً يبلغ ارتفاعه15متراً، وطول ضلعها الذي فيه الحجر الأسودوالمقابل له10أمتار، والحجر موضوع على ارتفاع1.5متر من أرضية المطاف . والضلع الذي فيه الباب والمقابل له 12متراً ، وبابها على ارتفاع مترين من الأرض ،
ويحيط بها من الخارج قصبة من البناء اسفلها، .........وتسمى بالشاذروان، وهي من أصل البيت لكن قريشاً تركتها.
تم بعون الله إتمام المرحلة الاولى من مشروع السيرة النبوية الشريفة
سنتابع إن شاء الله المرحلة الثانية وهي المرحلة الممتدة من فترة نزول الوحي وحتى وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم . *1
******/// بداية الوحي ///***
1-نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلّم ........ ابو سامر,
لقد عرف عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه كان دائب الاعتكاف يتأمل في سر الوجود حبب إليه الخلوة و التحنث يقض الأيام الطوال في العزلة والتعبد وفي خالق هذا الكون ففي كل يوم يمشي تلك المسافة الطويلة ويصعد ذلك الجبل العالي
ثم يعود إلى مكة ليتزود بالطعام ويرجع إلى ذلك الغار وظل مدة لا يرى رؤيا إلا وتحققت كما رآها و بهذه الأثناء بدأت تحدث له أشياء عجيبة لا تحدث لأي إنسان
فقد كان في مكة حَجَر يسلم عليه كلما مر به
قال صلى الله عليه وسلم
(( إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن))
( رواه مسلم )
عليك الصلاة والسلام يا حبيبي يا سيد الخلق يا رسول الله
وكان نزول الوحي على سيدنا محمد في شهر رمضان من عام (610 ميلادية ) حين بلغ الأربعين من عمره وهو في ( غار حراء )
أختاره الله وفضله ليكون للناس كافة بشيراً ونذراً .
((أن الله اصطفى عليه الصلاة والسلام لإرشاد أمته وعهد إليه هدم ديانتهم الكاذبة وإنارة أبصارهم بنور الحق فأخذ من ذلك العهد ينادى باسم الواحد الأحد بحسب ما أوحى إليه وبمقتضى عقيدته الراسخة ))
ومثل ما ذكرت في (610 ميلادي ) في الغار وإذا بجبريل عليه السلام ينزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بصورة رجل ويقول له
اقرأ. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة ولا الكتابة
فخاف وارتعد وقال لجبريل ما أنا بقارئ وإذا بجبريل عليه السلام يضم النبي صلى الله عليه وسلم إليه بشدة ثم يتركه ويقول له اقرأ فقال عليه الصلاة والسلام ما أنا بقارئ. وتكرر ذلك مرة ثالثة،
فقال جبريل
(( اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم ))( العلق )
فكانت هذه أولى آيات القرآن التي نزلت في شهر رمضان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوه في الأربعين من عمره
فما كان من حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى ورجع إلى بيته مسرعًا ثم رقد وهو يرتعش وطلب من زوجته أن تغطيه قائلا
( زملونى زملونى )
وحكى لها ما رآه في الغار فطمأنته السيدة خديجة وقالت له
كلا و الله لا يخزيك الله أبدًا إنك
( لتصل الرحم وتحمل الكلَّ وتُكسب المعدوم، وتُقري الضيف وتعين على نوائب الحق )
فلما استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى كلام السيدة خديجة، عادت إليه الطمأنينة وزال عنه الخوف والرعب وبدأ يفكر فيما حدث.
( قصة ورقة بن نوفل )
كان للسيدة خديجة أبن عم اسمه
(ورقة بن نوفل)
على علم بالديانة المسيحية فذهبت إليه ومعها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليسألاه عما حدث فقالت خديجة لورقة
يا بن العم اسمع من ابن أخيك
فقال ورقة يابن أخي ماذا ترى فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالذي حدث في غار حراء فلما سمعه ورقة قال
هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، ثم أخبره (ورقة) أنه يتمنى أن يعيش حتى ينصره ويكون معه عندما يحاربه قومه ويُخرجونه من مكة فلما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك
تعجب وسأل ورقة قائلا أو مُخرجيَّ هم فقال له نعم
لم يأتِ أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِيَ ومنذ ذلك اليوم والرسول صلى الله عليه وسلم يزداد شوقًا لوحي السماء الذي تأخر نزوله عليه بعد هذه المرة.
وبعد فترة وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إذا به يسمع صوتًا فرفع وجهه إلى السماء فرأى الملك الذي جاءه في غار حراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض
فارتعد الرسول صلى الله عليه وسلم من هول المنظر وأسرع إلى المنزل وطلب من زوجته أن تغطيه، قائلا
( دثرونى . دثرونى )
وإذا بجبريل ينزل إليه بهذه الآيات التي يوجهها الله إليه
(( يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر))( المدثر )
وفي هذه الآيات تكليف من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس.
(( حاله مع جبريل ))
كان يشتد من ثقل الوحي على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لكن هذا الأمر أيها الأحبة ليس أمراً مكروها لرسول الله صلى الله عليه وسلم
بمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحب لقاء جبريل عليه الصلاة والسلام بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرح بلقاء جبريل
ولذلك كان عليه الصلاة والسلام ينزل عليه جبريل في رمضان فيدارسه القرآن فما يكون رسول الله صلى الله
عليه وسلم في حالة أشد انشراحاً ولا أكثر فرحاً ولا أعظم سروراً منه في تلك الحالة بل إنه عليه الصلاة والسلام
تكثر منه النفقات والصدقات من شدة فرحه بلقاء جبريل عليه الصلاة والسلام
المصادر والمراجع:من عدّة مصادر .
*..* ..* ..*
2-الدعوة سرّاً... محمد الصالح,
-شرع النبي عليه الصلاة والسلام يستجيب لأ مر الله تعالى ، فأخذ إلى عبادة الله وحده دون ندّ ولا شريك ، وإلى نبذ الأوثان والأصنام ،ولكنّه كان يدعوا إلى ذلك سرّاً، حذراً من وقع المفاجأة على قريش التي كانت شديدة التعصّب لوثنيتها وشركها ، كماأنه لا يتجاوز بالدعوة حدود الأقربين ومن في حكمهم ممن يطمئن النبي صلى الله عليه وسلّم إلى جانبهم ز وكان في أوائل من دخل في الإسلام استجابة له عليه الصلاة والسلام :
خديجة بنت خويلد وعلي بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة مولاه عليه الصلاة والسلام ومتبنّاه، وأبو بكر الصديق ابن ابي قُحافة ، وعثمان بن عفّان ،والزبير بن العوام ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقّاص ، وخباب بن الأرت وعماربن ياسر ، رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
وآخرون .
وكان هؤلآء وأمثالهم يلتقون مع النبي صلى الله عليه وسلّمسرّاً، وكان احدهم إذا أراد ممارسة عبادة ، كقراءة قرآن أو صلاة ، استخفى في أحد شعاب مكّة كي لا يعلم بأمره أحد .
ثمّ ازداد عددهم على الثلاثين ، ما بين رجلٍ وامرأة، اختار لهم رسول الله دار أحدهم ، " وهو الأرقم بن أبي الأرقم "ن ليلتقي معهم فيها لحاجات الإرشاد والتعليم والتعارف ، وكانت حصيلة الدعوة في هذه المدة ما يقارب أربعين رجلاً وامرأة ،دخلةا في الإسلام وكان جُلّهُم من الفقراء و الأرقاء وممن لاشأن له بقريش .
وكانت المدّة التي نهض النبي عليه الصلاة والسلام بالدعوة لله فيها سرّاً، ثلاثُ سنوات .
3-الجهر بالدعوة ... محمد الصالح,
قال ابن هشام :
" ثمّ دخل الناس في الإسلام إرسالاً ، من النساء والرجال ، حتى فشى ذكر الإسلام بمكة وأخذ الناس يتحدثون به فأمر الله رسوله أن يصدع بما جاء من الحق وأن يُبادي الناس بأمره وأن يدعوا إليه جهراً. وكان بين ما اخفى رسول الله أمره و إلى أن أمره الله بإظهار دينه ثلاث سنين . من مبعثه.
وأنزل الله عزّ وجلّ عليه في ذلك قوله :
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ94إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ 95الَّذِينَ
يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ 96وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ 97فَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ 98وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ99} .سورة الحجر
- وحينئذ ٍ بدأ رسو ل الله صلّى الله علييه وسلّم بتنفيذ أمر ربّه ، فصعد على الصفا ، وجعل يُنادي :
" يا بني فِهر ، يا بني عدي ،" حتى اجتمعوا إليه ن وجعل الذي لم يستطع أن يخرج ، يُرسل رسولاً لينظر ما الخبر . فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم :
"أرأيتم لو اخبرتكم أنّ خيلاً بالوادي تُريد أن تغير عليكم أكنتم مُصدقي ؟ قالوا : ما جرّبنا عليك كذباً ، قال: فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب ٍ شديد ز واله الذّي لا إله إلا هو ، لتمُتُونّ كماتنامون ، ولتُبعثُنّ كما تستيقظون ، ووالله إنّها لجنّة ٌ أو لنار ابداً فقال أبو لهب ٍ :
تبّاً لك سائر اليوم ، ألهذا جمعتنا ؟
فأنزل الله على رسوله قوله :
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (٢) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (٣)
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)
} سورة المسد .
ثم نزل رسول الله فاتجه إلى داره ، وجمع من حوله أهله وجميع ذوي قرابته وعشيرته ن إئتماراً بقوله عزّ وجل :
{وأنذر عشيرتك الأقربين} سورة الشعراء الآية 214
فقال : " يا بني عبد شمسٍ أنقذوا أنفسكم من النّار ،يابني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النّار ،يافاطمة أنقذي نفسك من النّار ز فإنّي لا أملك لكم من الله شيئاً ن غير أنّ لكم رَحِماً سأبلُها ببلاها"
متفق عليه واللفظ لمسلم . سأبلها ببلاها أي : سأصلُها بصلتِها .
- وكان ردّة فعل قريش أمام جهره صلّى اله عليه وسلّم بالدعوة ، أن أدبروا عنه ، وتنكّروا لدعةته ن متذرعين بأنّهم لا يستطيعون أن يتركوا الدّين الّذي ورثُوه عن آبائهم ، وأصبح واحداً من تقاليد حياتهم.
- وحينئذٍ نبههم الرسول عليه الصلاةوالسلام إلى ضرورة تحرير أفكارهم وعقولهم من عبودية الاتباع والتقليد ودعاهم إلى استعمال العقل والمنطق، موضّحاً لهم أنّ ىلهتهُم ن التي يعكفون على عباد تها لا تفيدهم ولا تظرّهم شيئاً وأنّ توارث آبائهم وأجدادهم لعبادتها ليس عذراً في اتباعهم لهم بدون دافع إلاّ التقليد .
- قال لهم ذلك كلّه بعد أن أنزل الله عليه قوله في حقّهم :
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا
عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ } سورة المائدة الآية 104
-فلمّا أخذ يعيبُ آلهتهُم وسفّه عقولهم بسبب حكمهم عليها بضرورة الاتباع والتقليد الأعمى .
ولمّا جرّ اعتذارهم بأنّهم لا يستطيعون أن يتركوا ما كان عليه آباؤهُم وأجدادهُم ، إلى وصفه لآبائهم بعدم العقل - أعظموا الأمر وأجمعوا خلافه ومعاداته- إلاّ قلّة صمها الله منهم بالإسلام، وإلا عمّه أبا طالب الّذي حدب عليه ، ومنعه وقام دونه.
المصدر :
((من كتاب فقه السيرة النبوية ، للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي .صــــ 80-85-86ـــــــ الطبعة ال9 مطبعة دار الكتب ...لصالح جامعة دمشق )) .
4-المقاطعة من قبل أهل قريش للنبي وأهله في مكة .
5-عام الحزن.
6-سفره عليه الصلاة والسلام إلى الطائف.
7-معجزة الإسراء والمعراج .
8-بيعة العقبة الأولى .
9-بيعة العقبة الثانية.
10-هجرة المسلمون إلى المدينة المنورة .
11-المكيدة التي دبّرها مشركي مكة لقتل النبي عليه الصلاة والسلام قبل هجرته إلى المدينة المنورة .
12-هجرة الرسول صلى الله عليه وسلّم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وأحداثها بالتفصيل.
13-نزوله صلى الله عليه وسلّم بقباء وبناء مسجدها .
14-وصوله صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة واستقبال أهلها من الأنصار وبناء المسجد النبوي وتأسيس الدولة الإسلامية الأولى .
15-غزوة بدر الكبرى ......أول غزوة للمسلمين .
16-غزوة أُحُد.
17-هنالك عدة سرايا قام النبي بإرسالها ...منها
أ-سرية أبي سلمة: كانتضدبني أسدبن خزيمة.
ب-بعث ُعبد الله بن أنيس: ضد خالدبن سفيان الهذلي.
18-وهنالك معارك وغزوات ذكرتها كتب السيرة منها :
غزوة بني المصطلق وغزوة الخندق وغزوة خيبر وغزوةمؤتة وغزوةتبوك.وغزوةذات الرّقاع وفتح مكة وسراي كثيرة....
19-صُلح الحديبية
20-رسائل النبي عليه الصلاة والسلام على الملوك والأمراء
21-فتح مكة
22- حجة الوداع ووفاته صلى الله عليه وسلم بتاريخ:
12ربيع الأول سنة11من الهجرةوكان عمره عليه الصلاة والسلام 63سنة.
خاتمة......................... | |  | |  |
الزملاء الكرام من احب ان يشاركنا نصرة نبينا عليه الصلاة والسلام فماعليه إلا أن يقتبس عنوان الموضوع الذي يود إضافته مراعياً الاختيار بالترتيب وعدم الاختيار العشوائي.ويرسل الاقتباس بردعلى الموضوع .
-أمّابالنسبة للنص أرسله برسالة خاصة لمشرف القسم موثّقا بالمصادر والمراجع التي عُدت إليها وسيُذكر اسم العضو الذي كتب النص .وللعضو أن يختار اكثر من موضوع .
*...*والله تعالى ولي التوفيق آمين *...*
.
_________________ [align=center]{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنّتَانِ}[/align][/font][/color]
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) }
!~¤§¦ اللّهمّ ارزقنا النّظر إلى وجهك الكريــــــــــــم ¦§¤~!
|
|