الحدث : فوق الوصف
المكان : لن يتسعه مكان
الزمان : بدايته الجمعة ، ونهايته ليس لنهاية فرحه نهاية.
حمص هذه المدينة الهادئة النائمة على ضفاف العاصي ، التي تحاكي التاريخ في قدمها ، وروعتها ، وشموخها ، وأصالتها ، وجمالها ،وهدوئها ؛ لن تعرف الهدوء . وستشهد يوما صاخبا ومعركة تعيدنا إلى المعارك الحاسمة التي جرت على أرضها .
بالتأكيد ليست هي معركة قادش الي دارت رحاها على أرض حمص بين الحثيين والمصريين ؛ لتحدد من سيتسيّد العالم القديم . وليست هي معركة إبراهيم باشا مع العثمانيين لتحديد من هو ملك الشرق ، بل هي معركة أعتى وأشد فتكا .
وليست هي الزلازل السبعة الي هزت حمص في القرون الوسطى ، وليست مجانيق مروان بن محمد ليهدم قلعتها بل أشد هلاكا وقوة ؛ إنها معركة من نوع آخر، وزلزال لا يستيطيع مقياس ريختر أن يقيسه ؛ إنها معركة بين زعيمي الكرة الحمصية ؛ لا بل زعيمي الكرة السورية ؛لا بل زعيمي الكرة الآسيوية في المستقبل القريب ، فاليوم يجمعنا الدوري السوري ، وغدا سنجتمع في نهائي آسيا .
حمص ستشهد معركة بين نسرها الأزررق بشموخه وكبريائه ، وبين حصانها الأحمر بهيبته ووقاره وأصالته . وسينقسم أبناء البيت الواحد إلى طرفين وينقسم الأخوة إلى فريقين وقد يصبح الأب خصم ابنه ، ولكن الأهم هو انقسام قلب الأم بين ولديها ، وهي الوحيدة ، التي تتمنى التعادل فإن فاز ابنها الأول فهي الخاسرة ، وإن فاز الآخر فهي الخاسرة لأن عينيها ستدمع على واحد منهما ولأن دمها نصفه أحمر ونصفه أزرق ككل أمهات الحمامصة الطيبات.
في حمص سيتقدم الجمعان إلى مكان واحد يعرفه الجمعان قبل وقت ، وهذا على غير ماجرت عليه عادة المعارك ، وسيتقدم أحد عشر فارسا من كل طرف ؛ فالمعركة سيحسمها النزال بينهم .
في حمص سترتجف الأيادي ، وتتوقف لغة الكلام ، وتصبح دموع الفرح أو دموع الحزن هي التي تتحدث .
في حمص ستموت الآهات فبل أن تخرج من الفم ، وسيتلعثم اللسان وكل ذلك بعد المباراة .
في حمص سيهرب الموظف من وظيفته ، وسيحتال العامل على معلمه ، وسيقفز الطالب من فوق أسوار مدرسته ، وسيكذب الطفل على أبيه كل ذلك لحضور المباراة .
في حمص ستعقد الحلقات ؛ ولكن ليست حلقات الدبكة بل حلقات الرهان والمشاحنات الرياضية .
في حمص سيكون ملعبها مكانا لا ستقبال عيون كل السوريين فالأسياد يلعبون وملوك الكرة فوق قاعها يتبخترون وعندما يلعب الحمامصة فالكل يجب أن يتوقف وعليه أن يتفرج ويصفق فقط .
في حمص سيتغير ما جرت عليه العادة فعندما يكون الحزن في مدينة ما فالحزن يغمر كل المدينة وعندما يكون فرحا فهو أيضا ولكن الحزن سيشمل نصفهم والفرح نصفهم الآخر فبعضهم سينام الليل مرهقا ومتعبا وبعضهم الآخر سيسهر الليل يغني على ليلاه .
في حمص قد يشهد ملعبها وثبة الكرامة وعودته للانتصارات وقد يشهد كرامة الوثبة ويؤكد نغمة الانتصارات على جاره
في حمص لن يتأثر الكرامة بخسارته في آسيا كما يظن البعض لأن الكرامة عودنا أن يخلق من ضعفه الأعاصير والذئب يزداد شراسة عندما يجرح وأيضا لن يتأثر الوثبة بتاريخ الكرامة لأنه عودنا أن تتحطم أمام أقدامه المعجزات ويتهاوى أمامه الأبطال
في حمص سيتحلى جمهورها بالأخلاق الرياضية ، ولن يشتموا بعضهم البعض مهما حصل .
في حمص سيثبت حمهورها أنه الأحلى ، والأروع ، والأجمل في عيون من يبحثون عن الحقيقة ، ولا عزاء للحاقدين . و سنتجلى في حب وثبتنا وكرامتنا على قلب واحد ولن تغيرنا الهزائم أو الانتصارات ولا نملك إلا أن نقول نحن - أبناء حمص - هنا بحبنا وعشقنا و إخلاصنا وتضحياتنا مع الفريق الأمثل والذي يستحق الفوز