أهلا بك زائرنا الكريم في منتديات آرتين لتعليم اللغات (^_^)
اليوم هو الأحد نيسان 28, 2024 6:53 ص
اسم المستخدم : الدخول تلقائياً
كلمة المرور :  
لوحة الإعلانات الإدارية

عذراً أخوتي .. تم إيقاف تسجيل الأعضاء الجدد في آرتين حتى إشعار آخر


آخر المشاركات

  ... آرتين ...   » لابدّ أن أستأذن الوطن .... نزار قباني *  .:. آخر رد: محمدابو حمود  .:.  الردود: 4   ... آرتين ...   » لا يصلح العطار ما افسدة الدهر  .:. آخر رد: محمد الربيعي  .:.  الردود: 2   ... آرتين ...   » مناقشة كتاب"Translation with Reference to English & Arabic"  .:. آخر رد: Jordan  .:.  الردود: 124   ... آرتين ...   » المعرب و الدخيل و المولد ... تتمة  .:. آخر رد: aaahhhmad  .:.  الردود: 6   ... آرتين ...   » تحميل ملف  .:. آخر رد: مصطفى العلي  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » The Best Short Stories of J.G. bialard The Terminal Beach  .:. آخر رد: المرعاش  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » هام للطلاب الي بيواجهوا صعوبه بمادة الصوتيا  .:. آخر رد: bassam93  .:.  الردود: 16   ... آرتين ...   » مساعدة مشروع تخرج عن تراجيديات شكسبير  .:. آخر رد: ahmadaway  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » نتائج سنوات 2009 2010 2011  .:. آخر رد: أبو عمر  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » نتائج سنوات 2009 2010 2011  .:. آخر رد: أبو عمر  .:.  الردود: 0

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]


قوانين المنتدى


تنويه هام : يرجى من أخوتنا الأعضاء كتابة الردود و المواضيع التي فيها فائدة فقط , و أي موضوع أو رد لا يحوي أي فائدة سيُحذف دون الرجوع الى صاحبه  :arrow:

- ننوه الى أخوتنا طلبة الأدب العربي أنه يمكنهم الاستفادة من أقسام اللغة العربية التعليمية المتخصصة التي أعدت لهم .
- اللغة العربية لغة فصاحةٍ وجمال .. حاول أن تكتب بها *1 .



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
  • عنوان المشاركة: التحليل في مواد الأدب - الشروح 3  التحليل النفسي-لمادة النقد
مرسل: الخميس كانون الثاني 31, 2008 10:00 م 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
اشترك في: 30 كانون الثاني 2008
المواضيع: 38
المشاركات: 113
المكان: البوكمال
القسم: العربية
السنة: ماجستير
الاسم: أحمد المثنّى أبوشكيّر
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: ذكر ::


غير متصل
لا تزال مقاربة التحليل النفسي للإنتاج الأدبي غائبة إعلامياً وصحافياً لا سيما أن لها حضورها في المشهد الثقافي العالمي.
د. أحمد أوزي أستاذ علم النفس في جامعة البحرين أحد المهتمين بهذا الحقل المتنامي حيث نشر دراسة في مجلة ثقافات في عددها الثاني تحت موضوع (التحليل النفسي والأدب القصصي) عرض فيه لمجمل هذه العلاقة الشفافة ابتداء بمقولة فرويد وردّ عن أساتذته ومروراً بما يوفره النص الروائي من مجال خصب للإحاطة بالرغائب الإنسانية وإلحاحه على أن الإنتاج الأدبي يحتفظ بطابع القدرة المطلقة للفكر وانتهاء إلى أن أسس التحيل الفني هو عدم توفر الأمن الداخلي وغيرها من المحاور الجديدة والجاذبة.
"ثقافة اليوم" فتحت قناة الحوار حول هذه الدراسة وناقشت د. أحمد حول جملة الالتباسات التي قد تخفي على المتابع ومنها درجة الحساسية القرائية كمتطلب للمحلل النفسي واخفاق فرويد نموذجاً وانتحار المبدع وعلاقة المحلل بالمبدع الحداثي.
@ تذكرون أن النص الروائي يوفر لنا مجالاً خصباً للإحاطة برغبات الإنسان ومختلف أشكال اللغات التي تصطنعها هذه الرغبات.. نأمل منكم كشف آليات التعاطي مع هذه الرغبات؟
- في الواقع هناك عدة قراءات أو مقاربات للعمل الروائي، تحاول كل واحدة منها تفسير آليات هذا الفن الأدبي، المتسم بالغنى والخصوبة. وسنحاول بكثير من الإيجاز والتركيز الإشارة إلى خلاصة ما تذهب إليه أهم المقاربات، خلال تفسيرها وفهمها لآلية هذا الإبداع، بما في ذلك الإشارة إلى وجهة نظر التحليل النفسي، الذي قمنا بعرضه في المقالة موضوع هذا النقاش والحوار الذي تفضلتم بإثارته بصددها:
أولاً: مقاربة التحليل البنيوي الشكلي: وهي مقاربة تنظر إلى النص الأدبي في ذاته ولا تأخذ بعين الاعتبار الفرد أو الجماعة المنتجة له، وتكتفي بالنظر إلى النص الأدبي في قوانينه اللغوية التي تحكمه.
يستمد هذا الاتجاه أصوله من اللسانيات ومن السوسيولوجيا والاثنولوجيا. ومن أشهر المفكرين المنتمين لهذا الاتجاه، نذكر "رولان بارت" Barthes. R و"جريماس" Greimas و"جينيته" Genette و"تودوروف" من جهة، و"ليفي ستروس" Levy-straus الذي أدخل إلى الاثنولوجيا التحليل البنيوي للأساطير، من جهة ثانية.
يعتبر التحليل البنيوي تحليلاً " شكلانياً " في حدود عدم اهتمامه بالحياة الدينامية للفرد سواء كان المقصود هنا بالفرد، الكاتب المبدع أو الفرد المتلقي للإبداع. ذلك أن ليفي ستروس ورولان بارت، يبعدان في اهتمامهما بتحليل النص الأدبي، الفرد، ويستبدلان به "الأشكال الكبرى الفارغة" Grandes formes vides وهذا يخالف ما تقوم به مقاربة التحليل النفسي، الذي يهتم بالمبدع وبعمله، كقطبين أساسيين في التعبير الأدبي.
ثانياً: مقاربة التحليل البنيوي التكويني: وهي مقاربة ترى أن بنيات الإنتاج الأدبي مماثلة للبنيات الذهنية للجماعة المنتجة له. ويعتبر "لوسيان جولدمان" Goldman. L أهم ممثل لهذا الاتجاه، وهو من تلامذة "جورج لوكاش". ويعتبر اتجاهه اتجاهاً منحرفاً عن الاتجاه البنيوي الشكلي.
تنطلق البنيوية التكوينية من الفرض القائل بأن كل سلوك بشري ليس سوى محاولة لتقديم إجابة ذات دلالة لموقف معين، وهي في ذلك تحاول خلق توازن بين الشخص الذي صدر عنه السلوك والموضوع الذي استهدفه هذا السلوك، في عالم حي، وهذا النزوع نحو إيجاد التوازن يحتفظ دائماً بخاصية التغيير وله طابع وقتي.
يعالج جولدمان مسألة العلاقة بين الروائي وعمله الفني في كتابه "نحو سوسيولوجيا للرواية". وقد أولى أهمية كبيرة لمشاكل العلاقة بين الرواية والبيئة الاجتماعية التي تصدر عنها، وبخاصة وأن مقاربته التحليلية لهذا النوع من الإنتاج الفني تنطلق من التسليم بأن الرواية "تتويج على مستوى عال من التماسك والمشروعية للوعي الجمعي لجماعة معينة".
وتبعاً لذلك فإن الرؤية الأدبية للروائي ليست واقعة فردية، بقدر ما هي واقعة اجتماعية تنتمي إلى الفئة أو الطبقة الاجتماعية التي يتوحد بها الأديب. لذلك يرى جولدمان أن مجتمعا كمجتمع النبلاء في القرن السابع عشر بفرنسا، لا يمكن أن يعطينا تصوراً تفاؤلياً عن العالم، كالتصور الذي نجده عند "أبيقور" في القرن الثاني قبل الميلاد.
ثالثاً: مقاربة التحليل السوسيولوجي التجريبي. تتلخص فكرة هذه المقاربة في أن الإنتاج الأدبي الروائي يعكس المضمون الثقافي والاجتماعي، من عادات المجتمع وقيمه واتجاهاته وأدوار الأفراد فيه.. الخ.
إن "سوسيولوجيا الأدب" أو "السوسيولوجيا التجريبية للأدب" اتجاه نقدي ظهر أول الأمر في انجلترا وأمريكا وما لبث أن ظهرفي فرنسا حيث يمثله "روبير اسكاربيه" Escarpit. R وأنشىء له مركز خاص في مدينة بوردو يدعى "مركز سوسيولوجيا الوقائع الأدبية" يبحث في كل مظاهر العلاقة بين الفن والمجتمع.
إن الأدب في مجموع أشكاله في نظر الباحثين المنتمين لهذا المعهد يشكل وثائق تاريخيه يمكن أن تساعدنا على استخلاص القيم الثقافية والمعايير والأدوار والعادات الاجتماعية ذات الطابع السوسيولوجي. إن هذا الاتجاه إذن، يهمل جانب الخطاب في الإنتاج الأدبي ويهتم فقط بالجانب التاريخي، ليستخرج المضامين الاجتماعية، وهو الشيء الذي ترفضه البنيوية الشكلانية، التي تهتم بطبيعة الخطاب أكثر من الاهتمام بمضمونه.
رابعاً: التحليل الماركسي: وخلاصته أن الإنتاج الأدبي تعبير عن رؤية للعالم، والرؤى وقائع اجتماعية ولسيت شخصية.
بالرغم من أن الماركسية لم تهتم بتفسير العالم وتأويله، وإنما كان المهم لديها هو تغييره، إلا أنها مع ذلك تعترف بأنها قد استلهمت من الأعمال الأدبية العالمية الشيء الكثير في تفسير المجتمع وفهمه. إن الأعمال الأدبية في نظر "أنجلز" تعبر عن مفهوم للعالم وتترجم موقفا معيناً في مواجهة النظام الاجتماعي، كما تعبر عن نقد وعن أمل وعن هدف. فالصورة المرسومة لمجتمع متعفن توقظ الرغبة في إيجاد مجتمع شريف. ولعل روايات "بلزاك" وغيره من الأدباء العالميين أكبر شاهد على ذلك. فقد رسم صورة معبرة عن المجتمع البورجوازي في عصره، صورة بلغت من الدقة والتفاصيل أن صارت حكماً يدين ذلك المجتمع إلى درجة تحول معها الشاهد إلى قاض، فقد قامت مختلف أعماله الأدبية بفضح الظلم الاجتماعي وكشف القناع عن ظواهر الفساد فيه. حيث تعلو قيمة المال على كل القيم الأخرى. ويصبح أداة شراء أي شيء مهما كان، حتى الأهل والشرف، فداس الناس القيم الإنسانية السامية كالفضيلة والجمال والذكاء وزاد صراع الإنسان ضد أخيه الإنسان وضد المجتمع.
لقد وجد ماركس وانجلز في روايات "بلزاك" من دون غيره من الروائيين الواقعيين الآخرين ما جعل ماركس يقرر أنه سوف يخصص لهذا الأديب دراسة منفردة بعد أن ينتهي من كتابه الضخم الذي لم يتم "رأس المال" فحال الموت بينه وبين إتمامه وبالتالي تحقيق مشروعه.
خامساً: مقاربة التحليل النفسي للإنتاج الأدبي: إن هذه المقاربة هي التي قمنا بتحليلها وتفسيرها في مقالنا بمجلة "ثقافات"، وهي كما أشرنا إلى ذلك مقاربة تربط الإنتاج الأدبي بالفرد وبتاريخ حياته. فواقع النص واقع فردي.
لا شك أن تعدد هذه القراءات للعمل الأدبي يخلق نوعاً من البلبلة لدى القارئ غير المتخصص في مجال النقد الأدبي. ولا غرابة في تعدد هذه المقاربات بسبب تعدد خلفياتها الفكرية، السيكولوجية أو السوسيولوجية أو اللسنية، فمرجع هذا الاختلاف غنى الإنتاج الأدبي نفسه وخصوبته، واحتمال تناوله من عدة جوانب، أو كما يقول "اسكاربية": "إن انتماء الأدب إلى عدة مجالات فكرية واستحالة ربطه بمجال واحد منها دون آخر، يعود إلى الغموض، الذي يكتنف عالمه التعبيري. وهذا على خلاف الفنون التعبيرية الأخرى التي تفرز موضوعات تدرك بالحواس ويفسرها الشعور والوعي بكيفية مباشرة. أما الأدب فإنه ينتج عالماً من الرموز والظواهر اللغوية على شكل كتابة مكونة من جمل وعبارات وكل عنصر من هذه العناصر هو في ذاته موضوع ومعنى".
@ ما درجة الحساسية التي يتطلبها قارئ الرواية "المحلل النفسي" حتى ينجح في استخلاص الناتج النظري من قراءته؟
- إن ما عبرت عنه "بالحساسية" القرائية التي يتميز بها المحلل النفسي هي نوع التكوين المميز له عن سائر القراءات والتأويلات الأخرى للنص الروائي. وهذه الحساسية تجعله قادراً على النفاذ بحدسه العلمي إلى قراءة ما تحت السطح. فالمعاني والتلميحات حبلى بالأفكار. إن هذه الحساسية القرائية هي بالذات منهج التحليل النفسي في التعامل مع مختلف أنواع الإنتاج الذي ينطلق منه، لفهم غياهب النفس البشرية، والذي لا يشكل الإنتاج الأدبي سوى شكل واحد من بين أشكال السلوك الأخرى التي يهتم بها، مثل فلتات اللسان وزلات القلم والحلم والنكث واللعب والرسم الخ. فهذه كلها مواد أو بالأحرى سلوك إنساني يخفي وراءه دوافع معينة، يستطيع المحلل النفسي بطريقته ومنهجه الفريد والمميز، أن يستخلص منها الكثير عن شخصية منتجها.
إن اعتبار الإبداع الفني شكلاً من أشكال السلوك تحكمه دوافع وأسباب ذات جذور في ماضي الإنسان يدحض النظرة الفلسفية القديمة التي كانت تعتبر الإنتاج الفني إلهاماً خارقاً. وبذلك أصبح الأديب إنساناً كبقية الناس، صنعته دوافعه ورغباته، التي حاول التنفيس عنها بالتسامي والاعلاء. وبهذا الكشف السيكولوجي الذي اهتدى إليه التحليل النفسي، فإن أسلوب التعامل مع الإنتاج الأدبي القصصي شهد اختلالاً واضطراباً أطاح بالمناهج التقليدية.
@ هل ترون أن فرويد نموذج مقبول لتمثيل علاقة الأدب النفسي، سيما أنه عرف بآرائه المتطرفة، خصوصاً الجنسية منها؟
الواقع أن فرويد هو الذي افتتح موجة النقد "الداخل" المختلف والمعارض للنقد" الخارجي "الكلاسيكي، الذي كان يربط الإنتاج الأدبي بعوامل خارجية تبعده عن شخصية منتجه.
إن كتاب "الهذيان والأحلام الذي نشره فرويد عام 1907م يعبر عن هذا الفتح النقدي الجديد، وإن كانت في الحقيقة فكرة ربط الإنتاج الأدبي بعصره أو بمنتجه ليست جديدة. ذلك أن "بوكاردت" Burckardt (1880) حاول من قبل استشفاف الروح المميزة لعصر النهضة الإيطالية من خلال الإنتاج الفكري لتلك الفترة. كما أن الأديب الفرنسي "بوفون" Buffon قد أشار من قبل بأن "الأسلوب هو الشخص نفسه". بيد أن ما يميز منهج فرويد في التحليل الأدبي هو استناد هذا المنهج إلى الخلفية السيكولوجية التي يمثلها هو وتلامذته، والتي كانت تستخدم منهجاً علمياً وتطبيقياً. ولقد كان منهجه مواكباً لظهور أدباء وفنانين كباراً تحتاج أعمالهم إلى مثل هذا المنهج التحليلي الدقيق. ويمكن أن نقدم مثالاً معروفاً عن تطبيق هذا المنهج وهي الدراسة التحليلة الدقيقة التي خصها فرويد للفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي. أما ما يقال عن مبالغة فرويد في تفسير العديد من مظاهر السلوك تفسيراً جنسياً، فهو لا يخلو من كثير من المبالغة فهو طبيب وعالم أعصاب قبل أن يكون محللاً نفسياً. ولقد بين هو نفسه الخلط الذي يقيمه الناس بين ما هو جنسي وما هو تناسلي.
@ تلحون على أن مجال الإنتاج الأدبي والفني لا يزال يحتفظ بطابع القدرة المطلقة للفكر، لأن المبدع يندفع تحت وطأة الرغبة اللاشعورية، وبالتالي يكون مادة للتمثيل.. لكن أطلب رأيكم في أن المبدع هنا قد يعبر عن رغبة شعورية خاصة لا تنسحب على رغبات الآخرين.
- لا ينبغي أن نفهم أن التحليل النفسي يهوى التعقيد والبعد عن الواقع بطبيعة فهمه ومنهجه الغريب والمتميز. إن مكتشفه بين لنا حقيقة كنا نجهلها قبله. وهي أن الإنسان قد يكذب على نفسه دون أن يفطن إلى ذلك. بمعنى أن ما نشعر به وندركه ونفهمه في سلوكنا وتصرفاتنا الشخصية، أقل بكثير مما لا نفهم دوافعه وأسبابه. إن قطعة الجليد في محيط متجمد ندرك جزءاً منها طافحاً على السطح ولكننا لا ندرك جزأها الآخر العميق، وليس الجزء الواضح لنا سوى الجانب الشعوري، في حين يمثل الجانب الأكبر الآخر غير المدرك، اللاشعور الذي هو جزء حي ودينامي من النفس في شخصيتنا ودافع من دوافع سلوكنا الأساسي.
إن معنى هذا أن منهج التحليل النفسي لا يلغي الجانب الشعوري والإرادي للشخص أي للمنتج أو المبدع، وإنما ينبهنا إلى أن هذا الشعور قد يخفي وراءه دوافع أقوى أحياناً قد تكون لا شعورية، لا يدركها المنتج نفسه، فالشخص على حد تعبير فرويد "يسكن بيتا لا يعرفه. إن معرفة الذات ليس بالأمر الهين.
@ إذن اكتئاب وانتحار بعض الروائيين نهاية سالبة ونادرة، وبالتالي الرواية كمادة بحث سيكولوجي تعد غير ناجحة لأنها تمثل الشاذ؟
- لا أخفيك سراً إذا قلت إن الروائي لا يحتاج إلى الانتحار بشكله العادي والمتعارف عليه، ولكنه ينتحر بكيفية أخرى مختلفة. ذلك أن بعض الباحثين يرون أن كتابة الرواية وخاصة منها، نوع السيرة الذاتية Autobiographie يعد شكلاً من أشكال الانتحار. فالمقبل على كتابة السيرة الذاتية، في نظرهم، غالباً ما يكون ذلك في آخر عمره، حيث يغادر العمل ويغادره الكثير من الناس، فيقوم بإعادة دورة الحياة، في فكره ومخيلته، وتدوين الوقائع والأحداث بكثير من المرارة والأسف. فالكتابة الروائية من هذا النوع لا تخلو من مثل هذه المشاعر.
أما أن تكون الرواية شكلاً فنياً غير ناجح، لأن السيكولوجي يكشف جانبها الواقعي ويغلبه على جانبها الفني الإبداعي، فهذا في نظري ليس مبرراً لوصفها بالعمل الشاذ، خاصة عندما نعرف أن السيكولوجيا علم يتوسل بمناهجه الموضوعية الدقيقة دراسة سلوك الإنسان وفهمه. وتبعاً لذلك فإن الرواية تمثل مؤسسة تربوية نفسية اجتماعية، نتعلم منها الشيء الكثير عن سلوك الإنسان وطبيعته. ومن المعلوم أن سلوك الإنسان فيه السوي وفيه الشاذ أو اللاسوي. وتوفر المادة الأدبية وصفاً دقيقاً وشاملاً لسلوك الإنسان على اختلاف أشكاله، بكيفية تعجز عنه كتب علم النفس ومجلداته. لقد "كان هنري جيمس، الروائي الأمريكي، أفضل حظاً من أخيه السيكولوجي المعروف "وليم جيمس في وصف الإنسان.
@ عطفاً على "أن أساس التخيلات الفنية هو عدم توفر السعادة والأمن الداخلي في نفسية الفنان".. هل يقع في تصوركم أن التخيلات الفنية صفة بشرية، وثمة فارق بين قلق الفنان وغيره وهم مشتركون في هذه النزعة؟
- إن ما يميز المنهج التحليلي/النفسي النقدي في الأدب، هو محاولته إعادة الفنان إلى الحظيرة الإنسانية، وخلع الطابع الأسطوري عنه وعن عمله الإبداعي. بيد أن نظرته إلى الفنان نظرة أخرى جديدة، لأنها استطاعت أن تتعمق في فهم نفسيته، لغرض تفسير سلوكه.
إن الفنان كغيره من البشر له رغباته ودوافعه ونزعاته المختلفة. ولعل ما يميزه عن غيره من الناس، ما يتمتع به من درجة الحساسية المرهفة التي تجعله يستجيب إلى مختلف المواقف في حياته بشكل إبداعي. وإذا أردنا استخدام لغة التحليل النفسي، جاز لنا القول بأن الفنان مثله مثل الطفل خلال اللعب. إن ما يشعر به الطفل من معاناة تجاه العالم الذي يعيش فيه، يجعله خلال اللعب يعيد تشكيل العالم بكيفية تجعله متوافقاً معه، ومخففا للضغوط التي يشعر بها تجاه موضوعاته. ونحن نعلم أن الأزمات النفسية والاجتماعية هي التي أنتجت لنا وتنتج العديد من المفكرين والأدباء قديماً وحديثاً. فالقلق الذي لا يصل إلى مستوى مرضي أساسي ومفيد لكل الناس، فهو حافز إلى الحركة والعمل، ولكن كل واحد من الناس يستجيب له بطبيعته الخاصة.
@ كيف يمكن للمحلل النفسي كشف رغبات المؤلف وهوامه من خلال التعاطي مع طابعه الفني؟
- ينبغي أن لا يغيب عن ذهننا بأن التحليل النفسي ينطلق كفلسفة وعلم من فرضية علمية أساسية، وهي خضوع السلوك إلى مبدأ الحتمية الذي يجعل المحلل يؤمن بأن وراء كل سلوك دافعاً معيناً، وأن هذا الدافع إذا تكرر بنفس الشروط يعطي حتما نفس النتائج. لهذا فكل سلوك مهما بدا لنا تافها يجد دلالته ومعناه في التحليل النفسي. ومن هنا اهتمامه بالنكث وبالأحلام وبهفوات اللسان وزلات القلم، وهي أمور قلما نهتم بها عادة. والإنتاج الأدبي سلوك وتعبير، لذلك فإنه لا يعدم جذوره بشخصية صاحبه أي منتجه. لهذا فإن الرجوع إلى الراوي أو كاتب القصة يساعد على فهم إنتاجه الأدبي، لأن هذا الإنتاج يعكس شخصية صاحبه. ما دام دافع إنتاجه يكمن خلف دوافع لها ارتباط بماضي حياته. وفي هذا الأمر يقول فرويد في كتابه "بحث في التحليل النفسي التطبيقي": يوقظ حدث راهن لدى المبدع ذكرى حدث قديم. يكون في الغالب حدثا طفلياً. ومن هذا الحدث الأولى تشتق الرغبة التي تحاول أن تجد إشباعاً في النتاج الأدبي". ويقول في موضع آخر من نفس الكتاب: "اندهشت عندما وجدت أن شخصاً واحداً، هو دائماً البطل، يوصف سلوكه وطبعه. وفي هذا البطل يرقد بشكل من الأشكال المؤلف (المبدع)، ومن خلال نفسه ينظر ويصف بقية الأشخاص في العالم الخارجي".
لقد تخلى النقد الأدبي عن التصور القديم للأديب، ذلك التصور الذي كان يجعل منه إنساناً ملهما وأداة في يد قوى غيبية مادته الفنية بشكل يفقد معها كل إرادة ووعي. ولو كان عمل الأديب وسلوكه لا يخضع للحتمية النفسية والاجتماعية التي يخضع لها السلوك الإنساني، لما أمكن اتخاذ إنتاجه مادة وحقلاً للدراسة قبل الاطلاع أولاً على القوى التي تلهمه. إن كل ما يمكن أن نصف به الأديب في التصور الجديد أنه شخص لا يتميز عن غيره سوى بالحساسية والذكاء. ومن ثمة، فإن ميكانيزمات إنتاجه الفني تفسر على غرار تفسير وفهم دوافع السلوك الإنساني، في مختلف المواقف التي يستجيب إليها تحت شروط معينة، تحكمها الظروف التي يوجد فيها.
@ وهل يفشل في كشف الرغبات لدى المبدع الحداثي بالغ الغموض؟
- إن أي عمل إبداعي، مهما كان نوعه، في نظري، لا يمكن أن يكون خارج الشروط الاجتماعية والتاريخية. ذلك أن أداة الإبداع الأدبي هي اللغة واللغة إبداع اجتماعي وصورة للواقع وأداته التعبيرية، ووسيلة التواصل بين الكائنات الإنسانية. لهذا فإن أي عمل أدبي فني مهما حاول صاحبه الإغراق في التجريد فهو لا يعدم جذوره وصلته بالواقع الاجتماعي والإنساني، هذا الواقع الذي يترك بصماته ومؤشراته عليه. إن مفهوم الاستقلال المطلق للعمل الأدبي، كما يقول صبري حافظ، "هو إحدى السمات العامة للتفكير الأسطوري الذي يعتقد في وجود ماهيات صيغت وشكلت بلا أي تفسير لأصلها أو أسلوب تطورها".
@ وإذا كانت الشخصيات في الرواية أصواتاً داخلية كيف للمحلل الحكم على الأصل منها والدخيل ذي الوظيفة التكميلية؟
- أعتقد أن مهمة المحلل النفسي تختلف عن مهمة الناقد الذي يهمه تحديد فضاءات الرواية وشخوصها الأساسية والثانوية.. الخ فمهمة المحلل النفسي غير ذلك، إذ يهمه الإنسان بشكل عام، مهما كان واضحاً أو خفياً. بل إن الخفاء لديه أكثر دلالة من التجلي. فعندما يرسم طفل ما أفراد أسرته واضعاً أحد أبويه مثلاً، في صدارة رسمه والآخر في الوراء. فإن لهذا الترتيب دلالته الواضحة والمعبرة لدى السيكولوجي، على الرغم من أن هذا الطفل لم يخبرنا عن المكانة أو الفضاء الذي تشغله شخصية كل واحد من أبويه في الحياة الواقعية لأسرته.

_________________
التوقيع إنَّما يخشى اللَّـهَ مِنْ عبادِهِ العلماءُ


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  

جميع الحقوق محفوظة لـ ©2012Art-En.com . تصميم بواسطة Art-En . راسلنا . سياسة الخصوصية . قوانين المنتدى
Powered by phpBB© . Translated by phpBBArabia