تدافع دلال المقيمة في حي الميدان بدمشق عن طريقتها باختيار شريك حياتها بالقول " هذه المواقع عبارة عن خطابة عصرية , أجد فيها وسيلة للتخلص من العنوسة التي تهدد الفتيات في هذا الوقت, ولاسيما إنها تفتح المجال للتعرف على شباب من خارج البلاد لهم قدرات مادية جيدة ".

وعن السبب الذي دفعها لهذه المواقع قالت "لأني سابقا كنت بعلاقة حب دامت خمس سنوات وجاء وخطبني واستمرت الخطبة سنة ولم أستطيع الانتظار أكثر ليؤمن نفسه ولاسيما إني مدللة وحالتي المادية أكثر ووجدت إني لا أستطيع أن أكمل معه ففسخت الخطبة , وأردت التعرف على شاب لديه قدرات مادية جيدة ولأني ارغب بالسفر ".

وعن كيفية حصول تعارفها "ولأني من محبي التشات فهي من هواياتي عرفت أن هناك مواقع للزواج فرغبت أن أجرب حظي, وضعت مواصفات الشاب الذي ارغب الاقتران به ومواصفاتي , وقام الموقع بالبحث عن الأشخاص المناسبين لي وفق المواصفات التي وضعتها".

وتتمثل المواصفات التي وضعتها دلال في أن " يكون سوري ولديه عمل ذو مردود مادي جيد وان يكون على سفر ولم احدد بلد معين لأني أريد السفر واهم شيء أن يكون متحرر العقل ليس لديه أفكار متخلفة حول الفتاة وبذلك اضمن انه فعلا يريد الزواج بالفتاة التي يحدثها بهذه الطريقة ".

تتابع دلال "كان رامي خطيبي الحالي من بين الذين اختارهم الموقع, قمت بإرسال رسالة له إني أريد التحدث معه و أرسل الرد لي بالموافقة وأصبحنا نتحدث في غرفة الدردشة المخصصة في الموقع ".

تتابع دلال "رامي شاب من ساحل العاج وبدأنا بالتحدث لمدة 7 أشهر وبعدها قرر الزواج بي وسافر إلى سوريا لطلب يدي من الأهل وعرسنا بعد شهر"

أما لماذا اخترت رامي دون غيره قالت " لان هو أرسل لي رسالة اهتمام وأنا بادرته بالرد موافقة على الحديث , فهو أول شخص بادر دون غيره، ومتوافق مع المواصفات التي وضعتها "

لا تخفي دلال بأنها كانت تمضي " حوالي خمس ساعات يوميا, كنت اسهر يوميا في التحدث معه , فلا استطيع إلا ليلا حتى ينام والدي ووالدتي".

وحول موافقة الأهل قالت دلال "لا يسمحون لي بالتحدث مع احد خوفا من أن أتدهور وان أعاني من مشاكل لا داعي لها ولاسيما إن الانترنيت مجالها واسع وهناك جنسيات مختلفة والحمد لله ولا مرة انتبهوا ".

بينما قالت والدة دلال " لم أكن اعرف عندما ادخل لغرفتها كانت تضع الصور على الشاشة , بحيث لا اعرف أنها تدخل الانترنيت فهناك مشاكل كبيرة تحدث عبر الانترنيت وأخاف أن تتدهور, ولله جيل آخر زمن ملعب وملعون "

تابعت والدة دلال "جاءت وأخبرتني أنها تعرفت على شاب من ساحل العاج عبر الانترنيت انه قادم إلى سوريا لطلب يدها، وتفاجأت ورفضت بالبداية، لأني اعلم إن معظم الشباب تقوم بالتسلية لا أكثر, ولا يحدث الزواج هكذا فهي لابد أن تعرفه أكثر وان ترى كيف يتصرف وليس فقط عبر الرسائل, فمهما كان لا شيء يغني عن الواقع لابد أن تعيش معه فأحيانا العين تفضح الشخص حركة بتنبه بشي, ولا ادري كيف اقتنعت البنت فيه وهي لم تراه كيف.. "

وأضافت الوالدة قائلة " وافقت لأنها كانت مقتنعة و تحبه, وسألنا عليه والحمد لله شاب خلوق ومؤدب وحالته المادية جيدة ولأنها كانت ترغب بالزواج على سفر, وبقي هنا حوالي شهرين تعرفت عليه أكثر, وبالنهاية الزواج نصيب".

وكشفت والدة دلال بان زوجها لم يعلم بقصة الانترنت" لم يعلم والدها انه اتى عن طريق الانترنيت، لأنه لو عرف فلن يوافق على زواجها، ولا سيما إننا بمجتمع شرقي ولنا عاداتنا وتقاليدنا وعدا عن ذلك لأنها سابقا كانت مخطوبة لشخص ولم يتم النصيب وكان من اختيارها وخوفا من أن يتكرر الموقف و حكي الناس علينا ".

استطاعت دلال التأكد من صدق المعلومات التي وضعها الطرف الآخر قائلة " طلبت أن أراه متصور في أكثر من مكان بالإضافة إلى حديثي مع عائلته كونهم مقيمين في سوريا فهو ميداني وأنا أيضا وهذا سهل الأمر".

تتابع دلال " بقينا نتحدث حوالي خمسة أشهر بعدها قال لي انه يرغب بالسفر إلى سوريا لطلب يدي وأنه اخبر أهله للسؤال عن عائلتي وأخلاقي وان أمه أخبرته إننا من عائلة أكابر وأن الناس حلفوا بأخلاقنا الحميدة ونصحوه بالزواج دون تردد , وأنا وافقت وأخبرت أمي عن القصة ورفضت في البداية لأنها لا تقتنع بصدق مثل هذه العلاقة وإنما تريد أن أتزوج حسب العادات والتقاليد السائدة كخطبة أهل ولكن عندما أصبحت علاقة رسمية وطلب يدي وافقت وصار النصيب".

ونفت دلال تعرضها لأي خداع وكشفت عن تجربة سابقة بالتعرف على شاب سوري الجنسية يقيم في السويد " ولم أكمل معه لان الأديان مختلفة ومن المستحيل أن تكتمل العلاقة , وقد تحثنا نحو ثلاثة أشهر و كانت مجرد علاقة صداقة ولكن هو طلب مني الزواج به وقال لي انه سوف يسلم ولكني رفضت لان عائلتي لن توافق ويبقى هناك فرق مهما كان"

وأضافت " لا لم اتاثر لأني لم أكن أحبه , واعلم انه لا داعي للتفكير بشي مستحيل فقررت عدم التواصل معه والآن لا اعرف عنه شي "

وتابعت " اليوم أنا مقتنعة بزواجنا وأحبه واحضر لحفلة العرس , ولا أخاف من القادم مستقبلا لان هذا الشخص هو نصيبي والله اختاره لي دون غيره , والله يوفقنا , وعقبال عندك"

وعن التكاليف التي دفعتها قالت دلال " في البداية ليس كثير كنت اشتري بطاقات يوميا بمبلغ 200 _300ل.س حسب الساعات التي أريد, ولكن بعد فترة أصبحنا نتحدث على الموبايل وهذا كلفني كونه خارج سوريا كنا نتحدث بالساعات وهذا غالي , كله في سبيل الزواج يهون".

تبلغ هذه الرسوم حسب إحدى المواقع 50 ريال ثمن الطلب ,300 ريال بعد أن يتم توصيل الطرفين من قبل الخطابة حيث تبقى أرقام الطرفين محجوبة إلى أن يتم الدفع سواء أراد الشخص الاستمرار بتوكيل الخطابة أم المتابعة بنفسه, إضافة إلى هناك مواقع مجانية, ومنها التي تقول مجاني وبعدها تجبر على الدفع حيث تمنع التواصل بين الطرفين قبل الدفع، وهناك أنواع للزواج ( زواج شرعي _ مسيار _عرفي).

وقال سامر .ط " لقد قمت بوضع طلب في إحدى المواقع ومن ثم قام الموقع بالبحث عن الشخص الذي أريد حسب المواصفات التي وضعتها و كل هذا مجاني وثم بعد أن أرسلت رسالة اهتمام لإحدى الفتيات والخطابة قامت بإرسالها وثم من الفتاة أرسلت لي رسالة بالموافقة وهنا انتهى المجاني وأرسلت الخطابة لي رسالة إني إذا أردت التواصل مع الفتاة بنفسي أو أوكل الخطابة للمتابعة فقررت المتابعة بنفسي لأني أريد التحدث معها ومعرفة أرقامها وثمن ذلك 300 ريال و فعلا دفعت عن طريق رقم الحساب الخاص فيه "

وعن السبب الذي دفعه للمواقع ودفع هذا المبلغ وقد لا يتفقان قال سامر " قمت بالدفع لان المواصفات مناسبة لي ولأني أريد الزواج بفتاة سورية مقيمة بالسعودية بسبب عملي هناك , و تعذبت إلى أن وجدت الفتاة المناسبة " .

وأضاف " لا لم اخف أن يكون هناك نصب وخداع لا اعرف لماذا ومن ثم ليس بالمبلغ الكبير بالنسبة لي ولأني مضطر فانا بحاجة إلى الزواج والمواصفات التي أريد وجدتها وأحببت أن أجرب "

اما لماذا لم تبحث والدته عن فتاة المناسبة له طالما لا يملك الوقت قال " لقد بحثت لي ولكن لم يعجبني أي واحدة وعندما تعجبني يرفضون السفر وطال الوقت و أصبح الوضع ممل ,وصديقي نصحني باللجوء لهذه المواقع".

وعن السبب الذي دفعه لهذا الموقع رغم وجود مواقع مجانية قال " لان المواقع المجانية قد يكون فيها نسبة كذب أكثر , فلن يدخل أي شخص للتسلية ويقوم بدفع الأموال , هذا من وجهة نظري "

وعن صدق هذه المواقع قال "الشخص نفسه يجب التأكد من صدق الطرف الأخر وليس غيره, فالموقع يحذر بأنه غير مسؤول عن المعلومات التي يضعها الأشخاص".

وكيف تأكدت من صدق الفتاة قال " أخذت كل معلومات عنها وعن عائلتها وقمت بالسؤال عنها لان لي أقارب متواجدين في السعودية وهذا ما ساعدني , وفعلا كل ما قالته عن دراستها ووضعها ومواصفاتها كان صدقا ".

و عن كيفية اللقاء بينهم قال" لقد أخذت موعد مع أهلها كموعد أول لرؤية الفتاة التي تريد الارتباط بها و تفاجئت بشكلها , فأحيانا الصور تعطي شكل مختلف عن الشكل الحقيقي ولكنها ليست سيئة "

وقال سامر " بعد أن رايتها اتفقنا على موعد آخر وذهبت أكثر من زيارة و طلبت يدها واستمرت الخطبة اقل من سنة واليوم نعيش حياة سعيدة ".

بين تأييد و معارضة

عالم وهمي

قالت الدكتورة هزار الجندي خبيرة بعلم الاجتماع ومدرسة بقسم الإعلام " هذه المواقع عبارة عن عالم وهمي فيه مجال للخداع وتجميل الذات, وان حصل وتم الزواج عبر هذه المواقع فسوف يكون هذا الزواج مبني على الوهم وهناك احتمال كبير للانفصال و التأثير على نفسية الطرفين , فالمعايشة أهم ما في الحياة عن طريقها نستطيع أن نعرف بعضنا بمصداقية وشفافية "

و أضافت " ليست كل المواقع صادقة فاغلبها وسائل تجارية ونسبة النجاح فيها قليلة لعدم مصداقية الأطراف ولا سبيل مهما كان للتأكد من صدقهم "

وعن سبب اللجوء لهذه المواقع قالت " لان فيها مساحة للتعبير عن الذات بحرية و خداع وبذلك نرى الفتاة تقبل عليها نتيجة الخوف من العنوسة والشاب هربا من العزوبية ولان بعض الأشخاص يرى فيها وسيلة عصرية بعيدا عن التقاليد والعادات وهذا ما يفسر الإقبال المتزايد عليها ".

طلب متنامي

ينبه احد المواقع بأنه ليس مسؤولة عن المعلومات الكاذبة التي يضعها المسجلين فلا تستطيع التأكد من صدق معلومات المسجلين لديها وعلى الرغم من ذلك بلغ عدد المسجلين لدى إحدى المواقع التي فيها رسوم مادية , 3789 طلب والنسبة الأكبر من الفتيات حيث بلغت 2245 , وطلبات الشباب بلغت 1544. , وطلبات احد المواقع المجانية 42637 طلب , نسبة الفتيات 22502 والشباب 20135 طلب.

اما على مستوى العالم وبحسب دراسة جوبتير ميديا متركس الأمريكية "وصل العام الماضي عدد الباحثين عن الشريك 18,6 مليون شهريا , وان 1 من 5 أشخاص يلجؤون للمواقع الالكترونية" .

نشير الى ارتفاع سن الزواج في سوريا بالنسبة الى الشباب الى سن 27-29 وبالنسبة للفتيات بين 24-27 بحسب دراسة رسمية، وقامت الشؤون الاجتماعية ومؤسسات اخرى باقامة وبدعم أعراس جماعية بهدف تشجيع الشباب على الزواج.