أهلا بك زائرنا الكريم في منتديات آرتين لتعليم اللغات (^_^)
اليوم هو الجمعة نيسان 19, 2024 4:40 م
اسم المستخدم : الدخول تلقائياً
كلمة المرور :  
لوحة الإعلانات الإدارية

عذراً أخوتي .. تم إيقاف تسجيل الأعضاء الجدد في آرتين حتى إشعار آخر


آخر المشاركات

  ... آرتين ...   » لابدّ أن أستأذن الوطن .... نزار قباني *  .:. آخر رد: محمدابو حمود  .:.  الردود: 4   ... آرتين ...   » لا يصلح العطار ما افسدة الدهر  .:. آخر رد: محمد الربيعي  .:.  الردود: 2   ... آرتين ...   » مناقشة كتاب"Translation with Reference to English & Arabic"  .:. آخر رد: Jordan  .:.  الردود: 124   ... آرتين ...   » المعرب و الدخيل و المولد ... تتمة  .:. آخر رد: aaahhhmad  .:.  الردود: 6   ... آرتين ...   » تحميل ملف  .:. آخر رد: مصطفى العلي  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » The Best Short Stories of J.G. bialard The Terminal Beach  .:. آخر رد: المرعاش  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » هام للطلاب الي بيواجهوا صعوبه بمادة الصوتيا  .:. آخر رد: bassam93  .:.  الردود: 16   ... آرتين ...   » مساعدة مشروع تخرج عن تراجيديات شكسبير  .:. آخر رد: ahmadaway  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » نتائج سنوات 2009 2010 2011  .:. آخر رد: أبو عمر  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » نتائج سنوات 2009 2010 2011  .:. آخر رد: أبو عمر  .:.  الردود: 0

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]


قوانين المنتدى


- يمكنكم في أي وقت زيارة قسم مكتبة اللغة الإنجليزية لنشر أو تحميل الكتب أو البرامج المتعلقة بهذا القسم .


إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
  • عنوان المشاركة: نابليون بونابرت
مرسل: السبت آب 11, 2007 2:10 ص 
آرتيني نشيط
آرتيني نشيط
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 10 حزيران 2007
المواضيع: 61
المشاركات: 479
المكان: ممكلة الفشل.....
القسم: الهندسة المدنيه
السنة: سني خامسي كومبارص
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: ذكر ::


غير متصل
منذ مائتي عام وفي مثل هذه الأيام من شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام 1804 تم تنصيب الجنرال نابليون بونابرت امبراطوراً مدى الحياة على فرنسا والفرنسيين.
لم يكن أحد ليتصور بأن أحد أبناء العائلة الكورسيكية الصغيرة التي حملت السلاح وقاتلت الجنود الفرنسيين بهدف طردهم من الجزيرة سيصبح امبراطوراً على فرنسا والفرنسيين بعد ثلاثة عقود على انخراط أمه لتيشيا رامولينو (1750 ـ 1836) وابيه المحامي شارل بونابرت (1745 ـ 1785) في حملة المقاومة العسكرية الكورسيكية للوجود الفرنسي على أرض الجزيرة. ولعل هزيمة الثورة الكورسيكية التي قادها الزعيم الكورسيكي الفار (فر الى إنكلترا) باسكال باولي، واضطرار المحامي الشاب شارل بونابرت للتكيف مع الظروف الجديدة وانخراطه الطوعي في خدمة وإدارة المزارع التي كانت تتبع الأملاك الشخصية العائدة للملك لويس السادس عشر في كورسيكا، كانت بمثابة الأرضية التي مهدت فيما بعد لتثبيت أقدام نجله نابليون على الأرض الفرنسية وأطلقته بفضل ذكائه حيناً، وبمساعدة وتدخل الظروف المؤاتية أحياناً أخرى لاحتلال المراكز العسكرية الرفيعة وقيادة الحملات العسكرية الخارجية التي أهلته بعد الحملة المصرية الشهيرة وعودته الى البر الفرنسي للانقضاض على السلطة واحتلال منصب القنصل الأول والحاكم المطلق الصلاحية، وفيما بعد تتويج نفسه امبراطوراً مدى الحياة. فبحكم انتماء بونابرت الأب لعائلة أرستقراطية من أصول توسكانية (نسبة الى مقاطعة توسكانيا في إيطاليا). وبمساعدة من ديوان الملك الذي أقر بصحة الوثائق التي تشير الى الانتماء الأرستقراطي للمحامي شارل بونابرت ولأولاده، انتسب نابليون الإبن الثاني لشارل بونابرت الى مدرسة بريين الحربية الابتدائية عام 1777 وكان له من العمر 8 سنوات، ومنها الى مدرسة باريس الحربية العليا التي أهلّته عام 1787، وعلى الرغم من صغر سنه، لدخول الجيش الفرنسي باختصاص ضابط مدفعية وبمرتبة ملازم ثانٍ في فرقة مدفعية متمركزة بالقرب من غرونوبل.
* * *
إضافة الى المفارقة التاريخية المتأتية عن وصول ابن أسرة كورسيكية صغيرة التصق تاريخها الأول بالمقاومة المسلحة للفرنسيين الى حكم فرنسا بالطرق الدستورية التي مكّنته من بسط السيطرة والنفوذ بطريقة لم يصل إليها أي ملك في تاريخ فرنسا في ظل النظام القديم، فإن السنوات الأولى من عمر الملازم بونابرت تشير الى مفارقة أشد غرابة، فالضابط المدفعي الكورسيكي الأصل والانتماء بقي خلال سنواته الأولى في سلاح المدفعية مسلحاً بإيمانه بتحرير كورسيكا ويكن كرهاً شديداً لفرنسا والفرنسيين. وحتى عندما اجتاحت فرنسا رياح الثورة في أيام تموز الثورية من عام 1789، وأعلن عن انتصار الثورة في 14 تموز بفضل هوس التحرر عند الفرنسيين، كما يقول المؤرخ البريطاني ج.م. تومبسون، فإن الهوس المذكور الذي مسّ شيطانه كل الشعب الفرنسي الناقم على النظام القديم لم يصل تأثيره الى الضباط بونابرت حتى في هذا اليوم التاريخي، 14 تموز، الذي هز المملكة الفرنسية من أقصاها الى أقصاها. بحيث لم يمسه قط لا من قريب أو بعيد هوى وهوس التحرر الذي أصاب الفرنسيين من أتباع الطبقة الثالثة ولم ينتشِ لانتصارها قط. بالقدر نفسه الذي لم يرعبه انتصار الطبقة الثالثة الذي أرعب ممثلي طبقة الاكليروس وطبقة النبلاء وأنصار الملكية المطلقة، لأنه كان في هذه المرحلة المبكرة من عمر الثورة الفرنسية بعيداً عن أي اهتمام يتعلق بمصائر الفرنسيين وأنظمتهم، فالأمر سيان عنده سواء سقط النظام القديم أم انتصر، كذلك الأمر بالنسبة للطبقة الثالثة فالأمر سيان عنده سواء تحقق لها النصر أو منيت بالهزيمة
في هذه المرحلة المبكرة، مرحلة الشهور الثلاثة الأولى من عمر الثورة الفرنسية، كان الملازم بونابرت ما زال يشعر بأنه يخدم في صفوف جيش أعدائه الفرنسيين، تماماً كما كان يشعر من قبل عندما كان يدرس في مدرسة بريين الحربية الابتدائية ومدرسة باريس الحربية العليا بأنه يدرس فوق أرض معادية، لأنه ما زال كما كان من قبل كورسيكياً بكل كيانه، كورسيكي بلحمه ودمه وروحه، ولأنه كذلك كان منذ طفولته يحلم أن يصبح ضابطاً كورسيكياً ليحرر وطنه من المحتلين الفرنسيين الذين هزموا الزعيم باولي وأنصاره قبل شهور عدة من مولده الذي صادف منتصف شهر آب (أغسطس) من العام 1769. وعندما كان في سنوات طفولته الأولى يلعب مع أقرانه بالبنادق والسيوف الخشبية كان يحرص دائماً على القيام بدور الضابط الذي يقود الجنود الكورسيكيين أثناء حملات الإغارة على الفرنسيين. ففي هذه المرحلة، مرحلة الشهور الثلاث الأولى من عمر الثورة الفرنسية، كان الملازم بونابرت ما زال يحلم أن يتحقق له الفصل الثاني من حلم طفولته بعدما تحقق له الفصل الأول وأصبح ضابطاً مدرباً ومؤهلاً للقيادة.
التحول
هذا الموقف السلبي حيال الثورة والمعادي لفرنسا والفرنسيين من قبل الملازم بونابرت لم يدم طويلاً. فبعد صدور مرسوم حكومة الثورة الصادر في باريس بتاريخ 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 1789، بناء على نصيحة وتوصية "ميرابو" والقاضي بإلغاء جميع القوانين والأنظمة الملكية السابقة التي تعتبر جزيرة كورسيكا من قبيل الممتلكات التابعة للتاج الفرنسي، والعمل بالأنظمة والقوانين الجديدة التي تنص على اعتبارها مقاطعة حرة من مقاطعات المملكة الديموقراطية الفرنسية الجديدة والاعتراف لأهالي الجزيرة بحقوق المواطنة في المملكة الفرنسية وبعد إعلان حكومة الثورة في باريس عن إلغاء وإبطال جميع القرارات والإجراءات السابقة الخاصة بملاحقة الزعيم الوطني الكورسيكي "باسكال باولي" وأنصاره الفارين، تغيّرت نظرة الملازم بونابرت لهذا العهد الفرنسي الجديد الذي أنصف وطنه ومواطنيه بعد ثلاثة شهور على بدء الثورة التي لم تتناساهم واعترفت لهم بحقوقهم وأنصفت زعمائهم وقادتهم الوطنيين، فعدل عن موقفه السلبي السابق تجاه الثورة ونزع من داخله حقده الدفين على فرنسا والفرنسيين، ولكن قلبه لم يكن ليتسع سوى لحب واحد وحيد، حب كورسيكا.
خلال هذه الفترة التي كانت تتطلب من الملازم بونابرت إبداء ولائه الظاهر للثورة الفرنسية حتى يستطيع المساهمة بواجبه تجاه وطنه الكورسيكي وصيانة ما تحقق له من مكتسبات، بدأ بونابرت بمشروعه الكورسيكي الذي كان يهدف الى ضم صوت كورسيكا الى صوت المقاطعات التي أعلنت الانضمام الى الثورة. وخلال هذه المرحلة التي بقي بها في الجزيرة (مستفيداً من الإجازات العسكرية التي منحت له استثنائياً من قبل قائد فرقته) بدأ مشروع بونابرت يصطدم بمعارضة ومقاومة الزعيم باولي الذي عاد مع أنصاره الى الجزيرة. ومن خلال هذا الصدام بين مشروع بونابرت وأنصاره، ومشروع باولي الذي كان يهدف الى ضم كورسيكا الى التاج البريطاني، بدأت تترسخ خيارات بونابرت الفرنسية، وهي خيارات دفعت به بالضرورة الى الانخراط في جبهة الدفاع عن الثورة الفرنسية في كورسيكا وفوق الأرض الفرنسية.
طولون وتيرميدور
بعد أربع سنوات من الصراع المتقطع فوق أرض الجزيرة بين نابليون وأنصاره من جهة، ودعاة "الخيار البريطاني" الذي كان يتزعمه باولي من جهة ثانية انتصر باولي وهزم بونابرت الذي فر مع أفراد أسرته من الجزيرة وتوجه الى ميناء طولون ومنها الى مارسيليا مع بداية النصف الثاني من شهر آب (أغسطس) 1793، أي قبل أسبوع من تعرض ميناء طولون للاحتلال من قبل الأسطول الإنكليزي الذي قدم الفرصة التاريخية النادرة للمدفعي نابليون بونابرت الذي قدمت له محطة طولون نقطة الانطلاق ولحظة الصعود نحو الامبراطورية. فالنقيب نابليون بونابرت التحق بالفرقة المدافعة عن طولون وأسهم عبر وساطة صديقه الكونفنسيوني "ساليستي" بإقناع لجنة السلامة العامة اليعقوبية بزعامة روبسبير بخطته والتي تقضي بجلب كل ما كانت تملكه الجيوش الفرنسية من مدفعية ثقيلة بعيدة المدى وتوزيعها على المرتفعات المطلة على الميناء لطرد قطع الأسطول الإنكليزي خارج المياه الإقليمية الفرنسية.
خرج نابليون، الذي كلّف بقيادة الهجوم المدفعي على الأسطول الإنكليزي الراسي فوق مياه طولون من الحرب المذكورة منتصراً على أسياد خصمه باولي وحاز رتبة "لواء" ـ قلّده إياها الزعيم روبسبير في احتفال رسمي ـ وهي الرتبة التي باتت تجيز له قيادة الفرق والجيوش في الجمهورية الفرنسية. وهو الأمر الذي لم يتيسّر له كما كان متوقعاً في عهد اليعاقبة الذين أبعدوا عن السلطة بفضل انقلاب التاسع من تيرميدور (1794) واستيلاء الحركة التيرميدورية، ممثلة بالمؤتمر الوطني (التيرميدوري)، على السلطة التي بدأت بتصفية الحركة الشعبية وتنظيماتها، وشكّلت بالتالي بداية الردة البورجوازية السياسية والاجتماعية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الفرصة التي خسرها نابليون بفعل الانقلاب التيرميدوري المذكور ربحها بدوره بفضل المصاعب التي بدأت تواجه المؤتمر الوطني التيرمدوري إثر اندلاع الثورة الملكية المضادة المدعومة من قبل التاج البريطاني في بداية تشرين الأول (أوكتوبر) من العام 1795، واضطرار المؤتمر الوطني لوضع يده بيد اللواء بونابرت صاحب نظرية "استخدام مدفعية الميدان في حرب الشوارع" لسحق الثورة الملكية، وهي المهمة التي أعادت الاعتبار للجنرال بونابرت خاصة بعد نجاحه في استخدام المدفعية وفرق الخيالة في صد الهجوم الملكي الذي اجتاح باريس صبيحة يوم 13 فانديميير من السنة الرابعة (يوافق 5 تشرين الأول، اكتوبر، 1795)، ونجاحه في الانتقال من الدفاع الى الهجوم وفق ايقاع سريع ومتواصل توج بانتصار بونابرت وهزيمة الملكيين مع اقتراب فجر اليوم التالي.
الحملتان الايطالية والمصرية
كان لا بد بعد حماسة المؤتمر الوطني الترميدوري وحكومة المديرين، (التي أعلن عن قيامها في اليوم التالي الذي أعقب النصر على الثورة الملكية) من حصول بونابرت على فرصته التاريخية التي تؤهله لقيادة أحد الجيوش العاملة فوق الأرض الفرنسية. وكان له ذلك بفضل معونة المدير العام لحكومة المديرين "باراس" الذي سبق له الفضل في اتخاذ حكومة المديرين قرارها بتعيين الجنرال بونابرت حاكماً عسكرياً لباريس وقائداً أعلى لقوات الأمن الداخلي. وكانت هدية باراس وحكومة المديرين تتمثل هذه المرة بقرارها الصادر في 8 آذار (مارس) 1796 القاضي بتعيين الجنرال نابليون بونابرت قائداً عاماً لجيش ايطاليا. وهو القرار الذي عكس موافقتها على الخطة التي وضعها بونابرت لاحتلال ايطاليا وذلك بعد مداولات استمرت عدة أشهر كانت كفيلة باقناع حكومة المديرين بها والتقدم نحو الخطوة التالية التي أوكلت اليه قيادة الحملة الايطالية. (رغم أن العديد من المؤرخين يستبعدون هذه الفرضية بدعوى أن حكومة المديرين كانت غير متحمسة للخطة التي وضعها بونابرت لاحتلال ايطاليا، وبأن القرار الصادر بتعيينه قائداً لجيش ايطاليا كان بضغط من رجلها القوى والأوسع نفوذاً "الحاكم باراس" الذي انتزع عنوة القرار المذكور لإرضاء عشيقته جوزفين عشية اقترانها من عشيقها الأخير نابليون بونابرت).
كان نجاح نابليون في قيادة الحملة الايطالية التي توجت بإلزام النمسا على التوقيع على معاهدة "كامبيو فورميو" ـ اوكتوبر 1797 ـ التي أخرجت النمسا من الأراضي الايطالية ومهدت له إعادة ترتيب البيت الايطالي، "على الطريقة الفرنسية النابليونية"، بمثابة بيان جلي لصالح بونابرت الذي اثبت للفرنسيين بأن جدارته على الصعيدين السياسي والديبلوماسي لا تقل عن جدارته في الحرب. وهو الأمر الذي دعا حكومة المديرين التي اغتنت من جراء حصولها على حصة الأسد من الغنيمة الايطالية التي شحنها الجنرال المنتصر الى باريس، وشعباً بمراسم احتفالية لم يشهدها تاريخ الثورة الفرنسية من قبل. لذلك قررت إبعاده عن باريس العاصمة السياسية والمسرح الذي تحاك فوق خشبته المؤامرات والفتن، وذلك خشية استخدامه كسيف من قبل معارضيها من الطامعين بالسلطة. فأوكلت اليه قيادة "جيش انكلترا" ومهمة غزو الجزيرة البريطانية. واثر اكتشاف بونابرت وبالملموس استحالة غزو الجزيرة. أوكلت اليه مهمة إنشاء جيش جديد لاستخدامه في غزو مصر وهو المشروع الذي عرف فيما بعد باسم (المغامرة المصرية) أو (الحملة المصرية). وهي الحملة التي بدأت بتحرك السفن الفرنسية التي تحمل على متنها فرق جيش الشرق معداته الحربية من ميناء طولون في 19 أيار (مايو) من العام 1798 وتوجهت الى شواطئ الاسكندرية التي وصلها يوم 30 حزيران (يونيو) من نفس العام.
كان من سوء حظ حكومة المديرين، الهزيمة المنكرة التي لحقت ببونابرت وجيشه في عكا، ومناعة أسوارها التي شكلت حاجزاً أعاق تقدمه نحو الشمال وفي اتجاه الشرق وقضت خلال حصارها الذي دام نحو شهر ونصف الشهر (من نهاية آذار الى منتصف أيار/ مايو 1799) على نصف جيشه ودمرت أكثر من نصف معداته. وهو الأمر الذي قضى على طموحاته بإقامة امبراطورية شرقية يستقل بها بعيداً عن فرنسا، كما كان يطمح ويحلم، بحسب رسائله المنشورة ومذكراته ومذكرات من كتبوا عنه، وقرر العودة الى فرنسا والاكتفاء بالكعكة الفرنسية وترك أمر مصر وشعبها تحت امرة اعوانه من قادة جيش الشرق، أو بتعبير أدق قادة "ما تبقى من جيش الشرق".
بونابرت وسييس
بعد رحلة سرية وشاقة دامت نحو 40 يوماً وصل الجنرال بونابرت، القائد الذي تخلى طواعية عن قيادته لجيش الشرق والحملة المصرية، الى جزيرة كورسيكا بهدف الاستراحة والتأمل بما سيقدم عليه حين وصوله الى باريس.
وبعد أسبوع، أي في السابع من تشرين الأول (اوكتوبر) 1799 غادر ميناء اجاكسو برفقة القافلة التي اقلته من الاسكندرية ونزل في "فريجوس" ومنها توجه براً الى باريس.
في اليوم التالي على وصوله الى العاصمة الفرنسية، أي يوم 17 تشرين الأول، بدأ الجنرال العائد الى الوطن بتقديم دفوعه وتعليل أسباب عودته أمام الأعضاء الخمسة في حكومة المديرين بهدف امتصاص نقمتهم وتجنيب نفسه أي إجراء عقابي، أو تأديبي، لكونه خرق قواعد الانضباط العسكري وتخلى عن جيشه الذي أصبح بلا رأس.
وبعدما تم له النجاح في تبرئة ساحته، إضافة الى نجاحه في اقناع حكومة المديرين التي تخشى استخدامه من قبل الطامعين بالسلطة في حال بقي في باريس بقبول اعتذاره عن تنفيذ طلبها الجديد بالعودة الى ايطاليا وقيادة جيشها لدواعٍ تتعلق بالاعياء الشديد، ورغبته بالتفرغ العلمي داخل الأكاديمية الفرنسية التي سبق لها منحه شرف العضوية فيها بعد عودته من الحملة الايطالية، بدأ بونابرت يخطط سراً للإطاحة بنظام المديرين المنقسم على نفسه ويبحث عن شريك، أو شركاء، لمساندته ودعم توجهاته التي تستهدف استبدال نظام المديرين بنظام آخر يكون فيه بمثابة القائد الأعلى وصاحب السلطة الأولى. ولقد وجد بونابرت في الأب "سييس" (أحد الأعضاء الخمسة في حكومة المديرين) ضالته، لأن المشرع الكبير وصاحب الكراسة الشهيرة التي مهدت لاندلاع الثورة الفرنسية ( ما الطبقة الثالثة؟) بداية 1789 كان من داخل نظام المديرين يبحث سراً عن سيف يستخدمه في المشروع الانقلابي الذي وضع له الخطوط العريضة، والقاضي بإلغاء نظام المديرين واستبداله بنظام القناصل. كما وجد "سييس" زعيم الحزب الجمهوري، المعتدل، والباحث عن سيف، في الجنرال المجرب بونابرت ضالته. ومن خلال هذا اللقاء الشهير بين إرادة الأب "سييس" وإرادة الجنرال نابوليون بونابرت، خيل للأول بأن الثاني (السيف) أصبح في قبضته وتحت جناحه، ولكن الحقيقة التاريخية تقول بأن "سييس" الماكر وقع في فخ الجنرال "الأشد مكراً" والذي كان منذ البداية واثقاً بأنه سيكون الرجل الأول وصاحب السلطة الأولى في النظام الجديد الذي رسم ملامحه العامة والتفصيلية الأب سييس والذي يعتمد نظام القناصل.
بعد الانقلاب الشهير (انقلاب 18 برومير) الذي وضع "سييس" خطته وقام بونابرت بتنفيذ الشق العسكري منه و"سييس" وأركان حزبه الجمهوري المعتدل بتنفيذ الشق السياسي المتعلق بانتزاع موافقة مجلس الشيوخ والنواب على الإقرار بشرعيته الانقلاب والنظام الجديد الناجم عن انقلاب 18 برومير. أقسم القناصل الثلاثة "سييس" و"بونابرت" و"روجيه قصر ـ دوكو" وهو أحد المديرين الخمسة السابقين وحليف للأب سييس اليمين القانونية وتوجهوا الى قصر اللوكسبمورغ الذي كان مقر مجلس المديرين المخلوع.
نابليون امبراطوراً
دشن عهد القنصلية بتنصيب الجنرال نابليون بونابرت قنصلاً أول وبذلك استطاع بونابرت (الذي وصف فرنسا في ظل المديرين بثمرة الكمثري التي نضجت) من قطف الثمرة ووضعها في سلته. وبذلك أيضاً استطاع السيف التفوق على الأب سييس، العقل المدبر للانقلاب على المديرين ومهندس النظام الجديد (نظام القناصل)، ووضع حد لطموحاته السياسية ولحلمه الخاص بدور مشابه للدور التاريخي الذي قام به الكاردينال ريشيليو في فرنسا القرن السابع عشر. فبحسب المادة (41) من الدستور الجديد (دستور السنة الثامنة) الذي صاغته عبقرية سييس التشريعية، أصبح القنصل الأول "هو الجهة المصدرة للقوانين، والمقرر في مسائل الحرب والسلم، إضافة الى المسائل المتعلقة بتعيين الوزراء والسفراء وعزلهم.... إلخ، أي صاحب الكلمة الأولى والعليا في الجمهورية الفرنسية.
بعد تمكن نابليون من إحكام قبضته على السلطة، قرر عزل "سييس" ورفيقه "رجيه ـ دوكو" والتخلي عن رفقتهما، لأن الأول قوي ويصلح لأن يكون على رأس النظام القنصلي الذي وضع بنفسه ملامحه النهائية، والثاني ضعيف ومجرد ظل للأول، واستبدالهما بقنصلان جديدان هما "كامبا سيريس" و"لبرون" وكان الأول خبيراً في مجال الإدارة والقانون، والثاني في مجال الاقتصاد والمال. وكان نابليون بحاجة اليهما للقيام بإصلاحات إدارية ومالية وقانونية تحمل اسمه، وهو الأمر الذي كان متعذراً في ظل رفقة سييس.
بعد الاصلاحات الإدارية والمالية والقانونية التي قام بها نابليون خلال العامين الأوليين من حكمه، بدأت فرنسا تنعم لأول مرة بدولة النظام التي حلت محل دولة الفوضى، أو حسب تعبير الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه (روح الثورات والثورة الفرنسية) ـ باريس 1922 ـ بدأت تنعم بالمزايا التي قدمها نظام نابليون "الاستبدادي الفردي المنظم" الذي حل محل نظام استبداد الجماعات الفوضوي والمشوش. وهو الامر الذي استوجب ترحيب الفرنسيين الذين شعروا بأن من الحكمة قبول نظام مستبد لأنه أخف وطأة من سابقه. وخلال هذه الفترة من حكم القنصل الأول بدأت تتكرس أيضاً ظاهرة تقبل بونابرت وسط الطبقات المتعلمة والمتنورة في العديد من ممالك أوروبا. ولعل إهداء بيتهوفن سمفونية البطولة الى بونابرت عام 1802 كان دليلاً معبراً عن مزاج النيرة الأوروبية على هذا الصعيد.
لم تفت نابليون وأركان حكمه أهمية اقتناص هذه الظاهرة واستثمارها لمصلحة سيد النظام الذي كان يبحث عن وسيلة لائقة تكفل تخليده في الحكم. فقام معاونه القنصل الثاني "كامبا سيرس" الذي حل محل "سييس" ولم تكن عبقريته القانونية تقل عنه، بالتحضير للاستفتاء الشعبي الذي تم يوم 12 آب (اغسطس) 1802 وأفضت نتائجه الى انتخاب نابليون قنصلاً مدى الحياة.
كان استفتاء 1802 مقدمة لاستفتاء عام 1804 الذي سيقرب لحظة التماس بين الحلم والواقع من خلال ايصال نابليون الى هدفه المنشود، أي هدف تنصيبه امبراطوراً على رأس الجمهورية الفرنسية. وكان "فوشيه" هذه المرة هو الوسيط المباشرة بين بونابرت والأمة حيث استطاع انتزاع بيان من مجلس الشيوخ يتمنى فيه على سيد البلاد وحاكمها المطلق التكرم بالموافقة على إرادة المجلس المذكور ومشروعه الآخر الذي تقدم به باسمه والذي ينص على تتويج نابليون إمبراطوراً على الجمهورية الفرنسية مدى الحياة ويكون الحكم له ولذريته من بعده. وكما هو متوقع نال مشروع كوريه موافقة الأغلبية الساحقة من الشيوخ. أما الاستفتاء الشعبي فقد نال بدوره موافقة 99.999 في المئة من المقترعين الفرنسيين. وبهذا الاستفتاء انتهت فترة القنصلية التي امتدت من 11 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1799، الى 18 أيار (مايو) من العام 1804، وبدأت مرحلة الامبراطورية إثر انتقال مجلس الشيوخ الى سان كلود لعقد جلسته التاريخية التي خصصت لتهنئة نابليون وزوجته (جوزفين) بالعهد الامبراطوري الجديد.
التتويج
مع اقتراب يوم 2 كانون الأول (ديسمبر) من العام 1802، وهو الموعد الذي حدده مجلس الشيوخ لحفلة تتويج الامبراطور والامبراطورة، بدت باريس مثل خلية النحل تستعد لهذا الاحتفال الكوني، وبدأت وفود الممالك التي أبدت استعدادها للمشاركة بحفلة التتويج تتدفق على باريس من أنحاء أوروبا كافة. وكان البابا بدوره على رأس الوفد الكبير الذي قدم من روما لتقديم التهنئة والمشاركة بمراسم التتويج.
في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الثاني من شهر كانون الأول (ديسمبر) 1804 استقل نابليون عربة من ذهب وكريستال تجرها ثمانية خيول مطهمة مغطاة بالحرير الناصع البياض، وغادر مقر إقامته الدائم في قصر التويلري على رأس موكب مهيب الى كنيسة نوتردام، حيث كان بانتظاره هناك البابا بيوس السابع ليبارك تتويجه الذي سيجري على طريقة أباطرة الرومان القدماء. وفي كنيسة نوتردام التي وصلها الموكب الامبراطوري بدأ الاحتفال وفق تقاليد التتويج الامبراطورية القديمة التي وضعها مدير الحفلات الأول في قصر التويلري الكونت دي سيفور.
تقدم نابليون وكان يرتدي معطفاً امبراطورياً مطعما بالمخمل القرمزي تعلوه ملاءة تناثرت فوقها نحلات من الذهب وجثا أمام الهيكل وحنا رأسه ويمين الحبر الأعظم تقدسه وتباركه وتناول تاجاً من الغار المذهب ووضعه على رأسه، تماماً كما أظهرته اللوحة الشهيرة لدافيد (لوحة تتويج بونابرت)، ثم توجه الى زوجته ووضع على رأسها تاجاً من الماس.
في هذه اللحظة ارتفع صوت البابا واستدار نحو الجمهور المحتفلة وبدأ بالهتاف وهو يرفع يديه الى السماء "عاش الامبراطور نابليون، عاش عاش الى الأبد"، وبدورها ضجت الكنيسة بالهتافات التي تحيي الامبراطور والامبراطورة، وتعانقت مع هتافات الجمهور المحتشد خارج سور الكنيسة والذي كان بدوره يطلق صيحات التحية للامبراطور الذي بدأ يجمع في شخصه بين مظاهر البوربونية وتقاليد العاهل المستبد المستنير.
في هذا الوقت كان جنود الامبراطور يعتقلون الشاعر الفرنسي ديزورغ ويقتادونه الى قلعة خاصة بالمجانين لأنه كتب هذين البيتين بحق الامبراطور العظيم:
"أجل إن نابليون لعظيم،
أجل أنه حرباء عظيمة".
أما في ألمانيا حيث دبت البلبلة وخيبة الأمل في نفوس الكثير من أصحاب الفكرة النيره، فقد قام الألماني العظيم بيتهوفن الذي ألف على شرف القائد بونابرت سمفونية البطولة وأهداها اليه بسحب الأهداء المذكور "لأن بونابرت خان الثورة".
نهاية عهد الارهاب :
فرض روبسبير على فرنسا حكم الارهاب الذي دام حوالي السنة . خلال حكم الارهاب قام روبسبير باعدام قادة الثورة واعضاء الجمعية الوطنية بالاضافة الى اناس ابرياء لا ذنب لهم . الشعار : " الوطن في خطر " لم يعد له تاثير على الشعب الفرنسي بعد ان حققت الجيوش الفرنسية انتصارات على اعداءها الخارجين وعندما قرر روبسبير الغاء خطاب الجمعية الوطنية في 26-6-1794 منعت الجمعية الوطنية روبسبير من القاء الخطاب وارسلته الى المقصلة ليتم اعدامه . مع اعدام روبسبير انتهى عهد الارهاب وبدأ عهد الحكومة الادارة المؤلفة من خمسة اعضاء ومهمتها ادارة الذي دام خمس سنوات عانت فرنسا من مشاكل اقتصادية وثورات داخلية وهزائم خارجية في هذه الظروف ظهر نابليون وعرفه الشعب الفرنسي من خلال قضائه على الثورة قام بها سكان باريس ضد حكومة الاردارة . اما شعبيته وشهرته فقد حققهما من خلال انتصاره على النمسا في شمال ايطاليا وضم مناطق من شمال ايطاليا الى فرنسا . شعبية نابليون سببت توتر العلاقات بينها وبين حكومة الادارة لذلك عندما اقترح على حكومة الادارة القيام بحملة على مصر وافقت بهدف التخلص من نابليون وابعاده عن فرنسا.  

_________________
التوقيع Suis ton etoile
Va jusqu'ou ton reve t'emporte
Un jour tu le toucheras
Si tu crois si tu crois si tu crois
En toi


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة:
مرسل: السبت آب 11, 2007 10:47 ص 
آرتيني فعّال
آرتيني فعّال
اشترك في: 08 آذار 2007
المواضيع: 30
المشاركات: 830
المكان: حمص مدينة العباقرة
القسم: English Dept.
السنة: still one to go.....
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: ذكر ::


غير متصل
نابليون كان أحد أعظم القادة العسكريين اللي عرفون العالم

وهو مثال يحتذى به

_________________
التوقيع
 
HOMS, ON BONES YOU HAVE TO ENGRAVE,
IS THE ONLY LAND OF THE MOST BRAVE


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة:
مرسل: السبت آب 11, 2007 11:47 ص 
آرتيني مؤسس
آرتيني مؤسس
اشترك في: 15 نيسان 2007
المواضيع: 68
المشاركات: 4580
المكان: حماه
القسم: E
السنة: ماستر/ELT...
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
اي وكمان كان يخاف من شغلة كتيير ومعروف بهالشي.. وقال انو ما بخاف من حروب ولا مقاتلين قد ما بخاف من .. تء تء ال ال ا ل   القطة.......... :mrgreen: ......

_________________
التوقيع
There is no easy walk to freedom anywhere, and many of us will have to pass through the valley of the shadow of death again and again before we reach the mountaintop of our desires.
 
Nelson Mandela
 


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة:
مرسل: السبت آب 11, 2007 11:47 ص 
آرتيني مؤسس
آرتيني مؤسس
اشترك في: 15 نيسان 2007
المواضيع: 68
المشاركات: 4580
المكان: حماه
القسم: E
السنة: ماستر/ELT...
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
اي وكمان كان يخاف من شغلة كتيير ومعروف بهالشي.. وقال انو ما بخاف من حروب ولا مقاتلين قد ما بخاف من .. تء تء ال ال ا ل   القطة.......... :mrgreen: ......

_________________
التوقيع
There is no easy walk to freedom anywhere, and many of us will have to pass through the valley of the shadow of death again and again before we reach the mountaintop of our desires.
 
Nelson Mandela
 


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة:
مرسل: الاثنين أيلول 03, 2007 12:40 ص 
آرتيني جديد
آرتيني جديد
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 01 أيلول 2007
المشاركات: 29
المكان: حمص
لا يوجد لدي مواضيع بعد



غير متصل
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووور *sla

_________________
التوقيع صورة


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة:
مرسل: الاثنين أيلول 03, 2007 1:04 ص 
آرتيني مؤسس
آرتيني مؤسس
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 29 آذار 2007
المواضيع: 50
المشاركات: 1947
القسم: اللغة الانكليزية
السنة: ماجستير
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: أنثى ::


غير متصل
trouble_maker,

شكرا كتير حفظتو للقراءة :
wink:

_________________
التوقيع صورة


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron

جميع الحقوق محفوظة لـ ©2012Art-En.com . تصميم بواسطة Art-En . راسلنا . سياسة الخصوصية . قوانين المنتدى
Powered by phpBB© . Translated by phpBBArabia