آرتين لتعليم اللغات
http://forum.art-en.com/

الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...
http://forum.art-en.com/viewtopic.php?f=111&t=19650
صفحة 1 من 2

الكاتب:  محمود قحطان [ الخميس شباط 04, 2010 12:51 م ]
عنوان المشاركة:  الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...

الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...



الحبُّ شَهوةٌ!
وما أجملَها من شهوةٍ! نُمارسُها في كلِّ لحظةٍ من حياتِنا ولا نَملُّهَا. يتطلَّبُ الحبُّ.. الثِّقةَ، الصَّراحةَ. كما قال ابنُ حزْمٍ:"أوَّلُهُ جَدٌّ، وآخِرَهُ هَزْلٌ". ما أجملَ الحبَّ! يجعلُنا ننقلِبُ ضدَّ أَنْفُسِنَا لنجعلَ الآخرَ بأفضلِ حالٍ. يأخذُنا حتَّى حُدودِ السَّماءِ، فندعكُ ظهرَ النُّجومِ ونفترِشُ القَمرْ.
الحبُّ تجرِبةٌ فريدةٌ ومهمَّةٌ. ولكن، هل تَكفي تجرِبةُ الحبِّ نفسُها كحالةٍ غريزيةٍ نعيشُها؟ أم أنَّ كلَّ طرفٍ يرنو للالتصَاقِ الدَّائمِ بالآخرِ، وأنْ يكونَ مع توأَمِهِ، بالزَّواجِ؟

في كلِّ علاقةِ جديدةٍ تبدأُ، تكونُ مشاعرُ الحُبِّ فائضةً دونَ ترويضٍ، تكونُ في أوجِّ انفعالاتِها.. يُصبحُ الحبُّ أعمًى –كما يُقال-، ولكنْ شيئًا فشيئًا، ومعَ تعمُّقِ الرَّجلِ داخلَ قلعةِ امرأتِهِ، يبدأُ باكتشافِ الحقيقةِ الإنسانيةِ لها، وبأنَّها ليستْ كائنًا ملائكيًا، أو عَسلًا طيِّبًا في كلِّ وقتٍ، ومرَّةً بعدَ مرَّةٍ، يبدأُ بالاقتناعِ باحتياجِ امرأتِهِ إلى تعديلاتٍ في كثيرٍ من سلوكيَاتها، كثيرٍ من شخصيتِها، يبدأُ برؤيةِ الحُبِّ من منظارٍ مغايرٍ. فلا تعدْ حبيبَتُهُ كما كان يتوقَّعُ، طيفًا جميلاً يُروادهُ كلَّما ابتسم.ْ

عندما يُصبحُ طعمُ الزَّواجِ كالخُبزِ، نأكلُهُ كلَّ يومٍ، كحُكمٍ مؤبَّدٍ نُطبِّقُهُ، كالطُّقوسِ العسكريةِ نؤدِّيهِ، كعادةٍ أزَليةٍ نُدمنُهُ، حينها يكونُ الزَّواجُ خطيئةً قاتلةْ. فحينَ تتحولُ المرأةُ إلى كتابٍ مفتوحٍ على مصراعَيْهِ، أمامَ غرورِ الرَّجُلِ، ليكتشفَ أنَّ أسطرَهُ سهلةَ القراءةِ والفهمِ، فيحفظُ عن ظهرِ قلبٍ تفاصيلَها لتنعدمَ الدَّهشةَ بعدَها، عندَها تبدُو مغامرةُ الحُبِّ فاشلةً، فما أسوأَ من الَّلحظةِ التي تتوقَّفُ فيها الشَّمسُ على زرْعِ خلاياها تحتَ جلودِنا! وما أصعبَ حينَ يُصيبُ أرضَنَا القَّحطُ العاطفيُّ، فلا إثارةٌ ولا خصبٌ جديدْ.!

فالحبُّ هو التجدُّدُ والقدرةُ على طمسِ معالمِ الرُّكودِ، وحينَ تتحولُ المرأةُ إلى جِدارٍ، أو صورةٍ منزليَّةٍ، أو تكونَ كآلةِ نسخٍ تُكرِّرُ نفسَها، حينها تُصبحُ عصافيرُ الحُبِّ عَطشَى! فما أجملَ رعشةَ العناقِ وغيبويةَ الحواسِ في الشِّفَاهِ حين الِّلقاءِ، وما أتعسَها من رَعشةٍ وما أوجعَها حين تنقلبُ كلُّ حواسِكَ ضدَّك! مأساةٌ حين يولدُ الحبُّ كبيرًا ليموتَ بعدَها! فهل الزَّواجُ جرثومةٌ، تنتشرُ في أوردةِ الحُبِّ فتفسِدُهُ؟ هل هو سرطانٌ سيأتِي علينا وقتٌ نستأصِلُهُ حين يتسلَّلُ إلى القَلبِ والعقلِ فينزِعُ عنهُ الشَّغفَ ويُميتُ الرَّغبةَ؟

على المرأةِ أن تتقنَ فنَّ الابداعِ والابتكارِ في العلاقةِ بينها وبينَ الرَّجلِ. فعليها -دائمًا- أنْ تسعَى إلى أن تُثيرَ فضولَهُ بأخذهِ إلى مناطقِ ذكائِها وقوَّةِ شخصيتِها، عليها أنْ تتعلَّمَ فنَّ زرعِ الأسئلةِ، فنَّ إثارةِ فضولِ شريكِها، أنْ تتعلَّمَ أساليبَ المفاجأةِ والطُّرقِ التي تكسرُ بها المللَ والرُّوتينَ، أنْ تكونَ أنثى! بكلِّ ما تحملهُ هذه الكلمةُ منْ غوايةٍ وفتنةٍ. كي تنزعَ أُلفةَ العَادةِ من نفوسِهِما، فمَا أسوأَ أنْ يكونَ الشَّخصُ الوحيدُ الذي يحفظُكَ هو ألصقُهُمْ بِكَ! مما يجرِفُنَا إلى مستقبلٍ غيرِ معقول لهذا الكيانِ، فنحنُ لا نرغبُ ولنْ نسمحَ أن ننقلَ أسهمَ هذه الشركةِ إلى سلَّةِ المهملاتِ. فبعضُ الكياسةِ الاحترافيةِ من شأنِها أن تجعلَ الأمرَ أقلَّ حرجًا، وأكثرَ اتِّساعًا وملامسةً لمنابرِ الحُريَّة.

لماذا المرأةُ؟
لأنَّها التي لديهَا الفرصةُ الأكبرُ لصُنعِ التردِّدِ الأعلى، لديها الفرصةُ الأعظمُ لصنعِ النَّجاةِ وإعادةِ استقرارِ الحياةِ بشكلٍ أفضلْ، هي القادرةُ على منحِ شركةِ الزَّواجِ هديَّةً تغيِّرُ النَّظرةَ إلى الحبِّ بشكلٍ يتناسبُ مع التَّطورِ الحاصلِ في العلاقةِ؛ لذا فإنَّ الزَّواجَ ينتظرُ منهَا القيامَ بهذهِ المهمَّةِ الجليلةِ. إضافةً إلى أنَّ المرأةَ هي التي ترمي مفاتيحَ قصرِها برضَاها ليستعمرَهُ الرَّجلُ، فالحبُّ هو العلاقةُ الوحيدةُ التي نُمهِّدُ فيها سُبلَ احتلالِنا!

الكاتب:  أنس الدالي [ الأحد شباط 07, 2010 2:38 ص ]
عنوان المشاركة:  الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...

رائع رائع
لي عودة باذن الله للتعليق والتفصيل تقبل مني
*1  *1

الكاتب:  Mohammed [ الثلاثاء شباط 09, 2010 9:35 م ]
عنوان المشاركة:  الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...

الخطيئة هي الحكم على الرجل بالزنزانة القاتلة .. والزواج  اطلاق سراح مشروط

لي عودة


*1

الكاتب:  أنس الدالي [ الأربعاء شباط 10, 2010 3:28 ص ]
عنوان المشاركة:  الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...

لا أدري يا صديقي لماذا تحمل المرأة مسؤولية قتل الروتين الذي تضعه في مقالتك هذه السبب الأساسي بموت الحب الذي جمعهما والذي من المفروض أن يخلد الى الأبد
أنا أرى بأن كلا الرجل والمرأة لديهما هذه الفرصة التي تحدثت عنها ولا سبيل لكل منهما الا الاستسلام للآخر فنرى بكل بساطة بأن كل منهما قد دفع بمفاتيح حياته وسلوكياته للآخر دون أن يتردد بهذا ..
لأن هذا الشي لا يتعلق أبدآ بالذكاء والتفكير بالعقل الذي تراه هو المسير الأول والأخير في تجربة الزواج فالقائد الأعلى لعلاقة ارتبطت على الحب هي المشاعر والأحاسيس وهذه وتلك لا مكان للعقل فيهما ..
أنا كنت معك ومؤيدآ لكل كلمة قد أطلقتها في البحث عن الخطيئة القاتلة الا وهي الروتين الذي يدمر علاقة الانسان بنفسه قبل أن يدمر علاقة الانسان بغيره
فعندما يتمكن الروتين من أي شخص أو من أي علاقة فاعلم بأن هذه العلاقة ستسقط أوراقها قريبآ معلنة الوفاة
.. لـكــن ..
لتعلم بأن هذه الظروف والتغيرات التي ستطرأ على كليهما كفيلة بكسر حاجز الروتين الذي يؤدي بهما وبعلاقتهما الى الهلاك وما على الزوجين الا التكيف بهذه التغيرات
تقبل ودي واحترامي لك على هذا الموضوع الجميل

*1  *1

الكاتب:  R.angel [ الأربعاء شباط 10, 2010 1:41 م ]
عنوان المشاركة:  الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...

شكراً لك .. موضوع أكثر من رائع
ولكنني أوافق أنس الدالي  بأن الروتين هو الخطيئة القاتلة
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع

الكاتب:  محمود قحطان [ الأربعاء شباط 10, 2010 4:44 م ]
عنوان المشاركة:  الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...


الرَّائعان:
أنس الدَّالي
و
R.angel

أشكركما على مروركما وإبداء وجهة نظريكما فنحنُ في نفسِ الطريق.

مع فائقِ مودَّتي وتقديري،

الكاتب:  محمود قحطان [ الأربعاء شباط 10, 2010 4:46 م ]
عنوان المشاركة:  الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...


mohammed

أيُّها الجميل
جميلة عبارتكَ
وأتمنَّى عودتكَ

الكاتب:  Mohammed [ الخميس شباط 18, 2010 2:42 ص ]
عنوان المشاركة:  الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...

اعذرني على عودتي المتأخرة
ليس الرجل هو الوحيد الذي قد يكتشف الجانب المظلم أو الجانب الانساني" الطبيعي" في الطرف الآخر  .. فالمرأة أيضاً غالباً ما تدرك بعد الزواج أن رجلها أو حبيبها الذي طالما ظنت أنها حفظته عن ظهر قلب لم يعد ذاك النموذج والحلم الذي كانت تحلم  به فلكل منا خفاياه وعقده النفسية وتعقيداته الشخصيه التي ربما كانت تبدو أبسط من ذلك .. من الطبيعي أن تتعارض أفكار وتطلعات كلا الطرفين مع قدرات وطبائع الطرف الآخر ... هنا يبقى السؤال : كيف يمكننا أن نحيا حياة لا يملؤها هذا النفور والروتين القاتل كما ذكرت ؟ بالطبع لست من العمر والخبرة في موقع يخولني قول الادلة والوقائع لكني أرى في الامثلة الحية من الأزواج والزوجات من هو سعيد ومن هو نادم على تلك الخطوة   ندماً مخيفاً ..
ما أعتقده هو أن العيب الحقيقي لا يكمن أبداً في طبيعية العلاقة الزوجية المفطورة على النجاح بحد ذاتها  لأنها مبنية على التكامل بل على قصَرِ نظر الزوج أو الزوجة في حياة ما قبل الزوجية  ... وأعني بذلك العلاقات وقصص الغرام والمغامرات التي قد يعيشها أحدنا في فترة "العزوبية" والتي ستجعل من كل لحظة وكل جملة وكل تصرف للزوج أو الزوجة المستقبلية مادة للمقارنة والحساب والتفضيل ما بين الآن و__ما كان__ في جزء سابق من  القصص و المغامرات (بغض النظر عن عمق الشخصية وعدد صفحات تلك القصة ) فلكل وجهة نظر مستقبلية جذور متأصلة  في الحاضر والماضي .. أي أن ما نفعله اليوم كأشخاص "أحرار" كما تضمن كلامك هو الذي سيحدد  لغدنا نوع القيود التي نخشى أن تحكمنا
من لا يملك القدرة على التحكم برغباته قبل الزواج لن يملك القدرة على العيش في بيت الروتين الطبيعي دون الفرار الى مغامرات الماضي ... بالنسبة لي : لا أؤمن بأن الزواج  مرتبط بشكل أساسي بالرغبة والتي اعتبرتها  انت محور العلاقة الزوجية الوحيد .. هناك ألف محور ومحور وأهمها وأولها وأخرها الحب الذي "تكمله" أو تتوجه الرغبة وليس الذي تبنيه  الرغبة ليصبح محركها الوحيد الذي أن نقص تلاشى ما كان متعلقاً به وزال ..  

الكاتب:  viper~ [ الجمعة شباط 19, 2010 4:51 ص ]
عنوان المشاركة:  الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...

تحياتي سيد محمود ويعطيك العافية عالموضوع
الزواج يا سيدي من وجهة نظري حلو بس طبعاً لما يكون عقد الزواج بين شخص وشخصاية بيتمتعو بالوعي ومو أي وعي.. أكيد لازم يكونو بيعرفو شو عم يعملو ولوين متوجهين ومن دون تسرع وتهور بأخذ هيك قرار لأنو متل ما بئولو "الزواج مو لعبة" وكتير منشوف حولينا وبالأخص بالجامعة تنين مثلاً حبو بعض ومن أول سنة ومن أول فصل ويمكن من أول نظرة وبدون ما يعرفو شي عن بعض بس انو يالله حبينا بعض وطئيناها جوازة ويعطيكن العافية نخرب بيتنا.
الحب أكيد شي حلو بس لازم يكون في تأني بالعلاقة بين الشب والبنت مشان ما بالآخر ينهار بالزواج هالرابط المقدس بين الطرفين.
جملة رائعة علئت براسي من بجدو الله يرحمو آلها لستي بمرة من المرات ونحنا سهرانين "انتي كل ما كبرتي بحبك أكتر وأكتر" وعلى طول هالجملة بتذكرني انو في حب رائع موجود بالواقع ومو بس بأفلام جيمس كاميرون وكريس ويتز غيرو وغيراتو...

بالنهاية النئطة انو إلى جانب الروتين متل ما آلو أصدقائي في الموضوع الأهم يلي هو التسرع بالعلاقة وتحياتي لإلكن جميعاً

الكاتب:  ثـــائـــر [ الجمعة شباط 19, 2010 11:04 م ]
عنوان المشاركة:  الزواجُ: الخطيئةُ القاتلةُ...

الرغبة هي المرحلة الأخيرة من مراحل نمو الحب ... و هي آخر محطة يمر بها الحب قبل أن يعشعش في القلوب و يتمركز في شرايين الجسد ...   فالرغبة هي أعلى مراحل الحب و أشدها صخباْ و شغفاْ ... دعني أولا أن أعطيك مقارنة بين الحب و الزواج من وجهة نظري كشاب في مقتبل العمر ....

الحب هو الترسانة العسكرية التي تدافع عن الروح الطاهرة داخل الأجساد و التي تقف في أهبة الاستعداد عند أي اقتراب بين جسدين بشريين .. الحب ليس أن نعشق تلك الحقيبة الجلدية التي يرتديها كل إنسان و إنما هو عشق ذات الذات و خفقان قلب و هيام روح و سطوة مشاعر و كبرياء دموع ... هو الإبحار في العيون و السفر إلى مواطن السعادة  ...

و أما الزواج فهو عقد مصالحة بين الجسد و الروح ... هو أن يتجلى الحب بأسمى معانيه و أجل صوره ... هو أن يمسي الحب هواء نستنشقه و غذاء نقتاته كل صباح ..
هو أن يستسلم الجسد للحب و يستسلم الحب للجسد لتتكون مملكة يجلس على عرشها الحب ملكا و الجسد أميرا ...

أما الروتين الذي جعلته كجرثومة خبيثة تتغلغل في أجسادنا عند أول اتصال جسدي بين روحين فهو أن نقفل قلوبنا و نعطي مفاتيحها للجسد الذي سيعيش نشوة الانتصار و يقاد الحب أسيرا في زنزانات الرغبة و ظلام الشهوة ....فالروتين يا سيدي يعلن حالة النفير العام عند رؤية عيون الحبيبة حتى بعد الزواج و في كل صباح ينحر نفسه عندما تتسلل رائحة القهوة إلى غرفة النوم  حيث تستنشقها روح الزوج و المنبعثة من أنفاس زوجته التي استيقظت باكراْ لتجعل ضوء عينيها هو إشراقة شمسه كل صباح ...
و من هنا اسمح لي أن أقرأ موضوعك كالتالي
... ( الروتين الذي نختلقه بعد الزواج هو الخطيئة القاتلة )

و شكرا لك و لقلمك المتميز دائما  *1

صفحة 1 من 2 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]
Powered by phpBB® Forum Software © phpBB Group
http://www.phpbb.com/