[size=150]لطمٌ على خدين!
في تلك الحُلكة..
ما كنتُ سأدرِكُ أنهما خدّا خليلٍ لولا ما تلا اللَّطمَ من تألُّمٍ وحسرات
كان يقول:
ما أتعسني يا رب! ما الذي ساقني إلى هذا المصير؟؟
التفتُ إليه:
ما بك يا رجل؟؟ كنتُ أعتقد أنك أكثر شجاعةً!
أؤكدُ لك أننا قاب قوسين أو أدنى ..
ما لك؟ .. تماسك؟
لَمْ يُجبني بأيِّ تعليق
فقط ..
عاود اللطمَ والسير
بتُّ أتحاشى أن أحدِّثَهُ بأي شيء ..
لأنَ ما أبداه من فزعٍ قد بدأ يتسلل إلى نفسي .. لا أنكر
لكنِّ ..
لا شيء من حولنا يوحي بقرب الفرج
ظلامٌ وسكونٌ ووحشةٌ وصوتٌ وانتظامُ خطا ..
حتى النجوم .. بات وميضها يخبو
صرنا نترقَّبُ أيّ صوتٍ .. أيَّ وميض
لا شيء .. حتى الجنادب
أكمةٌ .. ثم منحدر .. ثم أكمةٌ .. ثم منعطف ..
ولا شيء
كان قد مضى على مسيرتنا أكثر من ساعتين
وأصعبُ ما يُطلبُ من امرئٍ أن يعطي ما لا يملك
استدرت إليه:
بجد .. لا تحمل همَّاً ..
لقد اقتربنا
أنا متأكد من سيرنا ..
إنني أستدلُّ بالنجوم يا خليل ..
انظر .. ذاك نجم القطب
نحن نسير شمالاً إذن .. وهو الطريق الصحيح.
كنتُ كمن يُصوِّتُ في بئرٍ ناضبة!
لم يكن ليجيب !![/size]