متـــــــــــــــى......
الجو ينبئ بحركة غير اعتيادية وصمت غير معهود وطيور السماء تغرد فرحا متيقنة من حدوث أمر لم يكن في حيز الحدوث بتصديق من عقول الناس
كنت جالسا على شرفتي التي لطالما اعتدت أن أكون جالسا عليها أحتسي فنجان قهوتي كل يوم. وفي هذا الصباح كنت قد جلست كما ذكرت سابقا وأخذت يدي تزحف تجاه جهاز (الراديو) طبعا كالعادة
قلبت المحطات واستقرت يدي على إذاعة صوت العرب وفجأة دوى الخبر في أذني كقنبلة عظيمة وكان الخبر يقول- بكل ما أوتي من قوة وتعظيم وفخر- التالي من الكلام:
اليوم أعزائي المستمعين كانت الصاعقة التي لطالما انتظرناها نحن الشعب العربي اليوم أجمل خبر سيسرد على مسامع الشعب الكريم وعلى مسامع العالم كله.لم تنجذب نفسي بكل دقة لطيات هذا الخبر القادم على مسامعي فكنت دائما معتادا أن اسمع بمثل تلك المقدمات لخبر ما، وظننت بأنه لا يختلف عن سابقيه.
فالعادة جرت أن يكون هذا الضجيج حول خبر موت أحد المسئولين أو أحد أبنائهم أو عن خبر انفجار قد دوى في بلد ما أو عن سلسلة اعتقالات جرت من قبل قوة ما لشعب ما أو عن تعديل بقرارات تمس حياة شعب ما .المهم ها قد بدأ صوت المذيع يعلو تلقائيا وبأناشيد وطنية ودينية مرافقة له تدل على عظمة هذا الخبر ومدى التأثير الذي سيلحقه بالمستمعين بل وبكل آذان العالم
قد سرد المذيع كلامه بقوله التالي:
اليوم أيها العرب الشرفاء اليوم ايها العالم الذي يصغي إلينا حدثت المعجزة الكبرى أو بمعنى آخر حدث الأمر الذي لطالما انتظره كل عربي على وجه هذه الأرض ولطالما انتظره كل مؤمن بالعدل والحرية
وحدث التالي:
في تمام الساعة الخامسة من فجر اليوم اتجه ملك السعودية إلى المسجد الحرام إلى كعبة الله المشرفة وصلى الفجر فيها وكان بلباس مختلف عما عهدناه عنه كان لباسه حربيا وفي ظهره تقبع البندقية الصماء تبشر بقدوم رصاصة تفل الأصفاد عن أيدي شعبنا وتحرر أرضنا من من دنسها من أنجاس.المهم وبعد وصوله كان قد أرسل لبقية الزعماء العرب والأمراء والخلفاء بالقدوم إليه. وبكل دهشة وبكل غرابة تعلن الشمس نبأ وصولهم لبيت الله العتيق .ها قد اجتمع الأكارم جميعهم بلباس القتال والجهاد ووضعوا على طاولة أمامهم القرآن كتاب الله الكريم وقد شرعوا بتنفيذ الخطط ووضع إستراتيجية محورية تمدهم بقوة وبجرأة لاتخاذ القرارات الحاسمة.
لقد ولد من هذا الاجتماع المعجزة قرارت تقول بقطع النفط نهائيا عن دول الغرب التي تساند إسرائيل وعن حليفتها الكبرى أمريكا وهذا ما جرى بالفعل وما لبثت الطائرات والأسلحة الأمريكية أن تحولت لكتل حديد صماء.
وقد أعلن حامي حمى الديار المصرية ببيان له من مكة المكرمة بإغلاق قناة السويس في وجه كل سفينة تمس العدو بصلة سواء حربية كانت أم سوى ذلك.وقد أعلنت التعبئة العامة وارتفعت إلى أقصى مستوياتها في جميع جيوش الدول العربية وأصبحت جاهزة على مواجهة أي جيش على وجه البسيطة.أعلن حامي حمى الديار المغربية بإغلاق مضيق جبل طارق من جهته في وجه كل عدو ومن لا يستجيب تقوم سفن الأسطول الجزائري والتونسي بدك قواه وكيان أسلحته التي يحملها ومحقها نهائيا.
الأسطول السوري واللبناني مجهز بأكمل وجه في البحر المتوسط من جهة الشمال .وقد أعلن حامي حمى الديار السورية وكذلك حامي حمى الديار اللبنانية عن إتمام جاهزية الجيش السوري والجيش اللبناني للتمركز على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية لأراضي فلسطين المغتصبة.
بعد ذلك يتحرك الجيش المصري عن طريق شبه جزيرة سيناء ويتمركز بكل عدته وعتاده هناك وتفتح كل المعابر لقطاع غزة من الجهة المصرية .الأسطول البحري المصري قد أخذ موقعه قبالة شواطئ إسرائيل والتحم مع الأسطول السوري واللبناني وأصبح هذا الجمع الغفير جاهزا لاستقبال إشارة الهجوم من القيادة في مكة المكرمة.
في البحر الأحمر قد قال الناس بأنهم رأوا سفنا قد غطت المياه حتى أن المياه لم تعد ترى وكأن وحشا ضخما يزحف فوقها ,لقد كان ذاك الوحش مؤلفا من السفن اليمنية والعمانية والإماراتية والكويتية والقطرية مجهزا بعتاد رهيب القوة وبخيرة المقاتلين الأشداء كما المقاتلون فوق الأساطيل والسفن التي ذكرناها سابقا.أعلن خبر عاجل عن انضمام قوة جديدة لهذا الوحش الكاسر ألا وهو الجيش الصومالي مع كل شاب قادر على حمل السلاح وكذلك الجيش الجيبوتي وجيش جزر القمر.
الجيش السعودي يزحف شمالا وبقي نصفه عند خليج العقبة والنصف الثاني اتجه ليلتحم مع الجيش الأردني للتمركز عند الجبهة الشرقية لإسرائيل ويفصلهم فقط نهر الأردن عن أراضيها.بعد وقت يعلن الجيش المغربي عن دخول الجيش الموريتاني من جهة مضيق جبل طارق محملا على السفن وما لبث أن أصبح منضما للقوة البحرية المصرية والسورية والليبية واللبنانية المرابطة على طول ساحل إسرائيل المطل على البحر المتوسط من لبنان شمالا إلى مصر جنوبا.
الكتائب والفصائل الفلسطينية المسلحة أعلنت جاهزيتها القصوى من داخل الأراضي الفلسطينية وكذلك حزب الله في شمال فلسطين.
دفق من المجاهدين المسلمين والمسيحيين من شتى أنحاء العالم ومن كل من يؤمن بقضية التحرير والحرية قد أتوا ونزلوا في الحدود المصرية الإسرائيلية من ناحية المعابر وكذلك قد نزل بعضهم في الحدود السورية الإسرائيلية والحدود اللبنانية الإسرائيلية.
التجهيز المعنوي والمادي يخرج بأوامر من القياديين في مقرهم في مكة المكرمة .أوامر مقاطعة الدول الغربية وأمريكا على جميع المستويات قد ظهرت منذ بدء الاجتماع.
وقد أتى بيان عاجل عن انضمام جميع المقاتلين العراقيين بكل فصائلهم للجبهة السورية وللجبهة اللبنانية المشتركة.
طبول الحرب قد بدأت تجهز لعزف إيقاعها وإسرائيل تستنجد بالمجتمع الدولي ومجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا بسرعة البرق ويعلن الجيش الأمريكي حالة الطوارئ .
لا مجال للنقاش فقد رفضت القيادة في مكة المكرمة عن استقبال أو سماع أي نداء أو مكالمة واتصال من أي جهة غربية أم أمريكية وحتى من الصين وروسيا ذاتهما.
خبر عاجل ينبئ بقدوم المجاهدين من إيران وأفغانستان وباكستان وإندونيسيا ومن مسلمي الدول الأوربية وأمريكا ومن شتى البقاع المسلمة والغير مسلمة.
مقر جمعية الأمم المتحدة قد أغلق والاتحاد الأطلسي يعلن حالة الطوارئ بكل القوى المنضمة له بالرغم من تيقنهم بأن ذلك لن يفيد بشيء وبالرغم من تيقن أمريكا بذلك أيضا فلا مجال للدخول في مثل هذه الحرب الطاحنة لأن العملاق الذي كانوا دائما يخافون منه قد استفاق .
القوات العربية المرابطة على الحدود مع إسرائيل تنتظر بفارغ الصبر بكل عدتها وعتادها أي أمر من مركز القيادة الرئيسية في مكة المكرمة.
إسرائيل قد حوصرت من جميع الجهات والجبهات
ورئيس حكومتها يعلن التعبئة العامة وحالة الطوارئ ويستنجد بجميع الدول الصديقة.
الحاخامات فيها قد هرولوا لأداء صلواتهم ظنا منهم بأن الله سيستجيب لهم ويرحمهم في هذه المحنة الكبرى .
خرج للتو بيان من القيادة في مكة المكرمة بالسماح للمدنيين الإسرائيليين ممن لا يريدون أن يموتوا تحت رحى المعركة القادمة بالخروج والذهاب لأي مكان يريدون خارج الأراضي الفلسطينية جميعها وقد هرب المدنيون بعد هذا القرار بأطفالهم ونسائهم وما سهل حمله من متاعهم.
وفجأة يخرج القادة الكرام من مركز القيادة في مكة المكرمة بعد أن صلوا صلاة الظهر ويذهبون لمسجد رسول الله محمد (ص) في المدينة المنورة ويقرؤون الفاتحة على روحه الشريفة ويصلون ركعتين بنية الجهاد والقتال الحق في وجه الغاشمين وينطلقون لمركز القيادة في مكة المكرمة ويعلنون الخبر العاجل بأمر مزين بالقوة والعزة والشجاعة خبر بدأ المعركة المنتظرة.قلوب الجيوش المرابطة ترقص فرحا لهذا الخبر وبدأت بالزحف لداخل الأراضي المغتصبة كل من جهته التي كان قد تمركز فيها وبدأت رحى الحرب وبعد ذلك..ي....ق ب.....ث..ض.......ناداني صوت من بعيد يقول: استيقظ بني أما زلت نائما لقد تأخرت على جامعتك.
بقلم
سليمان الحسن
1/1/2010
يمكنك أن تستفيد من الصلاحيات الإضافية للعضو و المشاركة في المنتدى بالتسجيل من هنا , كما يشرفنا أن ينضم إلينا الأساتذة و المعلمون 
تسجيل الدخول
تصفح جوال
الأسئلة المتكررة
بحث
::
