أهلا بك زائرنا الكريم في منتديات آرتين لتعليم اللغات (^_^)
اليوم هو الأحد نيسان 28, 2024 5:51 ص
اسم المستخدم : الدخول تلقائياً
كلمة المرور :  
لوحة الإعلانات الإدارية

عذراً أخوتي .. تم إيقاف تسجيل الأعضاء الجدد في آرتين حتى إشعار آخر


آخر المشاركات

  ... آرتين ...   » لابدّ أن أستأذن الوطن .... نزار قباني *  .:. آخر رد: محمدابو حمود  .:.  الردود: 4   ... آرتين ...   » لا يصلح العطار ما افسدة الدهر  .:. آخر رد: محمد الربيعي  .:.  الردود: 2   ... آرتين ...   » مناقشة كتاب"Translation with Reference to English & Arabic"  .:. آخر رد: Jordan  .:.  الردود: 124   ... آرتين ...   » المعرب و الدخيل و المولد ... تتمة  .:. آخر رد: aaahhhmad  .:.  الردود: 6   ... آرتين ...   » تحميل ملف  .:. آخر رد: مصطفى العلي  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » The Best Short Stories of J.G. bialard The Terminal Beach  .:. آخر رد: المرعاش  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » هام للطلاب الي بيواجهوا صعوبه بمادة الصوتيا  .:. آخر رد: bassam93  .:.  الردود: 16   ... آرتين ...   » مساعدة مشروع تخرج عن تراجيديات شكسبير  .:. آخر رد: ahmadaway  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » نتائج سنوات 2009 2010 2011  .:. آخر رد: أبو عمر  .:.  الردود: 0   ... آرتين ...   » نتائج سنوات 2009 2010 2011  .:. آخر رد: أبو عمر  .:.  الردود: 0

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]




منتدى مغلق هذا الموضوع مغلق ، لا تستطيع تعديله أو إضافة الردود عليه  [ 5 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
  • عنوان المشاركة: أعواد الثقاب
مرسل: الأحد كانون الثاني 10, 2010 6:58 م 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 22 كانون الثاني 2009
المواضيع: 25
المشاركات: 102
المكان: حلب
القسم: بعد الطب -فنون جميلة
السنة: الثالثة
الاسم: الدكتور طاهر محمد سماق
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: ذكر ::


غير متصل
في زِحامِ الأوراقِ والُكُتُبِ، وعَبْرَ ذلك الضوءِ الخافتِ المُنبعثِ من مِصباحِه المكتبيِّ على طاولتِه، كانَ يبدو وَجهُهُ الشاحِبُ ذو الجَبهَةِ المَليئةِ بالتَّغَضُّناتِ، والعينانِ الغارِقَتَانِ في تَتَبُّع آثارِ الكَلِماتِ على سُطورِ كِتابٍ ضَّخْمٍ مفتوحٍ أمامَهُ لا يظهر منه بوضوح سوى تلك البقعة الدائرية حيثُ سُلِّط نورُ المصباح.
كانَ يبدو كُلُّ ما فيهِ ساكناً، إلا شَفَتيهِ اللَّتينِ كانتا تَتَحَرَّكانِ أحياناً، لِتَدُلَّان على مدى انشِغالِه .. رُبَّما، في فَهْمِ الأفكار المُستَعصيةِ لذلِكَ الكِتابِ وحِفظِها.
لمْ يمْضِ على جَلْسَتِه أكثرَ منْ نِصْفِ ساعةٍ، حتَّى نَهَضَ مُتَوَجِّهاً إلى النافِذَةِ يَفتَحُها، ويُتَمْتِمُ مُحْتجَّاً على الجَوِّ الخانِقِ في الغُرفَة. ثمَّ انتَظَرَ قُربَها حتَّى أَحَسَّ بِلَسعةِ البردِ، فأَغْلَقَها وعَادَ يحتَسي كوبَ شايِهِ السَّاخنِ، وعادَتْ كذلِكَ صفحاتُ الكتابِ الضخمِ تلمَعُ في عينيهِ ثانيةً.
وبعدَ بُرْهَةٍ قصيرةِ، نَهَضَ ثانيةً ليزيدَ منْ سُرعَة تقطيرِ النِّفْطِ لمِدْفَأَتِهِ الضعيفةِ، لكنَّها، في واقِعِ الأمرِ كانتْ قدِ انطَفَأَتْ، .. فتناوَلَ عودَ ثقابٍ وضَرَبَهُ عِدَّةَ مرَّاتٍ على حافَّةِ العُلبَة فلمْ يشتَعِلْ، .. إلى أنْ حانَتْ منهُ نظرةٌ فاكْتَشَفَ أنَهُ قد أمسَكَهُ مَقلوباً، .. فسارعَ إلى إصلاحِ وَضْعِهِ، وعادَ يَضرِبُ ثانيةً، لكنَّهُ أدْرَكَ، قبلَ أنْ يعودَ بنَظَرِهِ إلى فوهَةِ المِدفَأَةِ المَفتوحةِ، أنَّ عُودَ ثقابِهِ هذا لا يحتَوي على "دواءٍ"، لا في رأسهِ، ولا على ذيلِهِ، فقذَفَهُ في فوهَةِ المِدفَأةِ وهوَ يقول:



"آه .. يا حُبِّيَ الكبيرِ، يا وردةً حمراءَ أتمنى أنْ أُعَلِّقَها على صدري، وأُداعِبَ وُريقاتِها المِخمَليَّةَ، وأشتَمَّ عَبَقَها الرائِعَ. ولكن .. قدْ يموتُ الحُبُّ قبلَ أنْ يولَدَ، وخَوفي منْ أنْ يحدُثَ ذلِكَ، فرُبَّما قَدَري أنْ لا أُحِبَّ إلا المُلهِماتِ فحَسْبُ، لا أُدرِكُ منهنَ غير العذابِ والمُعاناة، فلا يأبَهنَ بشيءٍ من عَذاباتي !"

أخرجَ عُوداً آخرَ وضَرَبَهُ فاشْتَعلَ سريعاً ثمَّ انطَفَأَ، فنَظَرَ إلى بقايا "الدواءِ" المُحتَرقِ، فإذا بِهِ كَمَنْ يَغْمِسُ إصبَعَهُ الجافَّةَ في كومةِ رملٍ، لا يَعلَقُ منهُ بها إلا بِضْعَ حَبَّاتٍ، فقَذَفَ بهِ في فوهة المِدفَأَةِ قائلاً:

"ما أَتْعَسَ أنْ يَعيشَ المرءُ ضعيفاً هزيلاً، ويالَتعاسَةِ من ابتُلِيَ بقَلبٍ حالُهُ في الجُرأة كحالِ هذا العودِ، يتَحَفَّزُ طويلاً فلا يَبدُر من جُرأتِهِ إلا كوهجِ ما يبدو من حَشَرةِ الليلِ أو أقَلَّ.

إنهُ تناقُضٌ رهيبٌ، فعاليةُ التي رُبَّما أسأتُ لها نتيجةَ ظروفٍ خاصَّةٍ قاهِرةٍ، هي ذاتُها التي أُعجِبتُ بها إلى حدِّ الهوى، والتي أريدُ أن أبوحَ لها بما كَتَمتُ سنيناً، فكيفَ ستتلقَّاني يا تُرى؟ أأهربُ أم أغامِرُ؟ فكلمَةُ لا تنهي كلَّ مشاكِلي، وأنا لديَّ قُدرةٌ عجيبةٌ على احتواءِ الكوارثِ، أمَّاُ نعَم .. فصورةُ اللهِ في الأرضِ".
تناوَلَ عُوداً ثالثاً، فإذا به نِصْفُ عودٍ، فلَعَنَ الثقابَ وصانعي الثقابِ:



"أي حظٍّ هذا الذي يقودُ لي أعواداً تتشابَهُ مع أيامي، تَراني أَجِدُّ السيرَ أحياناً إلى مُنتَصَفِ الطريقِ ثم تخورُ قِوايَ، فإلامَ يا ربَّاه هذا التردُّدِ، وإلامَ يستَهلِكُني ضعفي".


تناولَ الرابِعَ، ونَظَرَ إليهِ مُتَفَحِّصاً قبلَ أنْ يُباشِرَ الضَّربَ، فكانَ سليماً مُعافى، فضرَبَهُ على طرفِ العُلبةِ مرةً واحدةً، ووَجَّهَ يَدَهُ إلى فوهةِ المِدفأةِ، ظَنَّاً منهُ أنَّ كُلَّ شَيءٍ على ما يُرامُ، لكِنَّهُ سرعانَ ما اكتَشَفَ أنَّ العودَ لم يشتَعِلْ، فأعادَ ضربَهُ ثانيةً وثالِثةً ولمْ يَشْتَعِلْ.. لقدْ كانَ العُذرُ في حافَّةِ العُلبةِ هذهِ المرَّةِ.

"ما ذَنبُها إذا كُنْتُ لا أُتْقِنُ الإجابَةَ على تَساؤلاتِ عَينَيها، فرُبَّما أَحسَسْتُ أنَّ بها حاجَةٌ لحبيبٍ، وربما كَرَّرَتْ لي خطابَها هذا مرَّاتٍ ومرَّات، ولكنَّ جُبني وتتردُّدي، قاداها إلى اليأسِ، فما عادتْ تجيبُ شظىً بأكثر مما تنبري لهُ حافَّةُ عُلبَتي هذهِ، مهما أتقَنْتُ في قَدْحِ الزنودِ."

قَلَبَ العلبةَ وضربَ بالعودِ على الحافَّةِ الثانيةِ فوَرَّاهُ وقذَفَهُ في الفوهةِ، ونَظَرَ والخوفُ يَطغى على مَلامِحِ وَجهِهِ:
"لا بُدَّ أنْ أُحَدِّثَها قبل أن تَضيعَ فُرصَتي إلى الأبد .. إلى الأبد".



يا إلهي .. لقدْ غَرِقَ العودُ في النَفطِ الذي مَلَأ القاعَ، "أخشى أن أغرقَ في زِحامِ هَواجسيَ المُتَراكمةِ حولي كزِحامِ الطوفان"

رَبَطَ لولبَ المِدفَأَةِ وعادَ يَبحَثُ عنْ عودٍ جديدٍ بعدَ أنْ أَحْضَرَ لفافة وَرَقٍ، عَلَّها تَصمُدُ في لُجَّة النَفطِ المُغرِقَةِ، قال:


" يجبُ أن ألملمَ كلَّ قوايَ دُفْعَةً واحدةً فأقوى على مُواجهةِ أوهاميَ المُتَرَاكِمات".

امتدت أصابِعُهُ إلى آخرِ عودٍ في العُلبة .. أشعَلَهُ ثم أشعلَ به الوَرَقَةَ، وقَذَفَها في أحشاءِ المِدفأةِ، فأخَذَتِ النارُ تضطَرِمُ في جَوفِها منْ جَديد.
عِندَهَا .. عادَ إلى كُرسيِّهِ وهُوَ يقولُ في نَفْسِه:



"خَوفي منْ أنْ تَيأسَ منَّي حبيبتي فأفْقِدَها لِلأبد، وأخافُ أنْ أُكَلِّمَها فلا أجدَ لَديها قبولاً فأفتَقدها أيضاً للأبدِ، فويلتي من هذا التناقُضِ المريرِ، وأيُّ حَلٍّ إلَّا أن أحتَرِقَ بضرامِ النارِ دُفعَةً واحِدةً، عندها .. قد يكونُ هناكَ جدوى."

كانَتْ جلستُهُ أقربَ ما تكونُ إلى الاستلقاءِ، واضعاً يَدَيهِ وَراءَ رأسِهِ، مُسْتَغرِقاً في نَظرةٍ كادتْ تكونُ هي الأبدُ أوِ الأزلُ منْ شِدَّةِ عِمْقِهَا:

"إعياء ومرارةٌ وعذاب .. هذه هي حياتي .. ويَمُرُّ يومي لا أعرِفُ كيفَ أُطفِئُ حِمماً تستَعِرُ في مُهجَتي .. وساعاتي باتتْ ثقيلةٌ، واليأسُ يدُبُّ في أوصالي، وكلما أتى يومٌ جديدٌ، تحوَّلَ جِزءٌ جديدٌ من جسدي إلى عِشقٍ لعينيها، وصارَت أنفاسي كأعوادِ ثقابي .. لاهِثةً ضعيفةً .. وأنا ما تَعَوَّدْتُ إلا الصمتَ .. وبِتُّ أعرِفُ أنَّ الحياةَ أضحوكةٌ، وأنَّ الموتَ أضحوكة، .. وأعرِفُ أنَّ الناسَ أشباحٌ وأنَّ القبورَ مقاهي، وأنَّ كلِمَةَ حبٍّ واحدةً هيَ الشيءُ الوحيدُ الَّذي يمكِنُ أنْ يبعثَ في أَوصاليَ الحياة".
30/11/1985


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: أعواد الثقاب
مرسل: الأربعاء كانون الثاني 20, 2010 3:21 ص 
مشرفة أقسام اللغة العربية
مشرفة أقسام اللغة العربية
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 19 آب 2007
المواضيع: 275
المشاركات: 5187
القسم: عربي
السنة: متخرجة
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: أنثى ::


غير متصل
لا أظن أن هذا الموقف الذي مرّ به هذا الرجل يتجاوز العشر دقائق ، ولكنك أجدت في وصفه إجادةً رائعاً ..
استطعتَ أن تستخدم كلماتٍ في حياتنا بلغة فصيحة لم أعرفها ، وربما احسستُ بما تقول كثيراً لأننا في جو الشتاء كما ترى ولا غنى عن المدفئة .

ويبدو أن حالتك النفسية متأزمة لدرجة أنك خلقت من أعواد الثقاب تشابهاً مع ذاتك ومصارعتك لنفسك ، فكل عودٍ كان يحكي جزءاً من قصتك
إنك تهرب من هذا كله إلى القراءة بل إلى التعمّق في القراءة باحثاً عن منفذ آخر تتنفس منه هواء الحياة

قصتك اللطيفة هذه ، كانت سردية وصفية دقيقة ، وكنا ننتظر أن يشتعل عود الثقاب لنرى كيف ستفكر وماذا ستقول ..
لم نجد إلا شخصية واحد هنا هي شخصية ذاك الرجل القارئ ، ورواي القصة الذي هو أنت ، وبهذا فقد زاوجت بين ضمير المتكلم والغائب وأحدثت حركة جميلة في القصة ، جعلتنا نتنقل من ضمير إلا ضمير ومن زاوية شخص إلى آخر

قد تكون قصة قريبة إلى الخاطرة ، ولكن تتالي الأحداث فيها ووجود الراوي جعلها قصة تروي ما في النفس من بوح


اقتباس:
30/11/1985

كم هي قديمةٌ إذن  :wink:
شكرا لك *1


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: أعواد الثقاب
مرسل: السبت كانون الثاني 23, 2010 4:38 م 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 22 كانون الثاني 2009
المواضيع: 25
المشاركات: 102
المكان: حلب
القسم: بعد الطب -فنون جميلة
السنة: الثالثة
الاسم: الدكتور طاهر محمد سماق
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: ذكر ::


غير متصل
شكراً لهذا المرور النقدي الجميل

دائماً كوني حاضرةً .. فلحضورِك وقعٌ مميز


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: أعواد الثقاب
مرسل: الاثنين كانون الثاني 25, 2010 5:50 م 
آرتيني متميّز
آرتيني متميّز
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 04 كانون الأول 2008
المواضيع: 402
المشاركات: 3141
المكان: حــمــص - الحــــولة - حرية
القسم: الإنــجـليزية
السنة: الــرابــعـــة
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: ذكر ::


غير متصل
الأسلوب رائع ومخضرم
وجدير بالمطالعة وبتفهم موقفك
والنقد إلى بعد الامتحان
تقبل مروري سيدي


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
  • عنوان المشاركة: أعواد الثقاب
مرسل: الثلاثاء آب 10, 2010 12:54 م 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
صورة العضو الشخصية
اشترك في: 22 كانون الثاني 2009
المواضيع: 25
المشاركات: 102
المكان: حلب
القسم: بعد الطب -فنون جميلة
السنة: الثالثة
الاسم: الدكتور طاهر محمد سماق
لا يوجد لدي مواضيع بعد

:: ذكر ::


غير متصل
بانتظار النقد .. سليمان
وقبل ذلك أعلمُك: أن هذه القصةَ كتبتها وأنا في مثل عمرك .. أي في أواسط العشرينات من عمري ..
فخلِّ النقد على قدر تلك المرحلة


أعلى .:. أسفل
 يشاهد الملف الشخصي  
 
منتدى مغلق هذا الموضوع مغلق ، لا تستطيع تعديله أو إضافة الردود عليه  [ 5 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين [ DST ]


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  

جميع الحقوق محفوظة لـ ©2012Art-En.com . تصميم بواسطة Art-En . راسلنا . سياسة الخصوصية . قوانين المنتدى
Powered by phpBB© . Translated by phpBBArabia