إحدى الرؤى

رؤى

لم أملك ثمن قطرة مطر في الزمن السئ ..
قايضتها بنهر من دمي , و بصبري , و بألف من ضحكات أطفالي و لم تلن .
أقسمت لها بأن آنف الماء من بعدها , بأن أدفن رغباتي في صحراء من تمسكي بذكراها , ولم تجب .
عللتها بوعد الغد .. بسماء خصبة إلى ما بعد الثمالة .. باقتصار الوحي على أمّاتها من الغيم ..
ملّكتها بعضا من بقايا روحي , فعافت هشاشتها و كرهت لونها .
أتيتها باحتضاراتي , بيأسي حين غضب , و اشتعل , و أحرق قومي و مضاربهم معا : معصوب العينين لم يعاقر الندم يوما , فسخرت مني ووطئت كل ذاك باشمئزاز ..
وقفت أمامها يعلوني غبار الذل , يحرقني عاري كسلسلة رقّ رُكّبت من جمر و قار ..
أدركت بعقلي الثقيل المتعب أنها تجلدني بنشوة لن تنتهي .. أني دمية مستكينة طيّعة , يحلو لها أن تمزّق أوصالها ثم تجمعها بحيلة مبتكرة كل جيل و جيل ..
في وقفتي هذه استوى لديّ كل خيار : فموتي يعادل انبعاثي , و ألمي يعادل خشوعي ..
وحده غدي لم يكن كيومي ..
غدي لم تكتب فيه كلمات بأي لون بعد ..
غدي سيبدأ حين أنفض عني شلل عبوديتي لقطرة مطر ..

Mohammed

كثيراً ما نضحي ونقدم للوهم الجميل كل ما نملك
ونقايض الرغد المضمون برهان على غيمة سوداء قد وعدنا به
غيمة قد لا تهب منتظرها سوى عتمة جافة لا تأتي الا برطوبة في العينين
وقليل من الذهول ...
ربما رغبنا في محاربة العالم بأسره من أجل تلك القطرة
لكننا في داخلنا نعلم أننا سنخسر الرهان ..ونصر على انتظار المطر من جوف تلك الغيمة الصخرية ونرفض أن نعترف...
لكل منا طريقته في فهم الاشياء وأنا فهمتها على طريقتي
مؤلمة لحد الجمال

عاشقة العربية

يبدو أن الأشخاص ليس من اسمهم نصيب فحسب، بل والخواطر والقصائد أيضاً ..
فلكل خاطرة وقصيدة من عنوانها نصيب.
وتكاد تكون خاطرتك (إحدى الرؤى) كذلك، فغموضها الماسي يشدّ قارئها ليحاول الكشف عن مكنوناتها، علّه يقع على حقيقة الانعكاسات داخل هذه الماسة، فهي رؤية لا حقيقة، بل إنها إحداها لكثرة ما حولها من رؤىً وتطلعات.

في إحدى الرؤى ..
لمستُ المكابرة أمام العبرات المطهِرة، ظناً من النفس أنها ليست إلا علامة الصَغار.
إنها حربٌ بين الذات والدمعة كلاهما تتبارزان، فالأولى تثبِت القوة لنفسها والأخرى تثبت الضعف .. ربما حملتا تناقضاً، ولكنّه تناقضٌ مكمِل، فما بعد الضعف إلا القوة ! فهل كانت الدمعة تصارع الذات حتى تضعفها ثم تقوى بها؟!
إنها صورة من صور مجادلة الذات الإنسانية، وعِراك الماضي والمستقبل، والندم والطموح.

إلا أن في كلماتك مسحة يأس تحاولين مسحها بيدٍ مرتجفة ما زالت تبحث عن قرار.
ولا تخفى تلك اللمسة الفلسفية التي توشّحين فيها كلماتك.

هذه قراءتي لما كتبتِ بعد محاولةٍ فكّ رموز كلماتها المرصوفة رصفاً أنيقاً فاتناً.

إهاب

لستُ معنيَّاً بفك الرؤى أو بتعبير الأحلام ......... لكنها الومضة التي ترتجف ألوانها خلف السكون

الكلُّ يحلمُ هاهنا خلف النهار لكن وحدهم الذي يرون شموسه تنتابهم الرؤى

فليسمع الغيم المـُـثـَـقـَّلُ بالسواد ...... لسنا عبيداً لحبات المطر

و الربُّ يعرف ....................................

-----------------------------------
تقبلي سكوني على هذه الأغصان المتمايلة

رؤى

Mohammed
نحن ندري .. و المصيبة أعظم ..
شكرا لمرورك ..

عاشقة العربية
دائما ما أتأمل رؤيتك للنصوص فتعجبني .. أرى فيها ما أعرف .. و أرى أوجها أخرى كانت تختبئ بين الكلمات .. فأسعد اكثر لموهبتك الجميلة ..
يسعدني مرورك اللطيف ..

إهاب
لسنا عبيدا .. لكن بعض الثقل يستعبد الروح لا لقوته أو لضعفها .. بل ببساطة لبشاعته و جمالها ..
أثمّن مرورك .. أهلا بك ..

جيانا الملوكي

رؤى,

ما شاء الله مبدعة *good

الله يوفقك

رؤى

جيانا الملوكي
شكرا جزيلا لك ..

آخر المشاركات

قوانين المنتدى

إحدى الرؤى