.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أهواكِ إلى(غ.ع)
البحر الكامل
أَهْواكِ إِنِّي أَرْتَجي عَيْناكِ
يا زَهْرَتي مَنْ لي سِوى مَرْآكِ
ضَاقَتْ عَلَيَّ مَساكِنٌ وَكَواكِبٌ
فَتَكَرُّماً هاتي ضِيا لُقياكِ
بِعُيونِكِ الخُضْرِ الهَوَىَ مُتَأَصِّلٌ
وَتَذَكَّرَتْ شَفَتي سِنا ذِكْراكِ
أَنْتِ البَهِيَّةُ لَيْتَني في حُضْنِكِ
كَرِسالةٍ بِحُروفِها تَلْقاكِ
بَكَتْ الشِّفاهُ طَراوَةً مَنْسوجَةً
فَشِفاهُكِ الحُبْلى مَحَتْ أَشْواكي
هِيَ قُبْلَةٌ مَسْروقَةٌ بِمَوَدَّةٍ
يَوْمَ اللِّقا ما أَزْهَرَتْ لَوْلاكِ
عِطْرٌ عَلَى أَيْدٍ يَفوحُ جَمالُها
مَرَّتْ عَلَى شَفَتي وَما أَحْلاكِ
أَمْسَكْتُ صَدْري مُذْ ضَمَمْتُ كَيانَكِ
وَتَساقَطَتْ لُغَتي عَلَى رُؤْياكِ
جَلَّ الذَّي رَسَمَ العُيونَ وَحَالَها
عَزَّ الذَّي فُلَّ الهَوَى أَهْداكِ
هَلْ تَذْكُرينَ عُيونَنَا يَوْمَ اللِّقا
صَمْتُ اللِّسانِ بَرَاعَةً غَنَّاكِ
بَسْمَ الشِّفاهِ السَّاكِناتِ وَسُكْرَنا
وَتَلَعْثُماً مُذْ حُرِّكَتْ يُمْناكِ
والنَّاسُ قَدْ هاموا بِنا في نَظْرَةٍ
حينَ اشْتَبَكْنا في هَوَى الأَفْلاكِ
وَنَسَيْتُ زَهْراً حائِراً في وَضْعِهِ
كانَ الهَدِيَّةَ حُلْوُها سُقْياكِ
وَهَذَيْتُ قَوْلاً مِنْ حَرارَةِ مَجْلِسي
هُوَ خَافِقي نَبْضَ الجَوى سَوَّاكِ
لا ما عَشِقْتُ أُنُوثَةً بِجِنانِها
في وِسْطِ قَلْبي إِنَّهُ سُكْناكِ
وَلَقَدْ مَرِضْتُ بِحالةٍ مَأْسورَةٍ
مَالي شِفاءٌ في الهَوى إِلاَّكِ
إِنَّا حَضَنَّا بَعْضَنا بِحَفَاوَةٍ
مَفْهومُنا غَيْبٌ عَنِ الإِدْراكِ
قُمْنا سَبِحْنا في الشِّفاهِ نَقاوَةً
بِتَلاصُقٍ كَمَسيْرَةِ الأَسْماكِ
قَدْ حَطَّمَتْ يَدُنا تَقاليْدَ البَشَرْ
وَقَدِ اتَّخَذْنا صِيْغَةَ الإِضْحاكِ
في حُبِّنا لا ما بَغَيْنا جَنَّةً
فَلَقَدْ مَلَكْنا زَهْرَةَ الأَمْلاكِ
هُوَ حُبُّنا وَوِصالُنا أَعْطى لَنا
أَصْلَ الجَمالِ أَصَالَةَ المَلَّاَكِ
شَقْراءُ إِنِّي كَمْ أَتوقُ لِقائَنا
عِطْرَ الخُدودِ وَكُلَّ ما حَلَّاكِ
إِنِّي أَميْرٌ مُذْ بَدَأْتُ وِصالَكِ
حَقَّ الخَيالُ بِحَقِّ مَنْ خَلّاكِ
مُذْ غِبْتِ عَنِّي خافِقيْ مُتَصَدِّعٌ
يَبْكي حَزيناً في ثَرَى الإِهْلاكِ
بُشْرى زَماني أَنَّني مُتَأَصِّلٌ
يا ما أُحَيْلاها نَدَى بُشْراكِ
هَلْ تَذْكُرينَ جُلوسَنَا في سَعْدِنا
في يَوْمِنا الغالي وَما أَغْلاكِ
أَحْصى بَياني أَنْجُماً بِشُعاعِها
فَوْقَ النُّجومِ بَريقُهُ أَحْصاكِ
حينَ ارْتَسَمْنا لَوْحَةً شَرْقِيَّةً
لَبَّى كَياني نَبْضَكِ لَبَّاكِ
حينَ ارْتَقَتْ شَفَةٌ عَلَى شَفَةٍ بَدا
شَهْدُ الرَّحيقِ وَأَصْلُهُ عَيْناكِ
أَهْمَلْتِ خَوْفاً في الوَرَى مَفْهومُهُ
وَوَضَعْتِ فِيّا خُصْلَةً تَهْواكِ
دارَتْ عَلَيْنا في اللَّيالي لَوْعَةٌ
نُمْسي ضَحايا بُعْدِنا السَّفّاكِ
نُحْصي لِدَقَّاتِ السُّوَيعاتِ الَّتي
قَدْ فُصِّلَتْ بِهَواتِفِ الأَسْلاكِ
في صَوْتِكِ المُعْطي لِنَبْضِ حَرارَتي
أُنْشودَةً كَبَلابِلِ الشُّبَّاكِ
دِفْءُ الحُروفِ عَلَى المَخارِجِ قَدْ كَوَى
جَسَدي كَما قَدْ هَزَّها أَفْلاكي
نُنْهي كَلاماً ما نَهَى تَفْكيرَنا
أَهْواكَ قُلْتي مِثْلَما أَهْواكِ
وَنَعودُ في كَتِفِ النَّهارِ بِمَوْعِدٍ
بِقَصائِدي مُسْتَعْظِماً ذِكْراكِ
فَأَقولُ بَوْحاً ما رَسَمْتُ كَمِثْلِهِ
إِنَّ الجَمالَ إِذا اشْتَهى غَنَّاكِ
أَشْتاقُ صَمْتَكِ حَاملِاً أَنْفاسَهُ
بَحْرَ القَصيْدِ بَراعَةً أَرْساكِ
أَنْسى كَياني مُهْمِلاً رَايَاتِهِ
أَنْسى الهَوَى دَهْراً وَلا أَنْساكِ
سليمان الحسن
11/1/2012
