جول جَـمّال
شهيدُ المجد
سمـــــوتَ بقلبٍ مستَـطابٍ مُبَجَّلِ
ونُلتَ مصافي المجدِ في خيرِ محْفَلِ
بلَغتَ العُلا رَوماً كأن جِيادَهُ
كَبَونَ أمامَ الفارِسِ المتَرَجِّلِ
سعيتَ إلى ما لم يُطِقْهُ سوى الذي
بإيمانِهِ بارى النبيِّينَ في علِ
خَلُدْتً وغابوا رغمَ عُمرٍ أمدَّهُم
فهل يستوي الضِّدانِ وهمٌ ومُنْجَلي؟
وسِرْتَ شهيداً بالخميسينِ تزدهي
فللهِ درُّ النعشِ زاهٍ برافلِ
عزفتَ عن الدنيا ووجَّهتَ صوبَهم
بطوربيدِكَ المشحونِ، عزْفَ التَّبَتُّلِ
بطوربيدِكَ المشحونِ سجَّرتِ تحتَهم
مياهاً أبتْ ألّا تَذَلَّ لمُعْتَلِي
أيا فارسَ القُطرَينِ لملمتَ شملنا
وجُزْتَ إلى سَبْقِ الرجاءِ المُعَوَّلِ
سبقتَ بعامينِ الخطا نحو وحدةٍ
بنبضٍ نبيلٍ يعرُبيٍّ مؤصَّلِ
أيا فارسَ القُطرَينِ أقصمتَ ظهرَهُم
وألويتَهُم قَسراً كسبعينَ جحفَلِ
بحادثةٍ كانت عليهِم فجيعةً
وفي ساحِنا زغرودةَ المتهلِّلِ
بحادثةٍ ما قد أقاموا حسابَها
فَخَرَّتْ عليهِم كالهزيمِ المُجَلجِلِ
أعدتَ بها الأمجادَ من غابرِ الورى
وصُغتَ حروفاً كالرحيقِ المُعلَّلِ
أيا فارِسَ القُطرَينِ فُدِّيتَ أنفُساً
فكلُّ بلادِ العُرْبِ جُذْلٌ لواصلِ
وبورُ سعيدٍ، ثِق .. إلى الآن تنحني
أمام شهيدٍ صاعدٍ ومحَجَّلِ
أمامَ شهيدٍ لم يَكُنْ نُصْبَ عينِهِ
سوى أنَّ أرضَ العُرْبِ حُرْماً بمُجْمَلِ
فدَقَّتْ لِمهويك الكنائسُ جَرْسَها
وصرخَةُ تكبيرِ المساجِدِ تعتلي
وفي اللاذقيةِ، زغرَدَنَّ نساؤها
وأحياءُ طنطا بالأهازيجِ تمتلي
أ مصرُ أصيخي .. قد فداكِ مُكَحَّلٌ
فقومي إلى عُرسِ الشهيدِ المُكَحَّلِ
أ سوريةُ الأمُّ الرَّؤومُ تبَشري
فجولُ، أميرُ المَجْدِ آتٍ فأقبلي
فنحنُ على ذِكراكَ لم ننسَ طِيبَها
تأتَّى إلينا عابقاً كالقرنفُلِ
فسِرْ في ركابِ المجدِ يا مُلهِمَ الفدا
فإنّا بِهِ عِندَ المُلِمَّاتِ نصطلي
سلامٌ على روحٍ طهورٍ نديَّةٍ
تُيممُ ذكراها بشرقٍ وشمألِ
سلامٌ .. فكلُّ العرب لم تنسَ فضلكمْ
وكلُّ بلادِ العُرْبِ جُذْلٌ لواصلِ
الدكتور طاهر سماق .. في 13/9/2010