اليومَ هَدَّمتِ العمائرَ والطُّلول
قَوَّضْتِ آلافَ الحُلول
أحْرقْتِ أكداسَ المحاصيلِ بهاتيكَ الحُقول
وهزائمي كَومُ انكساراتٍ ورَدْمٌ وفُلول
اليومَ ..
مثلَ اليومِ لم أعهدْ، على مرِّ الفُصول
فالكونُ قد شابتْهُ أنواعُ العواصفِ والرُّعودِ
وكلُّ أنواعِ الهُطول
وتشرذمتْ فِكَري وأحلامي على طَفحِ السيول
ما عادَ يعنيني الزَّمان
ولم أعدْ أهوى صباحاتي ولا شمسَ الأفول
لوكان بالإمكان أن تُمحى كتاباتي، وتاريخي يزول
فقد حرَّرتُ هذا اليومَ تقرير الوفاة لوهمٍ أو ذُهول
ومشيتُ خلفَ جنازةِ الأوغادِ - لا أسِفاً - بلا قرعِ طبول
وأَحُثُّ خَطـوي كي أواري جُثَّةً للحبِّ أضناها النُحـول
تبدو تعيَّاها التَّنكُّر تارةً، وأحياناً قُبول
وأخيراً انهارتْ بها كلُّ الأحاسيسِ، وزوَّاها الذبولْ
فطويتها طيَّ الزلازلِ للجبالِ وللسهولْ
لكأنما كانتْ هي الدَّكُّ .. وأوصالي السُّهولْ
يكفي مخادعةً
ما عُدتُ أحتملُ التَقَلُّبَ في حِمى حُبٍّ خَجولْ
يكفي مُخادعةً
فلا أنا في التَّعَفُّفِ يوسفٌ، ولا أنتِ البَتول
يكفي مخادعةً
فقد انطوت فيكِ البراعةُ في عظيمِ الكيدِ حتَّى ..
باتَ يخشاك المُحِبُّ مع العَزول
يكفي .. فإن اللُّؤمَ في عينيكِ قد وارى خطاباتِ العقول
لا .. لستُ أشكو كُربتي إلا لربٍّ .. لا يحولُ ولا يزول